محاربات السلام: من يجرد الآخر من إنسانيته إنما يجرد نفسه منها
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
قالت مجلة لوبس إن حركة "محاربات السلام" التي رشحت لجائزة نوبل للسلام أصدرت بيانا، وقعته حتى الآن 90 شخصية عامة، تدعو فيه إلى "العدالة والكرامة والأمن والاستقلال لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني".
و"محاربات السلام" هي منظمة تدافع عن السلام والعدالة، تأسست في فرنسا عام 2022، وتتألف من ناشطات وناشطين من جميع أنحاء العالم.
وأوضحت المجلة أن من بين الشخصيات الموقعة على البيان الصادر بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حنة أسولين، مؤسسة الحركة التي تجمع بين فرنسيات يهوديات ومسلمات، والمخرج المسرحي اللبناني المولد وجدي معوض، والممثلة مارينا فويس، والممثل الفرنسي المغربي رشدي زمزم المعروف باسم "رشدي زم".
ويرصد البيان، الذي جاء بصيغة وجدانية وإنسانية، عامين من الألم والانقسام والصمت المفروض، يقول البيان "مرت سنتان من الكوابيس، من الذهول، من الدموع، سنتان شاهدنا خلالهما شعبا فلسطينيا يسحق تحت قنابل الجيش الإسرائيلي، يجوع ويجبر على البقاء في أنقاض حرب لا نهاية لها، محروما من الإنسانية".
ويشجب البيان نزع الإنسانية عن الفلسطينيين تحت القصف والدمار، كما يدين مجازر 7 أكتوبر/تشرين الأول -كما يصفها- ومعاناة المحتجزين، معتبرا أن كلا الشعبين ضحايا للتطرف.
ويؤكد الموقعون أن الوقوف في وجه الكراهية والتبسيط الثنائي المميت موقف أخلاقي وشكل من المقاومة، مؤكدين أن الإيمان بالسلام والتعايش أصبح فعل مقاومة وشجاعة.
لن نستسلمويقول البيان "لأن التزامنا ينبع من الواقع، إلى جانب أولئك الذين يعيشون وسط الفوضى، والذين يذكروننا بمسؤوليتنا، نحن نرفض أن نضحي بإنسانيتنا على مذبح الكراهية، ونعلم أن كثيرين ما زالوا صامدين، مقاومين ونحن معهم متضامنون على جبهتين، رفض الكراهية هنا والدفاع عن السلام هناك".
إعلانويرفض البيان استغلال معاداة السامية لتبرير العنصرية والعكس، مطالبا بمحاسبة كل من تسبب في تقويض عملية السلام، سواء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أو حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، التي وصفت بأنها يمينية متطرفة ومسؤولة عن السقوط الأخلاقي لإسرائيل.
لن نستسلم لأن الاستسلام هو موت إنسانيتنا. سنواصل النضال من أجل الحياة، ومن أجل السلام، لأن في ضمائرنا الجريحة تسكن إلى الأبد صرخات آلاف ضحايا غزة
يحيي البيان النشطاء الذين يواصلون النضال من أجل السلام من كلا الجانبين رغم الألم، ويشدد على أن المستقبل يجب أن يكون مشتركا أو لا يكون، داعيا إلى الخروج من صدمات الحرب والعودة إلى الحوار.
ورغم فظاعة الصور التي لا تمحى، يقول البيان "نستمد قوتنا من صمود ونضال الناشطين الفلسطينيين الذين لا يزالون يكافحون، من أجل بناء مستقبل من الحرية والديمقراطية لشعبهم، رغم الرعب والأحزان اليومية والاضطهاد والدمار".
ويضيف البيان "نقف أيضا مع آلاف الإسرائيليين الذين يرفعون أصواتهم كل أسبوع مطالبين برحيل "حفار قبر إسرائيل"، في إشارة إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية.
