واشنطن والوسطاء.. من يستطيع وقف التصعيد الإسرائيلي بغزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 23rd, November 2025 GMT
رغم التزام المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان باتفاقي وقف إطلاق النار على الجبهتين، يواصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته للاتفاقين عبر غارات على مواقع مختلفة في قطاع غزة، وعلى مناطق في القطاعين الشرقي والأوسط من جنوب لبنان والبقاع.
واتفق محللون تحدثوا ضمن حلقة (2025/11/22) من برنامج "ما وراء الخبر"، على أن التصعيد الإسرائيلي سيستمر على الجبهتين بهدف الضغط لتحقيق الأهداف التي لم يحققها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر الحرب وخاصة حرب الإبادة التي مارسها على الشعب الفلسطيني لأكثر من عامين.
وفي ظل إصرار الاحتلال الإسرائيلي على خروقاته لوقف إطلاق النار وعدم تحرك الإدارة الأميركية لردعه، تبدو المقاومة الفلسطينية في غزة ولبنان في وضع صعب، وهو ما أشار إليه المحللون.
وفي هذ السياق، أبلغت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -بحسب ما كشف مصدر قيادي في حماس للجزيرة- الوسطاء في اتصالات بغضبها من استمرار العدوان الإسرائيلي رغم التزامها والفصائل الفلسطينية بالاتفاق.
وطالبت الحركة الوسطاء بتدخل فوري يلزم إسرائيل باتفاق وقف الحرب على غزة، وذلك للحيلولة دون انهيار الاتفاق وفق ما يريد الاحتلال، وفق القيادي في حماس.
ومن جهتها، جددت القيادة اللبنانية على لسان قائد الجيش العماد رودولف هيكل التأكيد على التزام لبنان باتفاق وقف الأعمال العدائية والقرار الدولي 1701.
وبحسب الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، فإن إسرائيل ستستمر في اعتداءاتها على غزة وعلى لبنان طالما ليس هناك اعتراض أميركي.
وذكّر بما قاله سابقا المبعوث الأميركي إلى سوريا توم براك بأنه سيتم إطلاق يد إسرائيل في حال لم يتم نزع سلاح حزب الله اللبناني. كما يرى مكي أن الإدارة الأميركية سعيدة بما تقوم به إسرائيل في غزة.
دور الوسطاءومن وجهة نظر أستاذ النزاعات الدولية بمعهد الدوحة للدراسات العليا الدكتور إبراهيم فريحات، فإن التصعيد الإسرائيلي يهدف إلى تفكيك المقاومة بالكامل سواء في غزة أو في لبنان، ويرجح من جهته أن الأمر يتم بالاتفاق مع الإدارة الأميركية التي تريد أن تكون السطوة الأمنية لإسرائيل على الجبهتين.
إعلانويعتقد فريحات -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى أنه طالما التصعيد الإسرائيلي يزيد الضغط على المقاومة في غزة ويخدم الخطة التي وضعها فهو لا يكترث.
أما الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور محمود يزبك، فيرمي الكرة في ملعب الوسطاء، ويقول إن الرئيس الأميركي فتح لهم خطا مباشرا وعليهم أن يضغطوا على ترامب ليقوم بدوره بالضغط على إسرائيل لتوقف الاعتداءات التي تؤثر على وقف إطلاق النار في غزة.
وبينما يربط بين التصعيد الإسرائيلي والأزمات الداخلية في إسرائيل، يرجح يزبك أن يستمر هذا التصعيد على جنوب لبنان، وقال إن الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن خطة للاجتياح.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات التصعید الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء اللبناني يطلب وساطة واشنطن: إسرائيل رفضت التفاوض
تزامناً مع الذكرى الثانية والثمانين للاستقلال، يشهد لبنان تصعيداً إسرائيلياً متواصلاً يثير مخاوف من الانزلاق إلى حرب جديدة.
قال رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام إن بلاده جاهزة للتفاوض مع إسرائيل وستسعى للحصول على مساعدة الولايات المتحدة لدفع عملية المفاوضات قدمًا، إلا أن الدولة العبرية رفضت ذلك، في وقت كثفت فيه ضرباتها الجوية على الجنوب.
وفي حديثه لوكالة "بلومبيرغ"، قال سلام: "أكرر نفس العرض بالاستعداد للتفاوض مع إسرائيل". وأشار إلى أن واشنطن توسطت في المفاوضات غير المباشرة بين البلدين عام 2022 لترسيم الحدود البحرية، لكنه أضاف أن الدعوات في الوقت الحالي لم تُجب من قبل تل أبيب.
