النهضة المُتجددة.. والوعد المُنجز
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
د. محمد بن خلفان العاصمي
تمر الأيام والسنوات، وها نحن نحتفل بالذكرى الرابعة من عمر نهضتنا المتجددة بقيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أبقاه الله- الذي يمضي بسفينة المجد نحو آفاق رحبة من الإنجاز وتحقيق الوعود وإرساء قيم الإخلاص والبذل والعطاء والعمل المخلص من أجل وطن ينعم أبناؤه بالرخاء، ويتمتعون بما أسبغه الله تعالى من نعم واسعة عليهم، في وطن أمن ينعم بالسلام والتسامح والتعايش بين جميع من يعيشون على هذه الأرض الطيبة.
إنَّ الناظر إلى الأربع سنوات الماضية من عمر النهضة المُتجددة يُدرك أن ما تحقق هو معجزة بكل ما تعني الكلمة، فقد شهدت هذه الفترة تحوُّلات سياسية واقتصادية أثرت بشكل كبير في رسم الوضع الاقتصادي والأمني والسياسي خاصة لمنطقة الشرق الأوسط الذي بات يتأثر بكل ما يدور في العالم من أحداث وصراعات؛ كونه المنطقة التي تمد العالم بما يحتاجه من الطاقة، وهي نقطة الوصل بين شرق العالم وغربه، والممر الذي يتحكم في بوابات العالم.
حفُلت السنوات الأربعة الماضية بالأحداث العالمية المؤثرة بشكل مباشر على الأوضاع بشكل عام، فبعد جائحة كورونا التي غيّرت شكل العالم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية والتي قسمت العالم إلى معسكرين، وأثرت في التحالفات الدولية بشكل مباشر وساهمت في حل أزمات اقتصادية واسعة في مختلف قارات العالم، لتأتي بعدها الأزمة المتجددة بين إيران ومن يصطف معها من جانب والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من جانب آخر، ثم جاءت حرب غزة لتتوج سلسلة الأزمات بحلقة طوّقت العالم ليس عسكريًا فحسب؛ بل إنَّ الأمر تعدّى هذه المرة ليصل قيم العالم وإنسانيته!
كل ذلك حدث بعد الأزمة الاقتصادية العالمية والتي ضربت أقوى اقتصاديات العالم وتهاوت معها أسعار النفط لتصل إلى أدنى مستوياتها عبر تاريخ النفط، هذه الأزمة بحد ذاتها كافية لأن تسقط دولًا وتجعلها رهينة المديونيات والالتزمات المالية الخارجية، وهو ما حدث لكثير من الدول التي وقعت في هذه الأزمة وتسببت لها بكثير من الأضرار حتى على المستوى السياسي، ومازالت إلى اليوم تحاول التعافي منها دون جدوى.
لقد تولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- أعزه الله- مقاليد الحكم في ظرف استثنائي وأحداث عالمية تاريخية صعبة جدًا، لكن وكما يقال فإن الأزمات تُظهِر العظماء، فقد قاد جلالته مسيرة الوطن وعبر بسفينته وسط كل تلك الأمواج العاتية بكل اقتدار، واستطاع خلال فترة زمنية قياسية أن يظهر ملامح المستقبل الواعد الذي ينتظر أبناء هذا الشعب الوفي.
إنَّ المتتبع للنهج السامي لجلالة السلطان المفدّى- نصره الله- وخطاباته وسياساته في العمل، يجد أن عُمان تمضي خلف قيادته وفق رؤية حكيمة وإدراك واضح للوضع الراهن والخط الذي يريد الوصول إليه، وعندما تمتلك ذلك الحس والمعرفة الكاملة والإلمام بالوضع بكل تفاصيله؛ فحتمًا سيكون تحقيق الأهداف مضمونًا؛ إذ يولي جلالته -أبقاه الله- حرصًا على أن يبدأ الإصلاح من الداخل، وأن يضع في المقدمة رؤية "عمان 2040" التي أشرف عليها بشكل كامل ويعلم تفاصيلها بكل دقة، ويحرص على أن يضعها موضع التنفيذ، وأن يتابع بنفسه ذلك، وأن يقف على التحديات التي تواجهها.
لقد اختار جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله- طريق المستقبل ليكون زاهرًا لأبناء شعبه، ومضى بكل عزيمة ليحقق ذلك، بينما نحن ننهل من حكمته ونهتدي برؤيته الثاقبة وخبراته الهائلة، ونمضي بنور معرفته التي أسسها نتيجة إشرافه على ملفات مُهمة خلال المرحلة السابقة من مراحل بناء الوطن. لذا من أجل ذلك جاءت قرارات وتوجيهات جلالته-أعزه الله- في صالح الخروج من الأزمة المالية أولًا، ومتابعة تنفيذ خطط التنمية وخلق الاستدامة المالية والاستقرار ثانيًا.
