الإجرام الصهيونى يتجاوز الخطوط الحمراء بنبش قبور غزة
تاريخ النشر: 6th, January 2024 GMT
الصهاينة يواصلون محارقهم ويبيعون الفلسطينيين «قطع غيار بشرية»
دعوة فلسطينية لتشكيل لجنة تحقيق دولية فى سرقة جثامين الشهداء
«العشائر» ترفض خطة نتنياهو لتقسيم القطاع وتسليمها إدارته
لم تكتف عصابات الهجاناه الصهيونية النازية بمحارقها ومجازرها طوال أكثر من 75 عاما من نكبة الفلسطينيين والعرب بسرقة الأرض وتهجير أصحابها عبر حرب الإبادة والتطهير العرقى، وإنما تجاوزت تلك العصابات كل قوانين الحياة لتصل إلى أفدح الجرائم الإنسانية، وهى نبش القبور لتسرق الفلسطينى حيا وميتا.
واصل الاحتلال «الإسرائيلى» حربه على قطاع غزة لليوم 92 على التوالى، مكثفاً استهدافه الأحياء السكنية والمنشآت المدنية فى المناطق الوسطى والجنوبية للقطاع، وارتقى مئات الشهداء بينهم الزميل الشهيد الصحفى أكرم الشافعى فيما منع الاحتلال الزملاء من تغطية الأحداث قرب غلاف غزة.
وكشف المكتب الإعلامى الحكومى عن سرقة الاحتلال عشرات الجثامين من مقابر مدينة غزة، مشيرا إلى سرقة 150 جثماناً من مقبرة حى التفاح شرق مدينة غزة دُفنت حديثاً، حيث أخرجها من القبور وقام بترحيلها إلى جهة مجهولة، فى ممارسة مكررة كان قد سجل فيها سوابق فى مناطق أخرى من القطاع فى أوقات سابقة.
وأكد فى بيان له أنه رصد جريمة جديدة للاحتلال تمثلت بنبش الاحتلال الإسرائيلى قرابة 1100 قبر فى مقبرة حى التفاح (شرق مدينة غزة)، حيث قامت آليات الاحتلال بتجريفها وإخراج جثامين الشهداء والأموات منها، وداستها، وامتهنت كرامتها، دون أى مراعاة لقدسية الأموات أو المقابر.
وأشار المكتب إلى أن الصهاينة يرتكبون جريمة سرقة أعضاء الشهداء، وهو ما نبه منه المكتب فى وقت سابق، وكان آخرها تسليم 80 جثماناً من جثامين شهداء سابقين كان سرقها من مدينة غزة وشمال غزة، وعبث بها، وسلَمها مشوهة وجرى دفنها فى رفح.
وأشار إلى أن الاحتلال رفض أية معلومات حول الجثامين التى سلمها، حيث ظهر عليها تغير فى الملامح، فى إشارة واضحة إلى سرقة الاحتلال لأعضاء حيوية من أجساد هؤلاء الشهداء.
مشيرا إلى نبش الاحتلال قبوراً فى جباليا فى وقت سابق، وسرق جثامين شهداء منها، إضافة إلى استمراره فى احتجاز عشرات جثامين الشهداء من القطاع.
وجدد المكتب دعوته لتشكيل لجنة تحقيق دولية فى جرائم الاحتلال وآخرها نبش المقابر وسرقة جثامين الشهداء، وعبر عن بالغ استغرابه «من المواقف الصامتة للمنظمات الدولية العاملة فى قطاع غزة تجاه مثل هذه الجرائم الفظيعة التى يرتكبها الاحتلال، دون أن تحدد موقفها».
وأعلنت وزارة الصحة فى غزة أن المستوى المتدنى لدخول المساعدات الطبية إلى قطاع غزة يؤكد أن الاحتلال يستخدمها كسلاح لقتل المصابين وطالبت كافة الأطراف بإيجاد آليات فاعلة وقادرة على الاستجابة لاحتياجاتنا الطارئة والعاجلة لإنقاذ حياة آلاف الجرحى والمرضى.
