غزة - صفا

يخاطر الصيادون بحياتهم في غزة، وتحت قصف الزوارق وطائرات الاحتلال، من أجل الحصول على كمية قليلة من الأسماك، لسد جوع أطفالهم وأسرهم.

ويخضع الصيادون في القطاع منذ فترة طويلة لحظر صارم من الاحتلال، بشأن المسافة التي يمكنهم صيد الأسماك في نطاقها، ولكن منذ أن بدأ العدوان المدمر، فقد كانت أقصى مسافة يمكنهم الوصول إليها في البحر هي 100 متر.



ويعاني سكان القطاع، من عملية تجويع ممنهجة من قبل الاحتلال، بحرمانهم من الغذاء والماء النظيف، وتحذر الأمم المتحدة من أن القطاع يتعرض لخطر المجاعة، علاوة على إقدام الاحتلال على قتل جموع الفلسطينيين المنتظرين لشاحنات المساعدات الشحيحة بالأساس.

ولم يعد بمقدور الصيادين في غزة، الوصول إلى المياه العميقة التي تتواجد فيها الأسماك، ويجتهدون في محاولة اصطياد ما تصل إليه أيديهم.

وقال الصياد عبد الرحيم النجار وهو جالس على الشاطئ ممسكًا بسلطعون وحيد هزيل أخرجه من شبكته: "هاي اللي بنصيده.. قليلة جدا قليلة جدا، بندخل 100 متر قليلة جدا، هاي الصيد. شايف، مبنجمعش نطعم ولادنا".

وجلست فتيات صغيرات يراقبن النجار وهو يعمل، ويبحث عن الفتات في الشباك بينما كان يفرزها ويعلقها حتى تجف.

وقبل العدوان، كان الصيادون يستخدمون المحركات في قواربهم الصغيرة، وكان من الممكن أن تبحر لعدة كيلومترات من الخط الساحلي في غزة، لكن الآن ينطلقون في أزواج باستخدام المجاديف، أحدهما يجدف بينما يقف الآخر لرمي الشباك.

وأضاف أنه عندما يصلون إلى مسافة تزيد على الـ100 متر، تطلق قوات الاحتلال أحيانًا قذائف تجاههم لدفعهم إلى العودة إلى الشاطئ، في ظل مخاوف أمنية متزايدة مرتبطة بالحرب.

وقال إبراهيم النجار شقيق عبد الرحيم والذي يعمل معه في الصيد "هذا بيطعم خمس عائلات مش عيلة ولا عيلتين.. رغم اللي احنا فيه، برضه احنا بدنا نسرح بدنا نعيش".

والسبب وراء استعداد الصيادين لتحدي نيران القذائف مقابل هذه المكافأة الصغيرة واضح في وسط مدينة رفح حيث اصطف الناس أمام مطبخ خيري. ووقف الأطفال، ووجوههم عابسة، ينتظرون تناول كميات ضئيلة من العدس أو المعكرونة.

وقال محمد الشندغلي، وهو أحد النازحين: "أجسامنا تنهار بسبب نقص الغذاء. أطفالي مرضى من قلة الغذاء. إنه لا يكفي. إنه بالكاد يكفي لشخصين ويجب أن يقدم لسبعة أشخاص. إنه ليس حتى وجبة واحدة".

وفي المطبخ الخيري، قالت امرأة تدعى أم مصطفى إنها جاءت متأخرة للغاية، ونفد الطعام عندما وصلت إلى مقدمة الطابور الطويل.

وقالت: "لا أعرف ماذا سأطعم أطفالي. والدي كبير في السن ويعاني من مرض في القلب. ولا تقدم المدارس سوى زجاجة ماء وقطعتين من البسكويت".

يشار إلى أن قوات الاحتلال، أقدمت على قصف مراكب الصيادين في غزة وإغراقها، كجزء من عدوانها على الفلسطينيين، لحرمانهم من سبل العيش وتحطيم حياتهم.

