عزل السودان اقتصادياً .. كلاكيت ثاني مرة
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
بعد رفع واشنطن الحظر الاقتصادي المفروض عن السودان في العام 2017 و الذي خضع له منذ العام 1997 حيث كانت تشمل عقوبات اقتصادية وتجارية فرضتها إدارات أمريكية تعاقبت على البيت الأبيض، وألحقت هذه العقوبات بالسودان خسائر اقتصادية وسياسية فادحة، فاقت 50 مليار دولار، لكن الإدارات الأمريكية المتعاقبة ظلت تجدد هذه العقوبات عاماً بعد آخر، دون أن تضع حساباً لنداءات حكومة السودان، وللتنازلات الكبيرة التى قدمتها، عادت أمريكا مرة أخرى في يونيو 2025 لتنفيذ عقوبات جديدة على السودان استناداً إلى مزاعم، وصفتها الحكومة السودانية بالكاذبة، حول استخدام الجيش السوداني لأسلحة كيميائية خلال النزاع مع مليشيا الدعم السريع في عام 2024.
العقوبات الجديدة استهدفت الجيش السوداني، بما في ذلك القائد العام عبد الفتاح البرهان. وشملت قيودًا على الصادرات الأمريكية وخطوط الائتمان الحكومية.
*السياق السياسي للعودة لهذه العقوبات*
أعلن السودان مواقف حادة ضد مليشيا الدعم السريع وكشف عن تورط دول عديدة في دعما المباشر وغير مباشر للمليشيا في حربها ضد الدولة السودانية .
ورفض السودان إدخال المليشيا في تسوية جديدة وبدأ في بناء علاقات مع روسيا وتركيا والصين لذلك تأتي العقوبات في هذا التوقيت لتخدم عدة أهداف منها إضعاف حكومة السودان دولياً وابتزاز سياسي لإجبارها على العودة لمسار تفاوضي يشمل الدعم السريع وتصفية حسابات مع خياراتها الجيوسياسية الجديدة، أما على المستوى الاقتصادي، فالعقوبات قد تؤدي إلى صعوبة في تحويل الأموال وتراجع الثقة الدولية بالقطاع المصرفي ووقف تمويل المشاريع أو القروض الدولية مما يجعل الحصول علي العملات الأجنبية عسيراً وكذلك المحظورات من الصادرات الأمريكية، إلا بالاعتماد على السوق السوداء .
لقد صارت العقوبات عبئا أخلاقيا وإنسانيا وليس أداة ضغط سياسي، وهي لا تسقط الأنظمة ولكنها تسقط الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي السوداني، فالعقوبات الأميركية السابقة التي لم ترفع بشكل عملي، تسببت في تعطيل بعض القطاعات الاقتصادية الصناعية والخدمية، والتجارة الخارجية، والتحويلات المصرفية العالمية والإقليمية مع السودان، مع ملاحظة أنه لا يوجد تعاون اقتصادي ملحوظ أو تبادل تجاري ذو أثر بين السودان والولايات المتحدة، سوى صادر الصمغ العربي من السودان.
رغم رفع العقوبات الاقتصادية الامريكية عن السودان في 2017 ومن ثم رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب في 2020 إلا أنه كانت هناك كثير من الدول والمصارف العالمية تتخوف من التعامل مع السودان حتي الآن وبسبب الحرب الحالية وعزوف الاستثمارات الأجنبية في السودان كذلك انخفاض قيمة الصادرات ، أدى ذلّك لإنخفاض قيمة الجنية، لذا علي الحكومة الجديدة خلال هذة المرحلة الحالبة الاهتمام بالصادرات الزراعية و تنظيم الصادرات المعدنية بإعتبارها المخرج الوحيد لأزمة شح النقد الأجنبي التي ينتج عنها الأزمات الأخرى.
الحكومة الانتقالية ومنذ سنوات، لم تعمل على تحسين الميزان التجاري عبر زيادة الصادرات، وتجنب زيادة واردات السلع خاصة الكمالية منها . سيتأثر الاستثمار الأجنبي في السودان نتيجة لتردد المستثمرين والشركات الدولية في التعامل مع السودان بسبب زيادة المخاطر القانونية والمالية المرتبطة بالعقوبات، كذلك قد تؤثر هذه العقوبات على علاقات السودان مع دول أخرى، خاصة منها الأوروبية إذ من المتوقع أن تتبني إجراءات مماثلة أو دعم تلك العقوبات الأمريكية. وفي هذه الحالة يمكن للحكومة تنويع الشراكات الاقتصادية، والتوجه نحو أسواق بديلة؛ كالصين، روسيا، تركيا، ودول شرق آسيا ودول الخليج لتعويض القيود على التكنولوجيا والتمويل الأمريكي ، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار الوطني والأجنبي خاصة الإقليمي، من خلال حوافز وتسهيلات قانونية لجذب رؤوس الأموال الوطنية والأجنبية والبدء في تنفيذ خطة إصلاح النظام المصرفي، لتقليل الاعتماد على النظام المالي الدولي الخاضع للرقابة الأمريكية. ومكافحة الفساد وتعزيز الشفافية، لكسب ثقة الشركاء الدوليين. مع دعم ريادة الأعمال والتقنية المحلية، لتقليل فجوة التكنولوجيا التي قد تفرضها العقوبات.
دكتور هيثم محمد فتحي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: هذه العقوبات
إقرأ أيضاً:
الذهب يتجه لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية مع ترقب بيانات التضخم الأمريكية
انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة، متجهة لتسجيل ثاني خسارة أسبوعية، حيث أثر ارتفاع طفيف في قيمة الدولار والهدنة بين إسرائيل وإيران على الأسعار، مع ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية بحثًا عن مؤشرات على مسار معدلات الفائدة لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وسجل الذهب انخفاضًا خلال التعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3313.23 دولار للأوقية، وتراجع سعر السبائك بنسبة 1.7% خلال الأسبوع الجاري، وانحسرت أسعار العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.7% لتصل إلى 3325.70 دولار.
كما ارتفعت قيمة الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات المنافسة، ما جعل السبائك المقومة بالدولار أكثر تكلفة للمشترين الأجانب.
وينتظر المستثمرون بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي في الولايات المتحدة المقرر صدورها في وقت لاحق اليوم، للحصول على المزيد من المعلومات بشأن توقعات السياسة النقدية لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتضع الأسواق في الوقت الحالي في الحسبان خفضًا لمعدل الفائدة بمقدار 63 نقطة أساس خلال العام الجاري، بدءًا من سبتمبر المقبل.
وفيما يتعلق بالمعادن النفيسة الأخرى، استقرت أسعار الفضة خلال المعاملات الفورية عند 36.63 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 1391.28 دولار، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ نحو 11 عامًا، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 1.4% ليسجل أعلى مستوياته منذ أكتوبر الماضي ليصل إلى 1147.78 دولار.
اقرأ أيضًاسعر الذهب اليوم الجمعة 27 يونيو في بداية التعاملات.. عيار 21 بكام؟
سعر الذهب عيار 21 اليوم الخميس 26 يونيو 2025.. آخر تحديث
سعر الذهب في السعودية اليوم الخميس 26 يونيو 2025