وأوضحت الألية المتبعة لخروج الجرحى تساهم فى قتل مئات الجرحى وهم ينتظرون لأسابيع طويلة، حيث إن عدد الجرحى الذين غادروا للعلاج بالخارج 645 مصابا فقط
وطالبت كافة الأطراف الدولية بتوفير آليات فاعلة تضمن مغادرة 6 آلاف مصاب كأولوية عاجلة من أجل إنقاذ حياتهم وحذرت من أن سلوك الاحتلال الإجرامى يشكل تهديدا وخطرا على مستشفى شهداء الأقصى ومستشفى العودة فى المنطقة الوسطى.
وأضافت أنه يضع مجمع ناصر الطبى ومستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر بخان يونس فى دائرة الاستهداف والخطر المتكرر
وحذرت من كارثة صحية وإنسانية لا يمكن وصفها أو تحملها فى مدينة رفح بعد نزوح أكثر من نصف سكان القطاع إليها فى ظروف قاسية من انهيار الخدمات الصحية والبيئية وعدم توافر أدنى المقومات المعيشية.
وأعلنت القبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية فى قطاع غزة، رفضها التام والمطلق للمشروع الذى طرحه رئيس وزراء كيان الاحتلال وقادة حكومته وحربه، حول تقسيم القطاع إلى مناطق ونواحٍ وتسليمها إلى العشائر من أجل إدارتها بعد القضاء على المقاومة وحركة حماس.
وأعلنت العشائر الغزية فى بيان باسم «التجمع الوطنى للقبائل والعشائر والعائلات الفلسطينية» دعمها الكامل والمطلق للمقاومة الفلسطينية التى قادت معركة (طوفان الأقصى) بكل براعة واقتدار وصنعت تحولًا استراتيجيًا على مستوى القضية الفلسطينية؛ بل على مستوى العالم بأسره.
وقالت العشائر فى بيانها: نرفض كل مشاريع الاحتلال حول إدارة غزة لأن إدارة غزة شأن فلسطينى يتم مناقشته على طاولة الكل الوطنى.
جاء بيان العشائر رداً على ما كان رئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو، قد طرحه من ملامح أولية لخطة ينوى مناقشتها حول «اليوم التالى للحرب» مع المجلس المصغر «الكابينيت» وتقضى بتقسيم قطاع غزة إلى مناطق ونواحٍ إدارية، وتسليم كل قطاع إلى عشيرة أو عائلة فلسطينية لتتولى إدارتها وتوزيع المساعدات الإنسانية.
كان «نتنياهو،» طرح مع الجانب الأمريكى، خلال اجتماعات عقدها ما يسمى وزير الشئون الاستراتيجية «الإسرائيلى» رون ديرمر، مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن فى الولايات المتحدة، ومستشار الأمن القومى جيك سوليفان، تحت عنوان «هيئة فلسطينية تسيطر على القطاع».
وتعكس الخطة، ميل نتنياهو للتخلص من السلطة الفلسطينية فى رام الله، وعدم إعطائها أى دور فى غزة «نظراً لفشلها فى إدارة الضفة» حسبما عبّر فى تصريحات له.
وأكدت العشائر فى بيانها، فشل رهانات تهجير أهالى قطاع غزة من أرضهم، وشددت قائلةً: «لن نغادر هذه الأرض مهما بلغت التضحيات، وأن كل ثمن نقدمه لأجل فلسطين هو رخيص فى سبيل هذه الأرض المقدسة».
ودعت العشائر فى بيانها، كافة أهالى قطاع غزة بقبائلهم وعشائرهم وعائلاتهم، ووجهاء ومخاتير وأعيان، للاستمرار بحماية ظهر المقاومة وتأمين الجبهة الداخلية ضد الاحتلال، ودعت كافة الشعوب العربية وأحرار العالم، للتحرك الفورى لوقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية على غزة وإنقاذها من الكوارث الإنسانية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأحياء السكنية المنشآت المدنية جثامین الشهداء مدینة غزة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
ﻏﺰة.. ﺗﻮاﺟﻪ الموت ﺑﺮداً
تجمد الطفلة «رهف أبوجزر».. وغرق خيام النازحين وتحذيرات من تفشى الأوبئة
الأونروا: تسونامى إنسانى يجتاح القطاع يفوق قدرة منظمات الإغاثة الدولية
فتح البرد فصلاً جديدًا من فصول الموت فى قطاع غزة المُحاصر، حيث تتكامل قسوة الطقس مع فصول الإبادة الجماعية المستمرة بحق الشعب الفلسطينى. ملايين الأرواح تُركت تحت رحمة البرد والجوع والخيام الممزقة، فى ظل عجز كامل للمنظمات الإنسانية عن توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة.
