بوابة الوفد:
2025-05-21@00:08:08 GMT

نتنياهو بين فكى المعارضة وتراجع الحلفاء

تاريخ النشر: 22nd, January 2024 GMT

دراكولا العصر نتنياهو فقد أعصابه، وبات مهتزًا ومترنحًا بصورة كبيرة بعكس ما يحاول إظهاره للمحيطين من أنه الأقوى، وأنه سوف يستمر، وأن خطته فى غزة تؤتى ثمارها، وكل شيء مدروس تمامًا، وأن المعركة سوف تحقق أهدافها، وتصبح إسرائيل ملاذًا أمنًا ليهود العالم، انطلاقًا إلى الحلم الأكبر المزعوم من المحيط إلى الخليج.


هذه الأوهام مردود عليها بالحجة والدليل ونبين خلال السطور التالية الأسباب الكامنة وراء الأرض المهتزة التى باتت تزلزل عرش رئيس وزراء الاحتلال.
أولًا: نتنياهو فى بداية المعركة على غزة قال إن قواتنا ذاهبة فى نزهة نقضى خلالها على حركة حماس تمامًا وتدمير غزة وتهجير الغزيين إلى دول الجوار، وغرته قوته وقوة داعميه، حيث وضع مخططًا زمنيًا مدته 15 يومًا فقط لإنجاز العملية الحربية بنجاح، ونحن الآن وبعد 108 أيام ما زالت إسرائيل فى غيها والمقاومة الفلسطينية تزداد قوة والرهائن اليهود فى خبر كان.
ثانيًا: نتنياهو الذى يدعى القوة والجبروت يحاول تحقيق أى نصر فى غزة، وفتح بؤر صراعات جديدة فى المنطقة ليهرب من مطاردة المعارضة والجبهة الداخلية وأهالى الرهائن ومطالبتهم له بإنهاء الحرب فورًا وتقديمه وقادة الجيش إلى محاكمات عاجلة بسبب الإخفاق فى القطاع، علمًا بأن نهاية هذه المحاكمات محسومة وقدما بأنها سوف تقضى فى أقل خسائرها على مستقبله السياسى إلى الأبد.
ثالثًا: صمود المقاومة الفلسطينية طوال هذه الأيام فى مواجهة حرب الإبادة الجماعية والدعم اللا محدود من أمريكا وأوروبا، وتصديها لترسانة الأسلحة والحرب جوًا وبرًا وبحرًا، واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا، والرد بقوة وضرب أهداف استراتيجية فى قلب تل أبيب، أصاب رئيس وزراء الاحتلال فى مقتل، وكشفت تقديراته الخاطئة تجاه المقاومة التى أشعلت مسارات المعركة فوق الأرض وتحتها وما زال فى جعبتها الكثير وتعمل وفق تكتيكات عسكرية وأنها دربت تدريبًا أربك صفوف الاحتلال.
رابعًا: ظهور خلاف كبير ومتصاعد بين الحكومة والجيش فى إسرائيل، حيث تحمل الحكومة الجيش المسئولية كاملة عن طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر وتبرئ نفسها، كما ينتقد وزراء بالحكومة أعضاء لجنة شكلها الجيش للتحقيق فى الهجوم الذى تعرضت له إسرائيل، وفى الوقت ذاته الجيش يعارض تعديلات نتنياهو للحد من سلطة القضاء.
خامسًا: بدأت الخلافات بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية تتسرب إلى العلن، وبات الصراع واضحًا داخل مركز صناعة القرار بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، والقائد السابق للجيش الإسرائيلى بينى غانيتس، ويدور الصراع المحتدم حول نقطتين جوهريتين وهما: ما إذا كانت إسرائيل مطالبة بالتفاوض لإنهاء الصراع وتحرير الرهائن، والنقطة الثانية والأهم من يحكم القطاع المنكوب بعد انتهاء العرب؟
سادسا: مع تصاعد الضغوط من قبل واشنطن لتخفيف الهجمات على غزة لوقف بحور الدماء استجابة للرأى العالمى الشعبى المتصاعد، خاصة بعد فشل الحكومة الإسرائيلية فى مهمتها بالقطاع حتى الآن، فقد نتنياهو أعصابه حتى تجاه بايدن الحليف الأقوى والأبدى لإسرائيل، وبدأ يراهن على عدم استمرار إدارة بايدن فى الحكم وبالتالى لن تكون قادرة على اتخاذ أى قرار يؤثر على إسرائيل سلبا، مؤكدا أن فوز بايدن فى الانتخابات الرئاسية المقبلة أمر مستحيل بسبب تدنى شعبيته بعد موقفه مؤخرا من حرب غزة، وأن التزام الولايات المتحدة تجاه إسرائيل فى حربها على غزة سيبقى مستمرا ولن يتأثر بتغير الإدارة الحالية.
باختصار.. نتنياهو يعيش أسوأ أيامه فقد تراجعت شعبيته بصورة كبيرة لأول مرة فى الداخل الإسرائيلى، كما أن خلافاته الحادة مع أعضاء الحكومة وخاصة وزير الدفاع الذى حاول اقتحام مكتبه ظهرت للعلن، وكادت الأوضاع تتدهور نحو شجار بالأيدى، فى الوقت ذاته بلغت خلافاته مع بايدن ذروتها وبدأت العلاقات تشهد تدهورا غير مسبوق، كما أنه يواجه ردود أفعال داخلية متصاعدة وصلت إلى دعوات للاعتصام المفتوح أمام منزله خلال الساعات المقبلة اعتراضا على الإخفاق الذى تعرض له الجيش فى غزة.
تبقى كلمة.. سيناريوهات الحرب فى غزة تسير جميعها فى اتجاه إنهائها قريبا، ونأمل أن يبقى مصير غزة وإدارتها فى أيدى أبنائها دون وصاية يهودية أو غربية تحت أى ظرف من الظروف، وإذا تطلب الأمر مساعدة لبسط الأمن وإعادة الاستقرار فى المرحلة الأولى فليكن الحل عربيا، فجراحنا لا تحنو عليها إلا أيدينا.. عاشت فلسطين عربية ودامت عربية أبد الآبدين.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: غزة حرب غزة باختصار رئيس وزراء الاحتلال فى غزة

