أثير – ريما الشيخ

على مدى السنوات الأخيرة، شهد العالم تزايدًا كبيرًا لاستخدام عبوات المياه البلاستيكية كخيار شائع لتعبئة وتوزيع المياه المعبأة، ورغم أنها تعد عملية ومريحة للعديد منا، إلا أن لها تأثيرًا سلبيًا على البيئة وصحتنا؛ مما دفع العديد من المنظمات إلى التفكير في تقليل استهلاكها.

وتشير المعلومات إلى أن واحدة من الأضرار الرئيسية لعبوات المياه البلاستيكية تكمن في تحللها البطيء، حيث تبقى في البيئة لفترات طويلة، مما يؤدي إلى تلوث الأرض والمياه، بالإضافة إلى ذلك، يتم إنتاج وتصنيع البلاستيك باستخدام موارد طاقة كبيرة تسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، مما يسهم في تغير المناخ.

ومن الناحية الصحية، هناك مخاوف متزايدة بشأن انتقال مواد كيميائية من البلاستيك إلى المياه المعبأة، خصوصًا عند تعرضها للحرارة أو التخزين لفترات طويلة، وتلك المواد الكيميائية يُشتبه في أنها تؤثر على صحة الإنسان، ويشمل ذلك مشاكل الهرمونات والتأثيرات السلبية على الجهاز العصبي.

لكن، هل ما يتم بيعه واستهلاكه محليا من عبوات المياه البلاستيكية صحية وغير ضارة؟

“أثير” حاورت د.انتصار بنت سالم بن عبدالله الغريبية- مدير دائرة تقييم المخاطر وإدارة الأزمات الغذائية في مركز سلامة وجودة الغذاء، لتقصّي المعلومة الصحيحة، حيث قالت: تعد مادة البلاستيك من المواد الأكثر استخداما في الوقت الحالي في صناعة العبوات ضمن مواصفات قياسية تخدم صحة وسلامة المستهلك، وقد أشارت المواصفة القياسية العمانية الخليجية رقم OS GSO 2688:2022 ـ “العبوات البلاستيكية المستخدمة لتعبئة وحفظ المياه” إلى الاشــتراطات الواجب توافرها وطــرق الاختبــار للعبوات البلاســتيكية المستخدمة لتعبئة وحفظ المياه والمستخدمة للأغراض الخاصة بتعبئة وحفظ مياه الشرب.

وأضافت: تصنع العبوات البلاستيكية من مواد بتروكيمائية بسيطة ذات وزن جزيئي صغير يتم بلمرتها لتنتج مركبات ذات وزن جزيئي كبير مثل عديد الايثلين وعديد البروبلين وعديد كلوريد الفينيل وعديد الاستيارين وعديد الايثلين ثلاثي الفثالات، ويتم تشكيلها بعدة طرق منها القولبة بالحقن، والقولبة بالشد، والتشكيل الحراري وقد يضاف إليها بعض المواد مثل الملونات والمثبتات ومضادات الأكسدة والملونات وذلك للحصول على خصائص معينة تتلاءم مع الأغراض المعدة لها .

وأكدت الدكتورة بأنه يجب أن تكون المواد الخام المستخدمة للعبوات من المواد المسموح لها بملامسة الغذاء وفقا للمواصفة القياسية الخاصة بعبوات المواد الغذائية – الجزء الثاني: العبوات البلاستيكية اشتراطات عامة رقم GSO 1863:2013 والمواصفة القياسية الخليجية الخاصة بالاشتراطات العامة لمواصفات المواد الملامسة للأغذية رقم GSO 2231:2012 وأن تكون العبوات خالية من أي عيوب ظاهرية في التصنيع مثل عدم اكتمال التشكل أو التشكل الناقص أو النتوءات البارزة وخالية من الشوائب.