فالأطفال لا يعرفون معنى اللعب، بل يعرفون فقط كيف يهربون من الغرق، وكيف يقفون على قطعة تراب صغيرة لئلا يبتل جسدهم أكثر. وتختل أجسادهم وتزهق أرواحهم بفعل الجوع والبرد فالموت هنا يتلون مع كل مرحلة من مراحل الإبادة الجماعية.
ارتقت الصغيرة «رهف أبوجزر» شهيدة متجمدة. بعد أن فقدت روحها ذات الـ8 شهور فى ليلة قاسية هى الثانية التى يعيشها قطاع غزة. وسط اغراق مياه الأمطار لمخيمات النزوح تزامنًا مع تأثر فلسطين بمنخفض جوى عميق يستمر حتى ساعات مساء اليوم الجمعة، فى ظل أجواء باردة ودرجات حرارة متدنية.
واكد شهود عيان أنّ خيمة عائلة الرضيعة تضررت بفعل المنخفض الجوى وقوية الرياح وغزارة الأمطار، ما أدى إلى انخفاض حاد فى درجة حرارتها وسط غياب وسائل التدفئة والرعاية الصحية.
وهذه ليست حالة الوفاة الأولى إذ ارتقى العشرات من الأطفال خلال فصل الشتاء الماضى نتيجة البرد القارس، وانعدام الرعاية الصحية اللازمة، وسط استمرار الحصار الإسرائيلى.
سبق رهف الطفل زاهر ابو شامية الذى استشهد دهسا قرب الخط الأصفر شرق مدينة غزة بعدما أطلق الاحتلال النار عليه وتركه ينزف فقامت إحدى الدبابات. بداية والمرور عليه ومنع إنقاذه فيما استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص الاحتلال فى عدة مناطق.
كما رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلى السماح لطفل (5 سنوات) بالسفر من رام الله لتلقى علاجٍ منقذ للحياة من مرض السرطان فى مستشفى «تل هاشومير»، بحجة أن عنوانه مسجل فى غزة.
واوضحت منظمة «غيشا - مسلك» فى التماسها أن عائلة الطفل انتقلت إلى رام الله عام 2022 لتلقى العلاج الطبى، الذى أصبح غير فعال حاليا، بينما يحتاج الطفل بشكل عاجل إلى عملية زرع نخاع عظمى لا تتوفر فى الضفة المحتلة أو القطاع.
وقالت الارصاد الجوية الفلسطينية إن منخفض بايرن الجوى على فلسطين يشتد ويطرأ انخفاض ملموس على درجات الحرارة، لذا يكون الجو باردًا وماطرا وعاصفا، وتسقط الأمطار على كافة المناطق وتكون غزيرة ومصحوبة بعواصف رعدية وتساقط البرد أحيانا.
وأظهرت مقاطع فيديو دخول مياه الأمطار إلى الخيام، بينما يُحاول النازحون إنقاذ ما تبقى من فراش وأغطية وحماية أطفالهم من الغرق والأجواء الباردة.
واشتكى النازحون فى عدة مناطق بالقطاع المنكوب من دخول المياه إلى أماكن نوم الأطفال والنساء والشيوخ فى الخيام، مؤكدين أن كل إجراءات الحماية فشلت أمام المنخفض الجوى والأمطار الغزيرة.
وحذر مدير عام صحة بغزة منير البرش من وفاة أطفال وكبار سن ومرضى جراء انخفاض درجات الحرارة داخل خيام النازحين التى غمرتها الأمطار.