إنَّ ما تحقق خلال الأربع سنوات الماضية هو مفخرة لكل من يعيش على أرض الوطن العزيز، وحتى من كان يُبدي قلقًا من المستقبل الاقتصادي، بات يدرك أن لكل أزمة رجالها ولكل زمان أبطاله، وأن مسيرة البناء لن تتوقف بعد أن تفجرت ينابيعها، وسوف تستمر كما أراد لها قائد هذا الوطن العظيم الذي ما فتئ ينجبُ العظماء، فمن قائد عظيم بنى عُمان إلى قائد عظيم يُكمل مسيرة البناء والتنمية، واضعين هذا الوطن في قلوبهم، محفوفين برعاية الله تعالى، وحب أبناء شعبهم وإخلاصهم، لتظل سلطنة عُمان منارة العطاء والإخلاص وقِبلة السلام.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الشيخ نعيم قاسم: الدفاع عن الوطن لايحتاج إلى إذن من أحد ومقاومتنا خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي
الثورة نت/..
أكد أمين عام حزب الله اللبناني، الشيخ نعيم قاسم، اليوم الجمعة، أن ”الدفاع عن الوطن لا يحتاج إلى إذن من أحد، وعندما يُطرح بديل جادّ وفعّال للدفاع، “نحن جاهزون ان نناقش كل التفاصيل، ولسنا بعيدين عن البحث والتفاهم مع من يدّعي القدرة على الحماية”.
ودعا الشيخ نعيم قاسم، من يطالبوا المقاومة بتسليم سلاحها أن يطالبوا أولا برحيل العدوان، “لا يُعقل أن لا تنتقدوا الاحتلال، وتطالبون فقط من يقاومه بالتخلي عن سلاحه”.
وأضاف تعليقًا على من يراهنون على الخارج أو يختبئون خلف القوى المعادية: “أخطأتم التقدير. شعب المقاومة لا يهاب الأعداء، ولا يسلّم بحقوقه. الإنجاز الحقيقي هو تحرير الأرض، واستعادة السيادة، ونحن لهذه الدعوة حاضرون، وجاهزون دائمًا”.
وأكد الشيخ قاسم ، خلال كلمته في الليلة التاسعة من المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء (ع)، وفق موقع المنار، على أن إحياء ذكرى الإمام الحسين (ع) هو إحياءٌ لتعاليم الإسلام بآفاقه الواسعة، ومنهجه الذي يواكب مستقبل الإنسان.
وكما أكد أن الإسلام ليس طقوسًا جامدة، بل مشروع متكامل للإنسان، يقوم على ثوابت ترتبط بالفطرة الإنسانية، ويترك مساحة متغيرة تتفاعل مع الزمن والظروف والتجربة الفردية.
واعتبر الشيخ قاسم أن” ظهور شخصيات رائدة في لبنان تتمسّك بالنهج الإسلامي، وتُجسّد الثوابت، هو ترجمة عملية لما نؤمن به ونلتزم به”.
وقال : “في معركتينا الأخيرتين، ‘أولي البأس’ و ’طوفان الأقصى’، خضنا المواجهة إلى جانب شعب غزة، وقدمنا عددًا كبيرًا من الشهداء، بينهم نساء وأطفال، شاركوا في ساحة المعركة، لأن المقاومة شاملة، لا تميّز في التضحية والعطاء”.
وشدد الشيخ قاسم على أن” الوطنية الحقيقية هي التمسك بالأرض، والدفاع عنها، وتربية الأجيال على حبها والانتماء إليها”.
وقال أمين عام حزب الله: “نحن نؤمن ببلدنا، وننتمي إلى أرضنا، ولا تعارض بين الإسلام والوطن، بل الإسلام يحثّ على حب الوطن والدفاع عنه، والتمسك بأرض الآباء والأجداد، والعيش بنموذج طاهر وصادق في رحابه”.
وأشار إلى أن خيار المقاومة في لبنان مستمد من الإسلام، ومن نهج الإمام الحسين (ع) والسيدة زينب (ع).
وختم الأمين العام لحزب الله، بالقول: “مقاومتنا ليست شعارًا، بل خيارٌ راسخ في مواجهة العدو الإسرائيلي الذي يعبث بأرضنا. لا بد أن يرحل، ولا خيار أمامنا سوى مقاومته ومواجهته حتى يخرج”.