علم “اليوم 24″، أن خلافا بين مكونات مجلس النواب، حول مقترح لتخفيض العدد المطلوب لتشكيل الفرق البرلمانية، تسبب في تأجيل جلسة تشريعية كانت مبرمجة بعد عصر اليوم الإثنين، للمصادقة على تعديل النظام الداخلي للمجلس، بعد ملائمته مع ملاحظات المحكمة الدستورية.

وأخبر النواب البرلمانيون قبل قليل، بقارا تأجيل الجلسة التشريعية المخصصة للتصويت على النظام الداخلي الجديد، إلى موعد لاحق (دون تحديده).

وقالت مصادر برلمانية، إن هناك فرق برلمانية تؤيد مقترح تقليص العدد المطلوب لتشكيل الفرق البرلمانية، من 20 إلى 12 فقط، بينما تعارض فرق أخرى المقترح.

وأوضح المصدر، أن هناك فريق برلماني يدافع بقوة على مقترح التقليص، تخوفا من تصدع داخلي يعاني منه، قد يتسبب في فقدانه للفريق البرلماني، بينما يدفع فريق آخر بالتقليص أيضا خشية فقدان بعض المنتسبين له عضويتهم البرلمانية، بسبب المتابعات القضائية، وهو سيجعله بدوره معرض لفقدان فريقه البرلماني.

وفي حال إقرار مقترح تقليص عتبة تشكيل الفرق البرلمانية، سيكون حزب العدالة والتنمية أبرز المستفيدين، إذ سيتمكن في حالت تخفيض العتبة إلى 12 من تشكيل فريق برلماني، بعد نصف ولاية تشريعية ظل يشتغل في إطار مجموعة نيابية فقط، بعد النتائج التي حصل عليها في الانتخابات التشريعية الأخيرة، والتي منحته 13 مقعدا في مجلس النواب فقط، مقابل 126 مقعدا في الولاية السابقة.

وكان مجلس النواب، أعلن الأسبوع الماضي عن إعادة عرض مشروع نظامه الداخلي على التصويت في جلسة عامة تعقد اليوم الإثنين، بعد جلسة الأسئلة الشفوية، وذلك بعد إدراج تعديلات جديدة على المشروع، أخذا بعين الاعتبار ملاحظات المحكمة الدستورية، التي أكدت في مارس الماضي، أن سبع مواد من النظام الداخلي لمجلس النواب غير مطابقة للدستور.

وكانت المحكمة الدستورية، بثت في مارس الماضي، في مدى دستورية النظام الداخلي لمجلس النواب، المحال إليها والمسجل بأمانتها العامة في 2 فبراير الماضي، عملا بأحكام الفصلين 69 (الفقرة الأولى) و132 (الفقرة الثانية) من الدستور، والمادة 22 (الفقرة الأولى) من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية، وذلك للبت في مطابقته للدستور.

وقالت المحكمة، في قرارها، إن هناك مواد مستحدثة ليس فيها ما يخالف الدستور، على أساس مراعاة ملاحظات وتفسيرات المحكمة الدستورية بشأنها، مضيفة أن الصيغة المعدلة لمقتضيات مواد النظام الداخلي، مطابقة للدستور أيضا، بينما أوضحت المحكمة أن هناك 7 مواد في النظام الداخلي لمجلس النواب غير مطابقة للدستور.

وأوضحت المحكمة في قرارها، أن المادتين 28 و136 أغفلتا قواعد تضمن تمثيل المعارضة البرلمانية، بواسطة الفرق التي اختارت الانتماء إليها، في منصبي المحاسب والأمين بمكتب المجلس، وأيضا قواعد تحدد كيفيات تخصيص منصب رئاسة أو مقرر مجموعة العمل الموضوعاتية المؤقتة، حسب الحالة، للمعارضة.

وفي شأن المادة 258، قالت المحكمة الدستورية، إنها نصت على أن “مكتب لجنة المالية والتنمية الاقتصادية يقوم بمبادرة منه أو بطلب من الحكومة ببرمجة اجتماع للجنة تقدم خلاله الحكومة عرضا بشأن إحداث كل حساب خصوصي للخزينة، أو فتح اعتمادات إضافية أو وقف تنفيذ بعض نفقات الاستثمار”، وهو ما اعتبرته مخالفا للدستور، إذ لا يتم ذلك إلا من طرف الحكومة كما ينص على ذلك القانون التنظيمي للمالية.

ونصت المادة 313 من النظام الداخلي للمجلس، على أنه: “يقصد بمفهوم السياسة العامة الخيارات الاستراتيجية الكبرى للدولة، والتي تكتسي بحكم طبيعتها ومداها صفة الشمولية والعرضانية”، وقالت المحكمة الدستورية إنه، لئن كانت أحكام الفقرة الأولى من الفصل 69 من الدستور، تقر استقلال مجلس النواب بوضع نظامه الداخلي، فإن ذلك لا يسوغ له الاستئثار بوضع تعريف للسياسة العامة، يتعلق بمجال يخص العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، إذ لا ينبغي أن يتضمن النظام الداخلي ما يقيد الغير، دون سند من الدستور أو القانون.

