صحيفة الاتحاد:
2025-11-20@00:15:32 GMT

الإمارات وعُمان.. أخوة تاريخية وعلاقات مستدامة

تاريخ النشر: 20th, November 2025 GMT

آمنة الكتبي (أبوظبي)

تشارك دولة الإمارات العربية المتحدة الأشقاء في سلطنة عُمان احتفالاتهم باليوم الوطني الـ 55، تحت شعار «عُمان منّا ونحن منهم»، تعبيراً عن عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وتجسيداً لروابط الجوار والمصير المشترك التي أرساها المغفور لهما، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد، طيب الله ثراهما، وتحرص القيادة الحكيمة في البلدين، ممثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، على تعزيز مسيرة التعاون المشترك، والبناء على الإرث المتين الذي أسسه المؤسسون الأوائل.


وتشهد إمارات الدولة مظاهر احتفالية واسعة بهذه المناسبة، حيث تزينت الشوارع بالأعلام واللوحات التي تحمل عبارات المحبة والتقدير لسلطنة عُمان وشعبها، فيما تضيء المعالم الوطنية بألوان العلم العُماني، واستقبلت المطارات والمنافذ الحدودية الزوار العُمانيين بعبارات الترحيب والهدايا الرمزية. 

علاقات راسخة 
تعد العلاقات الإماراتية العُمانية نموذجاً يحتذى به في التفاهم والتكامل الخليجي، إذ تجمع البلدين رؤية متقاربة تجاه قضايا الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة، فضلاً عن التنسيق المشترك في المحافل الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح الخليجية والعربية، ويحرص البلدان على التنسيق والتشاور المستمر حيال القضايا الثنائية والعربية والدولية، وتجمعهما رؤية مشتركة للسلام والاستقرار في المنطقة، ورغبة صادقة في تعزيز وحدة وتماسك البيت الخليجي والعربي.
ويرتبط البلدان الشقيقان بالعديد من اتفاقيات مشتركة بينهما في جميع المجالات، التي تعزز الاستقرار والنمو والازدهار للشعبين الشقيقين، وتظل العلاقات الإماراتية - العمانية راسخة ومتينة، حيث إنها لا تقوم فقط على المصالح المتبادلة، بل على الروابط التاريخية والاجتماعية، وفي ظل حرص قيادة البلدين على توسيع آفاقها في جميع المجالات، ما يعزز مكانة هذه العلاقة أنموذجاً عربياً للتكامل والازدهار المشترك.

أخبار ذات صلة الإمارات: ضرورة إنهاء الحرب في غزة وتحقيق الاستقرار الإمارات والاتحاد الأوروبي يؤكدان التزامهما المشترك بتعزيز الشراكة في المجال الإنساني

علاقات متجذرة 
وتمتد العلاقات بين البلدين الشقيقين بجذورها إلى عمق التاريخ، ومرت خلال العقود الماضية بالعديد من المحطات البارزة، ومنها اللقاء التاريخي بين المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والسلطان قابوس بن سعيد «رحمهما الله» في عام 1968، والزيارة التي قام بها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، إلى سلطنة عُمان في عام 1991 والتي شهدت تشكيل لجنة عليا مشتركة، أسهمت في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدولتين في مجالات الاقتصاد والتجارة والثقافة والتعليم والعمل والاتصالات والنقل، إلى جانب تعزيز فرص ومجالات الاستثمار المشترك.

زيارات متبادلة 
دخلت العلاقات الإماراتية العُمانية الراسخة والتاريخية مرحلة جديدة بعد زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لسلطنة عُمان الشقيقة في سبتمبر 2022، والتي شكلت محطة فارقة في علاقات البلدين، وشهدت توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والسياسية والأمنية. ومثلت زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد إلى الإمارات في أبريل 2024، دفعة قوية للشراكة الاستراتيجية بين البلدين، حيث شهدت الزيارة توقيع اتفاقيات ومذكرات بين البلدين في مجالات حيوية شملت الاستثمار والطاقة المتجددة والاستدامة والسكك الحديدية والتكنولوجيا والتعليم.

