قال البنك الدولي في تقرير حديث، الثلاثاء، إن الصراع الذي اندلع مؤخرا في الشرق الأوسط أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين على المستوى الجيوسياسي، وعلى مستوى السياسات في المنطقة، كما أدى إلى ضعف النشاط المرتبط بالسياحة، لا سيما في البلدان المجاورة.

وواجهت المنطقة بالفعل العديد من التطورات السلبية، منها خفض إنتاج النفط، وارتفاع معدلات التضخم، وضعف نشاط القطاع الخاص في البلدان المستوردة للنفط.

وفي عام 2023، تباطأ معدل النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بشدة ليصل إلى 1.9 بالمئة.

وفي البلدان المصدرة للنفط، شهد قطاع النفط ضعفا ملحوظا بسبب خفض الإنتاج.

وتشير التقديرات البنك في التقرير، إلى أن معدل النمو في دول مجلس التعاون الخليجي قد تباطأ بشدة في عام 2023 بسبب انخفاض إنتاج النفط، وقد تجاوز هذا التباطؤ النشاط القوي في القطاع غير النفطي.

وفي البلدان الأخرى المصدرة للنفط، يرى البنك أن النمو انتعش في البلدان التي تم إعفاؤها من اتفاق أوبك لخفض الإنتاج.

ويضيف البنك الدولي أن النمو تباطأ في البلدان المستوردة للنفط إلى حد ما في العام الماضي، مما يعكس ضعف نشاط القطاع الخاص.

وقال البنك إن تضخم أسعار الغذاء بقي مرتفعا على نحو مستمر، وفي الوقت نفسه أدى الانخفاض الكبير في قيمة العملة إلى ارتفاع معدل التضخم العام.

وفي مصر، تشير تقديرات البنك الدولي إلى تباطؤ النمو في السنة المالية 2022-2023 (من يوليو 2022 إلى يونيو 2023) بسبب القيود المفروضة على الواردات، وتراجع القوة الشرائية للأسر المعيشية، وتباطؤ نشاط الشركات وأنشطة الأعمال.

وفي المقابل، تشير تقديرات البنك إلى أن النمو انتعش في المغرب، على الرغم من الزلزال الذي وقع في سبتمبر، مع تعافي القطاع الفلاحي.

الآفاق المستقبلية

يرى البنك الدولي أن الصراع في الشرق الأوسط أدى إلى زيادة حالة عدم اليقين بشأن توقعات النمو في المنطقة.

وبافتراض عدم تصاعد الصراع، توقع البنك الدولي أن يزيد معدل النمو في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 3.5 بالمئة في عامي 2024 و2025.

وعد البنك التوقعات بالزيادة، مقارنة بما كان متوقعا في يونيو، مما يعكس معدلات نمو أقوى من المتوقع في البلدان المصدرة للنفط، ويدعم ذلك انتعاش النشاط النفطي.

كما توقع البنك أن يرتفع معدل النمو في دول مجلس التعاون الخليجي ليبلغ 3.6 بالمئة في 2024 و3.8 بالمئة في 2025.

وفي المملكة العربية السعودية، توقع البنك أن ينتعش النمو بسبب زيادة إنتاج النفط وصادراته، على الرغم من تمديد الخفض الطوعي في إنتاج النفط إلى هذا العام.

وعلى مستوى البلدان الأخرى المصدرة للنفط، مثل الجزائر والعراق، توقع البنك أن تسهم زيادة الإنتاج في أوائل عام 2024 في تسريع وتيرة النمو.

وفي البلدان المستوردة للنفط، يتوقع البنك الدولي أن يرتفع معدل النمو ليصل إلى 3.2 بالمئة هذا العام و3.7 بالمئة في عام 2025.

وأضاف البنك أن معدل النمو في بعض البلدان، لا سيما في جيبوتي والمغرب وتونس سيرتفع، لكن البلدان القريبة من الصراع ستكون أكثر تضررا.

وفي مصر، يرى البنك الدولي أن الصراع سيؤدي على الأرجح إلى تفاقم مشكلة التضخم، وتقييد نشاط القطاع الخاص، وزيادة الضغوط على حسابات المعاملات الخارجية بسبب تراجع عائدات السياحة وتحويلات المصريين في الخارج.

كما سيؤثر الصراع سلبا على قطاع السياحة في الأردن.

ولا تزال الآفاق الاقتصادية للضفة الغربية وقطاع غزة يكتنفها قدر كبير من عدم اليقين، حيث من المتوقع أن ينكمش النمو بنسبة 6 بالمئة في عام 2024، بعد انكماشه بنسبة 3.7 بالمئة في عام 2023.

وقال البنك أن الدمار الهائل للأصول الثابتة في غزة سيؤدي إلى انكماش كبير للنشاط الاقتصادي؛ كما سيؤدي الصراع الدائر إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية المتردية بالفعل في الضفة الغربية.

وإذا هدأت حدة الصراع، يتوقع البنك أن تسهم جهود إعادة الإعمار في انتعاش النمو ليصل إلى 5.4 بالمئة في عام 2025.

