ظهرت العديد من الأمراض النفسية والأوبئة بين عدد كبير من جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذين يجري سحبهم من مواقع المعارك في قطاع غزة، كما أقدم عدد منهم على الانتحار، فيما يخضع آخرون للعلاج بالمستشفيات العقلية، حتى أصبح القطاع الفلسطيني يشكل «لعنة» لكثير من الجنود في صفوف الاحتلال الإسرائيلي.

طاعون السعال الديكي

وفى آخر مرض ضرب صفوف الاحتلال كان «طاعون السعال الديكي»، الذي انتشر بشكل واسع بين جنود جيش الاحتلال، وبدأ بالانتقال بين الجنود دون علمهم، بحسب ما ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، مشيرة إلى أن بيانات وزارة الصحة تظهر زيادة بنسبة تصل إلى 1000% في عدد الحالات المبلغ عنها.

ويسبب المرض سعالاً مزعجاً ومؤلماً يمكن أن يستمر لمدة تصل إلى 4 أشهر، ويتأثر بشكل رئيسي الأشخاص، وخاصة الأطفال الرضع الذين يمكن أن يواجهوا صعوبة في التنفس ويعانون من انقطاع التنفس. 

الإصابة ببكتيريا غامضة

وعلى جانب آخر، انتشرت بكتيريا غامضة وعوامل فطرية بين جنود الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، وأدت إلى وفاة بعض الجنود في أحد المستشفيات، وفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية «كان».

وبحسب التقرير، أصيب الجنود ببكتيريا قاتلة، وبالرغم من جهود الأطباء لم يتمكنوا من إنقاذ حياتهم بعد انتشار البكتيريا القاتلة، ومنها «بكتيريا الشيجيلا»، التي أصابت العديد من جنود الاحتلال وهددت حياتهم بالموت. 

وحذر خبراء الصحة العامة من أنه قد يستغرق وقتًا قصيرًا قبل أن تنتشر بعض أو جميع الأمراض في غزة إلى إسرائيل عن طريق القوات العائدة أو طرق أخرى. 

كابوس يضرب جنود الاحتلال

ووفقًا لتقرير قناة الـ12 الإسرائيلية، استفاق جندي إسرائيلي على كابوس بعد أيام من عودته من حرب في غزة، مما أدى إلى استخدامه البندقية ضد رفاقه في جيش الاحتلال الإسرائيلي في معسكرات في مدينة عسقلان، وقد تأثر عدد كبير من الجنود، يبلغ حوالي 890 جندياُ، بذلك الحادث.

وبدأ الجندي في إطلاق النار على جدار غرفته، مما سمح ببدء التحقيق من قبل الشرطة العسكرية في الحادث، ونظرًا لحالة الصعوبة النفسية التي يعاني منها الجندي، قرر وقتها عدم إجراء التحقيق معه.

إعاقة تصيب جنود الاحتلال

ومن ناحية أخرى، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يدعي أن عدد الجنود المصابين خلال الحرب على غزة لا يتجاوز 2300 جندي، وكشف تقرير إعلامي استنادًا إلى مسؤولين يتعاملون مع الجرحى على مدار 24 ساعة في اليوم، أن العدد الحقيقي يفوق هذا الرقم بكثير، ويشير التقرير إلى أن الناطق الرسمي للجيش لا يقدم الحقيقة.

ووفقًا لتقرير نشره، محلل الشؤون العسكرية ويُدعي  يوسي يهوشواع، أن هناك نحو 3400 جندي معاق منذ 7 من أكتوبر الماضي، عندما شنت الفصائل الفلسطينية هجومها على الثكنات العسكرية والبلدات اليهودية في غلاف غزة، وأكد التقرير أن هذه الأرقام لا تشمل المواطنين الذين أصيبوا منذ بداية الحرب في جنوب وشمال إسرائيل، ولا تشمل الإصابات الخفيفة والمتوسطة.

