الجزيرة:
2025-05-23@08:01:51 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT

ما رسائل حميدتي في جولته الأفريقية؟

بدأ قائد قوات الدعم السريع السودانية محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي جولة أفريقية غير معلنة المدة، وحل خلالها ضيفا على كل من أوغندا وجيبوتي وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا.

وقوبلت الزيارات باهتمام بالغ من المعنيين بالملف السوداني، وأثارت موجة من ردود الفعل تباينت بين الترحيب والتنديد، في حين عدها بعض المراقبين مؤشرا لتحديد مواقف الدول المضيفة من أطراف الحرب في بلاد النيلين.

وفي محطات جولته المختلفة أكد حميدتي عبر حسابه في منصة إكس أنه قدم لمستضيفيه شرحا لأسباب اشتعال الحرب، وخارطة الطريق التي يطرحها للوصول إلى الحل الشامل الذي يحقق السلام في السودان.

تطورات ميدانية

وتأتي هذه الجولة في أعقاب تطورات ميدانية مهمة شهدتها الساحة السودانية في الأشهر الأخيرة، فقد استطاعت قوات الدعم السريع تحقيق مكاسب عسكرية في غربي البلاد، وتمكنت من بسط سيطرتها على 3 من ولايات منطقة دارفور الأربع.

وشهد ديسمبر/كانون الأول الماضي سيطرة قوات حميدتي على ولاية الجزيرة المحورية وسط البلاد، في ما وصفه مراقبون بـ"المنعرج الخطر" في مسار الحرب الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي.

وترافقت هذه التحولات الميدانية مع تصاعد الجهود الدبلوماسية لكبح جماح التدهور الذي تعيشه البلاد.

وتكللت تلك الجهود ببيان صدر عن الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (إيغاد) في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي أعلنت فيه التزام رئيس مجلس السيادة السوداني قائد الجيش عبد الفتاح البرهان بلقاء قائد الدعم السريع حميدتي خلال 15 يوما.

ولكن الخارجية السودانية قالت إن البرهان اشترط للموافقة على اللقاء، ثم أعلنت بعد ذلك أنها تلقت مذكرة من نظيرتها في جيبوتي التي تترأس حاليا الإيغاد أبلغتها بتأجيل عقد اللقاء إلى يناير/كانون الثاني الحالي.

عودة علنية

ويرى مراقبون أن حميدتي يرمي من وراء هذه الجولة إلى تحقيق مجموعة أهداف وتوجيه رسائل متنوعة في عدة اتجاهات.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي السوداني محمد المبروك إن "أول أهداف حميدتي من خلال هذه الجولة هو الظهور"، موضحا أن قائد الدعم السريع يرغب في إظهار نفسه وإعلان عودته العلنية إلى المشهد السياسي في البلاد بعد غياب امتد 6 أشهر، وتضاربت الأنباء في تفسير سببه، حتى ذهب بعضهم إلى إعلان وفاته.

ويضيف المبروك في حديث للجزيرة نت أن إعلام قوات الدعم السريع حرص على إظهار هذه النقطة بالتغطية الإعلامية من خلال الصور والفيديوهات، وتأكيد استقباله من قبل قادة الدول التي زارها.

وشهدت الأشهر الماضية رواجا للعديد من الشائعات لتفسير عدم ظهور حميدتي، منها إعلان وفاته من قبل كل من السفير السوداني في ليبيا إبراهيم محمد أحمد ورئيس حزب الأمة-التجديد والإصلاح مبارك الفاضل، لكن قوات الدعم السريع نفت مقتل قائدها، التي أوضحت أن ظهوره العلني مرتبط بتقديرات متروكة للقيادة.

حميدتي (يسار) لدى وصوله أديس أبابا (مواقع التواصل) حشد التأييد

ويرى المبروك أنه لا يمكن فصل تحركات حميدتي عن محاولته حشد هذه الدول المؤثرة في الملف السوداني عبر دورها في منظمة الإيغاد، لصالح أجندة التفاوض التي يسعى الدعم السريع لتمريرها.

