أكد أستاذ الاقتصاد الدولي في مصر كريم العمدة، أن هناك اهتماما كبيرا من روسيا بالقارة الإفريقية، مشيرا إلى وجود إرهاصات في الفترة الأخيرة لوجود انفتاح عدد كبير من القوى العظمى.

إقرأ المزيد مصدر: المشاركون في صفقة الحبوب ينتظرون قرار روسيا

وشدد العمدة في تصريحات خاصة لـRT، أن روسيا من الدول التي لها مكانتها ووضعها الدولي، وانفتاحها على القارة الإفريقية سيكون مفيد بشكل كبير لكافة دول القارة السمراء.

وأوضح الخبير الاقتصادي أن روسيا لديها مكانة كبيرة في الاقتصاد العالمي، وهي تعتبر أكبر مصدر للمواد الغذائية للقارة الإفريقية، وهو ما يؤكد أهمية الدولة الروسية لأفريقيا.

وشدد على أن الأرقام الاقتصادية تؤكد وجود اهتمام روسي كبير بالقارة الإفريقية، وهو ما انعكس إيجابيا خلال السنوات الست الأخيرة، فعلى سبيل المثال كان حجم التجارة بين روسيا وأفريقيا في عام 2016 يبلغ 14 مليار دولار ( صادرات روسيا لأفريقيا 12 مليار دولار - وواردات روسيا 2 مليار دولار)، مشيرا إلى أن هذا الرقم ارتفع بنسبة 44 % إلى 24.5 مليار دولار في 2022 (صادرات روسيا لأفريقيا 22 مليار دولار - وورادتها 2.5 مليار دولار) .

وحول أهم السلع التي تصدرها روسيا إلى إفريقيا،، أوضح د.العمدة أن الوقود يسيطر على 27 % من الصادرات الروسية لأفريقيا، 30 % سلع صناعية آلات ومعدات وأجهزة وسيارات وقطع غيارها، 10 % حديد ومعادن، و29 % حبوب وقمح، وهذا ما يؤكد أهمية روسيا للقارة الأفريقية خاصة فيما يتعلق بمجال الأمن الغذائي.

كما أشاد العمدة بقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نحو أفريقيا، والإعلان عن أكثر من مبادرة لدعم القارة فعلى سبيل المثال شطب 20 مليار دولار ديون على القارة الأفريقية، فضلا عن وجود تعاون كبير وعمل الشركات الكبرى الروسية في افريقيا خاصة بمجالات الكهرباء والطاقة والبنى التحتية والمرافق، موضحا أن هذه الشركات التي تعمل في أفريقيا هي " روس نفط" وغازبروم، ولوك أويل أكبر منتج مستقل للنفط في روسيا، وشركات أخرى تعمل في مجالات حيوية ومهمة للقارة.

وأضاف أنه رغم الضغط الغربي على روسيا ومحاولات الدول الغربية وأمريكا تحميل روسيا مسؤولية أزمة الغذاء العالمية، جاء إعلان الرئيس الروسي عن مبادرة بتزويد أفريقيا بالحبوب مجانا.

وأشار إلى أن روسيا ينظر إليها في القارة الأفريقية أنه صديق لأفريقيا، وهذا انعكس سياسيا في مشروع إدانة روسيا في الأمم المتحدة، حيث اتخذت الدول الأفريقية موقف محايد نسبيا ولما تقف ضد روسيا، ورفضوا إدانتها فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية.

وأوضح أن النشاطات الروسية في أفريقيا كثيرة ومتنوعة، موضحا أن روسيا تستثمر في زيمبابوي في مجال البلاتين بمشروع يتكلف أكثر من 2مليار دولار، وفي أنجولا تستثمر شركة "الروسا" الروسية لاستخراج الماس ، والتنقيب عن الغاز والنفط خاصة وأن أنجولا تعتبر أحد أكبر مصدري النفط للسوق العالمية، حيث يستخرج فيها ما يقارب 100 مليون طن من النفط سنويا، كما أن شركة "الروسا" تستخرج نحو 25% من إنتاج الماس عالميا.

وشدد الدكتور كريم العمدة في تصريحات خاصة لـ RT أن الشركات الروسية تعمل في أغلب الدول الأفريقية ففي زامبيا قامت روسيا بانشاء مركز للطاقة الذرية، وفي غينيا مشروع استخراج وانتاج الألمونيوم، وفي جنوب أفريقيا مشروعات الطاقة النووية واليورانيوم والغاز والبترول، وفي مصر بمجال الطاقة النووية ومدينة الشمس أكبر مدينة صناعية روسية خارج روسيا، وأعمال التنقيب وزيادة الاستثمار في مشروعات الغاز النفطي بالكونغو الديمقراطية.
وأكد أن الاهتمام الروسي الأفريقي مهم جدا، كما أنه في أغسطس المقبل سيكون قمة البريكس، وتوقعات بإطلاق بريكس بلس والتي ستشارك بها عدد كبير من الدول الأفريقية.

وأشار الخبير الاقتصادي أن أن روسيا من الدول التي تتبنى نهج استخدام العملة المحلية كبديل للدولار الذي أضر الدول الأفريقية وعلى رأسها مصر، خاصة وأن الاقتصاد العالمي اقتصاد غير عادل تتضرر منه الدول النامية.

ونوه بأنه هناك عدد من المطالب التي ستتقدم بها الدول الأفريقية، خلال القمة الروسية الأفريقية الثانية المقرر عقدها في سانت بطرسبرج خلال الفترة من 27إلى 28 يوليو الجاري وفي مقدمتها توطين التكنولوجيا.