جندي يتبول على نفسه

في اعترافات صادمة في الكنيست الإسرائيلي، كشف الجندي الإسرائيلي أفيخاي ليفي عن تجاربه الصعبة بعد عودته من قطاع غزة. أكد ليفي أنه يعاني من تخيل مرور قذائف «آر بي جي» فوق رأسه وشم رائحة الجثث بعدها، وأشار إلى أنه لا يستطيع النوم إلا بعد تناول الكحول يوميًا، كما أفاد بتخلي الحكومة الإسرائيلية عنه ورفاقه الجنود المحاربين. وأضاف أنه يعاني من كوابيس مستمرة حيث يظهر له 40 فلسطينيا قتلهم ويسألونه لماذا قتلتهم. 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: إسرائيل الاحتلال الإسرائيلي قوات الاحتلال الإسرائيلي غزة قطاع غزة فلسطين الاحتلال الاحتلال الإسرائیلی جنود الاحتلال جیش الاحتلال الاحتلال ا

إقرأ أيضاً:

تحقيق إسرائيلي يكشف عن تحول جنود جرحى إلى مدمنين على المخدرات

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، عن مخاوف في تل أبيب بشأن تحول الجنود الجرحى إلى "مدمنين على المخدرات"، وذلك ضمن آثار الحرب المستمرة على قطاع غزة وتبعاتها على الإسرائيليين.

وذكرت الصحيفة في تحقيق ترجمته "عربي21" لمراسلها دانيا دوليف، أنّ "غرف قسم إعادة التأهيل بمستشفى تل هشومير تحتوي على رموز وحدات الجيش، وملصقات ذكرى الجنود القتلى منذ هجوم السابع من أكتوبر، ويسير الضباط بين الجنود الجرحى، ويكتشفوا أن الإصابة التي تعرضوا لها في معارك غزة هي مجرد البداية في صراع طويل من الاستشفاء، ويتعرضون أيضا لجهد بالغ الأهمية، ومخفي عن الأنظار، ولا يتم الحديث عنه كثيرا، وهو منع الإدمان على المخدرات".

وأضافت أنّ "عدداً كبيرا من الجنود الجرحى اعترفوا بتناولهم كل أنواع مسكنات الألم تقريبًا، أحدهم تناول ١٢-١٥ حبة يوميًا، نصفها لعلاج اضطراب ما بعد الصدمة، والنصف الآخر لتسكين الألم، ولم يحذرهم أحد أن بعضها قد تُسبّب الإدمان، وقد يصبح معتمداً عليها بصفة حصرية، لكنهم اكتشفوا ذلك بأنفسهم، فعندما كانوا يغادروا منازلهم، وينسون تناول الحبوب، كانوا يفقدون السيطرة على أنفسهم، وعندما يبدأ الصباح يركضون إلى علبة الحبوب، رغم خشيتهم من التدهور إلى حالة لا رجعة فيها".

وأشار أن "أحد الجنود الجرحى عانى بشدة لأسابيع عديدة من الألم والنوبات، في يومٍ ما، قد تتعرق، أو تتقيأ من الألم، وفي يومٍ آخر تشعر بضيق في التنفس، أو شيء من هذا القبيل، وآخرون عاشوا أزمةً حقيقية، رغم أنهم عانوا من صدمات كهربائية مستمرة في أماكن إصاباتهم، ووخز، وحرق، كما لو أن أحدهم صعقني بالكهرباء، وأحيانًا كانوا يأتون فجأة بكماشة، ويقرصونني، أو يمسكون بإبهامي، أو يأتون بولاعة، ويحاولون حرق ساقي، خلال هذه الفترة، تناولت كل ما يمكن تخيله".



وأوضح أن "سلسلة مُسكّنات الألم القوية التي تعاطاها الجنود الجرحى هي: ترامال، تراماديكس، مورفين، تيرازين، ليريكا، بيركوسيت، حقن فاليوم، أوبتالجين السائل، أوكسيكودون وهو مُسكّن ألم قوي نسبيًا، في مرحلة لاحقة خلال فترة إعادة التأهيل، وفي إحدى الفترات أحضروا لي جهازًا اتصلت به ثلاثة أيام، وحقنوني بالمورفين بضغطة زر، والعديد من مسكنات الألم تنتمي لعائلة المواد الأفيونية، وهي قوية، فعالة للغاية، لكنها تسبب الإدمان بدرجة كبيرة".

وأضاف أن "دولة إسرائيل شهدت زيادة حادة في استخدام هذه المواد الأفيونية، خاصة بين المرضى غير المصابين بالسرطان، وتقل أعمارهم عن 65 عامًا، ففي 2023 توقفت الزيادة، واستقرت عند 90 ألف إسرائيلي تلقوا وصفات طبية للمواد الأفيونية القوية، منهم 21 ألفا تلقوها لأكثر من ستة أشهر".

