صفقة العمر تشعل مواقع التواصل ..الإمارات تستحواذ على حصة فنادق مصرية تاريخية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
أثارت صفقة استحواذ إماراتية على مجموعة من الفنادق التاريخية المصرية بشكل غير مباشر، من خلال طرف ثالث، علامات استفهام حول طريقة عقد الصفقة التي لم يفصح عن قيمتها، بعد أقل من شهر من انتقال مجموعة الفنادق لإحدى شركات رجل أعمال شهير.
واستحوذت مجموعة"ADQ" القابضة و"أدنيك" الإماراتيتان على 40.5% من شركة "آيكون" ذراع قطاع الضيافة التابعة لـ"مجموعة طلعت مصطفى القابضة"، من خلال زيادة رأس المال، والمالكة لمجموعة فنادق مصر التاريخية.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي استحوذت "آيكون" (ICON)، الذراع الفندقية لمجموعة طلعت مصطفى القابضة، على حصة 39% ثم زادت إلى 51% من شركة "ليجاسي" للفنادق (حكومية) التي تمتلك 7 فنادق تاريخية في مصر.
شركة "ليجاسي"، هي شركة حكومية تأسست من خلال شراكة بين وزارة قطاع الأعمال وصندوق مصر السيادي"، ويتيح العقد الجديد لـ "آيكون" كامل حقوق إدارة الفنادق، في صفقة بلغت قيمتها 800 مليون دولار وصفتها الحكومة حينها "بالتاريخية".
والفنادق هي"سوفيتيل أولد كتراكت أسوان"، و"موفنبيك أسوان"، و"سوفيتيل وينتر بالاس الأقصر"، و"شتيجنبرجر التحرير"، و"شتيجنبرجر سيسيل الأسكندرية"، و"ماريوت مينا هاوس"، و"ماريوت القاهرة"، وكازينو "عمر الخيام".
وكان بيان لشركة "آيكون" قد أشار آنذاك إلى زيادة رأس مال الشركة بقيمة 882.5 مليون دولار أمريكي من قِبل مستثمر استراتيجي دولي، ( دون أن يسميه أو يحدد هويته) للحصول على حصة أقلية في "آيكون" بعد إعادة الهيكلة.
تمرير الصفقة للإمارات بـ "محلل" في وقت لاحق، تفاجأ السوق بأن الشريك الاستراتيجي المساهم في "آيكون" هما مجموعة"ADQ" القابضة و"أدنيك" الإماراتيتان، ما أثار تساؤلات حول عدم تقدم الإمارات لشراء الحصة الحاكمة في شركة فنادق مصر التاريخية بشكل مباشر، ولماذا لعب رجل الأعمال الشهير طلعت مصطفى دور الوسيط، أم أنه لعب دور المحلل في الصفقة لتمرير ملكية الفنادق التاريخية للإمارات.
مجموعة "طلعت مصطفى" هي أكبر شركة تطوير عقاري خاصة في مصر، ولها مشاريع عقارية ضخمة مثل مدينة "مدينتي" و "الرحاب" و مشروع "نور" شرقي القاهرة، و"سيليا" في العاصمة الإدارية الجديدة، بالإضافة إلى محفظة من الأراضي بمساحة 74 مليون متر مربع.
وتضاف الفنادق الـ 7 الجديدة إلى مجموعة 4 فنادق تملكها "آيكون" وهي "فورسيزونز القاهرة نايل بلازا"، و"كمبينسكي النيل القاهرة"، ومنتجع "فورسيزونز شرم الشيخ"، وفندق "فورسيزونز الإسكندرية بسان ستيفانو" بالإضافة إلى تطوير 3 فنادق وعقارات سكنية فاخرة في "مدينتي" و"الأقصر"، و "مرسى علم" على البحر الأحمر، ومنطقة "الأهرامات" بالجيزة.
بدوره، اعتبر الخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني، أن "عدم الكشف عن الشريك الأجنبي لشركة آيكون في صفقة الاستحواذ على حصة حاكمة في شركة ليجاسي المالكة لـ7 فنادق مصرية تاريخية نهاية العام الماضي والإعلان عنه الآن بعد أن استحوذ على حصة 40% من آيكون نفسها، يثير الشكوك حول طبيعة تلك الصفقة ودور الشركة في تمرير ملكية تلك الفنادق للجانب الإماراتي".