ويختم البيان قائلا "لن نستسلم، لأن الاستسلام هو موت إنسانيتنا. سنواصل النضال من أجل الحياة، ومن أجل السلام، لأن في ضمائرنا الجريحة تسكن إلى الأبد صرخات آلاف ضحايا غزة الذين قتلوا تحت قنابل الانتقام".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات ترجمات من أجل السلام
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض ينشر فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ
وقد نشر البيت الأبيض فحوى وثيقة الضمانات التي وقعها الوسطاء في شرم الشيخ بشأن إشاعة السلام والازدهار في المنطقة بعد توقيع "اتفاق وقف الحرب في غزة".
ونصت الوثيقة على أن الدول الموقعة ترحب بالالتزام التاريخي الحقيقي والتنفيذ من قبل جميع الأطراف لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي وضع حدا لأكثر من عامين من المعاناة العميقة والخسائر، ويفتح فصلا جديدا للمنطقة عنوانه الأمل والأمن والرؤية المشتركة للسلام والازدهار.
كما أكد الموقعون على دعم وتأييد جهود الرئيس ترامب لإنهاء الحرب في غزة وتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. والعمل معا على تنفيذ هذا الاتفاق بطريقة تضمن السلام والأمن والاستقرار والفرص لجميع شعوب المنطقة، بما في ذلك الفلسطينيون والإسرائيليون.
وأشارت الوثيقة إلى أن السلام الدائم هو ذلك الذي يتمكن فيه كل من الفلسطينيين والإسرائيليين من الازدهار مع ضمان حقوقهم الإنسانية الأساسية، وحماية أمنهم، وصون كرامتهم.
كما أكدت أن التقدم الحقيقي يتحقق من خلال التعاون والحوار المستمر، وأن تعزيز الروابط بين الدول والشعوب يخدم المصالح الدائمة للسلام والاستقرار الإقليمي والعالمي.
كما تعهد الموقعون بالعمل على حل النزاعات المستقبلية من خلال الحوار الدبلوماسي والمفاوضات، لا من خلال القوة أو الصراع المطول. وأشاروا إلى أن الشرق الأوسط لا يمكنه أن يتحمل دورة مستمرة من الحروب الطويلة، أو المفاوضات المتعثرة، أو التطبيق الجزئي والانتقائي للاتفاقيات.
وأشارت الوثيقة إلى الطموح لتحقيق التسامح والكرامة وتكافؤ الفرص لكل إنسان بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء الإثني، وكذلك العزم على القضاء على التطرف والتشدد بجميع أشكاله.
كما أشارت الوثيقة للسعي إلى رؤية شاملة للسلام والأمن والازدهار المشترك في المنطقة، تقوم على مبادئ الاحترام المتبادل والمصير المشترك. وفي هذه الروح، ترحب بالتقدم المُحرَز في إقامة ترتيبات سلام شاملة ومستدامة في قطاع غزة.
وكذلك أكدت على التعهد بالعمل الجماعي لتنفيذ هذا الإرث واستدامته وبناء أسس مؤسسية تزدهر عليها الأجيال القادمة معًا في سلام.
وعُقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية الاثنين قمة تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" لإنهاء الحرب في قطاع غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وذلك برئاسة مشتركة للرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة أكثر من 31 من قادة الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.
وأتت القمة في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤخرا بين حركة حماس وإسرائيل، برعاية أميركية، وبمشاركة قطر ومصر وتركيا.
ومن الزعماء والقادة الذين شاركوا في القمة إلى جانب الرئيسين المصري والأميركي، كل من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وشملت بنود الاتفاق وقف الحرب بشكل دائم، وتبادل الأسرى، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى تشكيل إدارة فلسطينية انتقالية لإدارة شؤون القطاع.
ويُنتظر أن تسهم القمة في تثبيت التهدئة وإطلاق مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، بما يمهد لإحياء مسار السلام الشامل في المنطقة.
والخميس الماضي، أعلن ترامب توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى، إثر مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين في شرم الشيخ، بمشاركة قطر وتركيا ومصر، وبإشراف أميركي.
وكالات