وتضم (إيغاد) 8 دول تعد كينيا وإثيوبيا وأوغندا التي زارها حميدتي من مراكز الثقل المهمة فيها، في حين تستضيف جيبوتي التي تضمنتها الجولة أيضا المقر الدائم للمنظمة.

من جانبه، يرى مسؤول العلاقات الخارجية بحملة سودان المستقبل الأمين ذرمس أن زيارة حميدتي إلى إثيوبيا تكتسب طابعا خاصا، فقد كانت للقاء شركائه في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) برئاسة عبد الله حمدوك.

وخلالها اتفق الطرفان على إعلان مبادئ نص على الالتزام بالمضي في عملية إنهاء الحرب، فيما التزمت قيادة الدعم بالانخراط في مباحثات مباشرة مع قيادة الجيش لوقف العدائيات.

ويرى ذرمس أن أهمية هذا الاتفاق بالنسبة لقوات الدعم تتمثل في أنه محاولة لإنقاذه وتحسين صورته بعد أن ارتكبت قواته أبشع أنواع الجرائم ضد المدنيين، "مما يمكن تسميته جرائم إبادة جماعية وتهجير قسري".

تقويض جهود البرهان

ويرى محللون أن جولة حميدتي تأتي في إطار محاولاته تقويض الجهود التي بذلها البرهان مع أغلب قادة هذه الدول خلال جولات سابقة له، ويقول المبروك إنه "ربما وجد تفهما منها تجاه موقف الجيش السوداني ورؤيته في الدفاع عن وجود الدولة".

في السياق نفسه، يؤكد الصحفي والمحلل السوداني حافظ كبير أن لا أحد من الطرفين يستطيع أن يمرر روايته الخاصة، مشيرا إلى أن هذه الحرب لديها روايتان، واحدة للجيش وأخرى للدعم السريع، وأن الدول التي زارها كل من البرهان وحميدتي تؤدي أدوارا مهمة في عملية السلام السودانية، ولذا ينبغي أن تسمع من الأطراف المختلفة.

ويرى كبير في حديثه للجزيرة نت أن هذه الجولة يمكن أن تسهم في توضيح الصورة لقادة هذا الدول بما يمكنهم من البناء على نقاط الالتقاء التي ستمثل قاعدة في توقيع الاتفاق بين الطرفين.

رئيس جنوب أفريقيا (يمين) يستقبل حميدتي (رويترز) حفاوة وترحيب

وأثارت بعض المواقف التي رافقت جولة حميدتي اهتمام المراقبين لما تحمله من دلالات حيال مواقف الدول المستضيفة تجاه الأطراف الفاعلة في الحرب في السودان.

وبرزت في هذا السياق الحفاوة اللافتة في الاستقبال، كما عكست الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الأجواء الودية التي أحاطت هذه الزيارات.

ويرى حافظ كبير أن الاستقبال الذي حظي به قائد الدعم السريع في أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب أفريقيا "المعهود عنه أنه استقبال رسمي"، وأنه يؤشر إلى ردود فعل إيجابية من قبل هذه الدول على الزيارة.

ولكن ذرمس يرى أن دوافع هذه الحفاوة عائدة إلى أن هذه الجولة تتم بمساعدة وتنسيق من قبل حلفاء قوات الدعم السريع، سواء كانوا "خارج أفريقيا أو داخلها".

ملامح أزمة دبلوماسية

وفي إشارة إلى احتمالات أزمة دبلوماسية في الأفق على خلفية الجولة، استدعت الخارجية السودانية سفيرها في كينيا "للتشاور احتجاجا على الاستقبال الرسمي الذي نظمته الحكومة الكينية لقائد مليشيا التمرد، وأن التشاور سيغطي كل الاحتمالات لمآلات علاقة البلدين"، وفقا لوكالة الأنباء السودانية.

وفي خطابه بمناسبة الذكرى الـ68 لاستقلال السودان دعا البرهان الدول التي تستقبل حميدتي إلى التوقف عن "التدخل في شأننا، لأن أي تسهيلات تقدم لقيادة المجموعة المتمردة تعتبر شراكة في الجرم وشراكة في قتل شعب السودان وتدميره".

