تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل وضع الأسواق العالمية في حالة ترقب، مع مخاوف من تدخل أميركي مباشر قد يؤدي إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط. اعلان

في ظل التصعيد العسكري المتسارع بين إيران وإسرائيل، أصبح المستثمرون العالميون على أهبة الاستعداد، متأهبين لاحتمالات تدخل عسكري مباشر من الولايات المتحدة وما قد ينجم عنه من ارتدادات عميقة على الأسواق العالمية، ولا سيما في قطاع الطاقة.

فقد دفع تبادل الضربات الصاروخية بين طهران وتل أبيب المستثمرين إلى إعادة حساباتهم، وسط مؤشرات على أن واشنطن قد تنضم قريباً إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية. وأكدت البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيتخذ قرارًا بشأن التدخل الأميركي خلال الأسبوعين المقبلين.

وفي الوقت الذي قفزت فيه أسعار النفط الخام الأميركي بنحو 10% خلال أسبوع، لم تظهر مؤشرات فورية على اضطراب كبير في أسواق الأسهم الأميركية، حيث استقر مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بعد تراجع أولي أعقب بدء الهجمات الإسرائيلية.

لكن المحللين يحذرون من أن الأمور قد تتبدل جذريًا إذا استهدفت الهجمات المنشآت النفطية الإيرانية. وقال آرت هوغان، كبير محللي السوق في شركة "بي رايلي ويلث"، إن "أي اضطراب فعلي في الإمدادات سيغير المعادلة كليًا ويؤثر بشكل كبير على الأسعار".

ووفقًا لتحليل أعدته "أوكسفورد إيكونوميكس"، فإن السيناريوهات المحتملة تتراوح بين تهدئة النزاع، وتوقف كامل لإنتاج النفط الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وهو ما سيُحدث آثارًا متصاعدة على أسعار الطاقة عالمياً. وفي أسوأ الحالات، قد يقفز سعر البرميل إلى 130 دولارًا، ما قد يرفع معدل التضخم الأميركي إلى نحو 6% بنهاية العام.

Related حيفا في مرمى صواريخ إيران.. ماذا نعرف عن مركز الثقل الاقتصادي والعسكري لإسرائيل؟شبهه بهتلر.. أردوغان يشن هجوماً غير مسبوق على نتنياهو ويؤكد: النصر سيكون حليف إيران صواريخ لم تُستخدم بعد: تعرّف على تفاصيل الترسانة الإيرانية "الفتّاكة"

هذا الارتفاع في الأسعار، بحسب الخبراء، قد يضعف القدرة الشرائية للمستهلك الأميركي ويقضي على أي احتمال لخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، ما قد يؤدي إلى عمليات بيع كبيرة في أسواق الأسهم، مقابل تعزيز لمكانة الدولار كملاذ آمن.

النفط أول المتأثرين... فهل تتسع دائرة الارتدادات؟

الانعكاسات الفورية للأزمة ظهرت بوضوح في سوق النفط، حيث ارتفع خام برنت بنسبة 18% منذ 10 حزيران، ليبلغ أعلى مستوى له منذ خمسة أشهر عند 79.04 دولارًا. في المقابل، ظلت أسواق الأسهم والسندات في حالة ترقب، لكن المخاوف من مزيد من الارتفاع في أسعار الطاقة بدأت تتسلل إليها.

وكتب محللو "سيتي غروب" أن "الأسواق تجاهلت إلى حد كبير التوترات الجيوسياسية، لكن أسواق النفط باتت تُسعّرها بدقة". وأضافوا: "تأثير ذلك على الأسهم يعتمد الآن على اتجاه أسعار الطاقة".

أسواق الأسهم: هدوء حذر وتاريخ يعيد نفسه

رغم الضغوط المتزايدة، حافظت الأسهم الأميركية حتى الآن على تماسك نسبي. إلا أن تصاعداً مباشراً في تورط واشنطن عسكريًا قد يدفع المستثمرين إلى التراجع مؤقتاً. ومع ذلك، تُشير البيانات التاريخية إلى أن هذا النوع من التراجعات غالبًا ما يكون قصير الأجل.

ففي حالات سابقة، مثل الغزو الأميركي للعراق عام 2003 أو الهجمات على منشآت النفط السعودية عام 2019، سجل مؤشر "S&P 500" انخفاضًا متوسطه 0.3% في الأسابيع الثلاثة الأولى، لكنه عاد للارتفاع بمعدل 2.3% بعد شهرين، وفقًا لبيانات من "ويدبوش سيكيوريتيز" و"كاب آي كيو برو".

الدولار الأميركي بين الاستفادة والضغط طويل الأمد

أما بالنسبة للدولار، فقد يكون أول المستفيدين من تصاعد التوتر بفضل الطلب عليه كملاذ آمن، رغم تراجعه منذ مطلع العام بفعل مخاوف حول تراجع الريادة الاقتصادية الأميركية.

