جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تنشر أكثر من 530 ورقة بحثية خلال عام 2023
تاريخ النشر: 15th, January 2024 GMT
أبوظبي-الوطن:
بذلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي جهوداً كبيرة خلال عام 2023 في مجالات تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإطلاق نماذج لغوية مفتوحة المصدر، واستقطاب خبراء عالميين، ما مكَّنها من الاضطلاع بدور محوري في مجتمع البحوث العالمي، وأسهم في تعزيز تعاونها مع الشركاء العالميين.
وشهد عام 2023 تأثيراً إيجابياً للذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الصناعي، وأدَّت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في مجتمع الأبحاث العالمي.
وفي كلمة ألقاها البروفيسور إريك زينغ، رئيس جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في حرم الجامعة في مدينة مصدر، سلط الضوء على النجاح الذي حققته الجامعة في تعزيز التنوع في صفوف أعضاء هيئتها التدريسية، ومجتمع خريجيها في العام 2023، وأشار إلى التقدم الذي أحرزته في بناء القدرات الصناعية من خلال العمل على مشاريع تطبيقية كبرى بالتعاون مع شركاء عالميين.
وشملت مشاريع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تطوير نماذج لغوية كبيرة متقدِّمة، وابتكار بنى تحتية للبرمجيات، منها تطوير «جيس»، وهو النموذج اللغوي الكبير العربي بالشراكة مع شركة «سيريبراس سيستمز»، وشركة «كور» في أبوظبي التابعة لمجموعة «جي 42».
وعملت مجموعة من الباحثين من جامعة كاليفورنيا سان دييغو، وجامعة كاليفورنيا بيركلي، وجامعة كارنيغي ميلون، وجامعة ستانفورد، وجامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي على تطوير «فيكونا» وهو نموذج لغوي كبير منخفض البصمة الكربونية. وكشفت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عن «جيس للمناخ» في مؤتمر الأطراف (كوب 28)، وهو أول نموذج لغوي كبير ثنائي اللغة مخصَّص للمناخ في العالم، وطوَّرته بالتعاون مع شركة «كور 42». وتعاونت الجامعة مع شركتيّ «بيتووم» و«سيريبراس سيستمز» لإطلاق منصة للنماذج اللغوية مفتوحة المصدر (LLM360)، بهدف تعزيز الشفافية والثقة والتعاون البحثي.
وقال البروفيسور إريك زينغ: «طوَّرت الجامعة عدداً كبيراً من الأصول الفكرية وهي تستضيف مجموعة رائعة من المواهب، ما أتاح لنا تأدية دور رئيسي في البحث والتطوير ضمن مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي. ونواصل عملنا لتدريب الجيل المقبل من الخبراء في الذكاء الاصطناعي الذين سيسهمون في رفع مستوى المعرفة والتميُّز في هذا المجال الحيوي من أجل مستقبل أفضل للبشرية. نفخر بالإنجازات المؤثِّرة التي حقَّقناها خلال أربعة أعوام فقط، ونتطلَّع إلى تحقيق المزيد في الأعوام المقبلة».
وبإطلاق معهد النماذج التأسيسية إلى جانب مركز الميتافيرس، عزَّزت الجامعة مكانتها في طليعة تطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي. ولأنها إحدى المؤسَّسات المعدودة في العالم القادرة على تطوير هذه التطبيقات، تلتزم الجامعة بتعزيز الأبحاث الشفّافة ومفتوحة المصدر من أجل دفع عجلة التقدُّم. لذلك كانت الجامعةُ المؤسَّسةَ الإماراتيَّةَ الوحيدةَ التي أصبحت عضواً مؤسِّساً في تحالف الذكاء الاصطناعي، وهو تحالف يضمُّ أكثر من 50 شركة ومؤسَّسة بحثية بقيادة شركة «آي بي إم»، ويهدف إلى تسريع وصول المستخدمين في العالم إلى الذكاء الاصطناعي بشكل عادل ومسؤول.
وبما أنَّ الصحة تشكِّل إحدى ركائز جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي البحثية الرئيسية الثلاث، فقد برزت بصفتها قوة مهمة في مجال الرعاية الصحية الرقمية، فتعاونت مع عدد من الشركات الناشئة الأكثر نشاطاً وابتكاراً في العالم، ووقَّعت اتفاقيات مع مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، وشركة «بيورهيلث»، وشركة «كيورس إيه آي»، وشركة «إنفنت برين تكنولوجي»، ومؤسَّسة الإمارات للخدمات الصحية.
