تايم: هكذا يمكن لبايدن منع هجمات الحوثيين دون التسبب بنشوب حرب إقليمية
تاريخ النشر: 16th, January 2024 GMT
انتقد باحث في مجال السياسة الخارجية وفن الحكم تعامل الرئيس الأميركي جو بايدن مع الأزمة الناجمة عن استهداف جماعة الحوثي في اليمن السفن التجارية وإعاقة مرورها عبر البحر الأحمر.
وقال تريتا بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي لفن الحكم المسؤول، إن العديد من الشركات الغربية المالكة للسفن التجارية لن تجازف بمرور سفنها عبر تلك المياه، وذلك بسبب الضربات العسكرية التي أمر بايدن بشنها ضد الحوثيين في اليمن.
وفي مقال نشرته مجلة تايم، أشار بارسي إلى أن الضربات العسكرية الأميركية والبريطانية ضد الحوثيين لم تحقق هدفها في إعادة فتح الممرات الحيوية في البحر الأحمر أمام حركة النقل البحري الدولي لسبب بسيط هو أن مجرد محاولة الجماعة عرقلة السفن التجارية تكفي لإطالة أمد حصارها الفعلي للبحر الأحمر الذي تمر من خلاله 12% من التجارة العالمية، وليس من الضروري أن تنجح في ضرب مزيد من السفن التجارية.
وتتجلى المفارقة هنا في أن أغنى دولة في العالم تقصف واحدة من أفقر دوله، على حد تعبير الكاتب الذي يزعم أن بايدن بتأجيجه التوتر مع جماعة الحوثي المدعومة من إيران، عزز عن غير قصد، من قدرتها على تعطيل النقل البحري الدولي.
ووفقا للمقال، فقد نجح الحوثيون في رفع تكلفة الشحن بالحاويات في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة من خلال شن هجمات بالصواريخ على سفن الشحن التي تمخر عباب الممرات المائية الحيوية.
لكن الضربات الانتقامية التي شنتها إدارة بايدن على مواقع حوثية في اليمن -يقول بارسي- تسببت في دفع شركات الشحن لإيقاف تشغيل سفنها في البحر الأحمر، ربما بلا رجعة حتى تنتهي الحرب.
وواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ على السفن بشكل شبه يومي منذ يوم الخميس. وأسقطت البحرية الأميركية، الأحد، صاروخا أطلقه الحوثيون. وفي يوم الاثنين، ضرب صاروخ حوثي سفينة حاويات أميركية المِلكية في خليج عدن.
ويعتقد بارسي أن الحوثيين بذلك يكونون قد نجحوا بالفعل في إلحاق خسائر بالاقتصاد الإسرائيلي، فيما سخروا من لجوء بايدن ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك مرة أخرى إلى سياسة الردع العسكري.
وفي أسوأ الاحتمالات، إذا أدى التصعيد ضد الحوثيين إلى إشعال فتيل حرب إقليمية، فليس ثمة ما يدعو للشك في أنها ستكون حربا دون تفويض من الكونغرس الأميركي، ليس لأن بايدن أراد ذلك، بل لأنه رفض اتباع المسار الأكثر وضوحا وسلمية لمنع وقوعها.
والمسار الذي قال الكاتب إنه سيحل المشكلة هو وقف إطلاق النار في غزة الذي من شأنه كبح هجمات الحوثيين والفصائل العراقية، والحد من التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث يجري تبادل منتظم لإطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الذي تحتجزهم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والأهم من ذلك كله أنه سيؤدي لوقف سقوط المزيد من الضحايا بين المدنيين في غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الهجوم الإسرائيلي على إيران يهدد بإشعال حرب إقليمية غير مسبوقة ويرفع أسعار النفط
في تصعيد خطير وغير مسبوق، شنت القوات الإسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، عملية عسكرية جوية واسعة النطاق ضد أهداف داخل العمق الإيراني، استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة ما يهدد باشعال حرب إقليمية واسعة.
وحسب مصادر إعلامية دولية، شاركت في العملية أكثر من 200 طائرة مقاتلة إسرائيلية، إلى جانب عمليات نفذها جهاز « الموساد » داخل الأراضي الإيرانية. وشملت الأهداف منشآت نووية كموقع نطنز، إضافة إلى قواعد صاروخية ومقرات عسكرية ومنازل قيادات بارزة في الحرس الثوري.
ونفت الولايات المتحدة أي ضلوع مباشر لها في الهجوم، وأكدت أنها لم تشارك في العملية الإسرائيلية، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها تعمل على حماية قواتها المنتشرة في المنطقة تحسبًا لأي تصعيد. وكانت تقارير قد أشارت سابقًا إلى تبادل معلومات استخباراتية بين واشنطن وتل أبيب حول مواقع إيرانية.
في غضون ذلك، توالت ردود الفعل الدولية الداعية إلى ضبط النفس واحتواء الأزمة، حيث دعت كل من الأمم المتحدة، وتركيا، وقطر، والسعودية، والإمارات، والهند، والصين، والمملكة المتحدة إلى وقف التصعيد، محذرة من تداعيات الحرب على الاستقرار الإقليمي.
النفط يرتفع والذهب يقفز
وعكست الأسواق المالية العالمية حالة القلق، حيث ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 10%، وسط مخاوف من تهديد إمدادات الطاقة العالمية. كما سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا كبيرًا، في حين تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية بسبب التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط.
ويرى مراقبون أن الهجوم الإسرائيلي يمثل أكبر عملية عسكرية موجهة ضد إيران منذ عقود، وقد يؤدي إلى انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة في حال مضت إيران في تنفيذ تهديداتها.
كلمات دلالية إسرائيل إيران هجوم