زغاريد من قلب الدمار.. أعراس غزّاوية داخل مخيمات النزوح (شاهد)
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
من داخل مخيمات النزوح، وعلى إيقاع قصف الاحتلال الإسرائيلي المُتواصل، تصدح حناجر الغزيين بالزغاريد، تعبيرا عن ولادة حُب جديد، وانطلاق حفل الزفاف، ضاربين عرض الحائط مشاهد المعاناة والألم، ورافضين للانكسار، رغم الحرب والدمار.
على الرغم من الأسى الذي يشهده الغزيين داخل مخيمات النزوح، إلا أنهم قادرين على رسم ملامح الصمود، والرفض القاطع لكافة محاولات التهجير؛ وبث روح الأمل، من قلب الظلمة التي يعيشها القطاع.
مُتمسّكين بالرغبة في البقاء
رصدت "عربي21" عدد من حفلات الزفاف، التي ذاع صيتها في القطاع، منذ يوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أبطالها شباب مُتمسّكين بالرغبة في البقاء، وتأسيس أسرة بأحلام وطموحات، في ظل الحرب المستعرة.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Nada Essam ELshafeey (@nadaelshafeey)
محمد مدحت عبد العال هو واحد من أبرز الشباب الفلسطيني، الذي ذاع صيت زواجه من ابنة عمّه ياسمين، على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، خلال الأيام القليلة الماضية؛ حيث وثّقت الصور، زفافه، داخل مدرسة تأوي النازحين في مدينة رفح الفلسطينية، جنوب قطاع غزة.
ويقول عبد العال، الذي نزح من وسط غزة إلى مدينة رفح، في ظل استمرار عمليات الاحتلال الإسرائيلي، وتواصل القصف الأهوج، إن "منزل الأسرة تم قصفه فى بداية الحرب، ما دفعنا للنزوح إلى مستشفى الشفاء الطبى، ظنا منهم أنها آمنة، ولن تتعرض للقصف، لكن مع استهدافه، اتجهنا إلى وادي غزة وتحديدا مدرسة إيواء دير ياسين جنوب غزة".
حفل زفاف في مدرسة تؤوي نازحين في رفح جنوب قطاع غزة pic.twitter.com/lZ5rAWcLbD — Roya News (@RoyaNews) January 15, 2024
وأضاف العريس الفلسطيني الشاب: "كان هناك اتفاق بيني وبين زوجتي، قبل الحرب، بالسفر لأداء فريضة العمرة بدلا من إقامة حفل زفاف، إلا أن حلمنا لم يتحقق، فقد تم تدمير منزل الزوجية، مع اندلاع الحرب"، مردفا: "قررت الزواج فى هذه المدرسة، لأنه لم يبقى لنا منزل، ولا نعلم موعد عودتنا إلى المناطق التي ننتمي إليها".
زواج في المخيم
لأنهم يُحبّون الحياة، ويرفضون الخضوع لأمر الواقع، الذي يحتّم عليهم الاستمرار في المعاناة، إثر الحرب المُستعرة، قرّروا رسم ملامح الأمل بدلا من الألم الذي لا ينتهي؛ وأخذوا عهدا على أنفسهم بالصمود والبقاء.
الحبّ في المخيّم.. حفل زفاف جديد من داخل مخيّمات النّزوح في #غزّة#أخبار_المشهد #فلسطين pic.twitter.com/7rjihTgSiC — Al Mashhad المشهد (@almashhadmedia) January 19, 2024
رغم قتل الاحتلال الإسرائيلي لطموحه في إقامة حفل زفاف كبير، إلا أنه لم يلغي الفكرة، وفي ظل الحرب المستمرة، قرّر الشاب الفلسطيني، محمد الغندور، الزواج داخل مخيم للنازحين بمدينة رفح على الحدود المصرية.
ورسم الغندور ملامح الفرحة، من قلب ما يعتريهم من دمار، حيث احتفل الشاب الفلسطيني وعروسته في المخيم، وسط البعض من أقاربهم، وكذا معارفهم الكُثر من النازحين الغزيّين.
ونحو خيمة مزينة بمصابيح ملونة، اصطحب الغندور زوجته شهد، التي كانت ترتدي ثوبا أبيض وحجابا مزينين بتطريزات تقليدية حمراء، والزغاريد تحيط بهما. وذلك بعد أن دمّر الاحتلال منزلهم الذي كان مجهّزا لاستقبالهم، بعد الحفل الكبير الذي كانا يطمحان إليه.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة قناة الغد Alghad TV (@alghadtv)
وقال العريس الشاب: "كل شي راح، كل ذهبها راح، وكل ملابسها راحت، كله راح؛ الله يعوض علينا"؛ فيما قالت والدة العروسة: "كان حلمي أنه نعمل لها أحلَى فرح، أحلى حاجة في الدنيا".