وانتقد الميرغني في حديثه لـ"عربي21": "حالة الغموض وعدم الشفافية في الإفصاح عن البيانات المتعلقة بأصول مصرية مهمة، وعدم الإفصاح عن قيمة الصفقة الجديدة بين الشريك الإماراتي وشركة طلعت مصطفى، والسؤال هنا لماذا لم تتقدم الإمارات مباشرة لشراء حصة في شركة الفنادق التاريخية دون الحاجة إلى وسيط مصري ما يفتح الباب أمام جميع التكهنات، ولا تخرج الصفقة عن نطاق الشراء لحساب الآخر ووجود مصالح مشتركة بين الطرفين".
وأكد أن "صفقات الإمارات في شراء الأصول المصرية تثير أيضا علامات استفهام، حيث تعتبر أكبر مشتري لها إلى جانب السعودية، و كل الشركات التي استحوذت عليها هي شركات استراتيجية في العديد من القطاعات سواء النقل أو الصناعة أو الخدمات أو البنوك وغيرها، مشيرا إلى أن "استمرار بيع الأصول يؤكد عدم وجود رؤية اقتصادية لتوفير مصادر دخل دولارية".
الخصخصة ومغارة "علي بابا" من جانبه، يقول الباحث الاقتصادي حافظ الصاوي إن "الخصخصة تفتح الباب أمام سماسرة أجهزة الدولة المختلفة ورجال الأعمال سواء للعب دور الوسيط أو المحلل، مثل محمد نصير رجل المخابرات وتاجر السلاح، عندما اشترى شركة فودافون مصر ثم قام ببيعها لشركة فودافون الأم، وكذلك فعل مع شركة كوكا كولا، ولا نعلم كيف تتم مثل تلك الصفقات، هل هي في إطار تفاهمات بين الدولة والوسيط والمشتري، أو شكل من أشكال الفساد وتقاسم الأرباح، وهل هناك عمولات، وما مصير هذه الأموال وهل تبقى في مصر أم تخرج للخارج كلها أسئلة بدون إجابات".
ورأى في حديثه لـ"عربي21": أن "ما حدث في صفقة الفنادق التابعة لقطاع الأعمال العام عبر هشام طلعت مصطفى ليس بجديد"، مشيرا إلى "أن شركة لافارج للأسمنت الفرنسية من قبل اشتراها أحد أفراد أسرة ساويرس من قطاع الأعمال العام ثم أعاد بيعها لشركة لافارج وربح من خلالها مبلغ ضخم يقدر بمليارات الجنيهات".
في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المصرية لبيع أكبر قد من الشركات والأصول، يعتقد الصاوي أن "مثل هذه الأمور تضر بلا شك بالاقتصاد المصري والمجتمع المصري؛ لأنه تفريط في ثروات ومقدرات الشعوب والأجيال المقبلة التي تنتظر منا رصيدا معتبرا من الاستثمار والشركات لا رصيدا كبيرا من أقساط الديون وفوائدها".
وتقول الحكومة المصرية إنها ملتزمة بتنفيذ سياســة ملكيــة الدولــة ومواصلة تنفيذ برنامج الطروحات العامة، والــذي تضمن مــن تخــارج الدولــة من 35 شــركة وأصــل مملــوكاً لهــا، بدايــة مــن الـربـع الأول لعام 2023 وحتـى الربـع الأول مــن عــام 2024.
وبحسب بيان الحكومة الأخيرة، فإنه تــم التخارج الكامل أو الجزئــي للدولــة مــن 13 شــركة ساهمت فيهــا الدولــة بقيمـة نحــو 5 مليارات دولار، خـلال الفتـرة (آذار/ مــارس 2022 – تموز/ يوليو 2023). وتخطط الدولــة خـلال الفتـرة المقبلة استمرار تنفيــذ برنامــج الاكتتابات الحكوميــة وتخارج الدولـة، مـن حصص تتــراوح بيــن 25% إلــى 60% مــن ملكية عــدد مــن الأصــول المملوكة لهــا خلال الفتـرة (تشرين الأول/ أكتوبر 2023 – حزيران/ يونيو 2024) بقيمة 5 مليارات دولار أمريكي
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
22 شركة تكنولوجيا مصرية تفتح آفاق التعاون الرقمي مع العراق خلال ITEX 2025
شهدت بعثة غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات CIT – راعي الصناعة الرقمية – بالتعاون مع جمعية المصدرين المصريين Expolink مشاركة متميزة في معرض ومؤتمر العراق لتكنولوجيا المعلومات ITEX IRAQ 2025 في دورته الرابعة، والذي عقد مؤخرا في أرض المعارض بمدينة بغداد، حيث ضم الجناح المصري 22 شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وترأس الوفد المصري أحمد السبكي، عضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس محور تنمية الأعمال الدولية.