موروث ثقافي
يتقاسم البلدان موروثاً ثقافياً مشتركاً من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة، كما وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين الإمارات وسلطنة عُمان تداخلاً وعمقاً بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية، وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: زايد بن سلطان عمان سلطنة عمان الإمارات هيثم بن طارق محمد بن زايد آل نهیان

إقرأ أيضاً:

نهيان بن مبارك يقود مسيرة التسامح نحو المريخ بمشاركة من مختلف الجاليات

قاد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، "مسيرة التسامح نحو المريخ" بمشاركة 3 آلاف شخص من كافة الجاليات المقيمة على أرض الدولة، والتي نظمتها وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع "ألعاب الماسترز - أبوظبي 2026"، ضمن الأنشطة الجماهيرية للمهرجان الوطني للتسامح في يومه الثالث بحديقة أم الإمارات.

رافق معاليه في المسيرة تشانغ ييمينغ سفير جمهورية الصين الشعبية لدى الدولة، الذي تحل بلاده "ضيف شرف المهرجان"، والشيخ محمد بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس الاتحاد الإماراتي للرجبي، كما شارك فيها عفراء الصابري، المدير العام بوزارة التسامح والتعايش، وعدد من القيادات الاتحادية والمحلية والدينية والرياضية والتعليمية والفكرية بالدولة، وسفراء الدول الشقيقة والصديقة، وعدد من أصحاب الهمم وكبار المواطنين.

وعلى هامش المسيرة، قام معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بزراعة شجرة من الصين، بينما قام تشانغ ييمينغ، سفير جمهورية الصين الشعبية، بزراعة شجرة الغاف في صدارة حديقة التسامح، وذلك بمشاركة كارولين كونثر لوبيز، سفيرة جمهورية الباراغواي لدى الدولة؛ كما أزاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، يرافقه السفير الصيني، الستار عن اللوحة التذكارية في حدائق التسامح، احتفالا بمرور عشر سنوات على تأسيس حديقة أم الإمارات.

من جهة أخرى، استمرت أجنحة سفارات الدول المشاركة في المهرجان بتقديم أنشطتها المتنوعة في اليوم الثالث، إضافة إلى العروض المقامة على المسرح الرئيسي، حيث ضمت أنشطة المهرجان فعاليات قدمتها أجنحة سفارات الصين، تايلند، الفلبين، إندونيسيا، الباراغواي، نيبال، كازاخستان، المالديف، فلسطين، غواتيمالا، هنغاريا، ألمانيا، تيمور الشرقية، إيران، غينيا، زيمبابوي، والهند، بالإضافة إلى الجمعية الأردنية.

وأكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان أن مسيرة التسامح نحو المريخ تأتي تعبيراً عن اهتمام الجميع بتعزيز قيم التسامح وقبول الآخر لدى كافة فئات المجتمع، معربا عن سعادته بمشاركة الجميع الذين "عزفوا سيمفونية رائعة بكافة اللغات والألوان"، تعبر عن الرغبة المشتركة في إعلاء وتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية، وقبول الآخر، والتعاون المشترك لما فيه الخير للجميع.

وأشاد معاليه بمشاركة "ألعاب الماسترز - أبوظبي 2026" للتشجيع على ممارسة الرياضة من أجل صحة أفضل، وكي يتشارك الجميع هذه المبادرة التي تضم كل فئات المجتمع الإماراتي دون استثناءات.

وأضاف معاليه أن المشاركة المجتمعية الواسعة في "مسيرة التسامح نحو المريخ" تجسد تجسيداً حياً لمسار التسامح الذي تعيشه الإمارات واقعاً على الأرض، حيث استطاعت دمج الجميع على اختلافاتهم وتنوعهم، لتقدم للعالم نموذجاً ملهماً في قيم التسامح والتعايش، وهي القيم التي استلهمتها الإمارات من أقوال وأفعال ومواقف الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، "طيب الله ثراه"، والذي أسس هذا الوطن الغالي على مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر.