وأضافت: "يعني في أحلام كتير كنت أنا وياها نقعد ونخطط لها، وبدّي أعمل وبدي أسَوي، والحمد لله، وجهزنا الجهاز وفرحت عليه؛ وراح كله، كله راح بالقصف؛ يعني كل ما تتذكر هالشغلة بتقعد تعيط".
وعلى الرغم من الحنين لكل ما تم قصفه، إلا أن ملامح الرضى لم تغفل العروسين، ولا الحضور المحيط بهم، وغطّت أصوات الفرح والزغاريد على صوت القصف، ورقص الكبار والصغار، بعضا من الزمن، في سرقة للفرح، وهم على الخيام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مخيمات النزوح غزة غزة مخيمات النزوح المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حفل زفاف
إقرأ أيضاً:
انقسام داخل الاحتلال.. وضغوط أمريكية بشأن وقف الحرب على غزة
كشف مقترح جديد لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة عن حالة انقسام عميق داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل تصاعد الضغوط الدولية ووسط دعم أمريكي واضح للرؤية التي تدعو لتهدئة مؤقتة تستمر 60 يوماً.
ورغم موافقة بعض الوزراء ورجال المعارضة، تعارض قيادات في اليمين المتطرف هذه الخطوة، مما يعقد المشهد السياسي ويزيد من حالة عدم اليقين حول مستقبل الصفقة.
في تصريح على منصته الخاصة "تروث سوشيال"، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن إسرائيل قبلت "الشروط اللازمة" لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً في غزة، معربًا عن أمله في موافقة حركة "حماس" على هذه الشروط.
ويعكس هذا الإعلان الدعم الأمريكي المستمر لإنهاء العنف، خصوصاً بعد أشهر من قصف وعنف الاحتلال الإسرائيلي المكثف الذي خلف أكثر من 191 ألف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من المدنيين.
ومع ذلك، يبقى الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية واضحًا، حيث يعارض وزيران رئيسيان من اليمين المتطرف، وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المقترح بشكل قاطع.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر إسرائيلية أن الوزيرين يخططان لعقد اجتماع عاجل لمناقشة سبل منع إتمام الصفقة، مؤكدين رفضهم لوقف إطلاق النار أو أي انسحاب من غزة، وداعين بدلاً من ذلك إلى احتلال القطاع وفرض مزيد من السيطرة.
في المقابل، أبدى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دعمه للخطة، موضحًا عبر منصة "إكس" أن "هناك أغلبية كبيرة داخل الحكومة والشعب تؤيد إطلاق سراح الأسرى"، مؤكدًا على ضرورة استغلال الفرصة في حال توفرت.
كما تعهدت المعارضة الإسرائيلية، بقيادة يائير لابيد، بتوفير شبكة أمان برلمانية تضمن بقاء نتنياهو في السلطة في حال أقدم على توقيع الاتفاق، مما يعزز فرص نجاح الصفقة رغم الانقسامات.
المقترح الذي تمت مناقشته يحتوي، بحسب مصادر إسرائيلية لم تسمها صحيفة "هآرتس"، على ضمانات أقوى لإنهاء الحرب، لكنه لا يتضمن وعدًا قاطعًا بذلك، حيث أبدت إسرائيل مرونة فيما يتعلق بعمق الانسحاب الإسرائيلي وتوزيع المساعدات الإنسانية من خلال الأمم المتحدة، كما يشمل مقترح وقف إطلاق النار آلية للوسطاء لضمان استمرار المفاوضات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي خلال 60 يومًا.
على الجانب الفلسطيني، طالبت حركة "حماس" بإدخال تعديلات على مقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، مطالبين بضمانات أمريكية أقوى لإنهاء الحرب، إلى جانب انسحاب كامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من القطاع، وهو ما لم يتلقَ ردًا رسميًا بعد.
ومرارا، أعلنت "حماس" استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل إنهاء الإبادة وانسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
أما ملف الأسرى، فيتضمن المقترح إطلاق 10 أسرى أحياء وإعادة 15 جثة خلال فترة الشهرين، فيما يرفض الاحتلال الإسرائيلي أي تنازلات بشأن نزع سلاح الفصائل الفلسطينية أو الإبقاء على "حماس" في السلطة، ما يثير تساؤلات حول مستقبل إدارة غزة بعد الاتفاق المحتمل.
منذ بداية تشرين الأول / أكتوبر 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية واسعة في غزة خلفت دمارًا هائلًا وعددًا مهولًا من الضحايا المدنيين، وسط اتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب، ورفض للنداءات الدولية بوقف العمليات العسكرية.
مع استمرار حالة الجمود السياسي، تتجه الأنظار إلى تحركات نتنياهو الداخلية والخارجية، ومحاولات بناء تحالفات داخلية وخارجية، لتأمين صفقة تبدو حاسمة في محاولة لإنهاء هذا الصراع المستمر.