وبينما تحدثت المادة 316 من النظام الداخلي عن جدول أعمال الجلسة المخصصة للأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة، وقالت إن هناك حالتين، إما وجود سؤال واحد أو سؤالين، قالت المحكمة الدستورية، إن الدستور تحدث عن “الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة” بصيغة الجمع، وهو ما يعني ما زاد على سؤالين في الجلسة الشهرية الواحدة، أي ثلاثة أسئلة فأكثر، مما تكون معه المادة 316 فيما نصت عليه من تضمن جدول أعمال الجلسة المخصصة للأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة لسؤالين محوريين في الأقصى، غير مطابقة للدستور.

وفي شأن المادة 321 (الفقرتان الأولى والثانية)، والتي نصت على أنه، “تتألف لجان تقصي الحقائق من ممثل عن كل فريق ومجموعة نيابية..”، ثم “يتم اللجوء إلى قاعدة التمثيل النسبي في توزيع المقاعد المتبقية”، قالت المحكمة الدستورية، إن المادة الخامسة من القانون التنظيمي المتعلق بتسيير اللجان النيابية لتقصي الحقائق، نصت على أنه، “يعين أعضاء لجان تقصي الحقائق من قبل مكتب المجلس المعني مع مراعاة مبدأ التمثيلية النسبية للفرق والمجموعات البرلمانية…”؛ لتؤكد المحكمة الدستورية على أن اقتصار تطبيق مبدأ التمثيل النسبي على توزيع المقاعد المتبقية وحدها، يجعل المادة المذكور مخالفة للدستور.

واعترضت المحكمة الدستورية أيضا على المادة 86 من النظام الداخلي، والتي أدرجت الهيئات الدستورية ضمن اختصاصات اللجان النيابية الدائمة، وقالت إنها مخالفة للدستور، على اعتبار أن “تقديم مشاريع أو مقترحات القوانين، يتم من قبل الجهات التي بادرت إليها”، وأن “هذه المؤسسات والهيئات المعنية غير خاضعة للسلطة الرئاسية ولا لوصاية وزير معين، مما يحظر معه استدعاء رؤسائها أو مندوبين عنها، للمثول أمام لجنة دائمة”.

وقالت المحكمة الدستورية، إنها اطلعت على مذكرات الملاحظات الصادرة عن نواب غير منتسبين (نواب جبهة القوى الديمقراطية) وعن المجموعة النيابية للعدالة والتنمية وعن رئيس الحكومة، المدلى بها، عملا بمقتضيات المادة 25 من القانون التنظيمي المتعلق بالمحكمة الدستورية، والمسجلة بالأمانة العامة المذكورة في 9 و14 و15 فبراير 2023.

وتنص الفقرة الثانية من الفصل 132 من الدستور، على وجوب إحالة النظام الداخلي لمجلس النواب، قبل الشروع في تطبيقه، على المحكمة الدستورية للبت في مطابقته للدستور.

كلمات دلالية مجلس النواب، جلسة تشريعية، الفرق البرلمانية

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: المحکمة الدستوریة القانون التنظیمی مجلس النواب من الدستور على أن

إقرأ أيضاً:

وزارة الإنتاج الحربى تنظم زيارة للجنة الصناعة بمجلس النواب لمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات

نظمت وزارة الإنتاج الحربى زيارة لأعضاء لجنة الصناعة بمجلس النواب برئاسة النائب محمد مصطفى السلاب، لمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات ( مصنع 200 الحربى ) أحد أهم الصروح الصناعية التابعة للوزارة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات المهندس محمد صلاح الدين مصطفى، وزير الدولة للإنتاج الحربى، بالحرص على تعزيز التواصل بين الوزارة ومختلف المؤسسات الوطنية بالدولة.


استقبل المهندس إميل حلمى إلياس، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للإنتاج الحربى والعضو المنتدب، وفد لجنة الصناعة، حيث تم الترحيب بالوفد البرلمانى، ونقل تحيات الوزير " محمد صلاح ". 


وتم عرض فيلم تسجيلي حول وزارة الإنتاج الحربي ونشأتها وعرض رؤيتها ورسالتها وإمكانياتها التكنولوجية والتصنيعية والفنية على الصعيدين العسكري والمدني وكذا إستراتيجية العمل بالوزارة وشركاتها ووحداتها التابعة، وألقى نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للإنتاج الحربى والعضو المنتدب كلمةً، أشار خلالها إلى دور الوزارة الأساسي المتمثل في تلبية احتياجات القوات المسلحة والشرطة من مختلف الأسلحة والذخائر والمعدات إلى جانب القيام بالاستفادة من فائض الطاقات الإنتاجية بالشركات والوحدات التابعة لإنتاج منتجات مدنية متنوعة تلبي احتياجات المواطنين بجودة عالية وأسعار تنافسية إلى جانب المشاركة في المشروعات القومية والتنموية المختلفة بالدولة.