المصدر:عربي21

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: فی غزة

إقرأ أيضاً:

خطة إسرائيلية تستهدف رفح.. الاحتلال يوسع حرب الإبادة.. وتحول خطير

البلاد – رفح
تُظهر التصريحات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة تصعيداً نوعياً في نهج العدوان على قطاع غزة، وتحديداً مدينة رفح، بما يتجاوز العمليات العسكرية التقليدية إلى ما يمكن توصيفه بمرحلة “الحسم السياسي عبر الإبادة الممنهجة”. فخطة التوسّع العسكري في رفح لا تأتي في سياق ميداني فحسب، بل تتقاطع مع تحولات استراتيجية أوسع تنبئ بنيّة إسرائيل إعادة رسم المشهد الديمغرافي والسياسي للقطاع.
البيان العسكري الذي يتحدث عن “توسيع النشاطات” في رفح، ما هو إلا واجهة لغرض أعمق لتفريغ الشريط الحدودي بين مصر وغزة وتحويله إلى منطقة فصل جغرافي وأمني تخضع لهيمنة إسرائيلية كاملة، ما يشير إلى محاولة فرض وقائع ميدانية تمهد لإعادة الاحتلال التدريجي للقطاع، في استعادة لسياسات ما قبل الانسحاب عام 2005.
في هذا الإطار، تكتسب خطة توزيع المساعدات في منطقة موراج – فيلادلفيا أبعاداً خطيرة، فبدل أن تكون استجابة إنسانية، تتحول هذه الخطة إلى أداة سياسية لضغط السكان على النزوح جنوباً، بما يعزز الرواية الإسرائيلية حول ضرورة “إعادة تنظيم” القطاع ديمغرافيًا. وإذا كانت المساعدات تُمنح مقابل التهجير، فإننا أمام ممارسة تهدف إلى تقنين التطهير العرقي تحت غطاء إنساني مزعوم.
الوزير المتطرف بتسلئيل سموتريتش عبّر بوضوح عن هذه النوايا في خطابه، بإعلانه أن إسرائيل “لن تنسحب من غزة” حتى بعد انتهاء العمليات، بما يعكس توجهاً يمينياً نحو إدامة الاحتلال وشرعنته، ويتناغم مع رؤية القوى الأكثر تطرفاً داخل الائتلاف الحاكم، والتي تعتبر غزة جزءًا من المشروع الصهيوني الممتد.
دوليًا، يُبرز التواطؤ الأمريكي، بصمته ودعمه العسكري والسياسي، ازدواجية المعايير في التعاطي مع الجرائم الجماعية، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين حاجز 171 ألفًا، في مأساة إنسانية ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بحسب معايير القانون الدولي.
وما يجري في رفح ليس مجرد توسع عسكري، بل تنفيذ ممنهج لمشروع سياسي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية ديمغرافيًا، وتفكيك وحدة القطاع جغرافيًا، وإعادة هندسة المشهد وفق المصالح الأمنية والاستيطانية لإسرائيل، وسط غياب رادع دولي فعّال.

مقالات مشابهة

  • بوتين: ننحني أمام الأبطال الذين ضحوا بحياتهم من أجل النصر
  • الخارجية الأميركية: نحن على بعد خطوات قليلة من حل بشأن مساعدات غزة
  • ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 52,760 شهيدا 119,264 جريحا
  • في اليوم الـ 580 .. استئناف الإبادة على غزة ومجازر متواصلة
  • خبراء أمميون: على العالم أن يتحرك فورًا لمنع القضاء على فلسطينيي غزة
  • خطة أمريكية أولية لإدارة غزة تثير جدل الاحتلال السياسي
  • بوتين ونتنياهو يبحثان حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة
  • غزة .. عشرات الشهداء ومستشفيات القطاع مهددة بالتوقف
  • خطة إسرائيلية تستهدف رفح.. الاحتلال يوسع حرب الإبادة.. وتحول خطير
  • ساحات قليلة ولاعبون كُثر.. الطائرة تهدد عرش كرة القدم بالانبار (صور)