ونتيجة لتركيزها على الأبحاث ونجاحها في اجتذاب بعض ألمع العقول في العالم، ارتقت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي إلى المرتبة الـ18 عالمياً في تخصُّصات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية وتعلُّم الآلة ومعالجة اللغات الطبيعة، وفقاً لتصنيف CSRankings لعام 2023.
وارتفع عدد أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة إلى 64 عضواً في عام 2023، مع الإشارة إلى أنَّ أكثر من نصف هؤلاء الأعضاء انضموا إليها بعد أن عملوا في أفضل مئة مؤسَّسة متخصِّصة في الذكاء الاصطناعي في العالم. ونظَّمت الجامعة أول حفلتَي تخرُّج لطلابها في يناير 2023 (دفعة عام 2022) ويونيو 2023 (دفعة عام 2023)، حيث تخرَّج 111 طالباً ونالوا شهادات الماجستير في علوم الحاسوب أو تعلُّم الآلة أو معالجة اللغات الطبيعية. وبقي 86% من الخريجين في المنظومة المحلية للذكاء الاصطناعي، ما يعكس مهمة الجامعة المتمثّلة في تطوير المواهب وتدريبها والاحتفاظ بها لتعزيز اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
وارتفع عدد طلاب الجامعة إلى 276 طالباً من أكثر من 40 جنسية، أغلبهم من مؤسَّسات جامعية عالمية رائدة، وبلغت نسبة الطلاب الإماراتيين بينهم 19% وبلغت نسبة الإناث 39%، وهي نسبة أعلى بكثير ممّا تسجِّلها الجامعات العالمية المتخصِّصة في علم الحاسوب.
يُذكَر أنَّ جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أطلقت في عام 2023 قسمين جديدين مخصَّصَيْن لعلم الروبوتات وعلوم الحاسوب، إلى جانب مركز حضانة وريادة الأعمال، من أجل مواصلة تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات، والإسهام في تطوير الابتكار والأبحاث المتقدِّمة عالمياً للتوصُّل إلى حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي.
وحصلت الجامعة خلال عام 2023 على أول براءة اختراع لها من مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية، تحت عنوان «محولات كتابة خط اليد»، وهو حل قائم على محوّلات الرؤية يمكنه توليد كتابة يدوية تحاكي بالضبط أسلوب الكتابة اليدوية للشخص الذي أدخلت بياناته النموذجية. ويُعَدُّ هذا الاختراع أحد الاختراعات العديدة التي سجَّلها حالياً أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لدى المنظمات الدولية المعنية ببراءات الاختراع.
وقدَّم الباحثون في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي أكثر من 537 ورقة بحثية خلال عام 2023، وأطلقوا ثمانية مشاريع مموَّلة للتعاون البحثي. وشهد عام 2023 العديد من المحطات المهمة بالنسبة إلى الجامعة، أبرزها تقديم أعضاء الهيئة التدريسية والطلاب 30 ورقة بحثية في المؤتمر الدولي للرؤية الحاسوبية الذي عُقِد في العاصمة الفرنسية باريس في أكتوبر، و44 ورقة بحثية في مؤتمر الأساليب التجريبية في معالجة اللغات الطبيعية الذي عُقِد في سنغافورة في شهر ديسمبر، و53 ورقة بحثية في المؤتمر السابع والثلاثين لنظم معالجة المعلومات العصبية الذي عُقِد في ديسمبر في نيو أورلينز.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو لتأسيس منظمة عالمية للذكاء الاصطناعي
#سواليف
أعلنت #الصين امس السبت عن رغبتها في إنشاء #منظمة لتعزيز التعاون العالمي في #مجال #الذكاء_الاصطناعي، واضعة نفسها كبديل للولايات المتحدة في ظل تنافسهما على النفوذ في هذه التكنولوجيا التحويلية.
وقال لي تشيانغ رئيس الوزراء الصيني، اليوم السبت، إن بلاده تقترح إنشاء منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، داعيا الدول إلى تنسيق جهودها في مجالي التطوير والأمن.
وأضاف لي تشيانغ، في كلمته الافتتاحية خلال المؤتمر العالمي للذكاء الاصطناعي المنعقد في شنغهاي، أن حوكمة الذكاء الاصطناعي لا تزال مجزأة، مؤكدا أهمية تعزيز التنسيق الدولي لتشكيل إطار عمل عالمي معترف به للذكاء الاصطناعي.
