24 صورة تحكي تفاصيل البندقية الخيالية وطريق اللبان بحثا عن العطر المثالي
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
«عمان»: من وحي خيال ثلاثة فنانين إيطاليين افتتح مساء أمس الاثنين بمتحف بيت الزبير المعرض الفني «حكاية البندقية الخيالية وطريق اللبان» للفنانين: لوكا موريتي، ولوسيا أوليفا، والمصور لوكا راجنا، وبصحبة أوركسترا مسقط الملكية الفيلهارمونية عرض الفيلم الذي يحكي قصة البندقية الخيالية وطريق اللبان في رحلة البحث عن العطر المثالي التي اتخذت اللبان رمزا لها وهو السبب للرحلة بين عمان وإيطاليا، كان ذلك تحت رعاية سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة.
وضم المعرض الذي يستمر لمدة 14 يومًا 24 صورة تحكي تفاصيل الحكاية الخيالية التي تم تصويرها في مدينة البندقية الإيطالية، بالإضافة إلى عدد من اللوحات الفنية على شكل مجسمات تعكس تفاصيل من وحي الحكاية. وبدأت القصة حيث كان على عالمين الذهاب إلى البندقية من أجل اللغز والكنز الذي كان مختبئا في بعد زماني آخر وينتظرهما في البندقية بالتحديد، فوصل العالمان إلى البندقية عند حلول الظلام، وقادهما رجل حكيم من أرض اللبان كان قد تحرك ذات مرة، متبعًا النجوم، على طول طريق تجارة البخور جالبًا الهدايا الثمينة، فقاد الرجل الحكيم المسافرين إلى بوابة حكاية الجن في البندقية، وهو موقع أسطوري يبدو وكأنه جدار من الطوب، ولكن بالنسبة لأولئك القادرين على عبوره، يسمح لهم بالسفر عبر الزمن والعيش في عصور وفضاء جديدين. وهكذا أرشدهم الحكيم إلى البندقية من أرض اللبان، فأرشد الرجل الحكيم العالمين إلى الطريق الصحيح. ثم اختفى.
وباتباعهما التوجيهات المدونة في الشعارات الخيميائية القديمة مضيا قدما في البعد الجديد الذي تم إنشاؤه عن طريق دخول بوابة حكاية الجن.
وفي كلمة ألقاها سعادة السفير الإيطالي المعتمد لدى سلطنة عمان أعرب فيها عن امتنانه لمدينة البندقية كواحدة من معالم إيطاليا وواحدة من الوجهات السياحية الأكثر تقديرًا في العالم. وقال: «تمزج هذه الحكاية الخيالية بين التقاليد، وتحكي قصة الصداقة بين الشعوب وتاريخها وتراثها الثقافي. وعلى هذه الخلفية، نريد أن نسلط الضوء على دور الثقافة في تعزيز العلاقات الدولية القائمة على الاحترام والحوار، باعتبارها جسرا يجمع بين مختلف المناطق والشعوب، تماما كما تجمع هذه الحكاية الخيالية بين البندقية وإيطاليا وسلطنة عمان».
وفي كلمة ألقاها عمر المعمري مدير متحف بيت الزبير حول استضافة هذا الحدث قال: «يستضيف بيت الزبير هذا الحدث في إطار المسؤولية الثقافية التي يهدف بيت الزبير إلى تحقيقها عبر تجسير العلاقة بين التجارب العالمية والمحلية، وسعيا من المؤسسة لتعزيز حيوية قطاع الفنون بكافة جوانبه عبر الفعاليات والمعارض التي تقدم قيمة مضافة للحياة الثقافية والفنية».