وذكرت: تحوي العبوة البيانات الإيضاحية وتكون الكتابة عليها باللغة العربية أو اللغة العربية والإنجليزية في مكان واضح يصعب إزالتها وتشمل : اسم المنتج، واسم المصنع أو علامته التجارية، وبلد المنشأ، ونوع البلاستيك (رقم البلاستيك او اختصاره)، وتاريخ ورقم دفعة الإنتاج، والحجم (السعة) بالمليليتر، وشعار الصلاحية للاستخدام الغذائي درجة الحرارة الدنيا والقصوى التي تتحملها العبوة، والتحذيرات (إن وجدت).

من جانبها، قالت المهندسة عزة بنت علي بن حمدان العبرية- رئيس قسم رصد ملوثات الغذاء والامراض المنقولة بالغذاء في مركز سلامة وجودة الغذاء: حددت مواصفة الاشتراطات العامة للمواد البلاستيكية رقم GSO 1863:2013 بألا تزيد عملية انتقال مكونات العبوة البلاستيكية للغذاء عن 60 مغ/كغ، كما ذكرت المواصفة القياسية الخليجية رقم GSO 1025:2014 ـ “مياه الشرب المعبأة” يجب أن تخزن مياه الشرب المعبأة بعيدا عن أية مواد سامة أو ضارة وبعيدة عن مصادر الحرارة المرتفعة وعن مصادر التلوث وفي درجة حرارة الغرفة، ويجب أن تخزن مياه الشرب المعبأة في أماكن جيدة التهوية خالية من الروائح المميزة، ويجب ألا تعرض مياه الشرب المعبأة عند بيعها أو تسويقها خارج محلات البيع حيث يؤدي ذلك إلى تعريض مياه الشرب المعبأة إلى أشعة وحراة الشمس وظروف الطقس الطقس الأخرى.

وأضافت: يشرف مركز سلامة وجودة الغذاء على مصانع المياه المعبأة في سلطنة عمان من خلال التحقق من تطبيق اللوائح والاشتراطات الصحية في المصانع لتحسين جودة العمل والإنتاج عبر تطوير نظم سلامة الغذاء المتبعة لضمان إنتاج وتداول منتجات عالية الجودة، ويعمل المركز على تقييم وتأهيل المصانع لرفع مستوى الجودة لديها وإعداد البرامج لرفع كفاءة العاملين بها.

وذكرت المهندسة بأن المركز يقوم أيضا وبناء على أية إنذارات أو شكاوى بسحب عينات من الأسواق المحلية أو من الشركات المنتجة أو المستوردة لإجراء التحاليل التأكيدية اللازمة، ويقوم المركز ممثلا بقسم تحليل المواد الملامسة للغذاء بالاختبارات الآتية لعبوات المياه للتأكد من سلامتها:
• الهجرة الكلية المحتملة للمواد الكيمائية من عبوات الأغذية إلى الغذاء .
• تحديد هوية وهيكل البلاستيك المعد لملامسة الغذاء
• تحديد البوليمرات والمضافات في البلاستيك
• تحديد الخصائص الحرارية للبلاستيك

وأكدت في ختام حديثها لـ “أثير” بأن مصانع المياه في سلطنة عمان تقوم بعمل الفحوصات الفيزيائية للعبوات وقت وصولها، وأما فيما يختص بالفحوصات الكيميائية فيقوم المورد بتوفير شهادة الفحص الكيميائي للعلب قبل توريدها.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

كيف تحافظ على صحتك النفسية في ظل موجات الحر الشديدة؟

شمسان بوست / متابعات:

يحذر الخبراء من أن ارتفاع درجات الحرارة قد يؤثر على القدرات الإدراكية ويفاقم مشاكل الصحة العقلية.

وقال الدكتور جايس ريد، مدير قسم الطب النفسي الطارئ في مستشفى سيدارز سيناي في لوس أنجليس، لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية، إن الدماغ يمكن أن يتأثر بشدة بالحرارة.

وأضاف أن الحرارة الشديدة يمكن أن تسبب تغيرات في الصحة النفسية، مثل التهيج والقلق، إلى جانب ضعف الذاكرة والانتباه وسرعة رد الفعل، وحذر من أن هذا قد يؤثر على التفاعلات اليومية.