ويعزو مراقبون هذه الاستقبالات إلى رغبة الدول المضيفة في الحفاظ على توازن في علاقتها بين طرفي النزاع بما يسهل مهمة الوساطة التي تقوم بها، بجانب أن انتصارات الدعم السريع في الأشهر الأخيرة فرضته لاعبا رئيسيا في الخريطة السياسية السودانية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع هذه الجولة من قبل

إقرأ أيضاً:

أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟

الخرطوم- فاجأ رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع، حذيفة أبو نوبة، الأوساط السودانية، بإعلانه انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش السوداني والانتقال إلى مرحلة جديدة تهدف إلى تأسيس "الدولة السودانية الجديدة".

وأكد قادة عسكريون تحدثوا للجزيرة نت، أن إعلان أبو نوبة نهاية الحرب في يوم اكتمال سيطرة الجيش السوداني على كامل ولاية الخرطوم، أمس الأربعاء، يهدف لتشتيت الانتباه وصرف النظر عن هزائم "المليشيا" المتلاحقة.

لكن عمران عبد الله، مستشار قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" قال للجزيرة نت، إن القصد من حديث أبو نوبة هو أن الحرب انتهت بانتصار قوات الدعم السريع وتقدمها بكل الميادين.

لا تراجع

وقال عمران إن "مضمون حديث أبو نوبة يظهر أن معركتنا الآن هي معركة وعي وبناء دولة حديثة على غرار الدول المتقدمة، مبنية على المساواة ويكون التفاضل فيها للوظائف بناء على الكفاءة وليس بالجنس أو اللون كما كان يحدث في السابق".

وأشار إلى ما وصفه بالتفاف عدد كبير من الشعب السوداني حول قوات الدعم السريع، وقال إن تحالف قوى سياسية وعسكرية على رأسها الحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو وكل الحركات النضالية الأخرى معهم، يُعد انتصارا لإرادة الشعب، وتحقق حلمه في بناء دولة مدنية ديمقراطية تسع الجميع.

إعلان

وأكد عمران أن إعلان أبو نوبة انتهاء المعركة العسكرية بشكلها التقليدي ضد الجيش والانتقال إلى مرحلة جديدة لا يعني -مطلقا- أن هناك تقهقرا لقوات الدعم السريع.

وأثار إعلان أبو نوبة ردود فعل وقراءات متباينة لدلالتها في هذا التوقيت، حيث اعتبرها البعض مؤشرا على أبعاد سياسية وعسكرية خطيرة.

إعلان الدعم السريع انتهاء المعركة يأتي لتشتيت الانتباه عن انتصارات الجيش السوداني وفق مسؤولين (الصحافة السودانية) مخاطر الإعلان

وقال الخبير العسكري والإستراتيجي العميد جمال الشهيد للجزيرة نت، إن الحديث عن انتهاء المعركة التقليدية يوحي ضمنيا بأن قوات الدعم السريع وصلت إلى قناعة بأنها لم تعد تراهن على الحسم العسكري المباشر.

ولم يستبعد أن يكون هذا مؤشرا على تغيير في الإستراتيجية نحو حرب استنزاف طويلة الأمد، تعتمد على السيطرة الإدارية، والتشبيك السياسي، وزعزعة استقرار العمق العسكري للجيش عبر ضربات غير تقليدية، مثلما حدث في بورتسودان ومروي وعطبرة وكوستي.

وأفاد أن هذا التحوّل يأتي في ظل ضغط عسكري متزايد يتعرض له الدعم السريع بمناطق متعددة، منها دارفور وشمال كردفان، مع تنامي قدرة الجيش على استعادة زمام المبادرة في بعض المحاور الحيوية.

وأوضح العميد الشهيد أن الأخطر في تصريح أبو نوبة، أنه يُمثِّل تحولا من خطاب "المظلومية وإعادة الديمقراطية" إلى إعلان مشروع سياسي بديل، يتجاوز فكرة الشراكة في الحكم إلى تصور أحادي للدولة الجديدة المزعومة، مما يعني فعليا محاولة إحداث سلطة موازية خارج إطار الدولة السودانية الموحدة.

