سواليف:
2025-07-02@05:54:31 GMT

لينينغراد وغزّة : نموذج لإرادة الصمود . . !

تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT

لينينغراد وغزّة : نموذج لإرادة الصمود . . !
#موسى_العدوان

مدينة #لينينغراد السوفيتية، اكتسبت اسمها من اسم زعيمها الماركسي #لينين ( 1870 – 1924 )، مؤسس دولة الاتحاد السوفيتي السابقة، وهو أيضا مؤسس المذهب اللينيني السياسي رافعا شعار : ” الأرض والخبز والسلام “.

وكانت هذه المدينة تعتبر أكبر مدينة في #الاتحاد_السوفيتي بعد موسكو، في أوائل الأربعينات من القرن الماضي، إذ يبلغ عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة.

وفي وقت لاحق تم استبدال هذا الاسم باسم ( سانت بطرس بيرغ ).

اجتاحت القوات الألمانية الأراضي السوفيتية، خلال الحرب العالمية الثانية، بعملية غزو عسكرية أطلق عليها اسم ( بربروسا )، منتهكة بذلك معاهدة عدم الاعتداء، المعقودة بين الطرفين. فحشد الألمان حوالي 3 ملايين جندي، وتقدموا بهجوم كاسح على الاتحاد السوفيتي من خلال ثلاثة محاور.

مقالات ذات صلة الشيخ كمال الخطيب يكتب .. عيش العزّ والشرف لا عيش الرزّ والعلف 2024/01/19

تركز خلاها جيشا الوسط والجنوب على محورين في مناطق موسكو وأوكرانيا. وتركز هجوم جيش الشمال على لينينغراد، حيث يتواجد بها أسطول #البلطيق، إضافة لاحتوائها على مئات المصانع، باعتبارها المنطقة التي ستضعف الاتحاد السوفيتي، ويؤدي إلى انهيار البلاد إذا جرى احتلالها.

في هذا المقال سأركز حديثي على جيش الشمال دون التطرق للجيوش الأخرى. فأقد فشل هذا الجيش في احتلاله مدينة لينينغراد، بعد أن تصدت له القوات السوفيتية المدافعة بتعاون وثيق مع الأهالي ومنع أي اختراق لها، ضمن حركة بطولية للدفاع عن المدينة.

ونتيجة لذلك، أمر هتلر في 8 سبتمبر1941 قائد جيش الشمال، بفرض #حصار كامل على المدينة، في محاولة لإجبارها على الاستسلام. في اليوم التالي باشر قائد الجيش الألماني بشن حملة قصف جوي ومدفعي مكثف ومتواصل ، تمكن خلاله من تدمير مخازن الغذاء والوقود، إضافة للبنى التحتية في المدينة.

لم يجد الشعب في المدينة ما يأكله، نتيجة لتدمير مخازن الغذاء والحصار المفروض عليهم، فاضطروا لاستخراج حبوب الشعير من روث الخيل، ونزع مادة الغراء من ورق الجدران، لطحنها وأكلها بدلا من الخبز. استمر الحصار والقصف المتواصل لمدة 900 يوم، من 9 سبتمبر 1941 وحتى 18 يناير 1943، ألقيت خلاله 75 ألف قذيفة على المدينة. ولكن سكانها أبدوا صمودا منقطع النظير، ورفضوا الرضوخ والاستسلام للقوات الغازية، رغم أن خسائرهم البشرية تجاوزت المليون قتيل.

وهنا أرغب أن أذكر القصة التالية :
في عام 1977 كنت عضوا في وفد لزيارة الاتحاد السوفيتي، برئاسة القائد العام للقوات المسلحة الأردنية آنذاك، الشريف زيد بن شاكر عليه رحمة الله. كانت هذه الزيارة التي تجري لأول مرة في تاريخ الجيش الأردني إلى دولة شرقية، وكانت غايتها البحث مع وزارة الدفاع السوفيتية، شراء منظومة دفاع جوي، نستكمل بها أحدى الثغرات في أنظمة تسليح قواتنا المسلحة.

وبعد الاطلاع على الأسلحة والمعدات المطلوبة ومشاهدة فعاليتها عمليا في الميدان، قمنا بزيارة لمدينة لينينغراد الشهيرة. وعلى قمة جبل مرتفع يطل على المدينة، استمعنا لإيجاز من أحد الضباط السوفييت، شرح لنا من خلاله الصمود الأسطوري للمدينة، في وجه القوات الألمانية، في الحرب العالمية الثانية. كما شاهدنا في مكان قريب حولنا على قمة الجبل، لوحة كبيرة من حجر الجرانيت، مثبته على الأرض، ومكتوب عليها بعض الكلمات باللغة الروسية. سألنا ضابط الإيجاز عن معنى تلك الكلمات:

فأجابنا بأن حجر الجرانيت الذي يعتبر أصلب أنواع الحجر، يناجي أهل لينينغراد قائلا : ” أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل لينينغراد “، تعبيرا عن صمودهم في وجه الغزاة الألمان، وردهم على أعقابهم خاسرين، بعد حصارهم الطويل للمدينة، ورفضها للاستسلام خلال الحرب العالمية الثانية.