ويعتمد هذا المشروع على الاحترام والحوار وأهمية العلاقات السلمية. وهو يروي قصة الصداقة بين شعبي إيطاليا وسلطنة عمان، بتقاليدهما وتاريخهما، ويهدف إلى تسليط الضوء على الجسر بين الثقافات وتقديم مثال للتعاون الحكيم والمثمر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بیت الزبیر
إقرأ أيضاً:
عامان على الحرب: صورٌ تحكي مأساة الإعلام السوداني وصمت استوديوهاته
منتدى الاعلام السوداني: غرفة التحرير المشتركة
تقرير : راديو دبنقا
الخرطوم- بعد عامين من لهيب الحرب الذي اكتوى به السودان، تتجلى فصول كارثة إنسانية متفاقمة، لا تقتصر فصولها المؤلمة على قصص الضحايا والنازحين الذين عصفت بهم رياح الصراع. ففي العاصمة القومية الخرطوم، يبرز وجه آخر للمأساة، يتمثل في الدمار الشامل الذي لحق بجميع المؤسسات الإعلامية والصحف السودانية التي كانت يوماً نبضاً للحقيقة ومنبراً للمعرفة، مُسهمةً في ترسيخ قيم التعايش المشترك والديمقراطية. باستثناء مبنى الإذاعة والتلفزيون القوميين الذي سقط تحت سيطرة قوات الدعم السريع لرمزيته السيادية، تحولت هذه الصروح الإعلامية إلى مجرد أطلال صامتة، شاهدة على حجم الخراب الذي طال حتى صوت الكلمة.
يتضح من خلال هذا المشهد المأساوي، كيف لم يسلم من نيران الحرب حتى حراس الحقيقة وناقلوها، ليضاف فصل جديد ومؤلم إلى سجل الخسائر الفادحة التي تكبدها السودان وشعبه. نحاول في هذا التقرير استعراض نماذج للدمار الذي تعرضت له هذه المؤسسات، بعد ان اصبح الوصول لدور ومقار هذه المؤسسات ممكنا عقب اعادة الجيش السيطرة على الخرطوم.
إذاعة “هلا”… صمتٌ يلف الأثيرياسر أبو شمال، مدير إذاعة “هلا” التي كانت نبض الشباب السوداني وأحد أكثر المنابر الإذاعية شعبية، حبس أنفاسه وهو يشاهد للمرة الأولى صوراً ومقاطع فيديو لمبنى الإذاعة العريق في قلب العاصمة الخرطوم. “الخسارة فادحة ومؤلمة”، قالها بصوت يخنقه الأسى.
يضيف أبو شمالة، واصفاً حجم الكارثة في مقابلة مع راديو دبنقا: “لم يكن الأمر مجرد تدمير لمبنى، بل هو تدمير ممنهج لاستوديوهات البث والإنتاج بالكامل. كانت هذه الاستوديوهات مجهزة بأحدث التقنيات الرقمية: مازجات صوت متطورة، سيرفرات ضخمة، مكتبات صوتية لا تقدر بثمن، أرشيف برامجي يوثق لتاريخنا، ميكروفونات، كوابل، وحتى جهاز الإرسال الرئيسي الذي كان يحمل أصواتنا عبر الأثير إلى المحطات الأرضية لإعادة البث”. يؤكد أبوشمالة أن كل تلك المعدات الثمينة “أتت عليها نيران الحرب ويد النهب، ولم تسلم الملحقات الأخرى، بما في ذلك أنظمة البودكاست الصوتية والمرئية المتطورة، شبكة الحواسيب، وأجهزة لا حصر لها”. قُدّرت الخسائر المادية الأولية لإذاعة “هلا” بأكثر من 350 ألف دولار.
احد استديوهات مركز ارتكل في الخرطوم بعد تدميره بسبب العمليات العسكرية الصورة ردايو دبنقا مركز “أرتكل”… حلمٌ تحوّل إلى أنقاضمشهد الخراب لم يقتصر على “هلا”، بل امتد ليطال مركز “أرتكل” للإنتاج الإعلامي، الذي كان يُعد منارة إعلامية واعدة وصرحاً إنتاجياً ضخماً في السودان، مبنىً ومعنى. عثمان فضل الله، مدير المركز، عبّر عن صدمته في مقابلة مع دبنقا بصوت كاد يغيب من فرط الألم: “ليتني لم أرَ تلك الصور القاسية… الدمار الذي لحق بالمركز جعلني أشعر وكأن خمسين عاماً من عمري قد سُحقت، وأن 25 عاماً من مسيرتي المهنية تحولت إلى مجرد ركام.”