لكن محللي "ماكواري غروب" يرون أن أي تدخل عسكري أميركي قد يضعف العملة الخضراء على المدى الطويل، لا سيما إذا اقترن بمرحلة جديدة من "إعادة بناء الدول"، كما حدث بعد هجمات 11 أيلول وما تلاها من تدخل أميركي في أفغانستان والعراق.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو الشرق الأوسط إيران الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي أسعار النفط النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران إسرائيل البرنامج الايراني النووي دونالد ترامب بنيامين نتنياهو رجب طيب إردوغان تركيا هجمات عسكرية بريطانيا علي خامنئي الحوثيون أسواق الأسهم فی حالة

إقرأ أيضاً:

تراجع مؤشرات الأسهم العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

"وكالات ": فتحت أسواق الأسهم الأوروبية على انخفاض اليوم وسط توتر المستثمرين بسبب استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط والمخاوف من احتمال تدخل الولايات المتحدة في الصراع بين إيران وإسرائيل.

وهبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6 بالمئة إلى 537.23 نقطة .

واستمرت الهجمات الجوية الإسرائيلية والإيرانية في وقت أبقى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العالم في حيرة من أمره حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في شن غارات جوية على طهران.

وقال ترامب إن المسؤولين الإيرانيين يريدون إجراء محادثات، في حين ذكر تقرير لرويترز أن وزراء من الاتحاد الأوروبي من المقرر أن يجروا محادثات نووية مع إيران .

وأثر الصراع الدائر منذ أسبوع على أسعار النفط، وارتفعت خلال اليوم مما أدى لصعود أسهم قطاع الطاقة 0.7 بالمئة ليصبح الوحيد الذي يسجل مكاسب في أوروبا.

وأبقى مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) أسعار الفائدة الأمريكية دون تغيير . لكن رئيس مجلس الاحتياطي جيروم باول حذر من تضخم "كبير" متوقع مع اقتراب فرض رسوم جمركية أعلى على الواردات.

ومن المتوقع صدور قرارات بشأن أسعار الفائدة في سويسرا والنرويج وبريطانيا.

كما تراجعت مؤشرات الأسهم الآسيوية، مع استمرار المخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط.

وفي تصعيد جديد للتوترات، حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من إمكانية تدخل الولايات المتحدة بشكل مباشر في الصراع مع إسرائيل، فيما رفض المرشد الأعلى لإيران دعوات الولايات المتحدة للاستسلام.

وارتفعت أسعار النفط، فيما تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.

وتراجع مؤشر نيكي 225 الياباني القياسي بنسبة 1 % ليغلق عند 34ر38488 نقطة. وصعدت أسهم شركة نيبون ستيل اليابانية بنسبة 3ر2 % بعد إعلانها عن اكتمال استحواذها على شركة يو إس ستيل، التي قوبلت بمعارضة من الحكومة الأمريكية لأكثر من عام.

وتراجع مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 1ر2% ليصل إلى 07ر23217 نقطة، نتيجة عمليات بيع مكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا، كما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 8ر0 % ليصل إلى 11ر3362 نقطة.

واستقر مؤشر ستاندرد آند بورز/إيه إس إكس 200 الأسترالي دون تغيير تقريبا عند 70ر8523 نقطة.

وارتفع مؤشر كوسبي في كوريا الجنوبية بنسبة 2ر0 % ليصل إلى 74ر2977 نقطة.

وكانت الأسواق المالية الأمريكية مغلقة الخميس بمناسبة يوم إنهاء العبودية، الذي يعرف باسم "جونتينث".

وأغلقت الأسهم الأمريكية، الأربعاء، على تباين، بعدما أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام، على الرغم من أنه ليس متأكدا من ذلك.

واستقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 دون تغيير تقريبا عند 87ر5980 نقطة، فيما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 1ر0 ليصل إلى 66ر42171 نقطة.

وارتفع مؤشر ناسداك المركب بنسبة 1ر0 % ليصل إلى 27ر19546 نقطة.

وفي أسواق الطاقة، ارتفع سعر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي القياسي بواقع 71 سنتا ليصل إلى 21ر74 دولار للبرميل، كما ارتفع سعر خام برنت، القياسي العالمي لأسعار النفط، بواقع 76 سنتا ليصل إلى 46ر77 دولار للبرميل.

وفي أسواق العملة، ارتفع سعر الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني، ليصل إلى 33ر145 ين ياباني من 13ر145 ين، فيما تراجع سعر اليورو ليصل إلى 1465ر1 دولار من 1484ر1 دولار.

مقالات مشابهة

  • تصاعد توترات الشرق الأوسط يثير قلق المستثمرين مع تقييم لأسوأ السيناريوهات المحتملة
  • تصاعد حرب إسرائيل وإيران يزيد تأهب المستثمرين ويصعد بالنفط والدولار
  • تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يرفع أسعار النفط ويقلق المستثمرين اقتصاديا
  • أسعار النفط تسجل مكاسب أسبوعية مع استمرار التصعيد بين إيران وإسرائيل " الخام الأميركي زاد 2.6% "
  • التصعيد الإسرائيلي ضد إيران يرفع أسعار النفط 11%.. ويُصعّد أزمة الغاز في أوروبا
  • تراجع مؤشرات الأسهم العالمية مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
  • وسط التصعيد الإيراني الإسرائيلي: مصر تحذّر من الانزلاق إلى الفوضى
  • اقتصادي: استمرار ارتفاع أسعار النفط ومخاوف من انقطاع سلاسل الإمداد العالمية
  • أسعار النفط تواصل ارتفاعها على وقع الصراع الإسرائيلي-الإيراني