ومقارنة مع #صمود أهل #غزة، على الحصار الاقتصادي، الذي فرضه عليهم العدو الإسرائيلي، لما يزيد على 17 عاما حتى الآن، تلاه معجزة ” طوفان الأقصى ” العظيمة، التي أذلت العدو الإسرائيلي في عقر داره، ومواصلة الصمود الأسطوري لأهل غزة وكتائب القسام الباسلة، في القتال والصمود أمام أكبر قوة عسكرية في المنطقة، مزودة بأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، لما يزيد على ثلاثة أشهر ونصف حتى الآن، وما زالوا يشقون طريقهم بقوة إلى النصر بعون الله، فإنهم بفعلهم هذا، يجسّدون صورة الصمود العظيمة لأهالي لينينغراد ضد المعتدين الألمان، قبل ما يزيد على ثمانية عقود.

ورغم الفارق الكبير في الديموغرافيا والجغرافيا، بين المدينتين لينينغراد وغزة، إلاّ أنه يشكل نموذجا متماثلا، لانتصار إرادة الصمود والمقاومة في وجه عدو حاقد، يشن حرب إبادة على السكان المدنيين العُزّل، فيدمر المنازل فوق رؤوس أصحابها، ويهدم المشافي ودور العبادة، ويمنع كل أسباب الحياة البشرية.

وهنا يحق لأهل غزة، بعد نهاية هذه الحرب الظالمة عليهم، وفرض سلام المنتصرين الغزاويين، أن ينصبوا لوحة من الجرانيت، في أعلى قمة من مدينة غزة، لتقف شاهدة على صمودهم وتضحياتهم، في الدفاع عن وطنهم، ونيابة عن الأمة العربية أمام الأجيال اللاحقة، على أن يُكتب عليها بأحرف بارزة :

” أتمنى أن أكون بصلابتكم يا أهل غزة العزة “.

التاريخ : 19 / 1 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موسى العدوان لينينغراد لينين الاتحاد السوفيتي البلطيق حصار صمود غزة الاتحاد السوفیتی

إقرأ أيضاً:

سلوك نماذج الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الخبراء

أبوظبي (وكالات) كشف دراسة جديدة أجرتها شركة (أنثروبيك) Anthropic، عن نتائج صادمة حول سلامة أنظمة الذكاء الاصطناعي المستقلة، إذ أظهرت الدراسة، التي اختبرت 16 نموذجًا من أبرز النماذج العالمية، أن نماذج الذكاء الاصطناعي من شركات مثل: جوجل، وميتا، و OpenAI، وغيرها، عندما تُمنح قدرًا كافيًا من الاستقلالية، تُظهر استعدادًا واضحًا لاتخاذ إجراءات تخريبية متعمدة لمصالح مشغليها، بما يشمل: الابتزاز، والتجسس، وذلك في سبيل الحفاظ على وجودها أو تحقيق أهدافها المبرمجة.

لم تعد أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي تنفّذ الطلبات فحسب، بل باتت قادرة على والمراوغة والتهديد من أجل تحقيق أهدافها، وهو ما يثير قلق الباحثين.
بعد تهديده بوقف استخدامه، عمد "كلود 4"، وهو نموذج جديد من شركة "أنثروبيك" إلى ابتزاز مهندس وتهديده. أما برنامج "او 1" o1 التابع لشركة "اوبن ايه آي" فحاول تحميل نفسه على خوادم خارجية وأنكر ذلك عند ضبطه متلبسا!
وقد بات الذكاء الاصطناعي الذي يخدع البشر واقعا ملموسا، بعدما كنّا نجده في الأعمال الادبية او السينمائية.
يرى الأستاذ في جامعة هونغ كونغ سايمن غولدستين أن هذه الهفوات ترجع إلى الظهور الحديث لما يُسمى بنماذج "الاستدلال"، القادرة على التفكير بشكل تدريجي وعلى مراحل بدل تقديم إجابة فورية.
يقول ماريوس هوبهان، رئيس شركة "أبولو ريسيرتش" التي تختبر برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي الكبرى، إنّ "او 1"، النسخة الأولية لـ"اوبن ايه آي" من هذا النوع والتي طُرحت في ديسمبر، "كان أول نموذج يتصرف بهذه الطريقة".
تميل هذه البرامج أحيانا إلى محاكاة "الامتثال"، أي إعطاء انطباع بأنها تمتثل لتعليمات المبرمج بينما تسعى في الواقع إلى تحقيق أهداف أخرى.
في الوقت الحالي، لا تظهر هذه السلوكيات إلا عندما يعرّض المستخدمون الخوارزميات لمواقف متطرفة، لكن "السؤال المطروح هو ما إذا كانت النماذج التي تزداد قوة ستميل إلى أن تكون صادقة أم لا"، على قول مايكل تشين من معهد "ام اي تي آر" للتقييم.

لقد كانت السيناريوهات التي اختبرتها شركة (أنثروبيك) خلال الدراسة مصطنعة ومصممة لاختبار حدود الذكاء الاصطناعي تحت الضغط، ولكنها كشفت عن مشكلات جوهرية في كيفية تصرف أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية عند منحها الاستقلالية ومواجهة الصعوبات.

