عربي21:
2025-06-23@05:40:58 GMT

ثرثرة فوق بحار الحل المستحيل

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

التقرير الطويل الذي نشرته النيويورك تايمز قبل أيام عما سمته «توتر العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل» بشأن الحرب على غزة وبشأن ما بعدها لا يفي بما يعد. فالعنوان يغري بأن التقرير سيكشف أدلة قوية على بدء استفاقة لدى الإدارة الأمريكية على حقيقة أن مصالحها القومية لا تتطابق مع مصالح إسرائيل وبأنه لا يعقل أن تبقى واشنطن متفانية على مر الزمان في دعمها دعما آليا، بل بافلوفيّا، ومعادية من أجلها ثلثي دول العالم.



وإذا تعذر ذلك، فلعلها أدلة قوية على غضب أمريكي من هذه الدولة الوقحة التي تتلقى من الولايات المتحدة دعما شاملا لا سابق له في التاريخ ولا مثيل له في العالم المعاصر، ولكنها تقابل كل ذلك بمنتهى الجحود والصلف، مستهينة بالمطالب الأمريكية وسالكة مسلك اللئيم المستخف بولي نعمته. وإذا لم يتوفر أي من أدلة الوعي أو الغضب، فقد كان المتوقع على الأقل أن يكون ثمة بعض الأدلة على بروز افتراق فعلي في موقفي الجانبين من غزة وشعبها.

ولكن المعلومات الكثيرة التي عرضتها النيويورك تايمز لا تتجاوز دلالتها، في الجوهر، بضع حقائق ليس أي منها بالمفاجئ، ربما باستثناء اعتراف السفير الإسرائيلي السابق لدى واشنطن مايكل أورن بأن إسرائيل صارت منذ 7 أكتوبر معتمدة كليا على الولايات المتحدة وبأن شعار دفاع إسرائيل عن ذاتها بذاتها قد سقط، وإقراره أنه رغم كل التوتر في العلاقة فإن بايدن لم يستخدم السلاحين الكفيلين بإرغام إسرائيل على الاستجابة للمطالب الأمريكية، أي وقف الإمدادات العسكرية ورفض استخدام الفيتو في مجلس الأمن.

والذي تبين هو أن التوتر ليس بين الدولتين وإنما هو تحديدا بين بايدن ونتنياهو. وهذا معروف، حيث سبق لبايدن أن أعلن، أثناء الحفل الذي فاخر فيه بأنه صهيوني، أنه دائما ما يقول لنتنياهو الذي يعرفه منذ حوالي أربعين سنة: إني أحبك، ولكني لا أشاطرك أيا من آرائك. وهذه، كما ترى، مودة خالصة من جنس ما يكون بين أفراد الأسرة الواحدة، حيث يبقى الخلاف في الرأي بلا عواقب ما دام محكوما بسلطان المحبة! ثانيا، يتعلق الخلاف أساسا بترتيبات ما بعد الحرب.

قصة بايدن مع «حل الدولتين» تماثل قصة معظم الساسة الغربيين، حيث إن هؤلاء يعتقدون أن مجرد الحديث عن هذا الحل كاف لتحقيقه. ولهذا فإنهم منذ ثلاثين سنة يثرثرون، ولا يزالون
بايدن يريد أن تتسلم سلطة رام الله إدارة غزة تمهيدا لإحياء الخطة المتعلقة بإقامة دولة فلسطينية، بينما يرفض نتنياهو أن يكون لسلطة رام الله أي دور في غزة لأسباب عديدة أهمها أنه مستميت ضد فكرة الدولة من الأساس. وقد سبق له أن قال لأعضاء الليكود: أنا السد الوحيد بينكم وبين قيام الدولة الفلسطينية بعد نهاية الحرب.
ولابد من التذكّر بأن قصة بايدن مع «حل الدولتين» تماثل قصة معظم الساسة الغربيين، حيث إن هؤلاء يعتقدون أن مجرد الحديث عن هذا الحل كاف لتحقيقه. ولهذا فإنهم منذ ثلاثين سنة يثرثرون، ولا يزالون. أما ما يمتاز به بايدن عنهم فهو أنه هائم بإسرائيل حبا وغراما، ويكفيه فخرا أنه الرئيس الأمريكي الوحيد الذي بلغ حد البوح بأنه «لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان علينا أن ننشئها إنشاء».