يتحدث عثمان عن “أرتكل” بحرقة، كأنه يتحدث عن كائن حي فُجع فيه: “المركز لم يكن مجرد مبانٍ ومعدات تُقدّر بمئات الآلاف من الدولارات، بل كان قصة حياة، مشروع حلم راودني طيلة مسيرتي المهنية، سكبت فيه عصارة فكري وجهدي، وكل ما أملك من خبرة وعلاقات وتفانٍ.”
ويستطرد قائلاً: “كل قطعة أثاث، كل جهاز، كان يمثل لي جزءاً من كياني، ومساحة من ذاكرتي. كان طموحنا كبيراً، أردنا لـ”أرتكل” أن يكون نقطة ضوء حقيقية تشع في سماء الإعلام السوداني”.
يكشف فضل الله أن المركز، الذي أُنشئ عام 2022 بُعيد ثورة ديسمبر المجيدة، حمل في طياته رؤية طموحة ليتجاوز كونه مجرد مركز إنتاج، ويصبح مدرسة للصحافة. “نظمنا العديد من الدورات التدريبية المتخصصة في صحافة السلام، ومكافحة خطاب الكراهية، وتعزيز النسيج الاجتماعي. كان المركز منصة لتوثيق فعاليات الثورة وملتقى للحوارات البناءة بين الصحفيين والصحفيات.”
من الناحية الفنية، كان “أرتكل” صرحاً متكاملاً لإنتاج البرامج التلفزيونية، يضم استوديوين من أفخم الاستوديوهات المتكاملة، وخمس وحدات صوت مجهزة بتقنيات متنوعة، وثماني وحدات إضاءة حديثة، وثماني كاميرات احترافية، من بينها ثلاث كاميرات من طراز Canon 5D. كما كان يحتوي على ثلاثة حواسيب “ماك” متقدمة بأنظمة مونتاج وأرشفة متكاملة، ووحدة طباعة حديثة، وقاعة مؤتمرات شهدت العديد من الفعاليات الهامة، بالإضافة إلى قاعتين تدريبيتين مجهزتين بأحدث الوسائل.
“كنا نطمح لتحويله إلى أكاديمية تخرّج أجيالاً من الإعلاميين القادرين على مواكبة التطورات المهنية باحترافية عالية”، يقول فضل الله بحسرة، ثم يتنهد بعمق: “لكن كل ذلك الطموح أمسى حطاماً.”
الدمار الشامل… ورغم الجرح، يبقى وميض الأمللم يسلم شيء من آلة الدمار؛ فالأجهزة والمعدات والأثاث وشبكات البث، وحتى السيارة الخاصة بإدارة المركز، كلها إما سُرقت أو دُمّرت بالكامل. ورغم هول الفاجعة، يقول فضل الله بنبرة يمتزج فيها الأسى بالإصرار: “لا أريد أن أبدو محبطاً أو يائساً، فذلك ليس من شيمنا، ولكن إعادة بناء المركز بنفس المواصفات والمعايير تبدو مهمة بالغة الصعوبة في ظل الظروف الراهنة.” ومع ذلك، يختتم حديثه بلمحة أمل: “سنبذل قصارى جهدنا لإعادة الحياة إلى “أرتكل” قدر المستطاع… فالأمل، رغم كل شيء، ما زال يراودنا.”
هذا التقرير الصحفي من إعداد راديو دبنقا ، وقد تم نشره عبر مؤسسات منتدى الإعلام السوداني بمناسبة اليوم العالمي للصحافة لتسليط الضوء على اوضاع الصحافة والصحفيين في السودان. لنقف مع السودان#
SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum
الوسومإذاعة هلا الإعلام الحرب الخرطوم السودان مركز آرتكل منتدى الإعلام السوداني