وأضاف أن هذا يحمل في طياته مخاطر انزلاق البلاد إلى سيناريوهات شبيهة بما جرى في ليبيا أو اليمن، حيث استبدلت المليشيات أدوات القتال بخطابات الشرعية الموازية، وسعت إلى فرض أمر واقع إداري وسياسي على الأرض.

الصادق آدم القيادي بالمقاومة الشعبية قلل من أي تأثيرات سياسية للدعم السريع (الجزيرة) نتاج الهزيمة

ومن جهته، قال الصادق آدم عمر، رئيس لجنة إعلام المقاومة الشعبية بالإنابة في ولاية الجزيرة وسط السودان، إن تصريح أبو نوبة يسعى إلى "تغيير الانتباه وصرف النظر عن الهزائم المتلاحقة للمليشيا المتمردة".

إعلان

وأضاف للجزيرة نت أن الھزائم باتت في أرض حواضنهم وأھليھم، الذين كانوا يكذبون عليھم بإعلان خادع يصورون أنھم يمسكون بزمام الأمور، ولكن تكشَّف الأمر لداعميهم بعد أن انتقلت المعارك إلى داخل أحيائهم وقراھم، فعملوا على تضليل أبنائهم الذين غدروا بالوطن.

وقلل آدم عمر، من أي تأثيرات سياسية للدعم السريع، وقال إنه لا وجود لھم في الساحة، ولا يمكن أن يعيشوا بين المواطنين بمجرد السكن، فكيف بمشاركتھم في حكم البلاد في أي مستوى من المستويات.

وأوضح أن القرار في هذا الشأن للشعب وليس القيادة، لأن الحرب هي بين "المليشيا" والمواطن، وأضاف "لذلك فالمواطن ھو صاحب القرار في دخول المليشيا في العمل السياسي".

فرض واقع جديد

وجاء حديث المسؤول في الدعم السريع أبو نوبة، في وقت تشهد فيه الحرب تحولات ميدانية غير معلنة، وتصاعدا في المبادرات الدولية والإقليمية لإعادة إحياء مسار التسوية، مع تغيير ملحوظ في موازين القوى التي يرى مراقبون أنها أصبحت تميل بوضوح لصالح الجيش السوداني.

وقال العميد جمال الشهيد إن حديث أبو نوبة عن انتهاء المعركة العسكرية جاء كمحاولة استباقية لفرض واقع تفاوضي جديد، أو كإعلان نوايا انفصالية مقنَّعة تهدف إلى جرِّ الأطراف إلى التعاطي مع الدعم السريع كسلطة قائمة، لا كمليشيا متمردة.

ورأى أن تصريح أبو نوبة يمثل تطورا لافتا في الخطاب السياسي لهذه القوة، ويفتح الباب أمام احتمالات مقلقة تتعلق بوحدة الدولة السودانية واستقرارها الإقليمي، وهو بمثابة إعلان انتقال المعركة من ميادين القتال إلى ميدان الصراع على الشرعية.

وأوضح أن هذا التطوَّر يتطلب يقظة وطنية شاملة، وتوافقا واضحا بين المؤسسة العسكرية والقوى المدنية على مشروع وطني جامع يقطع الطريق أمام المغامرات الانفصالية والتدخلات الأجنبية.

مقالات مشابهة

  • اجتماع تحضيري للقمة الأفريقية الأوروبية في بروكسل بغياب دول الساحل
  • أعلن انتهاء المعركة ضد الجيش.. هل يتجه الدعم السريع لتأسيس دولة جديدة؟
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • اتهامات للدعم السريع بحرق 3 قرى في شمال دارفور
  • سقطوا ضحايا لـ ميليشيا «حميدتي».. اكتشاف مقبرة جماعية لـ 465 مواطنا سودانيا جنوب أم درمان
  • هل يقود تراجع قوات الدعم السريع عسكريا إلى تفككها؟
  • لينا يعقوب: الجيش هزم وأبعد الدعم السريع عن العاصمة
  • بالفيديو: مقبرة جماعية جديدة. . مقتل 465 من الأسرى على يد الدعم السريع..أبشع إبادة
  • الجيش السوداني يعلن ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • اشتباكات بين الجيش والمتمردين قرب العاصمة السودانية