وأوضح أن "هناك اليوم إجماع على أن الاستخدام المطول للمواد الأفيونية يؤدي حتمًا للاعتماد الجسدي، وهذا يعني أن التوقف عن تناولها يؤدي لأعراض الانهيار، فقد يُصاب بعض المرضى بالإدمان، يُعبّر عنه بالتخلي عن المهام أو العمل أو الدراسة، والإضرار بالعلاقات الاجتماعية، وعدم التوقف عن التعاطي".

وأكد أنه "لا يوجد رقم رسمي، أو تقدير متفق عليه، بشأن عدد مدمني المخدرات في دولة إسرائيل، وبالتأكيد ليس بطريقة تُركز على مدمني المواد الأفيونية، فوفقًا لتقرير مراقب الدولة لعام ٢٠٢٢، يوجد ٢٧ ألف مدمن مخدرات وكحول معروفين، لكن وزارة الشؤون الاجتماعية قدّرت العدد بـ١٢٠ ألفا على حافة الإدمان، لأن البيانات التي بحوزة الدولة لا تُقدم صورة كاملة ومُحدثة عن مدى انتشار تعاطي المخدرات والكحول، فيما قدّر مسؤول في وزارة الأمن القومي أن العدد الحقيقي أقرب لـ٢٠٠ ألف مدمن".

وكشف أن "صورة مثيرة للقلق تشير لزيادة كبيرة باستخدام مسكنات الألم من هذه الأدوية منذ اندلاع حرب غزة، فقد شهد مستشفى تل هاشومير، الأكبر في الدولة، في سبتمبر 2023، إعطاء 194 حبة "Tergin 20" تحتوي على مادة الأوكسيكودون الأفيونية، وفي نوفمبر 2023، تم إعطاء 632 حبة، وفي ديسمبر التالي، تم إعطاء 817 حبة، وفي المجمل تم إعطاء 5543 دواء أفيونيًا، مقارنة بـ 2656 في سبتمبر 2023".



وأشار  إلى أن "الارتفاع لم يكن لحظياً؛ فبعد مرور عام، في ديسمبر 2024، تم إعطاء 4462 دواء أفيونيًاً، وسجل مستشفى إيخيلوف زيادة كبيرة ومستمرة في استخدام الأدوية من هذه المجموعة، ففي 2022 طلب قسم إعادة التأهيل بالمستشفى 899 دواءً أفيونيًا، وفي 2023، الذي تأثرت أشهره الأخيرة فقط بالحرب، ارتفع العدد إلى 1146، وفي 2024 ظل مرتفعا إلى 1545 طلبية، وهي زيادة بـ72% مقارنة بـ2022 قبل الحرب".

أورين ميرون، الباحث في استخدام العقاقير الأفيونية بجامعة بن غوريون ووزارة الصحة، كشف أن "إحدى المشاكل الناجمة عن إصابات الحرب أنه لا يوجد دائماً بديل لعلاج المواد الأفيونية، حيث يعاني الكثير من الجنود من جلسات العلاج الطبيعي المؤلمة لدرجة أن جرعة الأفيون وحدها تسمح لهم أحيانًا بالحركة".

وختم بالقول إن "السؤال الأكثر أهمية هو ماذا يحدث بعد الخروج من المستشفى، ففي أقسام إعادة التأهيل، يتلقى الجنود رعاية فائقة من أفضل الكوادر الطبية، لكن التحدي يكمن عند عودتهم لمنازلهم حيث تبدأ مرحلة إصابتهم بالإدمان".

مقالات مشابهة

  • جنود صهاينة يحذرون من أن الاستنزاف في غزة سيؤدي إلى الانهيار التدريجي
  • تحقيق إسرائيلي يكشف عن تحول جنود جرحى إلى مدمنين على المخدرات
  • حالات الانتحار تكشف انهيار جنود إسرائيل بسبب كابوس غزة
  • موقع إيطالي: حالات الانتحار تكشف انهيار جنود إسرائيل بسبب كابوس غزة
  • الجيش الإسرائيلي يمدد خدمة آلاف الجنود عاما كاملا
  • تقارير: انهيار مبنى مفخخ على جنود إسرائيليين في غزة
  • جنود رافضون للخدمة بجيش الاحتلال: علينا طلب المغفرة من الفلسطينيين
  • 14 حالة انتحار بين جنود الجيش الإسرائيلي في 2025
  • بين الدمار والصمود.. هكذا فشل الاحتلال الإسرائيلي في كسر شوكة حماس
  • انتحار جندي من لواء جولاني في جيش الاحتلال الإسرائيلي