وقال: «قد تكون أبطأ في إكمال مهامك أو تذكر ما قاله لك أحدهم للتو، وقد تكون هذه علامات مبكرة على أن الحرارة تؤثر على دماغك وقدراتك العقلية».

وحذر من أن أعراضاً مثل الارتباك الشديد قد تشير إلى بداية ضربة شمس، التي قد تتطلب دخول المستشفى.

وأشارت ثيا غالاغر، طبيبة علم النفس بجامعة نيويورك، إلى أنه عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، يُواجه صعوبة في تنظيم توازنه الداخلي، وقد يؤدي هذا إلى اضطرابات النوم والإرهاق وضعف التركيز، بالإضافة إلى ضعف الوظائف الإدراكية وبطء ردود الفعل وصعوبة اتخاذ القرارات.

وأضافت أن الحرارة قد تزيد أيضاً من الالتهاب في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف الخلايا العصبية، وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وتابعت: «يمكن للحرارة المفرطة أيضاً أن تُجعل الدماغ أكثر عرضة للسموم ومسببات الأمراض، كما ترتبط درجات الحرارة المرتفعة باضطرابات المزاج والسلوك العنيف، خصوصاً خلال موجات الحر الطويلة».

وذكر الخبراء بعض الأعراض النفسية الرئيسية التي قد تتفاقم في الطقس الحار مثل: القلق، أو تقلبات المزاج، وصعوبة التركيز، والعدوانية وتفاقم الأعراض النفسية مثل الاكتئاب أو الذهان والارتباك أو الهذيان، خصوصاً أثناء ضربة الشمس.

ولفتوا إلى أن الأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية مثل اضطرابات المزاج، والفصام، والقلق، أو حتى الخرف، يكونون أكثر عرضة للخطر في الطقس الحار.

وأشارت غالاغر إلى أن بعض الأدوية النفسية قد تُصعّب على الجسم تنظيم درجة حرارته أو الحفاظ على رطوبته، بينما قد تُفاقم الحرارة أعراضاً مثل الهياج أو جنون العظمة، وأضافت: «قد لا يُلاحظ الأشخاص الذين يعانون من ضعف إدراكي علامات ارتفاع درجة الحرارة».

وأوصى الخبراء بممارسات لحماية صحة الدماغ في درجات الحرارة المرتفعة، مثل أن تحافظ على رطوبة جسمك، فالجفاف يُفاقم التدهور المعرفي وكذلك تجنب ساعات ذروة الحرارة؛ وابقَ في الداخل أو في مناطق مظللة من الساعة 11 صباحاً حتى 4 مساءً، واستخدم المراوح أو مكيفات الهواء أو الدش البارد، وستائر معتمة وأغطية أسرّة مُبردة لضمان نوم هانئ، وأن تستشر طبيبك إذا كانت أي أدوية قد تزيد من حساسية الجسم للحرارة، ويجب الإكثار من التنفس العميق والاسترخاء للمساعدة في التغلب على التوتر الناتج عن الحرارة.

مقالات مشابهة

  • ميكروبات تحوّل النفايات البلاستيكية إلى باراسيتامول
  • زجاجات المياه البلاستيكية تضعف عظامك.. دراسة تكشف تأثيرا خطيرا لمادة BPA
  • الفيوم: قطع المياه بقرية سنهور القبلية وتوابعها لمدة 10 ساعات
  • تغليف الطعام بالبلاستيك قد يدمّر صحتك.. وإليك ما يحدث عند الفتح
  • وكيل تعليم الأقصر يستقبل وفدًا من شركة المياه لبحث إنشاء مدرسة فنية بالقرنه
  • الأغذية المغلفة بالبلاستيك تلوث طعامنا
  • وكيل تعليم الأقصر يستقبل وفدًا من شركة المياه لبحث إنشاء مدرسة فنية بالقرنة
  • محكمة بريطانية تمنح غطاء قانونيا لتوريد مكونات أف 35 إلى الاحتلال
  • كيف تحافظ على صحتك النفسية في ظل موجات الحر الشديدة؟
  • غزة: صراع من أجل البقاء ولو إلى حين.. هكذا يُصنع الوقود من البلاستيك رغم الخطر