أخبار ذات صلة فرحة وطن بالمتفوقين.. رسائل شكر وطموحات تلامس «الفضاء» و«الذكاء الاصطناعي» تفوق وتميز

يقول هوبهان إنّ "المستخدمين يضغطون على النماذج باستمرار. ما نراه هو ظاهرة فعلية. نحن لا نبتكر شيئا".
يتحدث عدد كبير من مستخدمي الانترنت عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن "نموذج يكذب عليهم أو يختلق أمورا. وهذه ليست أوهاما، بل ازدواجية استراتيجية"، بحسب المشارك في تأسيس "أبولو ريسيرتش".
حتى لو أنّ "أنثروبيك" و"أوبن إيه آي" تستعينان بشركات خارجية مثل "أبولو" لدراسة برامجهما، من شأن"زيادة الشفافية وتوسيع نطاق الإتاحة" إلى الأوساط العلمية "أن يحسّنا الأبحاث لفهم الخداع ومنعه"، وفق مايكل تشين.
ومن العيوب الأخرى أن "الجهات العاملة في مجال البحوث والمنظمات المستقلة لديها موارد حوسبة أقل بكثير من موارد شركات الذكاء الاصطناعي"، مما يجعل التدقيق بالنماذج الكبيرة "مستحيلا"، على قول مانتاس مازيكا من مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
بالرغم  من أن الاتحاد الأوروبي أقرّ تشريعات تنظّم الذكاء الاصطناعي، إلا أنها تركّز بشكل أساسي على كيفية استخدام هذه النماذج من جانب البشر، وليس على سلوك النماذج نفسها.
منافسة شرسة
يلاحظ غولدستين أن "الوعي لا يزال محدودا جدا في الوقت الحالي"، لكنه يتوقع أن يفرض هذا الموضوع نفسه خلال الأشهر المقبلة، مع الثورة المقبلة في مجال المساعدين القائمين على الذكاء الاصطناعي، وهي برامج قادرة على تنفيذ عدد كبير من المهام بشكل مستقل.
يخوض المهندسون سباقا محموما خلف الذكاء الاصطناعي وتجاوزاته، وسط منافسة شرسة تحتدم يوما بعد يوم.
تقول شركة "أنثروبيك" إنها أكثر التزاما بالمبادئ الأخلاقية "لكنها تسعى باستمرار لإطلاق نموذج جديد يتفوق على نماذج اوبن ايه آي"، بحسب غولدستين.

يقول هوبهان "في الوضع الحالي، تتطور قدرات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من فهمنا لها ومن مستوى الأمان المتوفر، لكننا لا نزال قادرين على تدارك هذا التأخر".
يشير بعض الخبراء إلى مجال قابلية التفسير، وهو علم ناشئ يهدف إلى فك شفرة الطريقة التي تعمل بها نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي من الداخل. ومع ذلك، يظل البعض متشككا في فعاليته، من بينهم دان هندريكس، مدير مركز أمن الذكاء الاصطناعي (CAIS).
الحِيَل التي تلجأ إليها نماذج الذكاء الاصطناعي "قد تُعيق استخدامها على نطاق واسع إذا تكررت، وهو ما يشكّل دافعا قويا للشركات العاملة في هذا القطاع للعمل على حل المشكلة"، وفق مانتاس مازيكا.

وأشار باحث في علوم مواءمة الذكاء الاصطناعي في شركة أنثروبيك، إلى أن الخطوة المهمة التي يجب على الشركات اتخاذها هي: "توخي الحذر بشأن مستويات الأذونات الواسعة التي تمنحها لوكلاء الذكاء الاصطناعي، والاستخدام المناسب للإشراف والمراقبة البشرية لمنع النتائج الضارة التي قد تنشأ عن عدم التوافق الفاعل".

مقالات مشابهة

  • السوداني في البصرة وسط أزمة ملوحة وتلوث تضرب المدينة
  • الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: وثيقة المدينة نموذج رائد لبناء المجتمعات المتنوعة
  • وزارة النفط:النشاطات الإنتاجية لمصفاة الصمود في بيجي مستمرة
  • ملحمة وطنية احتفالًا بثورة 30 يونيو.. 3 عروض تشعل مسارح الأوبرا بروح الفخر والانتماء.. رئيس الأوبرا: الثقافة والفنون تجسيد لإرادة الشعب وجسر لبناء المستقبل
  • رئيس المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة: دعم الدولة بعد 30 يونيو انعكاس لإرادة سياسية واعية
  • تِـــقَن من ولاية نزوى نموذج لريادة الأعمال الرقمية الشابة
  • حزب الوعي: ثورة 30 يونيو كانت تجسيدًا حقيقيًا لإرادة الشعب المصري
  • سلوك نماذج الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الخبراء
  • السيدة انتصار السيسي: ثورة 30 يونيو تجسيد لإرادة المصريين ووحدتهم
  • الإطار يؤكد على استمراره في دعم الصمود الإيراني حتى رفع العقوبات عنها