مقالات ذات صلةوأشار إلى أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق الخير والشمول، موضحا أن من المهم تعزيز الذكاء الاصطناعي الشامل والعادل حتى تتمكن المزيد من الدول من الاستفادة منه.
وشدد على ضرورة تمتع جميع الدول والشركات بالحق في التنمية والاستخدام المتساوي للذكاء الاصطناعي، لافتا إلى أنه لا يجب أن يصبح الذكاء الاصطناعي تهديدا كبيرا للبشرية، في وقت يتسارع التطور العالمي في هذا المجال، وانتقاله من مرحلة إدراك العالم إلى تغييره.
رد على أمريكا؟
والأربعاء الماضي، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مخططًا للذكاء الاصطناعي يهدف إلى توسيع صادرات الولايات المتحدة من الذكاء الاصطناعي إلى حلفائها بشكل كبير، في محاولة للحفاظ على التفوق الأمريكي على الصين في هذه التكنولوجيا الحيوية.
وحسب وكالة رويترز، لم يذكر لي الولايات المتحدة بالاسم، لكنه بدا وكأنه يشير إلى جهود واشنطن لعرقلة تقدم الصين في مجال الذكاء الاصطناعي، محذرًا من أن هذه التكنولوجيا قد تصبح “لعبة حصرية” لعدد قليل من الدول والشركات.
وقال لي إن الصين ترغب في أن يكون الذكاء الاصطناعي متاحًا للجميع، وأن تتمتع جميع الدول والشركات بحقوق متساوية في استخدامه، مضيفًا أن بكين مستعدة لمشاركة خبراتها التنموية ومنتجاتها مع الدول الأخرى، وخاصةً “الجنوب العالمي”.
ويشير مصطلح “الجنوب العالمي” إلى الدول النامية أو الناشئة أو منخفضة الدخل، ومعظمها في نصف الكرة الجنوبي.
تنظيم المخاطر
وأضاف لي أن كيفية تنظيم المخاطر المتزايدة للذكاء الاصطناعي تُمثل مصدر قلق آخر، مضيفًا أن الاختناقات تشمل نقص إمدادات رقاقات الذكاء الاصطناعي والقيود المفروضة على تبادل المواهب.
وقال: “لا تزال حوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية مجزأة بشكل عام. وتوجد اختلافات كبيرة بين الدول، لا سيما في مجالات مثل المفاهيم التنظيمية والقواعد المؤسسية”. وأضاف: “يجب علينا تعزيز التنسيق لتشكيل إطار عالمي لحوكمة الذكاء الاصطناعي يحظى بإجماع واسع في أسرع وقت ممكن”.
مؤتمر شنغهاي
ويجمع مؤتمر شنغهاي، الذي يستمر ثلاثة أيام، قادة الصناعة وصانعي السياسات في وقت تتصاعد فيه المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة – أكبر اقتصادين في العالم – مع بروز الذكاء الاصطناعي كساحة معركة رئيسية.
وفرضت واشنطن قيودًا على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، بما في ذلك أحدث رقائق الذكاء الاصطناعي التي تصنعها شركات مثل إنفيديا، ومعدات تصنيع الرقائق، مشيرةً إلى مخاوف من أن هذه التكنولوجيا قد تعزز القدرات العسكرية للصين.
وعلى الرغم من هذه القيود، واصلت الصين تحقيق اختراقات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما استدعى تدقيقًا دقيقًا من المسؤولين الأمريكيين.
وصرح نائب وزير الخارجية الصيني ما تشاو شيوي خلال مائدة مستديرة لممثلين من أكثر من 30 دولة، بما في ذلك روسيا وجنوب أفريقيا وقطر وكوريا الجنوبية وألمانيا، بأن الصين تريد من المنظمة تعزيز التعاون العملي في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنها تدرس وضع مقرها الرئيسي في شنغهاي.
حوكمة عالمية
وأصدرت وزارة الخارجية الصينية عبر الإنترنت خطة عمل لحوكمة الذكاء الاصطناعي العالمية، داعيةً الحكومات والمنظمات الدولية والشركات ومؤسسات البحث إلى العمل معًا وتعزيز التبادلات الدولية، بما في ذلك من خلال مجتمع مفتوح المصدر عبر الحدود.
وعادةً ما يجذب مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي ترعاه الحكومة كبار اللاعبين في الصناعة والمسؤولين الحكوميين والباحثين والمستثمرين.