وأوضح أن الرطوبة والمياه داخل الخيام تهيئ بيئة لانتشار أمراض الجهاز التنفسى بصفوف النازحين فيما يعجز المرضى عن الحصول على أى رعاية صحية.
وسجل الدفاع المدنى الفلسطينى غرق مخيمات بأكملها فى منطقة المواصى بخان يونس.
ومنطقة «البصة والبركة» فى دير البلح ومنطقة «السوق المركزى» فى النصيرات وفى منطقتى «اليرموك والميناء» فى مدينة غزة.
وتلقى منذ بدء المنخفض أكثر من 2500 إشارة استغاثة من نازحين تضررت خيامهم ومراكز إيوائهم فى جميع محافظات قطاع غزة.
واكد أن الفلسطينين بأطفالهم ونسائهم يغرقون الآن وتجرف الأمطار خيامهم رغم المناشدات والنداءات الإنسانية العديدة التى أطلقت لإنقاذهم قبل أن نرى هذه المشاهد المأساوية فى المخيمات.
وأعلن الدفاع المدنى الفلسطينى إجلاء نازحين من عشرات الخيام بعد غرقها الكامل، إثر الأمطار الغزيرة جنوبى القطاع، وحذر من تفاقم الأوضاع الإنسانية فى حال استمرار المنخفض الجوى الجديد مع عدم وجود مساكن مؤقتة تؤوى النازحين. مع استمرار انتهاك الاحتلال الإسرائيلى لاتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار مدير المكتب الإعلامى الحكومى فى غزة إسماعيل الثوابتة، إلى تفاقم الكارثة الإنسانية التى يعيشها النازحون فى مخيمات القطاع، مع تضرر أكثر من 22 ألف خيمة بشكل كامل جراء المنخفض، بما يشمل الشوادر ومواد العزل والبطانيات.
وأكد أن نحو مليون والنصف نازح يعيشون أوضاعًا قاسية داخل مخيمات الإيواء، بينما تقيم مئات آلاف العائلات داخل خيام مهترئة تضررت بفعل حرب الإبادة وبفعل العواصف الأخيرة.
وأوضح أن قطاع غزة بحاجة فورية إلى 300 ألف خيمة جديدة لتأمين الحد الأدنى من الإيواء، فى حين لم يدخل إلى القطاع سوى 20 ألف خيمة فقط منذ بدء الأزمة.
وشددت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، على أن هطول الأمطار فى القطاع يحمل مصاعب جديدة ويفاقم الأوضاع المعيشية المتردية أصلا ويجعلها أكثر خطورة.
وأشارت «أونروا» فى تصريحات صحفية إلى أن البرد والاكتظاظ وانعدام النظافة فى القطاع تزيد خطر الإصابة بالأمراض والعدوى.
وأكد المستشار الإعلامى لوكالة «أونروا» عدنان أبو حسنة: أن الوضع الإنسانى فى قطاع غزة بلغ مرحلة غير مسبوقة، واصفًا ما يجرى بأنه «تسونامى إنسانى» يفوق قدرات الوكالة والمنظمات الإغاثية، فى ظل منع الاحتلال إدخال المستلزمات العاجلة رغم النقص الحاد فى الإمدادات منذ وقف إطلاق النار.
وسلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على انتقادات وكالات الإغاثة الدولية لاستمرار فرض الاحتلال الإسرائيلى قيودا مشددة على شحنات المساعدات إلى قطاع غزة رغم مضى شهرين على إعلان اتفاق وقف إطلاق النار.
وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية أن وكالات الإغاثة الدولية لا تزال تنتقد القيود الإسرائيلية المشددة على دخول المساعدات رغم مرور شهرين على إعلان وقف إطلاق النار. وذكرت الصحيفة أنه تم إدخال أكثر من 9000 طفل إلى المستشفيات فى أكتوبر الماضى فقط بسبب سوء التغذية الحاد.
وقالت تيس إنجرام، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف): «فى مستشفيات غزة، التقيت بالعديد من الأطفال حديثى الولادة الذين كان وزنهم أقل من كيلوجرام واحد، وكانت صدورهم الصغيرة تنتفخ بسبب الجهد المبذول للبقاء على قيد الحياة».