يحيي اليمنيون في أول جمعة من رجب الحرام، ذكرى دخول اليمنيين إلى الإسلام، لكن أحداثاً ومتغيرات لم تحترم وتراع حرمة شهر رجب، وخصوصاً في أول جمعة منه، ففي العام 2011م، الذي كان يصادف 1 رجب 1432هـ، ارتكب شركاء الانقلاب المشاركون في ما يسمى بـ"الربيع العربي" جريمة استهداف مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، راح ضحيتها العديد من الشهداء والجرحى.

في 7 رجب 1445هـ، الموافق 19 يناير 2024م، يحيي اليمنيون الذكرى الثالثة عشرة لجريمة استهداف كبار قيادات الدولة وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، أثناء أدائهم لصلاة الجمعة في مسجد النهدين بدار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وبعد حادثة الاستهداف هلل الانقلابيون والفوضويون بالتكبيرات فرحاً بنجاح استهداف الدولة، منهم المئات من المغرر بهم الذين لم يدركوا حجم المؤامرة التي كانت تُحاك ضد اليمن.

من خلال تلك الجريمة اتضح أنها كانت بداية المؤامرة التي رُسمت مخططاتها وأهدافها، والتي لم تكن محصورة ضد الرئيس علي عبدالله صالح ونظامه، بل كانت ضد دولة بأكملها، بجيشها وأمنها، بشبابها ورجالها ونسائها، بمنجزاتها وقدراتها، بتطورها وازدهارها، بكل شيء تحقق لليمن أرضاً وشعباً.

رغم المبادرات التي كان يطلقها الرئيس علي عبدالله صالح، إلا أن شركاء انقلاب 2011م، أصروا على مواصلة فوضويتهم وتدميرهم للوطن، وما إن وصلوا إلى سدة الحكم، حتى أقصوا أعداداً كبيرة من الموظفين، وهيكلوا الجيش والأمن، وسخروا كل شيء وفق أهدافهم التدميرية ونشاطاتهم الإرهابية، وهو ما مكن الحوثيين من الوصول إلى صنعاء والسيطرة عليها في العام 2014م.

حاول الزعيم الصالح تجنيب البلاد ويلات الحروب والصراعات، ونقل السلطة سلمياً إلى الرئيس التوافقي عبدربه منصور هادي، إلا أن الأخير خضع للجماعة الانقلابية التي خرجت من ساحات الخراب ضد الدولة، بالإضافة إلى أن الزعيم الصالح بذل جهداً كبيراً من أجل اليمن وسلك طريق الحرية والتغيير السلمي، وحذر من أعمال الفوضى وما قد يحدث إذا أستمر الحكم آنذاك بتلك العملية الإقصائية والهيكيلة وأكد أن ذلك قد يضر اليمن بشكل كبير.

بعد حادثة تفجير مسجد دار الرئاسة بساعات، وجه الرئيس صالح خطاباً قصيراً لا يتجاوز ثلاث دقائق، طمأن خلاله الشعب اليمني وفند مزاعم الإخوان وأحزاب اللقاء المشترك بمقتله، وحث منتسبي الجيش وقوات الأمن بالتحلي بالثبات والصبر، كما حث أبناء الشعب اليمني على مزيد من الصبر وأن لا ينجروا وراء أي دعوات فوضوية، وأن لا ينخدعوا بالمغريات مهما كانت.

أحداث تلو أحداث مرت بها اليمن، بدءًا من انقلاب أحزاب اللقاء المشترك، وحتى وقتنا الحاضر في العام 2024م، واليمن تمر بمراحل من الصراعات والاقتتال نتيجة السياسات الخاطئة وإدارة البلاد وفق عقائد دخيلة على الدستور والقانون، وكلها أكدت ما كان يحذر منه الرئيس علي عبدالله صالح، وأدرك الشعب اليمني متأخراً مدى إخلاص الزعيم الشهيد للوطن أرضاً وشعباً، وبينت المخلص والوفي والنزيه لهذا الوطن، بالمقابل بينت حكام الوقت الراهن بأنهم تجار حروب يبحثون عن مصالحهم فقط وليس من أجل الوطن والشعب.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: الرئیس علی عبدالله صالح

إقرأ أيضاً:

«نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».. إصدار جديد للدكتور علي غانم الشيباني

صدر عن المصرية للنشر والتوزيع كتاب جديد للكاتب والمفكر السياسي والاستراتيجي الدكتور علي غانم أحمد الشيباني تحت عنوان «نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».

الكتاب يقدم رؤية فكرية شاملة لبناء الدولة اليمنية الحديثة، من خلال تحليل معمق للتحديات التي واجهتها خلال العقود الماضية، واستعراض الأسس التي تقوم عليها الدولة المدنية، إلى جانب اقتراح مسارات إصلاح واقعية تفتح الطريق أمام مرحلة أكثر استقرارا وتوازنا.

ويأتي هذا الكتاب في سياق حاجة ملحة إلى رؤى فكرية مرنة وموضوعية تساعد على فهم اللحظة الراهنة، وتقديم أفكار قادرة على تحريك النقاش العام نحو مستقبل أفضل لليمنيين.

ويستعرض الكتاب، من خلال مجموعة كبيرة من الفصول، مفهوم الدولة اليمنية الحديثة، ويركز في بدايته على توضيح أسس الدولة المدنية القادرة على خدمة المجتمع وتطوير مؤسساتها بما ينسجم مع تطلعات المواطن. 

وينتقل الكتاب بعد ذلك إلى مناقشة المركزية الإدارية، وكيفية بناء جهاز إداري فعّال يرتبط بالمواطن مباشرة، ويعمل على تحسين الخدمات العامة، ويعيد صياغة العلاقة بين الدولة والمجتمع على أساس من الثقة والمسؤولية.

وفي الجانب السياسي، يخصص الكتاب عدة فصول لإصلاح النظام السياسي، من خلال تعزيز المشاركة العامة، وفتح المجال لتجديد الحياة السياسية، وإعادة تشكيل آليات صنع القرار على أسس مؤسسية مرنة. ويقدم المؤلف قراءة هادئة لتجربة الدولة اليمنية، ويرى أن أي إصلاح سياسي حقيقي يجب أن يكون تدريجيًا، قائمًا على الحوار، ويأخذ في الاعتبار التنوع الاجتماعي والجغرافي في البلاد.

وتحظى القضايا الاقتصادية بحيز واسع داخل الكتاب، حيث يناقش المؤلف وضع الاقتصاد الوطني، وسبل تنشيطه، ووضع سياسات اقتصادية قادرة على خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة. كما يتناول فصولًا مخصصة لمحاربة الفساد، وتفعيل الحكومة الاقتصادية، وإعادة هيكلة المؤسسات المالية، بما يضمن كفاءة الإنفاق العام وشفافية إدارة الموارد. ويوضح الكتاب أن التنمية الاقتصادية تشكل أحد أهم المفاتيح لبناء دولة مستقرة، وأن نجاح أي مشروع وطني يعتمد على وجود اقتصاد قوي ومنتج.

ويمتد الكتاب إلى تناول قضايا اجتماعية وتنموية تشمل التعليم، والصحة، والتنمية المستدامة، بالإضافة إلى بناء الإنسان اليمني وتعزيز دوره كمحور أساسي لعملية الإصلاح. ويولي الكتاب اهتمامًا خاصًا بالشباب باعتبارهم طاقة المجتمع الفاعلة، ويستعرض طرق تمكينهم وإشراكهم في صناعة القرار، بما يعزز قدرتهم على المساهمة في بناء المستقبل.

كما يناقش الكتاب العدالة الانتقالية كأحد المسارات المهمة لتجاوز آثار الصراعات، وتهيئة المجتمع لمرحلة جديدة من المصالحة وبناء الثقة. ويتطرق أيضًا إلى موضوع الثقافة الوطنية، ودورها في تعزيز الهوية الجامعة، وتطوير الوعي المجتمعي، وتحفيز المشاركة العامة في عملية البناء الوطني.

ويخصص الكتاب فصولًا أخرى للعلاقات الخارجية والدبلوماسية اليمنية الجديدة، مع التركيز على كيفية استعادة اليمن لدوره الإقليمي والدولي عبر علاقات متوازنة تستند إلى المصالح الوطنية، وتدعم جهود التنمية والاستقرار. كما يتناول التحول الرقمي وأهمية البيانات والمعلومات في تطوير السياسات العامة وتحديث أنظمة الإدارة.

ويؤكد المؤلف في خاتمة الكتاب أن الهدف من هذا العمل ليس تقديم وصفات جاهزة، بل طرح رؤية يمكن البناء عليها، وتطويرها وفق متطلبات المرحلة. ويأمل أن يسهم هذا الكتاب في تحريك الحوار الوطني، وفتح آفاق جديدة أمام مشروع جامع يعيد للدولة حضورها، ويضع اليمن على طريق المستقبل الذي يتطلع إليه مواطنوها.

مقالات مشابهة

  • أحمد علي عبدالله صالح يكسر الصمت ويطلق نداء هام لكل القوى السياسية في اليمن
  • عاجل.. مصدر في الرئاسة يكشف المهمة التي جاء من أجلها الفريق السعودي الإماراتي العسكري إلى عدن.. إخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة
  • علي ناصر محمد يكشف أسرار "القصر المشؤوم" والخلافات السياسية في جنوب اليمن
  • عاجل: فضيحة إعلامية للانتقالي: قتلى وجرحى شبوة كانت بسبب محاولة سرقة شيول تابع لوزارة الدفاع وقيادي جنوبي ينفي استهداف قوات دفاع شبوة بطيران مسيّر
  • المملكة المتحدة تعلن فرض عقوبات على كبار قيادات قوات الدعم السريع
  • خطيب المسجد الحرام: الرجولة صفة نبيلة متوارثة ومكتسب حميد يضع المجتمع في مقامٍ كريم
  • مصطفى بكري: قرار الرئيس السيسي بعلاج الفنانين من كبار السن على نفقة الدولة يستحق كل التقدير
  • «نحو رؤية شاملة لاستعادة الدولة اليمنية».. إصدار جديد للدكتور علي غانم الشيباني
  • ضبط تشكيل عصابى بالإسكندرية يسرق بطاقات كبار السن بأسلوب المغافلة
  • أشادت بجهود الرئيس العليمي.. الأحزاب اليمنية تعرب عن قلقها من التطورات المتسارعة في شبوة والمهرة وحضر موت