وعقب ذلك تم تنظيم جولة داخل المصنع شملت المرور على المجمع النموذجى لإنتاج العبوات الكرتونية الصديقة للبيئة من ألياف مخلفات أشجار الموز والذى تم تنفيذه في ضوء التعاون القائم بين الإنتاج الحربي وشركة بابيريوس الأسترالية، واوضح المهندس وفيق مجدي شفيق رئيس مجلس إدارة (مصنع 200 الحربي) أن الطاقة الإنتاجية بالمرحلة الأولى من خط الإنتاج الأتوماتيكى المتكامل لإنتاج العبوات الكرتونية تبلغ (60) مليون عبوة كرتونية سنويًا ويشتمل خط الإنتاج على (6) خزانات وماكينة مفتتات ومنعمات وفرن تجفيف ومكابس، وتبلغ الطاقة الاستيعابية للمرحلة الأولى (50) ألف طن من مخلفات زراعات الموز، وتهدف وزارة الانتاج الحربي إلى تصنيع مكونات خطوط الإنتاج وتسويقها بالتعاون مع شركة بابيريوس لصالح السوق المحلي والتصدير لدول إفريقيا والمنطقة العربية.


كما شملت الزيارة مرور لجنة الصناعة بمجلس النواب على خط تدوير المخلفات الصلبة " مستقبل -1 " لإنتاج السماد العضوي والوقود البديل بطاقة 20 طن / ساعة، كما تم المرور على خط تصنيع شاسيه الأوتوبيس الكهربائى "SETIBUS" والذي يتم إنتاجه بالتعاون مع إحدى شركات القطاع الخاص،  حيث يشارك المصنع في تنفيذ توجهات الدولة نحو إنتاج المركبات الصديقة للبيئة من خلال إنتاج الأوتوبيسات الكهربائية والتي تم المشاركة بعدد (110) أتوبيس منها في مؤتمر المناخ  COP27  بمدينة شرم الشيخ، كما قام المصنع بإنتاج (100) أوتوبيس كهربائي لصالح مشروع الأوتوبيس الترددي السريع، عقب ذلك تم المرور على خط تجهيز " عربات مشروعات الشباب " وهى كرافانات بسعات مختلفة يستخدمها الشباب كمطاعم متنقلة ويتم تجهيزها بكافة المعدات والتصميمات التى يطلبها العميل، وهذه العربات المجهزة سبق مشاركتها في شارع (30/6)، أيضا تم المرور على تجهيز عربات الوقود بالخزانات ذات السعات المختلفة.


كما شهد اللقاء حوارًا مفتوحًا، حيث عرض وفد لجنة الصناعة العديد من المقترحات والاستفسارات ذات الصلة بعمل الوزارة، وأكد أعضاء الوفد البرلمانى على فخرهم بكفاءة الصناعات العسكرية والمدنية داخل الإنتاج الحربي وما تتمتع به منتجات شركاتها من سمعة طيبة بين المواطنين منذ عشرات السنين، كما أثنوا على ما يتم بذله من جهود للتطوير بالجهات التابعة للوزارة والحرص على توطين أحدث التكنولوجيات العالمية بداخلها. 
واختتمت الجولة بزيارة المعرض الدائم للمنتجات العسكرية والمدنية التى تقوم الشركات والوحدات التابعة للوزارة  بإنتاجها.

مقالات مشابهة

  • برلماني: 742 مليار جنيه دعم بالموازنة لا يكفي إذا انهارت الصناعة.. والحديد أول الأولويات
  • المحكمة الدستورية .. إنجاز وطني في حماية الدستور والرقابة على القوانين
  • عبدالمولى: نثق في إمكانية إسقاط حكومة الدبيبة.. والبرلمان جاهز لتشكيل البديل
  • حنفي جبالي: تعديل قوانين الانتخابات تجسيد لنضج التجربة البرلمانية
  • توافق حزبي بالبرلمان حول تعديلات قوانين انتخابات ‏مجلسي النواب والشيوخ
  • بدء الجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة قوانين الانتخابات البرلمانية
  • تشريعية النواب توافق نهائيا على مشروع تعديل قانون مجلس الشيوخ
  • «تشريعية النواب» تناقش مشروع قانون جهاز الأمن القومي
  • وزارة الإنتاج الحربى تنظم زيارة للجنة الصناعة بمجلس النواب لمصنع إنتاج وإصلاح المدرعات
  • نحو مقاربة مختلفة لعلاقة المجتمع المدني بـمنظومة الاستعمار الداخلي