وتعتبر المشاركة المصرية في المعرض هي الأولى بالنسبة لمعظم الشركات المصرية وحققت نجاحات أكثر من المتوقع لتفتح الباب على مصراعيه أمام الشركات المصرية لاقتناص فرص الاستثمار والتوسع بالسوق العراقي، وسوف تتبعها زيارات أخرى لمتابعة الاجتماعات والنقاشات التي تمت أثناء المعرض.
وقام بزيارة الجناح المصري المهندس محمود صفراطه، نائب رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا) لتنمية الأسواق، حيث شارك في فعاليات الافتتاح واستقبل ممثلي الحكومة العراقية في الجناح المصري.
كما عقد لقاءً مع الشركات المصرية المشاركة في المعرض، تعرّف خلاله على أبرز منتجاتهم وحلولهم التقنية، وأشاد بجودة ما تقدمه الشركات المصرية من خدمات ومنتجات تكنولوجية، واستمع نائب رئيس الهيئة إلى مقترحات ممثلي الشركات بشأن سبل تعزيز التعاون وفتح مزيد من الأسواق أمام صادرات قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري.
كما شهد صفراطه توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين شركة كلاودسوفت فايف CloudSoft5، المصرية وشركة Al.Qietharah Iraq العراقية، مشيرا إلى أن مثل هذه الاتفاقيات تؤكد قدرة شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية على اختراق الأسواق الخارجية والتوسع في تصدير حلولها التكنولوجية.
وأكد نائب رئيس الهيئة حرص "إيتيدا" على تشجيع الشركات المصرية ومساندتها في تعزيز تنافسيتها في مختلف الأسواق وتوسيع تواجدها الخارجي، إلى جانب دعم وتعزيز أوجه الشراكة والتعاون التكنولوجي المصري – العراقى بما ينعكس إيجابًا على دفع مسيرة التحول الرقمي وتطوير التعاون بين البلدين.
أكد المهندس خالد إبراهيم، رئيس مجلس إدارة الغرفة، أن هذه المشاركة تأتي ضمن استراتيجية "تنمية الأعمال دولياً"، التي تهدف إلى فتح أسواق جديدة وتعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا في المنطقة حيث بحثت العديد من الشركات المصرية بعض المشروعات التي يمكن تنفيذها في مجالات التحول الرقمي وفي مجال التدريب والتعلم وفي المجالات المرتبطة بنظم العدل في دولة العراق الشقيق بالإضافة إلى نظم الشبكات وتأمين البنية التحتية والأمن السيبراني.
أضاف معرض ITEX فتح أفاق جديدة لتعزيز التعاون التكنولوجي مع السوق العراقية من خلال قدرة الشركات المصرية على تقديم حلول تكنولوجيه ابتكارية للعديد من التحديات التي تواجه مختلف القطاعات الاقتصادية والخدمية العراقية وكذلك المساهمة بقوة فى تسريع عملية التحول الرقمي وانتقال الاقتصاد العراقى الى اقتصاد المعرفة.
أكد أحمد السبكي، رئيس الوفد وعضو مجلس إدارة الغرفة ورئيس محور تنمية الأعمال الدولي، تأتي هذه المشاركة تأكيداً لأهمية العلاقات الاقتصادية بين مصر ودولة العراق، إذ لمس الوفد المصري عمق هذه العلاقة من خلال الحفاوة التي احيطت بها البعثة المصرية، منذ وصولها وأثناء مشاركتها بالمعرض وحتى عودتها، كما تمثلت أيضا في زيارة الدكتور نوفل أبو رغيف رئيس هيئة تنظيم الإعلام والاتصالات بالعراق، وممثل دولة رئيس الوزراء العراقي، في افتتاح الجناح المصري ولقائه مع رئيس البعثة المصرية وتعرفه على أنشطة الشركات المشاركة، وأيضا استقباله لعدد من أعضاء البعثة في مقر الهيئة والاستماع إلى عرض مفصل لقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مصر بشقيه الحكومي والخاص.
وأضاف: "شهد الجناح المصري زيارة عدد من كبار المسؤوليين بالحكومة العراقية ومنهم الدكتور ضياء الجميلي مستشار دولة رئيس الوزراء العراقي للذكاء الاصطناعي، للتعرف على أنشطة الشركات المصرية وللتباحث في إنشاء مركز مشترك بين مصر والعراق في مجال تعميق وزيادة المحتوى باللغة العربية في نظم الذكاء الاصطناعي على أن يتم ذلك من خلال تطوير نظم ذكاء اصطناعي لغوية عربية بالعقول العربية".
