بسبب لقائه بالسادات في زنزانة. .كيف تحول اعتقال جلال الدين الحمامصي إلى منحة؟
تاريخ النشر: 20th, January 2024 GMT
يصادف اليوم ٢٠ يناير ذكرى وفاة الكاتب الصحفي جلال الدين الحمامصي، الذي درس الهندسة على الرغم من اهتمامه الكبير بالصحافة التي ارتبطت به من والده، ورث الحمامصي فن الكتابة عن والده، وأصبح واحدًا من أبرز الصحفيين وأعضاء نقابة الصحفيين.
توفي الحمامصي في مثل هذا اليوم، في 20 يناير 1988، عن عمر يناهز 74 عامًا.
ظهرت ميول جلال الدين الحمامصي نحو الصحافة وهو طالب في الثانوية العامة، على الرغم من انضمامه إلى كلية الهندسة في جامعة القاهرة. تخرج الحمامصي من الجامعة في عام 1939 وبدأ يعمل في مجال الصحافة، وتطورت مهاراته حتى أصبح واحدًا من رواد المدرسة الصحفية الحديثة.
بما أن الصحافة لا يمكن فصلها عن السياسة، دخل جلال الدين الحمامصي عالم السياسة من خلال حزب الوفد.
انضم الحمامصي إلى الحزب بعد استقالة مكرم عبيد منه في يوليو 1942، وأصبح مناهضًا للوفد،ونتيجة لنشاطه السياسي وكتاباته، اعتقل وسجن في معتقل الزيتون من عام 1943 إلى يوليو 1944.
وعلى الرغم من أن الاعتقال يعتبر تقييدًا للحرية، إلا أنه تحول في حياة جلال الدين الحمامصي إلى فرصة، أقام علاقات وصداقات وثيقة مع الرئيس الراحل أنور السادات، الذي كان زميلًا له في الزنزانة، بالإضافة إلى علي باشا ماهر والشيخ أحمد حسن الباقوري. وأصبح رئيسًا لتحرير جريدة الكتلة التي أسسها مكرم عبيد بعد الإفراج عنه.
تأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسطتألق جلال الدين الحمامصي بشكل أكبر عندما كلفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأسيس وكالة أنباء الشرق الأوسط. عمل الحمامصي كمحرر في مؤسسة دار الهلال الصحفية، وتم اختياره ليكون رئيساً لتحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط في عام 1955. كانت الوكالة تعتبر أول وكالة أنباء عربية مستقلة، وقد أسهمت في تغطية الأحداث السياسية والاقتصادية والثقافية في الشرق الأوسط وحول العالم.
بالإضافة إلى مسيرته الصحفية، كان لجلال الدين الحمامصي مساهمات أدبية كبيرة. نشر العديد من الكتب والروايات التي تناولت قضايا الحياة والسياسة في مصر والعالم العربي. من أشهر أعماله "الضفادع" و"الأمير الضائع" و"القاهرة في الجمال" وغيرها.
وقد حازت بعض أعماله على جوائز وتكريمات في مجال الأدب.
تأثيره وإرثهيُعتبر جلال الدين الحمامصي واحدًا من أبرز الشخصيات الصحفية والأدبية في العالم العربي، كان له دور كبير في تطوير المشهد الصحفي في مصر وإنشاء وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأثرت مقالاته وأعماله الأدبية في تشكيل الرأي العام وتوجيه النقاشات في المجتمع.
تعتبر مساهماته مصدر إلهام للعديد من الصحفيين والكتاب في العالم العربي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الرئيس أنور السادات الراحل جمال عبد الناصر الكاتب الصحفي جمال عبد الناصر مؤسسة دار الهلال وکالة أنباء الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.
ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.
ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات.
وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.
الصلح القبلي… أداة نفوذ
وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات.
وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية.
ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.
نزاعات متوارثة
ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.
الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.
وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.
تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.
في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان.
وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.
تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!