المخاطر

يرى البنك الدولي في تقريره، أن إحدى المخاطر السلبية الشديدة التي تهدد النمو في المنطقة تتمثل في اشتداد حدة الصراع، ويشمل ذلك الآثار والتداعيات غير المباشرة على البلدان المجاورة وارتفاع أعداد اللاجئين.

وتتعرض بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للكوارث الطبيعية، ويستمر تغير المناخ في زيادة معدلات حدوث وشدة الظواهر المناخية الأشد ضررا.

وفي البلدان المصدرة للنفط، إذا انخفضت أسعار النفط أو ضعف الطلب عليه، فقد يكون الإنتاج محدودا، وقد يطول أمد خفض الإنتاج.

وفي البلدان المستوردة للنفط، سيؤدي تشديد الأوضاع المالية العالمية إلى إضعاف آفاق النمو بسبب الحاجة إلى التمويل الكبير من مصادر خارجية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات النفط التضخم الشرق الأوسط مجلس التعاون الخليجي البنك الدولي المملكة العربية السعودية مصر البنك الدولي الشرق الأوسط الاقتصاد العربي نمو الاقتصاد العربي الاقتصاد المصري الاقتصاد السعودي نمو الاقتصاد السعودي النفط التضخم الشرق الأوسط مجلس التعاون الخليجي البنك الدولي المملكة العربية السعودية مصر اقتصاد عربي البنک الدولی أن المصدرة للنفط معدل النمو فی بالمئة فی عام الشرق الأوسط إنتاج النفط وفی البلدان

إقرأ أيضاً:

5 مليارات دولار حجم الإنفاق على الأمن السيبراني بالشرق الأوسط وإفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تحت شعار "الدفاع السيبراني في عصر الحروب السيبرانية"، انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثامنة من المؤتمر العربي السنوي لأمن المعلومات (Arab Security Conference)، بمشاركة عدد من الوزارات والهيئات الحكومية المصرية، حيث ينعقد المؤتمر تحت رعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وزارة الإنتاج الحربي، وزارة المالية، وزارة التخطيط، وهيئة الرقابة المالية. تمتد فعاليات المؤتمر ليومي 22 و23 سبتمبر 2024، بمشاركة واسعة من الخبراء والمتخصصين في مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني.

وأوضح الدكتور بهاء حسن، رئيس المؤتمر، أن السوق العالمية لأمن المعلومات تشهد نموًا سريعًا نتيجة تزايد التهديدات السيبرانية، مشيرًا إلى توقعات بوصول حجم الإنفاق على الأمن السيبراني في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 5 مليارات دولار بحلول عام 2025. فيما كشف البنك المركزي المصري أن الخسائر الناجمة عن الهجمات السيبرانية قد بلغت 2.5 مليار دولار وفقًا لدراسات صندوق النقد الدولي.

وناقش المؤتمر مجموعة من المحاور الحيوية، أبرزها تزايد الهجمات السيبرانية، نقص الوعي الأمني، والتحديات المرتبطة بالبنية التحتية القديمة والتشريعات القانونية. كما تناولت الجلسات موضوعات مثل الحروب السيبرانية، الذكاء الاصطناعي، تقنية BlockChain، وأمن الحوسبة السحابية.

وأكد الدكتور شريف حازم، وكيل محافظ البنك المركزي لقطاع الأمن السيبراني، على أهمية التعاون العربي والدولي لمواجهة التحديات الإلكترونية المتزايدة، مشيرًا إلى الدور الحيوي لمركز الاستجابة للطوارئ في البنك المركزي في تعزيز الحصانة السيبرانية للبنية التحتية المالية.

وذكر نائب رئيس الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، الدكتور أحمد علي عبد الحافظ، أن مصر أصبحت ضمن أفضل 12 دولة في مجال الأمن السيبراني عالميًا وفقًا لمؤشر الأمن السيبراني العالمي.

يتضمن المؤتمر مسابقات شبابية مثل Arab Security Cyber WarGames Championship، بالإضافة إلى جوائز Arab Cyber Security Awards 2024 التي تُكرم جهود الأفراد والشركات في تعزيز أمن المعلومات في العالم العربي.

مقالات مشابهة

  • 5 مليارات دولار حجم الإنفاق على الأمن السيبراني بالشرق الأوسط وإفريقيا
  • صمت أمريكي إزاء التصعيد.. لماذا تنأى واشنطن بنفسها عما يجري بالشرق الأوسط؟
  • "فخ الديون" يعيق النمو الاقتصادي في إفريقيا
  • "فخ الديون" يعيق النمو الاقتصادي في إفريقيا
  • العربية لحقوق الإنسان لوسط أوروبا: مصر منبع السلام بالشرق الأوسط
  • النقد الدولي يتوقع ارتفاع الدين العام للصين والولايات المتحدة 100% خلال 10سنوات
  • مجلس الأمن الدولي يعقد جلسة دورية تناولت الوضع بالشرق الأوسط والحرب على غزة
  • البنك الدولي يزيد تمويلاته المخصصة للمناخ لـ24.6 مليار دولار
  • نائب رئيس البنك الدولي يتعهد بدعم إصلاحات بنجلاديش من أجل النمو الشامل
  • بلينكن: فرنسا والولايات المتحدة متحدتان في الدعوة إلى ضبط النفس عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط ولبنان خاصة