إقرأ أيضاً:

ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة أن نتنياهو لم يعد حليفا

نشر موقع "ذي هيل" مقالا للباحث جون ماك غليون قال فيه إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يعد حليفا لأمريكا، وقد اكتشف الرئيس دونالد ترامب هذا أخيرا".

وبدأ مقالته بالقول إن انتقاد نتنياهو، الرجل والسياسي والمتآمر ليس معاداة للسامية ولكن واقعية وقد طال انتظارها، ورغم ذلك يرى الكاتب أن "معاداة السامية حقيقة وقبيحة ومستمرة ويجب إدانتها في كل مناسبة".

وتابع: "عليه، فعندما تجاوز دونالد ترامب إسرائيل في جولته الأخيرة في الشرق الأوسط، واختار بدلا من ذلك مصافحة يد الرياض والدوحة متجاهلا تل أبيب تماما، فلم يكن هذا كراهية ولا خيانة. بل كانت ابتعادا وبراغماتية. وكان هذا تذكير بأن الولايات المتحدة هي القوة العظمى وليست دولة تابعة ولا مانحة، ولا خادمة. ولا تحتاج إلى التوقف في تل أبيب لإثبات هذه النقطة".

وقال إن "هذا الابتعاد يؤشر إلى شيء كانت الطبقة السياسية في أمريكا تخشى النطق به وهو: بنيامين نتنياهو ليس صديقا للولايات المتحدة، فقد يسمي نفسه حليفا وقد يلقي خطابا أمام الكونغرس وربما تحدث عن القيم المشتركة وعن الحضارة الغربية، لكن إن جردنا الصورة من مضمونها، فلن نجد سوى رجل حريص على التمسك بالسلطة، مستعد لتعريض الاستقرار العالمي للخطر وتأجيج نيران الحرب وقطع العلاقات مع الدولة التي يدعي تبجيلها، إن كان هذا يعني إبعاد نفسه عن زنزانة السجن".



وأضاف أن "ترامب يحسب له إدراكه لهذا أخيرا. وعلى عكس الرؤساء السابقين الذين كانوا يتحدثون بهدوء بينما كانوا يحررون شيكات مفتوحة لإسرائيل، يتحدث ترامب بنفوذ لأنه يفهم ما لا يرغب الكثيرون في قوله بصوت عال: أمريكا هي من تتحكم بزمام الأمور".

ويعلق الكاتب أن المدافعين عن إسرائيل أصيبوا بنوع من الانهيار، ومن بينهم بن شابيرو [معلق محافظ وكاتب عمود في أكثر من وسيلة إعلامية أمريكية]، حيث اتهم ترامب بخيانة إسرائيل والشعب اليهودي وما يسمى بالنظام الأخلاقي.

ويؤكد الكاتب أن "من قام بالخيانة هنا، لم يكن ترامب بل نتنياهو، وهو يفعل هذا منذ سنوات"، مضيفا أنه "يجب ألا ننسى أن نتنياهو قوض عندما ناسبه الأمر، السياسة الخارجية الأمريكية وأكثر من مرة. وعارض علانيةً اتفاق إدارة أوباما مع إيران، حتى أنه شن حملةً ضده على الأراضي الأمريكية بمخاطبة الكونغرس دون موافقة البيت الأبيض. وتخيلوا الغضب لو فعل زعيم دولة أخرى الشيء نفسه".

وأردف قائلا: "حكومة نتنياهو باعت التكنولوجيا العسكرية والسيبرانية للصين من وراء ظهر أمريكا"، مشيرا إلى أن نتنياهو "استهزأ بكل رئيس أمريكي ولم يفعل ما يريده بالضبط، بينما كان يجني مليارات الدولارات من المساعدات الأمريكية دون مساءلة أو محاسبة".



وذكر أن "بقاء نتنياهو السياسي بات على المحك، لذلك يقوم بلعبة خطيرة للغاية، ويطيل أمد الحرب الوحشية في غزة، ليس بدافع المبدأ أو الضرورة لكن بدافع اليأس السياسي، فكل قنبلة ترمى وكل مستشفى يقصف وكل مدني يقتل (..)".

وأشار إلى أنه "إذا لم يكن جر غزة إلى الهاوية كافيا، فإن نتنياهو يحاول الدفع بشكل متزايد باتجاه عملية عسكرية ضد البرامج النووية الإيرانية، ليس لأنها عملية منطقية من الناحية الاستراتيجية، أو أنها تخدم المصالح الأمريكية، بل لأنه يعلم أن الحرب هي الطريقة الوحيدة لحرف النظر والإلهاء والدرع الواقي له".

وأكد الكاتب أنه "للمرة الأولى، اختار ترامب التحايل والعمل من خلف الرجل الذي نصب نفسه لفترة طويلة حارسا للسياسة الأمريكية في المنطقة. لقد تصرف كما ينبغي لرئيس قوة عظمى: بشروطه الخاصة، وهذا جيد".

وأوضح أنه "نتنياهو بحاجة لأمريكا أكثر من حاجة الأخيرة له، وهذه ليست غطرسة، بل واقع، لأن واشنطن توفر الأسلحة والغطاء والفيتو في الأمم المتحدة، ودون أمريكا لا يمكن لإسرائيل البقاء في شكلها الحالي".

وختم قائلا: "على الحزب الجمهوري أن يقرر هل يخدم مصالح الولايات المتحدة أم يدافع عن بقاء وشرعية سياسي أجنبي غارق في فضيحة؟"، منوها إلى أن "انتقاد نتنياهو لا يعني التخلي عن إسرائيل، بل هو فضح لرجل حوّل تل أبيب إلى وعاء لأنانيته (..)".

مقالات مشابهة

  • "نتنياهو": جولان شجع على عصيان أوامر الجيش وشبه إسرائيل بالنازيين
  • انفجار الأزمة بين الجيش وحكومة نتنياهو
  • انفجار الأزمة بين الجيش والحكومة.. هل تدفع دولة الاحتلال ثمن عجز نتنياهو ووزرائه؟
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة إلى أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • ذي هيل: تجنب ترامب زيارة إسرائيل إشارة أن نتنياهو لم يعد حليفا
  • غولان: لا بد من إنقاذ إسرائيل من حكومة نتنياهو
  • أكسيوس: نائب ترامب كان ينوي زيارة إسرائيل وتراجع لهذا السبب
  • نتنياهو: قررنا مع واشنطن إنشاء آلية جديدة لتوزيع المساعدات عبر نقاط يحميها الجيش
  • الأسيرة السابقة أربيل يهود تنتقد الحكومة الإسرائيلية: نُستخدم كورقة لبقاء نتنياهو سياسيا
  • دعوات إلى وقف تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم إسرائيل