علماء يفسرون سر فعالية العلاج بالصدمات الكهربائية
تاريخ النشر: 17th, January 2024 GMT
ربما أخيرا توصل مجموعة من العلماء في جامعة كاليفورنيا الأميركية إلى حل اللغز الذي طال أمده وراء فعالية العلاج بالصدمات الكهربائية، والذي يتضمّن تحفيز نوبة تشنجية خاضعة للرقابة في نقطة ما في الدماغ من خلال تمرير تيارات كهربائية، وهو ما يجعل العلاج بهذه الطريقة فعالا بشكل خاص في علاج الاضطرابات العقلية ومن ضمنها الاكتئاب، وهو من أكثر الاضطرابات العقلية والسلوكية شيوعا في العالم.
ففي بحث حديث نُشر في مجلة "الطب النفسي الانتقالي"، يقترح باحثون فرضية جديدة غير مألوفة ترى أنّ العلاج بالصدمات الكهربائية يخفف من أعراض الاكتئاب عن طريق زيادة النشاط غير الدوري في الدماغ، وهو نوع من النشاط الكهربائي الذي يفتقر إلى نمط ثابت ويتعلّق بـ"ضجيج خلفية الدماغ".
ويشير مصطلح "ضجيج خلفية الدماغ" عادة إلى النشاط العصبي الفطري أو الداخلي الذي يحدث في الدماغ حتى في غياب المحفزات الخارجية، وغالبا ما يكون قياس هذا النشاط العصبي المستمر باستخدام تقنيات مثل تخطيط كهربية الدماغ أو التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.
وعلى الرغم من فعاليته، فقد اكتسب العلاج بالصدمات الكهربائية سمعة سلبية بسبب التصوير التاريخي على أنّه صدمات مؤلمة ذات جهد كهربائي عالي. ومع ذلك، فإن الإجراء الحديث يستخدم جرعات عالية التحكم من الكهرباء ويتم إدارته تحت التخدير، مما يجعله أكثر أمانا وأقل صدمة مما يُصوّر.
ويصل معدل نجاح العلاج بالصدمات الكهربائية إلى 80% لدى المرضى، مع وجود بعض العيوب التي تشمل الارتباك المؤقت، والضعف الإدراكي، والحاجة إلى جلسات علاجية متكررة.
واستخدم الباحثون في عملهم تقنية تخطيط كهربية الدماغ لفحص نشاط الدماغ لدى المرضى الذين يخضعون للعلاج بالصدمات الكهربائية لعلاج الاكتئاب، كما قاموا بالتحقيق في علاج مماثل يسمى علاج النوبات المغناطيسية والذي يحفز النوبات باستخدام المغناطيس بدلا من الأقطاب الكهربائية. وقد أدى كلا العلاجين إلى زيادة مستويات النشاط غير الدوري في أدمغة المرضى بعد العلاج.
ونتيجة لذلك يرى العلماء أنّ النشاط غير الدوري المرتبط بضجيج خلفية الدماغ يلعب دورا حاسما في تحسين أداء الدماغ، ويقترح الباحثون أنّ العلاج بالصدمات الكهربائية يساعد في استعادة هذه الوظائف لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب، خاصة عن طريق تعزيز النشاط المثبط في الدماغ.
وبينما تثبت هذه النتائج وجود صلة بين النشاط غير الدوري وفوائد العلاج بالصدمات الكهربائية، يؤكد الباحثون على الحاجة إلى مزيد من الدراسات، كما أنّهم يتطلعون إلى التحقق من استخدام محتمل للنشاط غير الدوري كمقياس لتقييم فعالية علاجات الاكتئاب الأخرى، بما في ذلك الأدوية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الدماغ
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص الزهايمر
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الجمعة إجازة أول فحص دم لتشخيص مرض الزهايمر، في خطوة وصفت بأنها "محطة مهمة" على طريق تسهيل رصد المرض وتمكين المرضى من البدء بالعلاج في مراحل مبكرة.
ويعتمد الفحص، الذي طورته شركة "فوجيريبيو داياغنوستيكس" (Fujirebio Diagnostics)، على قياس نسب بروتينين في الدم يرتبطان بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي العلامة المميزة لمرض الزهايمر.
وحتى الآن، لم يكن بالإمكان اكتشاف هذه اللويحات إلا من خلال تصوير الدماغ أو تحليل السائل النخاعي.
وقال مارتي ماكاري، أحد مسؤولي إدارة الغذاء والدواء، إن مرض الزهايمر يصيب عددا كبيرا من الأشخاص، موضحا أن "نسبة 10 في المئة من من تجاوزوا 65 عاما يعانون الزهايمر، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول عام 2050".
وأعرب ماكاريعن أمله في أن "تسهم أدوات التشخيص الجديدة، مثل هذا الفحص، في تحسين فرص التدخل المبكر".
وتُظهر التجارب السريرية أن نتائج اختبار الدم تتطابق إلى حد كبير مع نتائج فحوص الدماغ وتحاليل السائل النخاعي، ما يعزز مصداقيته كأداة تشخيصية دقيقة.
ورحبت ميشيل تارفر من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في الهيئة الصحية الأميركية بالموافقة على الفحص الجديد، مشيرة إلى أنه "يجعل تشخيص الزهايمر أسهل وفي متناول عدد أكبر من المرضى، خاصة في المراحل المبكرة من التدهور الإدراكي".
يذكر أن هناك دواءين معتمدين حاليا لعلاج الزهايمر، هما ليكانيماب ودونانيماب، وهما لا يعالجان المرض بشكل كامل، لكنهما يساهمان في إبطاء التدهور المعرفي، خاصة إذا أعطيا في مرحلة مبكرة.
ويعد الزهايمر الشكل الأكثر شيوعا للخرف، ويتسم بتدهور تدريجي في الذاكرة والقدرات المعرفية، وصولا إلى فقدان الاستقلالية.