قال الكاتب روس بوميروي إنه تبين قبل 35 عاما أن مياه بحيرة كولدن في جبال آديرونداك بنيويورك شديدة الحموضة لدرجة لا تصلح لحياة الأسماك، مما جعل هذه المسطحات المائية الخلابة واحدة من الضحايا الرئيسيين للأمطار الحمضية.

كما أظهرت أشجار التنوب الحمراء في نيو إنغلاند علامات الإجهاد نتيجة تسرب أمطار الكالسيوم الحيوي إلى التربة، مما أدى إلى توقف نمو الأشجار بشدة، واليوم؛ عادت أسماك السلمون المرقط في بحيرة كولدن وازدهرت أشجار التنوب، وهي علامات ملموسة على نجاح الجهود التي استمرت لعقود من الزمن لتخفيف الأمطار الحمضية.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3الفطريات الجذرية تخزن ثلث الكربون العالمي سنوياlist 2 of 3الذكاء الاصطناعي ينجح في الكشف عن البلاستيك في المحيطاتlist 3 of 3التلوث في أفريقيا.. مستويات خطيرة تتطلب التعاون لحلهاend of list

وأوضح الكاتب في مقاله الذي نشره في موقع "بيغ ثينك" أنه بعد أن انخفضت انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت وأكسيد النيتروجين المسببة للأمطار الحمضية بشكل كبير في أوروبا وأميركا الشمالية، فمن السهل أن ننظر إلى الأخبار المذعورة في الثمانينيات والتسعينيات ونتساءل عما إذا كان المطر الحمضي في الواقع بمثابة "إزعاج وليس كارثة"، كما كتب أستاذ الكيمياء الحيوية الفخري ويليام ريفيل لصحيفة آيريش تايمز، وبالنظر إلى كيفية تعاملنا مع المشكلة قد لا نعرف الإجابة بشكل قاطع أبدا.

وأشار الكاتب إلى أن علماء الولايات المتحدة والدول الإسكندنافية اكتشفوا المطر الحمضي في الستينيات واختاروا جمع الأدلة لسنوات قبل دق ناقوس الخطر في السبعينيات والثمانينيات، ووجد عالم البيئة الأميركي جين ليكنز وزملاؤه أنه رغم أن مياه الأمطار كانت في كثير من الأحيان حمضية قليلاً مع درجة حموضة قدرها 5.6، وبحلول عام 1980 كان متوسط درجة حموضة الأمطار في الولايات المتحدة 4.6، أي أكثر حمضية بنحو 10 مرات، وكان الأمر يزداد سوءا.

غابة بها أشجار ميتة دمرها التلوث والأمطار الحمضية (شترستوك)

وكانت المشكلة أكثر حدة في المناطق الواقعة في اتجاه الريح من محطات توليد الطاقة بالفحم (المصادر الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت)؛ حيث تنخفض درجة الحموضة في العواصف الممطرة أحيانا إلى 3 أو أقل، أي مثل عصير الجريب فروت أو الصودا، وقد تسببت هذه الأنواع من الأمطار في تجوية المباني، وتحلل العناصر الغذائية التي تحتاجها الأشجار للبقاء على قيد الحياة، وتسببت بإطلاق الألمنيوم في التربة.

وأكد الكاتب أن العلماء عبر المحيط الأطلسي في السويد حذروا من أن نصف البحيرات والأنهار في البلاد ستصل إلى درجة الحموضة الحرجة بحلول أوائل منتصف القرن الحادي والعشرين، مما قد يتسبب بنفوق أعداد كبيرة من الأسماك إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لوقف الأمطار الحمضية.

وسواء كانت هذه السيناريوهات تشكل "ضجيجًا" أو "إزعاجًا" أو "كارثة"، فقد يعتمد ذلك على تفكير المرء تجاه التنبؤات العلمية والبيئية، ولكن ليس هناك شك في أن المطر الحمضي كان مشكلة متنامية يتحمل البشر مسؤوليتها.

وأفاد الكاتب أنه لهذا السبب، وبعد سنوات من النقاش العام؛ أنشأ المشرعون في الولايات المتحدة برنامجًا تجاريًا مشتركًا بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، والذي وضع سقفا لانبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في صناعة الطاقة عند مستوى أقل بشكل كبير مقارنة بعام 1980، وسمح للشركات بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت في صناعة الطاقة، كما تم وضع حدود على انبعاثات أكسيد النيتروجين.

سحابة المطر الحمضي اختفت تقريبًا من عدة أماكن، لكنها تمثل مشكلة في مناطق أخرى تستخدم الفحم  بشكل واسع (شترستوك)

وقد حقق برنامج السوق الحرة نجاحًا باهرًا؛ حيث انخفض المتوسط الوطني لتركيزات ثاني أكسيد الكبريت السنوية المحيطة في الولايات المتحدة بنسبة هائلة بلغت 93% بين عامي 1980 و2018.

وأوضح الكاتب أنه رغم اختفاء سحابة المطر الحمضي تقريبا من معظم أنحاء أوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا واليابان، فإنها تمثل مشكلة متصاعدة في أماكن مثل الهند والصين؛ حيث يستمر استخدام طاقة الفحم على نطاق واسع، كما تشهد المناطق الحضرية في أميركا اللاتينية وأفريقيا أيضا تزايدا في حموضة هطول الأمطار.

واختتم الكاتب التقرير بالقول إنه بالنسبة لهذه الأماكن، فإن الحد من الانبعاثات الضارة التي تغذي الأمطار الحمضية يعد هدفا مترادفا مع خفض تلوث الهواء كله؛ حيث يموت أربعة ملايين شخص قبل الأوان بسبب تلوث الهواء الخارجي على مستوى العالم.

إن جعل الهواء أكثر قابلية للتنفس وتقليل حمضية المطر يفيد الجميع، بغض النظر عما إذا كان المطر الحمضي مشكلة مبالغا فيها أم مشكلة حقيقية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ثاني الأحزاب السياسية في جنوب أفريقيا ينسحب من الحوار الوطني

أعلن "التحالف الديمقراطي" ثاني الأحزاب السياسية في جنوب أفريقيا -اليوم السبت- انسحابه من "الحوار الوطني" الذي أطلقه الرئيس سيريل رامافوزا لمعالجة المشكلات التي تعانيها البلاد.

وتساهم هذه الخطوة في إضعاف "حكومة الوحدة الوطنية" قبل بضعة أيام من مرور عام على تأليفها.

وكان رامافوزا أطلق في العاشر من يونيو/حزيران الجاري "حوارا وطنيا" هدفه التصدي "للتحديات المستمرة" التي تواجهها البلاد، من البطالة إلى تفشي الجريمة.

غير أن هذه المبادرة تعرضت لانتقادات، وخصوصا من جانب "التحالف الديمقراطي" (عضو الائتلاف الحكومي) والذي اعتبر رئيسه جون ستينهوسن أنها لا تعدو كونها "مضيعة للوقت والمال".

وصرح لصحافيين بأن الحزب "قرر الانسحاب من الحوار بأثر فوري".

وأضاف "لن يتغير شيء في جنوب إفريقيا إذا أبقينا حول طاولة الحكومة من أغرقوا أنفسهم في الفساد".

مراحل الحوار

ويبدأ الحوار الوطني في أغسطس/آب المقبل بمؤتمر يضم مندوبين من جميع القطاعات، فضلا عن مشاركة ممثلين للحكومة والأحزاب السياسية والشركات والنقابات.

وفي الشهر التالي، سيتم تشجيع المواطنين على التعبير عن آرائهم وتقديم اقتراحاتهم، على أن تعرض خلال مؤتمر ثان يلتئم العام المقبل.

وتحل في الأول من يوليو/تموز المقبل الذكرى الأولى لتأليف حكومة الوحدة التي تتمثل فيها 10 أحزاب، بعدما أخفق المؤتمر الوطني الأفريقي للمرة الأولى في الفوز بغالبية مطلقة في الانتخابات.

ولكن خلافات داخلية هزت هذا الائتلاف الحكومي، وخصوصا حول موضوع الموازنة.

وقد أقيل بداية الأسبوع الوزير أندرو ويتفيلد الذي يمثل "التحالف الديمقراطي" بسبب قيامه برحلة في الخارج من دون إذن، وفق الرئاسة.

مقالات مشابهة

  • خلال ساعات.. بغداد تسجل ثاني حالة انتحار
  • ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
  • فضل الله: هناك مبالغة كبيرة بالأرقام المالية المتعلقة بإعادة الإعمار
  • مايكل روفائيل: ثورة 30 يونيو انتصار حقيقي على الفكر المشبوه والتدين المزيف
  • حزب الوعي: ثورة 30 يونيو كانت تجسيدًا حقيقيًا لإرادة الشعب المصري
  • مشكلة خالد سلك هذا أنه تحدَّث كثيراً جداً، ثم مشكلته أنه تحدَّث كثيراً جداً أمام الكاميرات!!
  • عزل السودان اقتصادياً .. كلاكيت ثاني مرة
  • ثاني الأحزاب السياسية في جنوب أفريقيا ينسحب من الحوار الوطني
  • رئيس الأساقفة: الاهتمام بالفرد هو استثمار حقيقي في مستقبل المجتمعات
  • مشكلة السودان وليست مشكلة الشمال !!