أخبار ذات صلة خليفة بن محمد: احتفاء الإمارات بيوم التسامح يُجسّد الالتزام الراسخ بنهجها الإنساني سلطان بن طحنون: التسامح قيمة إنسانية أصيلة وجسر للتعايش وركيزة أساسية في مسيرة التنمية المستدامة

وحول "حدائق التسامح" ودورها في المهرجان، أكد معاليه أن المبادرة التي تنفذها الوزارة تأتي تعبيرا عن الارتباط بالبيئة المحيطة، وإدراكاً لدورها في تشكيل طبيعة الحياة في المجتمع.

وأوضح أن الهدف هو إتاحة الفرصة أمام الزوار للتعرف على الاختلافات في عالم النباتات، في الدولة والعالم، والاحتفاء كذلك بالسلوك الحميد مع البيئة ومقومات الحياة، بالإضافة إلى كون هذه الحدائق مجالا للحوار حول الخصائص النباتية والبيئية في الدول المختلفة، معبرا عن سروره لتشارك الإمارات والصين في زراعة أشجارهما بالحديقة كتجسيد حي للعلاقات الطيبة بين البلدين.

كما عبر معاليه عن سعادته بمشاركة السفير الصيني بزراعة شجرة الغاف في حدائق التسامح هذا العام، وذلك تعبيراً عن الاهتمام المشترك بتحقيق التواصل الإيجابي وتنمية العلاقات المثمرة لما فيه مصلحة البلدين.

وأكد أن هذا التعاون بين وزارة التسامح والتعايش والسفارة الصينية إنما هو تأكيد على أن التعاون الدولي ضروري من أجل بناء جسور التفاهم والتعارف والوفاق، ومن أجل بناء العلاقات الدولية على أسس العمل المشترك والاحترام المتبادل.

وقال معاليه إن المهرجان يحمل رسالة سلام ومحبة من الإمارات إلى الجميع، ويعبر بقوة عن الاعتزاز بمؤسس الدولة، والحرص على الوفاء لإرثه، بالالتزام بالاستمرار على قدر التوقعات والطموحات التي تمثلت في قيادته الحكيمة لهذا الوطن العزيز، وأكد أن احتضان أبوظبي لهذا المهرجان هو تعبير صادق عن مكانتها كحاضنة لقيم ومبادئ التسامح والأخوة الإنسانية، والتي تمثل المنطلق الحقيقي لأي أنشطة أو برامج أو أحداث.

واختتم معاليه بالتأكيد على أن المهرجان سيظل أحد أهم المنصات التي تسمح للجميع بالتعبير عن قيمهم ورؤيتهم، وفق قاعدة عامة هي احترام الآخر والالتزام بقيم ومبادئ الأخوة الإنسانية التي أقرها العالم انطلاقاً من أبو ظبي.

وأشار إلى أن كافة المشاركين في المهرجان يجمعهم الإيمان بقيم التسامح والتعايش، وإن اختلفت أديانهم وألوانهم وجنسياتهم، ولذا سيظل المهرجان الوطني للتسامح فرصة لتبادل الأفكار والانفتاح على الجميع، وإتاحة الفرصة للجميع للتعرف عن كثب على الإمارات وقيمها وحضارتها وتقاليدها وإبداعاتها ونهضتها ودورها.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • نهيان بن مبارك: رفاه الإنسان وصحته الأساس المتين لقوة الوطن
  • نهيان بن مبارك: شبابنا الإماراتي مستعد للتحول الرقمي
  • رئيس "الشورى" يبحث مع السفير الأوزبكي آفاق التعاون المشترك
  • وزير الإعلام الكويتي: اختيار سلطنة عُمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب يعكس عمق العلاقات التاريخية بين البلدين
  • المشاط: نجاح مفاوضات مبادلة الديون مع ألمانيا يعكس قوة العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • رئيس الدولة والرئيس الكوري يبحثان تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين
  • وزير الإعلام: زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين
  • وزير الزراعة يستقبل سفير الكويت لتعزيز التعاون الزراعي بين البلدين
  • نهيان بن مبارك يقود مسيرة التسامح نحو المريخ بمشاركة من مختلف الجاليات