ومن شدة هيام الرئيس بحوّائه الإسرائيلية هذه، التي يبدو أنه نسي أنها ما كانت لتوجد حقا لولا أنها أنشئت من ضلع الشعب الأمريكي إنشاء دينيا واستراتيجيا، فإنه لا يزال إلى اليوم مكتوف الأيدي لا يحرك ساكنا لوقف موجات الاستيطان اليهودي التي توشك أن تكتسح آخر ما تبقى من بقايا خُمُس فلسطين التاريخية. ورغم ذلك فالرجل لا يزال مؤمنا، على نحو ما، بإمكان الإقامة الفعلية لدولة فلسطينية. وهذا يشبه الإيمان بالسحر والخيمياء لأنه يوهم بإمكان تدبّر أمر تركيب دويلة حتى من فتات متناثر من الأراضي.

ولكن العالم يعرف أن حل الدولتين قد صار مستحيلا. كما يعرف أن عنصرية إسرائيل، نخبة وشعبا على حد سواء، تمنع مجرد التفكير في حل الدولة الواحدة التي تساوي بين جميع مواطنيها مساواة ديمقراطية لا اعتبار فيها للانتماء العرقي أو الديني، على غرار ما فعلت جنوب إفريقيا عند تحررها من نظام الأبارتهايد العنصري. لهذا فليس من العقل أو العدل، إزاء جميع هذه الحقائق العنيدة وإزاء حرب الإبادة الإسرائيلية التي أيقظت في الضمير العالمي تضامنا صادقا مع القضية الفلسطينية، أن تبقى حركة التحرر الوطني الفلسطيني رهينة ثرثرة غربية عن حل مستحيل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه إسرائيل بايدن فلسطينية حل الدولتين إسرائيل فلسطين حل الدولتين بايدن مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

زاخاروفا: إسرائيل الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها


قالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن إسرائيل الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها.

وكتبت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية في قناتها على تلغرام أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تتجاهل المبادرة الخاصة بإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي".

وقالت: "حتى اليوم، الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية هي إسرائيل، التي تتجاهل بشكل منهجي المبادرات الهادفة إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط، وهي الآن تقصف، بالتعاون مع الولايات المتحدة، إيران التي لا تمتلك أسلحة نووية".

وقالت زاخاروفا ردا على تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الذي دعا إلى العودة لطاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة بالوصول للمنشآت النووية الإيرانية: "الصواريخ أصابت طاولة المفاوضات اليوم"، وكان من الصعب عدم رؤية مصدر إطلاقها.

وكتبت الدبلوماسية الروسية على قناتها في "تلغرام": "الصواريخ أصابت طاولة المفاوضات اليوم. كان من الصعب عدم تمييز مصدر إطلاقها. فلماذا مرة أخرى يتم تنميق البيانات وتجريدها من أي إشارة واضحة؟".

في ليلة 22 يونيو شنت الولايات المتحدة ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، بهدف تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل جاد حسب واشنطن.

من جانبه، أخطر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بضرورة الموافقة على "إنهاء هذه الحرب" أو مواجهة عواقب أكثر خطورة. فيما أكد نائبه فانس بعد الهجمات - التي وصفها الإيرانيون بالهمجية والإجرامية - أن بلاده ليست في حالة حرب مع الجمهورية الإسلامية.

وردا على ذلك، صرح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن "باب الدبلوماسية يجب أن يبقى مفتوحا دائما، لكن الآن.. ليس الوقت المناسب"، معتبرا أن الولايات المتحدة هي من خان الدبلوماسية. كما أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية استمرار التطور الصناعي النووي للبلاد دون توقف.

أثارت الضربات الأمريكية استنكارا دوليا واسعا، حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الهجمات بأنها تصعيد خطير في المنطقة وتهديد مباشر للسلم والأمن الدوليين.

كما أدانت روسيا الضربات الأمريكية ووصفتها بالانتهاك الصارخ للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، مطالبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالرد على الأحداث. وانضمت كل من كوبا والصين إلى قائمة الدول المستنكرة للعملية العسكرية الأمريكية

مقالات مشابهة

  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • زاخاروفا: إسرائيل الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • الموسوي: ايران الدولة الأولى التي تقف على خط الجهاد لتمثل قلعة المقاومة
  • ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟
  • ضربة إسرائيل القوية التي وحّدت إيران
  • الصفدي يدعو لوقف التصعيد الإسرائيلي ويؤكد ضرورة حل الدولتين
  • أستاذ علوم سياسية: من المستحيل التوصل إلى اتفاق بين أمريكا وإيران في أسبوعين
  • رقم لم يكن في الحسبان.. الكشف عن عدد العقول النووية الإيرانية التي اغتالتها إسرائيل
  • الدفاع الإيرانية: الجرائم التي ترتكبها إسرائيل تستوجب عقوبات ومواجهة وطنية وعالمية