كما زار الجناح أيضا الدكتور فلاح اللامي رئيس الجمعية العراقية لتكنولوجيا الحاسوب والمعلوماتية وتعرف على شرح أيضا لأنشطة الشركات المشاركة كما تم التباحث لتوقيع مذكرة تفاهم بين كل من غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والجمعية العراقية، وتم وضع مسودة المذكرة.
وفيما يتعلق بتوطيد العلاقات التكنولوجية مع السوق العراقي قال السبكى أنه من أهم المطالب، هو ضرورة تسهيل منح تأشيرات السفر للشركات المصرية لدخول العراق، حيث قامت الحكومة العراقية بتسهيل حصول شركات الوفد المصري على التأشيرة في وقت قياسي قبل المعرض، لذا تعمل الغرفة، بالتعاون مع هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، على إيجاد الحلول المناسبة لتيسير أعمال الشركات المصرية، والتنسيق مع الجهات المعنية لمعالجة أي تحديات إدارية قد تواجهها مستقبلًا.
وأشاد بحضور المستشار التجاري معتز على – التمثيل التجارى المصرى ببغداد –للجناح وعقد اجتماعات مع الشركات المصرية، كما قام بتقديم الدعم نحو إمداد الشركات المصرية بالتقارير الخاصة عن السوق العراقى وبحث سبل التعاون لتلبية احتياجات الشركات خلال الفترة القادمة من السوق العراقى بعدة قطاعات.
وبالنسبة لدور الغرفة فى تعزيز الشراكة التكنولوجية المستقبلية مع السوق العراقي قال السبكى أن على الشركات المصرية تعزيز حضورها في السوق العراقية بشكل خاص لتحقيق التواجد الفعال والاقتراب من العملاء المرتقبين لعرض حلولهم التكنولوجية وخدماتهم.
ومن هذا المنطلق وتأكيدا لدور الغرفة في دعم الشركات المصرية فيما يتعلق بفتح الأسواق الخارجية، فإن الغرفة سوف لا تدخر جهدا في هذا المجال، إذ هناك مسودة اتفاقية سوف يتم التباحث على توقيعها بين الغرفة ونظيرتها الجمعية العراقية لتكنولوجيا الحاسوب والمعلوماتية والتي تتضمن تشجيع تبادل الزيارات وبناء علاقات العمل بين أعضاء الجهتين الشقيقتين.
وعن أبرز نتائج المشاركة المصرية بالمعرض نوه السبكى الى تأكيد الشركات المشاركة الى نجاحنا، بدرجة اكثر من المتوقع، في مساعدتهم على تحقيق أهدافهم حيث يمكن تلخيص هذه النتائج في القيام بعرض الحلول التكنولوجية الابتكارية والخدمات أمام جمهور واسع من العملاء المحتملين بالسوق العراقي، بجانب الحصول على فرصة للقاء مباشرة مع صناع القرار، سواء من القطاع الحكومي أو الخاص، وأيضا بناء علاقات مع شركات ناشئة، ومزودي خدمات، ومستثمرين، وبحث إمكانية الدخول في تحالفات لتقديم حلول متكاملة، مع تحفيز فرق التطوير والابتكار داخل الشركات لمواكبة ما هو مطروح في المعارض، علاوة على بناء سمعة كشريك موثوق وموجود دائمًا في أهم الفعاليات بالاضافة لفتح أبواب التعاون عابر للحدود بما يسرّع من التحول الرقمي وتوسيع الحصة السوقية بالعراق متوقعا إبرام عدة شراكات من الشركات المشاركة مع العديد من الجهات العراقية المختلفة.
شارك في ITEX 22 شركة مصرية من مختلف تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات سواء تطوير البرمجيات أو التحول الرقمي بمختلف التخصصات مثل نظم إدارة المؤسسات التعليمية، ونظم إدارة المنشآت الطبية، ونظم إدارة الموارد المؤسسية أو نظم إدارة منشآت الضيافة والمطاعم، ومطوري نظم الواقع الافتراضي والألعاب الإلكترونية، ومقدمي خدمات التدريب والتعلم، ومقدمي خدمات الدعم الفني والشركات المتخصصة في الشبكات وتأمين البيانات والمعلومات ونظم الأمن السيبراني والشركات العاملة في تقديم النظم المالية للحكومات، وأيضا الشركات العاملة في تقديم حلول المدن الذكية ونظم المراقبة والتأمين الفعلي للمنشآت.