قالت مجلة لوبس إن حركة "محاربات السلام" التي رشحت لجائزة نوبل للسلام أصدرت بيانا، وقعته حتى الآن 90 شخصية عامة، تدعو فيه إلى "العدالة والكرامة والأمن والاستقلال لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".

و"محاربات السلام" هي منظمة تدافع عن السلام والعدالة، تأسست في فرنسا عام 2022، وتتألف من ناشطات وناشطين من جميع أنحاء العالم.

قامت الحركة بتنظيم منتديات عالمية للنساء من أجل السلام.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوبس: هكذا تتحايل روسيا على العقوبات النفطية بألف من "السفن الأشباح"list 2 of 2دبلوماسي بريطاني سابق بغزة: لاستمرار السلام لا بد من تحقيق 5 أمورend of list

وأوضحت المجلة أن من بين الشخصيات الموقعة على البيان الصادر بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حنة أسولين، مؤسسة الحركة التي تجمع بين فرنسيات يهوديات ومسلمات، والمخرج المسرحي اللبناني المولد وجدي معوض، والممثلة مارينا فويس، والممثل الفرنسي المغربي رشدي زمزم المعروف باسم "رشدي زم".

ويرصد البيان، الذي جاء بصيغة وجدانية وإنسانية، عامين من الألم والانقسام والصمت المفروض، يقول البيان "مرت سنتان من الكوابيس، من الذهول، من الدموع، سنتان شاهدنا خلالهما شعبا فلسطينيا يسحق تحت قنابل الجيش الإسرائيلي، يجوع ويجبر على البقاء في أنقاض حرب لا نهاية لها، محروما من الإنسانية".

أطباء فرنسيون عملوا في المستشفى الأوروبي في خان يونس يروون تفاصيل الأزمة الصحية والإنسانية في غزة (الجزيرة)

ويشجب البيان نزع الإنسانية عن الفلسطينيين تحت القصف والدمار، كما يدين مجازر 7 أكتوبر/تشرين الأول -كما يصفها- ومعاناة المحتجزين، معتبرا أن كلا الشعبين ضحايا للتطرف.

ويؤكد الموقعون أن الوقوف في وجه الكراهية والتبسيط الثنائي المميت موقف أخلاقي وشكل من المقاومة، مؤكدين أن الإيمان بالسلام والتعايش أصبح فعل مقاومة وشجاعة.

لن نستسلم

ويقول البيان "لأن التزامنا ينبع من الواقع، إلى جانب أولئك الذين يعيشون وسط الفوضى، والذين يذكروننا بمسؤوليتنا، نحن نرفض أن نضحي بإنسانيتنا على مذبح الكراهية، ونعلم أن كثيرين ما زالوا صامدين، مقاومين ونحن معهم متضامنون على جبهتين، رفض الكراهية هنا والدفاع عن السلام هناك".

إعلان

ويرفض البيان استغلال معاداة السامية لتبرير العنصرية والعكس، مطالبا بمحاسبة كل من تسبب في تقويض عملية السلام، سواء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي وصفت بأنها يمينية متطرفة ومسؤولة عن السقوط الأخلاقي لإسرائيل.

لن نستسلم لأن الاستسلام هو موت إنسانيتنا. سنواصل النضال من أجل الحياة، ومن أجل السلام، لأن في ضمائرنا الجريحة تسكن إلى الأبد صرخات آلاف ضحايا غزة

يحيي البيان النشطاء الذين يواصلون النضال من أجل السلام من كلا الجانبين رغم الألم، ويشدد على أن المستقبل يجب أن يكون مشتركا أو لا يكون، داعيا إلى الخروج من صدمات الحرب والعودة إلى الحوار.

ورغم فظاعة الصور التي لا تمحى، يقول البيان "نستمد قوتنا من صمود ونضال الناشطين الفلسطينيين الذين لا يزالون يكافحون، من أجل بناء مستقبل من الحرية والديمقراطية لشعبهم، رغم الرعب والأحزان اليومية والاضطهاد والدمار".

ويضيف البيان "نقف أيضا مع آلاف الإسرائيليين الذين يرفعون أصواتهم كل أسبوع مطالبين برحيل "حفار قبر إسرائيل"، في إشارة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية.

ويختم البيان قائلا "لن نستسلم، لأن الاستسلام هو موت إنسانيتنا. سنواصل النضال من أجل الحياة، ومن أجل السلام، لأن في ضمائرنا الجريحة تسكن إلى الأبد صرخات آلاف ضحايا غزة الذين قتلوا تحت قنابل الانتقام".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات من أجل السلام

إقرأ أيضاً:

رسالة إلى العالم الآخر

تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.

إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».

أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».

نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.

قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..

وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.

يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».

نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..

نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.

كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».

مقالات مشابهة

  • يدني سويني تكشف تفاصيل عن موجات الكراهية التي طالتها على السوشيال ميديا
  • «لِنَتَسِعْ بَعْضُنَا بَعْضًا… ونُعَلِّم قلوبنا فنّ احترام الرأي الآخر»
  • لجميع مشتركي ألفا... إليكم هذا البيان
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • رسالة إلى العالم الآخر
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • هاشم: تهديد المطار والتصعيد ليسا جديدَين إنما مستمران منذ أشهر
  • "اليونيفيل" تعلن تعرض دورية تابعة لها لإطلاق نار من جيش الاحتلال الإسرائيلي في لبنان
  • الخارجية الأمريكية: الوزير روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي خطة ترامب في غزة
  • الخارجية الأمريكية: روبيو بحث مع نظيره الإسرائيلي الوضع في سوريا ولبنان