ود مدني (السودان) – (أ ف ب) – أفاق سكان العاصمة السودانية الأحد على دوي قصف جوي اعتادوه منذ ثلاثة أشهر فيما تتواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع التي نفت اتهامها بقتل مدنيين في إقليم دارفور، عازية هذا الأمر الى صراعات قبلية. وقال سكان في الخرطوم لوكالة فرانس برس إن “الطيران الحربي قصف تجمعات للدعم السريع في حي الجريف شرق” بشرق النيل، وأشاروا إلى تصدي قوات الدعم السريع باستخدام “مضادات أرضية”.

وفي ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، أم درمان، أفاد شهود بأن “الطيران الحربي قصف محلة أمبدة في غرب المدينة”، فيما شهد وسط المدينة “قصفا مدفعيا باتجاه كلية قادة الأركان المجاورة لمستشفى السلاح الطبي وسلاح المهندسين”. وقال شهود أيضا إن “مسيّرات تابعة للدعم السريع نفذت قصفا على السلاح الطبي بأم درمان”. وغرب البلاد، أفاد شهود بوقوع “اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في مدينة كاس التي تبعد حوالى 80 كيلومترا شمال غرب نيالا”، عاصمة ولاية جنوب دارفور. وفي هذا الصدد أشارت قوات الدعم في بيان الأحد الى تحقيقها “السيطرة الكاملة على قيادة اللواء 61 بمدينة كاس”. ومنذ اندلاعها في 15 نيسان/ابريل الفائت، أسفرت الحرب بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، عن مقتل ثلاثة آلاف شخص على الأقل وشردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص. وتتركز المعارك في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور بغرب البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم 48 مليونا. وفي دارفور، دُمرت قرى وأحياء بكاملها، فيما دفن مدنيون في مقابر جماعية وتم اغتيال قادة محليين بسبب انتمائهم العرقي من قبل قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها. – “صراع قبلي بحت” – الأحد، رحبت قوات دقلو في بيان منفصل بانضمام بعض مجندي شرطة الاحتياطي المركزي اليها بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور، مشيرة إلى أن عدد المنضوين في صفوفها بلغ “270 من الضباط وضباط الصف والجنود”. وكانت قوات الدعم نفت في بيان السبت اتهام منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية لها “بإعدام 28 فردا على الأقل من إثنية المساليت وقتل وجرح عشرات المدنيين”، وهي إحدى أبرز المجموعات العرقية غير العربية في غرب دارفور. وعزت ما جرى إلى “صراع قبلي بحت هو قديم متجدد ولم تكن قوات الدعم السريع طرفًا فيه”. وكانت تقاريرعديدة من منظمات اغاثة وأخرى أممية تحدثت عن وقوع فظاعات، بما فيها عنف جنسي، ما دفع المحكمة الجنائية الدولية إلى إعلان فتح تحقيق في جرائم حرب محتملة. – استئناف المفاوضات – والسبت عاد ممثلون للجيش السوداني الى مدينة جدة السعودية لاستئناف المفاوضات مع قوات الدعم السريع فيما دخلت الحرب بين الطرفين شهرها الرابع. ولم تعلق قوات الدعم السريع على استئناف مفاوضات جدة التي أعلن راعياها السعودي والأميركي الشهر الماضي “تعليقها” إلى أجل غير مسمى. وكان طرفا النزاع أبرما هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، شهدت خروقا كثيرة. كما يحاول كل من الاتحاد الإفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق إفريقيا التوسط لحل الأزمة في السودان. وسبق ان اعترضت الخارجية السودانية على ترؤس الرئيس الكيني وليام روتو للجنة رباعية منبثقة من ايغاد، متهمة نيروبي بالانحياز لقوات الدعم السريع. وبحسب بيان السبت لمجلس السيادة الانتقالي في السودان، فقد تلقى البرهان إتصالا هاتفيا من الرئيس الكيني. وأفاد البيان بأن البرهان “نقل للرئيس الكيني أسباب تحفظ حكومة السودان على رئاسة كينيا للجنة الرباعية .. ورفضه لمخرجات القمة التي عقدت في أديس أبابا مؤخرا، حيث لا يمكن إدخال قوات شرق إفريقيا (إيساف) بدون موافقة حكومة السودان”. بور/بام/ب ق araara

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

تحت نيران التصعيد.. جنوب دارفور بحالة طوارئ وكردفان تشهد نزوحاً واسعاً

أعلنت الإدارة المدنية التابعة لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، بولاية جنوب دارفور، حالة الطوارئ والتعبئة العامة، وذلك في أعقاب تقدمات ميدانية ملحوظة للجيش السوداني في إقليم كردفان المجاور، ما يبرز التصعيد المستمر في الصراع المسلح داخل البلاد.