وأوضح في مقابلة: "هذا لغز بالنسبة لي. يطلبون التفاوض، وعندما نظهر الاستعداد لا يوافقون على اللقاء. هذا شيء سأطرحه مع الأميركيين".
وأكد سلام أن خطط نزع السلاح عن جنوب لبنان "على المسار الصحيح"، وأن الجيش اللبناني يوسع تواجده هناك، خصوصًا في المناطق القريبة من الحدود.
وأشار إلى أن إسرائيل هي الطرف غير الملتزم بشروط الاتفاق، وأن مواقع الجيش الإسرائيلي على خمسة تلال في جنوب لبنان "لا قيمة استراتيجية لها"، مضيفًا: "هذه المواقع لا قيمة عسكرية أو أمنية، هي أداة للضغط على اللبنانيين".
وأوضح رئيس الوزراء أن لبنان يواجه صعوبات مالية كبيرة تحد من قدرته على نزع سلاح حزب الله، وقال: "لماذا لا يمكننا التحرك بسرعة أكبر؟ أولًا: نحتاج إلى تجنيد المزيد من الأشخاص للجيش وتجهيزه بشكل أفضل، ورفع رواتب الجنود".
وأشار إلى أنه يعمل مع فرنسا والسعودية لعقد مؤتمر مانحين لدعم إعادة إعمار البلاد، كما أن الحكومة تضع مسودة قانون لسد عجز مالي يُقدّر بنحو 80 مليار دولار، على أمل فتح الباب أمام تمويل عاجل من صندوق النقد الدولي. وختم بالقول إن هناك فرصة للتغيير في المنطقة ولبنان "لن يفوّت الفرصة" هذه المرة.
بري: الجنوب هو الاختباريأتي ذلك بينما يشهد لبنان، في ذكرى استقلاله الثانية والثمانين، تصعيدًا إسرائيليا متواصلًا، يذكي مخاوف من الدخول في حرب جديدة، قد تكون أقسى من تلك التي وقعت في أيلول الماضي، خاصة مع رفض الحزب تسليم السلاح، وعدم رضا واشنطن عن أداء الجيش اللبناني وقائده رودولف هيكل، والحديث الإسرائيلي عن ضرورة القضاء على "تهديد الحزب" الذي بدأ بترميم جراحه، خوفًا من خسارة منجزات المعركة السابقة.
وتوسّع الدولة العبرية من تهديداتها، حيث أطلقت يوم أمس إنذارات لقريتين في جنوب لبنان، كما ضربت في الليلة التي سبقت الإنذار مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، مما أسفر عن سقوط 13 قتيلًا على الأقل، فضلًا عن عمليات الاغتيال التي أصبحت شبه يومية.
بدوره، توجه رئيس مجلس النواب، نبيه بري برسالة إلى اللبنانيين قال فيها إن "الاستقلال ليس يومًا من تاريخ، وليس فعلًا ماضيًا مبنيًا على المجهول". وتابع: " بل هو امتحان يومي للبنانيين شعبًا وجيشًا ولسائر السلطات، وهو دعوة دائمة لهم لاستكمال معركة استقلال الوطن وتحصينه من الإرتهان والخضوع".
وتابع بري بأن "الاستقلال هو دعوة للسعي الحثيث لتأمين كل مستلزمات الدعم والمؤازرة لتمكين الجيش من تحقيق وانجاز كل المهام المناطة به باعتباره مؤسسة ضامنة وحامية للبنان واللبنانيين ولسلمهم، وبالطبع لمكافأة قيادتها (..)على عظيم ما يقدمون، وليس التشكيك والوشاية والتحريض عليهم في الداخل والخارج واستهداف دورهم الوطني المقدس".
واعتبر بري بأن "ميدان هذا الاختبار اليوم هو الجنوب الذي يجسد صورة مصغرة عن لبنان الوطن والرسالة". وقد أتى حديثه بعد أن ألغيت زيارة قائد الجيش اللبناني إلى واشنطن، في خطوة فسّرها البعض بأنها محاولة لعقاب الأخير على ما تعتبره تل أبيب والإدارة الأمريكية "تقصيرًا" في نزع السلاح.
وكان عضوين في مجلس الشيوخ الأمريكي قد شنا هجومًا حادًا على هيكل واعتبرا أن "تعامله مع إسرائيل كعدو وجهوده الضعيفة التي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله، يمثل انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة