مناورة (كوين إليزابيث) للانسحاب من البحر الأحمر
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
مناورة (كوين إليزابيث) للانسحاب من البحر الأحمر
لن يرقى التحالف الامريكي البريطاني لمستوى الشراكة الكاملة في البحر الأحمر.
يعاني الانكليز أزمة اقتصادية خانقة وشح الموارد؛ منذ غادروا الاتحاد الاوروبي أملا أن يجدوا في الحليف الامريكي تعويضا عنه؛ ليجدوا بدل ذلك شراكة مكلفة وخاسرة.
تستطيع صواريخ الحوثيين إلحاق أضرار بالقطع البحرية الأمريكية والبريطانية مما يفسر امتناع بريطانيا عن إرسال حاملات الطائرات "كوين اليزابيث" إلى البحر الأحمر.
بريطانيا لا تحتمل فقدان جنود أو اختفاءهم في عرض البحر بشكل غامض كما حدث مع جنود المارينز الأمريكان؛ الذين فقدوا قبالة السواحل الصومالية صباح السبت
تعلم الأوروبيون درس أوكرانيا التي تعاني نقص التمويل والمعدات التي تطالب واشنطن أوروبا بتوفيرها وتحمل أعبائها الآن وللأبد بحجة الانتخابات وما بعد الانتخابات الأمريكية..
تجربه لا يرغب الأوروبيون بتكرارها؛ فامتنعوا عن المشاركة في حارس الازدهار، باستثناء الألمان بحكم التبعية ووثيقة استسلام 1945 التي تفرض عليهم الطاعة المطلقة للسيد الامريكي.
* * *
يمتلك الحوثيون 5 أنواع من الصواريخ المضادة للسفن بحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)؛ تتراوح مدياتها بين 140 كم و500 كم، وقادرة على إلحاق أضرار بالقطع البحرية الامريكية والبريطانية وإغراقها.
المعهد الدولي من مقره في لندن قدّم رسائل تحذير بإمكانية استهداف القطع البحرية الأمريكية والبريطانية تلميحا لا تصريحا، ولعل ذلك يفسر امتناع بريطانيا عن إرسال حاملات الطائرات من طراز (كوين اليزابيث) إلى البحر الأحمر بحجة أزمة التجنيد؛ وعدم وجود متطوعين.
الإنكليز حذرون بطبعهم، ولعل ذلك أحد الاسباب التي دفعتهم إلى تجنب المشاركة في الهجوم الثاني الذي أطلقته أمريكا ظهر السبت على قاعدة (الديلمي) قرب العاصمة صنعاء.
فبريطانيا لا تحتمل فقدان جنود أو اختفاءهم في عرض البحر بشكل غامض كما حدث مع جنود المارينز الأمريكان؛ الذين فقدوا قبالة السواحل الصومالية صباح السبت، فكيف الحال بغرق أو إصابة حاملة الطائرات (الملكة اليزابيث).
الجنرال انتوني قائد الاركان الانكليزي ووزير الدفاع تشابس، بدعم من وزير الخارجية ديفيد كاميرون، تبنوا (عملية حارس الازدهار) دون المغامرة (بكوين اليزابيث)؛ لتنتقل مسؤولية ضعف الموارد والفشل بشكل مسبق إلى رئيس الوزراء من أصول هندية ريشي سوناك أمام مجلس العموم البريطاني.
الساسة الانكليز لا مثيل لهم في العالم، فهم مدرسة في الخبث والدهاء؛ فحجج الحد من حجم التدخل والتورط في الحرب الامريكية المعلنة على اليمن جاهزة، وخطة الانسحاب والتقهقر كذلك جاهزة، وكبش الفداء السياسي جاهز، وهو الهندي المسكين ريشي سوناك؛ الذي ظهر على نحو بائس في عربة القطار الخاصة برئيس الوزراء الراحل تشرشل في الحرب العالمية الثانية مقدما التعليمات لقادة الجيش.
ريشي سوناك على موعد مع المحاسبة، خصوصا أن شريكه على الجانب الاخر من الاطلسي جو بايدن من الممكن أن يخسر الانتخابات نهاية العام الحالي؛ ليتركه وحيدا في مواجهة الساكن الجديد للبيت الابيض.. مناورة تكشف عن بعد نظر خارق ومثير للإعجاب لكل من الثلاثي (كاميرون وتوني وتشابس).
لن يرقى التحالف الامريكي البريطاني إلى مستوى الشراكة الكاملة في البحر الأحمر؛ فالانكليز يعانون من أزمة اقتصادية خانقة، وشح في الموارد؛ منذ أن غادروا الاتحاد الاوروبي على أمل أن يجدوا في الحليف الامريكي الانجلو سكسوني تعويضا عن الاتحاد الاوروبي؛ ليجدوا بدل ذلك شراكة مكلفة وخاسرة.
أما الاوروبيون فقد تعلموا الدرس من أوكرانيا التي تعاني من نقص في التمويل والمعدات التي تطالب واشنطن أوروبا بتوفيرها وتحمل أعبائها الآن وللأبد؛ بحجة الانتخابات وما بعد بعد الانتخابات الامريكية..
تجربه لا يرغب الاوروبيون تكرارها؛ فامتنعوا عن المشاركة في حارس الازدهار، باستثناء الالمان بحكم التبعية ووثيقة الاستسلام عام 1945 التي تفرض عليهم الطاعة المطلقة للسيد الامريكي، فهم مكرَهون على المشاركة والتعويض عن الحليف الانكليزي المثقل بالأعباء الاقتصادية.
*حازم عياد كاتب صحفي من الأردن
المصدر | السبيلالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: بريطانيا أمريكا اليمن الحوثيون كوين إليزابيث التحالف الأمريكي البريطاني حاملة الطائرات الصواريخ المضادة للسفن البحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
التغير المناخي والتنمية المستدامة ورشة عمل توعوية بديوان عام البحر الأحمر
استضاف ديوان عام محافظة البحر الأحمر ورشة عمل توعوية موسعة تحت عنوان "مناخ مستدام"، وذلك بالتعاون مع مؤسسة مصر الخير، وضمن الحملة الإقليمية التي أطلقتها المؤسسة بالتنسيق مع المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة، وبمشاركة خريجي مبادرة "كن سفيرًا".
شهدت الورشة حضورًا من مختلف القطاعات، وقدم خلالها كل من المستشار عبد العزيز العزالى مستشار بالنيابة الإدارية، مدرب معتمد للتنمية المستدامة بوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية،
ودكتورة زينب علام باحث دكتوراة فى الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، مدرب معتمد للتنمية المستدامة بوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مجموعة من العروض التفاعلية والجلسات الحوارية التي تناولت أبرز التحديات البيئية التي تواجه المجتمع المصري، مثل آثار التغير المناخي، وأهمية تقليل البصمة الكربونية، وسبل دمج مفاهيم الاستدامة في السلوك المجتمعي والمؤسسي.
وأكد المستشار عبد العزيز العزالي خلال كلمته على أهمية ترسيخ مفاهيم التنمية المستدامة داخل المجتمعات المحلية، مشيرًا إلى أن هذه الورشة تمثل خطوة مهمة نحو إشراك المواطنين في جهود حماية البيئة والمناخ. فيما أوضحت الدكتورة زينب عبد الباسط أن نشر الوعي البيئي لم يعد رفاهية، بل ضرورة لتحقيق مستقبل آمن ومستدام للأجيال القادمة كما ركزت على دور المراة المحورى فى الحفاظ على البيئة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠
وقد نُفذت الورشة تحت إشراف إدارة التدريب بديوان عام المحافظة بقيادة الدكتورة رشا خميس، التي أشادت بدورها بالتعاون المثمر بين الجهات المشاركة، وأكدت أن الورشة تمثل نموذجًا ناجحًا للتكامل بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني لتحقيق الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة.
في ختام الفعاليات، تم فتح باب النقاش بين المشاركين، حيث طرحت العديد من الأفكار والمقترحات العملية لتعزيز الممارسات البيئية السليمة داخل المؤسسات والمجتمعات. كما تم التأكيد على أهمية الاستمرار في مثل هذه الأنشطة التوعوية، لما لها من دور فاعل في تغيير السلوكيات ودعم السياسات البيئية والتنموية.
تأتي هذه الورشة ضمن سلسلة من الفعاليات التي تعتزم مؤسسة مصر الخير تنفيذها خلال العام الجاري في مختلف المحافظات، إيمانًا منها بدور التوعية المجتمعية في مواجهة التحديات المناخية وبناء مستقبل أكثر استدامة.