في السياق، شهدت ولاية جنوب كردفان موجة نزوح جماعي عقب هجمات متزامنة شنتها قوات تتبع للحركة الشعبية – جناح الحلو، إلى جانب قوات الدعم السريع، على قرى في الريف الشرقي والقطاع الغربي لمحلية كادقلي.

وأفاد مفوض العون الإنساني بجنوب كردفان، فضل الله عبد القادر أبوكندي، بنزوح أكثر من 900 أسرة إلى مدينة كادقلي ومناطق أخرى، مؤكداً بدء تدخلات عاجلة لتوفير الغذاء والمأوى بالتنسيق مع حكومة الولاية والمنظمات الإنسانية، مع ترتيبات إضافية لتعزيز الاستجابة.

وفي شمال دارفور، خصص والي الولاية حافظ بخيت محمد دعماً إضافياً بقيمة 300 مليون جنيه لصالح وزارة الرعاية الاجتماعية، موجهاً بتوفير الطعام من خلال التكايا في مدينة الفاشر، في ظل أوضاع إنسانية صعبة بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المدينة.

ودعا الوالي المنظمات الإنسانية والدولية إلى التدخل العاجل لفك الحصار وتحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين.

وفي مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، نفذت السلطات الأمنية حملة مشددة أسفرت عن اعتقال 30 أجنبياً لا يحملون مستندات رسمية، وتم فتح بلاغات ضدهم بموجب المادة 30 من قانون الجوازات والهجرة.

وفي تقرير صادم، كشفت شبكة “صيحة” الحقوقية عن توثيق 14 حالة اغتصاب و64 حالة اختطاف لنساء وفتيات في مخيم زمزم بشمال دارفور، وذلك عقب اجتياح المنطقة من قبل قوات الدعم السريع في أبريل الماضي. وشملت الانتهاكات حالات اغتصاب جماعي وتعذيب وابتزاز مالي، وفق شهادات مباشرة من الناجيات وشهود عيان.

وفي تطور سياسي، نفى رئيس مجلس الوزراء السوداني، كامل إدريس، في بيان رسمي، التصريحات المنسوبة إليه بشأن عزمه تشكيل حكومة تضم “كتائب البراء” و”درع السودان”. وأوضح إدريس أنه لم يؤدِ اليمين الدستورية بعد، وأنه لم يبدأ بعد في مشاورات تشكيل الحكومة.

وأشار إلى أن رئيس مجلس السيادة منحه كامل الصلاحيات لتشكيل الحكومة دون تدخلات، مؤكداً احترامه لاتفاقية جوبا للسلام وضرورة الالتزام ببنودها في هذه المرحلة الدقيقة. كما أشاد بدور كتائب البراء ودرع السودان، دون أن يربطهما بأي تمثيل رسمي في التشكيل الحكومي المرتقب.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تقصف مشفى وتقتل العشرات وسط السودان
  • قوات الدعم السريع ترتكب جريمة ضد الأمم المتحدة في السودان
  • ستة قتلى بقصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مستشفى في السودان
  • السودان.. خروج مستشفى الأُبَيِّضْ عن الخدمة بهجوم لـ"الدعم السريع"
  • بالفيديو.. القوة المشتركة تكشف تفاصيل معركة “أم المعارك” ومقتل وأسر قادة في الدعم السريع والاستيلاء على عتاد عسكري ضخم
  • "أطباء السودان" تتهم الدعم السريع باعتقال 178 شخصا بشرق دارفور
  • العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب
  • الدعم السريع تعلن حالة الطوارئ جنوب دار فور وحركة نزوح جماعي في كردفان
  • تحت نيران التصعيد.. جنوب دارفور بحالة طوارئ وكردفان تشهد نزوحاً واسعاً
  • مليشيا الدعم السريع تعلن التعبئة العامة والاستنفار الكامل لجميع شرائح ومكونات المجتمع بولاية جنوب دارفور