ونوه بأن إفريقيا تحتاج بشدة إلى التكنولوجيا الروسية المتطورة ، مشيرا إلى أن روسيا من الدول التي تمنح التكنولوجيا فهي دولة ليست "بخيلة تنكولوجيا".

وأشار إلى أن روسيا نقلت التكنولوجيا النووية إلى مصر وجنوب أفريقيا، فضلا عن منحها 10 روبوتات إلى نيجيريا تستخدم في مجالات الصناعة والطب والمستشفيات، والطاقة الذرية إلى زامبيا .

وأضاف الخبير الاقتصادي أن الدول الأفريقية تحتاج إلى دعم دولي بوجه عام وروسي على وجه الخصوص للقضايا الأفريقية، مشددا على أن الدول الأفريقية تحتاج إلى دعم روسيا لكي يكون هناك صوت دولي موحد ضد الهيمنة الأمريكية وهيمنة الدولار الذي أضر كثيرا بالاقتصاد العالمي والأفريقي.

ومن المقرر عقد القمة الثانية والمنتدى الاقتصادي الروسي - الإفريقي يومي 27 و28 يوليو في سان بطرسبورغ. وأقيمت مثل هذه القمة للمرة الأولى في أكتوبر 2019 في سوتشي تحت شعار "من أجل السلام والأمن والتنمية".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا أخبار مصر أخبار مصر اليوم القاهرة قمة روسيا إفريقيا الدول الأفریقیة ملیار دولار من الدول أن روسیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

البيت الروسي بالقاهرة يكرّم العائلات المصرية الروسية في عيد الأسرة

احتفل البيت الروسي بالقاهرة بعيد الأسرة والوفاء والإخلاص، الذي تحتفل به روسيا في شهر يوليو من كل عام، من خلال تنظيم احتفالية مميزة شهدت حضور دينيس برونيكوف القائم بأعمال مدير المركز الثقافي الروسي، وشريف جاد مدير النشاط الثقافي والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، وأوكسانا حسب النبي رئيس نادي الشباب بالبيت الروسي.

شهدت الفعالية تكريم عدد من العائلات المصرية الروسية القادمة من الغردقة وشرم الشيخ، حيث تحدثوا عن تجربتهم الإنسانية ومسيرتهم العائلية المشتركة الممتدة لعقود، والتي أثمرت عن أبناء وأحفاد يحملون انتماءً مزدوجًا للثقافتين المصرية والروسية.

وخلال حوار مفتوح جمع بين أعضاء نادي الشباب والأسر المُحتفى بها، ناقش الحضور أبرز سمات التعايش والاندماج في المجتمع المصري، والصعوبات التي واجهتهم في بداية تكوين الأسرة، وتحديات تربية الأبناء في بيئة متعددة الثقافات واللغات.

وأكدت الزوجات الروسيات شعورهن بالانتماء إلى مصر التي أصبحت وطنًا ثانيًا، مشيدات بكرم الشعب المصري وأجواء التفاهم الأسري التي تعيشها العائلات المختلطة.

وفي لفتة رمزية، قام دينيس برونيكوف بتكريم ثلاث عائلات بمنحهم "ميدالية الحب والإخلاص"، وهي جائزة تُرسل خصيصًا من موسكو لتُمنح خلال احتفالات عيد الأسرة، وشملت المكرمين:

الزوج قدري محمد توفيق وزوجته أولجا راخيموفنا

الزوج محمد عبد المنعم علي وزوجته تاتيانا سيميكولينوفا

الزوج ممدوح محمد حسن وزوجته يلينا جريجوريفنا

واختُتمت الاحتفالية بعرض فني شارك فيه استوديو الباليه التابع للبيت الروسي بمقتطفات من الباليه الكلاسيكي، بالإضافة إلى كورال البيت الروسي تحت إشراف لويزا بليدجيانتس، والذي ضم فنانين من مصر وروسيا، وقدم مجموعة من الأغاني الروسية الشعبية. واختتمت الفقرة الغنائية بمفاجأة ألهبت الحضور حين أدّى الكورال أغنية "سهر الليالي" للفنانة فيروز، بمشاركة تفاعلية من الحضور المصري والروسي.

مقالات مشابهة

  • البروفيسور كَبَا عمران: التراث الإسلامي العربي الأفريقي في خطر كبير في غرب القارة السمراء
  • برلماني: زيارة الرئيس لغينيا تعكس حرص مصر على تعزيز التعاون مع القارة الأفريقية
  • الرئيس التنفيذي لنفط الهلال: 4.3 تريليون دولار استثمارات مطلوبة لتلبية الطلب العالمي على الغاز الطبيعي
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • أوكسفام: 4 أثرياء في أفريقيا أغنى من نصف سكان القارة
  • البيت الروسي بالقاهرة يكرّم العائلات المصرية الروسية في عيد الأسرة
  • المخابرات التشكية: روسيا تجند مهاجرين لزعزعة استقرار الغرب عبر "تيليغرام"
  • روسيا: عجز الميزانية يبلغ 47 مليار دولار بالنصف الأول 2025
  • المغرب: مشاريع الربط الطاقي مع أفريقيا وأوروبا تتطلب 25 مليار دولار
  • في قمة أفريقيا بلندن.. كجوك يفوز بجائزة أفضل وزير مالية بالقارة السمراء