يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:

كشفت بي بي سي عن تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات العربية المتحدة باستئجار مرتزقة أمريكيين لتنفيذ أكثر من 100 عملية اغتيال في اليمن ابتداء من عام 2015.

وشملت الأهداف سياسيين وأئمة وأعضاء من المجتمع المدني.  وتحدث اثنان من المرتزقة الذين عملوا في شركة للمرتزقة (Spear Operations Group) ومقرها الولايات المتحدة لبي بي سي واعترفوا بالمشاركة في برنامج الاغتيال.

في فترة ثلاث سنوات بدءاً من عام 2015، تم تنفيذ أكثر من 100 عملية اغتيال في اليمن ضد مواطنين يمنيين ليس لديهم صلات بجماعات إرهابية محددة، حيث جرت الأولى في ديسمبر 2015 ضد أنصاف مايو، النائب اليمني الذي كان زعيم حزب الإصلاح. في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد.

ونقل تحقيق بي بي سي عن مسؤول مخابراتي مجهول وشخصيات أخرى، أجرته الصحفية نوال المقحفي أن المرتزقة الأمريكيين قاموا بتدريب ضباط عسكريين إماراتيين ومن ثم يمنيين محليين على تكتيكات لاغتيال  الشخصيات.  لأسباب سياسية وليس لأسباب تتعلق بمكافحة الإرهاب.

إسحاق غيلمور : “إذا شعرنا، نعم، حسنًا، إنه هدف مشروع، فنحن جاهزون للانطلاق.”

نوال المقحفي: من أعطاك الأهداف؟

إسحاق جيلمور : “تلقينا معلومات استخباراتية عن الهدف من حكومة الإمارات العربية المتحدة ”

نوال المقحفي: كيف استقبلتهم؟

إسحاق جيلمور: “في حزم الاستخبارات”.

نوال المقحفي: «البطاقات؟»

إسحاق جيلمور: “البطاقات”.

نوال المقحفي: كم بطاقة حصلت عليها؟

إسحاق غيلمور: “عشرة، للبدء.”

نوال المقحفي: «وواحدة منهم أنصاف مايو؟»

إسحاق جيلمور: “نعم”.

ورغم قبول رئيس حزب الإصلاح في عدن مقابلة جيلمور في عدن موافقة الأخير على اللقاء إلى أن جيلمور تراجع في اللحظات الأخيرة و”انصاف مايو” ينتظره في الاستديو.

وارتبطت شركة المرتزقة بمحمد دحلان القيادي الفلسطيني الذي كان مستشاراً أمنياً للرئيس الإماراتي الحالي الشيخ محمد بن زايد آبان منصبه كولي عهد أبوظبي.

وتشير الوثائق التي سبق أن نشرها “يمن مونيتور” إلى أن الإماراتيين دفعوا 17 مليون دولار للمرتزقة والقوات المدعومة من الإمارات لشن الهجمات.

وبمجرد أن أصبح وجود المرتزقة أكثر وضوحًا بين السكان المحليين، ورد أن المرتزقة قاموا بتعليم التكتيكات للضباط الإماراتيين في القاعدة العسكرية الإماراتية في عدن. وقام هؤلاء الضباط بدورهم بتدريب وتفويض المهام إلى اليمنيين المحليين. ويبدو أن هذه كانت استراتيجية لجعل من الصعب إرجاع الاغتيالات إلى أبو ظبي.

وبحسب ما ورد كانت العمليات عاملاً رئيسياً في مسؤولية الإمارات عن الأمن في جنوب اليمن، حيث شن التحالف العربي الخليجي بقيادة السعودية حرباً ضد الحوثيين وكلفت الولايات المتحدة أبو ظبي بمواجهة جماعات مثل تنظيم القاعدة في البلاد. وكانت النتيجة إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته شبه العسكرية بحلول عام 2017، حيث قال المبلغ عن المخالفات إن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تم تدريبها على تنفيذ الاغتيالات.

وظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي مهزوزاً في مقابلته مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني، وفشل في درء الاتهامات الموجهة للإمارات والمجلس الانتقالي بتنفيذ الاغتيالات بمن فيهم أعضاء في القاعدة تم تجنيدهم لتنفيذ اغتيالات أئمة دعاة.

وبحسب محققين من منظمة ريبريف الحقوقية، فمن بين 160 عملية قتل نُفذت في اليمن بين عامي 2015 و2018، كان 23 فقط من القتلى على صلة بالإرهاب. وعلى الرغم من تكليف الإمارات بمكافحة الإرهاب، فقد ورد أنها قامت أيضًا بتجنيد أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة لهذه القوة الأمنية، حيث كشف المبلغ عن المخالفات عن وثيقة تظهر 11 اسمًا لأعضاء سابقين في المجموعة يعملون الآن في المجلس الانتقالي الجنوبي.

ونفت الحكومة الإماراتية المزاعم الواردة في التقرير ووصفتها بأنها “كاذبة ولا أساس لها من الصحة”. كما أصرت على أن “الإمارات تصرفت بما يتوافق مع القانون الدولي المعمول به خلال هذه العمليات”.

 

 

 

 

يمن مونيتور25 يناير، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص) مقالات ذات صلة جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص) 25 يناير، 2024 الجيش الفرنسي يعلن وصول ثاني سفينة حربية إلى منطقة البحر الأحمر 25 يناير، 2024 البيت الأبيض: العقوبات الأخيرة على الحوثيين مرتبطة بالهجمات في البحر الأحمر 25 يناير، 2024 أغلبية الديمقراطيين بمجلس الشيوخ الأميركي تدعم “حل الدولتين” 25 يناير، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية زعيم الحوثيين يحذر من “نتائج عكسية” للتصعيد الأمريكي والبريطاني 25 يناير، 2024 الأخبار الرئيسية تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات باستئجار المرتزقة الأمريكية لتنفيذ اغتيالات اليمن 25 يناير، 2024 جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص) 25 يناير، 2024 الجيش الفرنسي يعلن وصول ثاني سفينة حربية إلى منطقة البحر الأحمر 25 يناير، 2024 البيت الأبيض: العقوبات الأخيرة على الحوثيين مرتبطة بالهجمات في البحر الأحمر 25 يناير، 2024 زعيم الحوثيين يحذر من “نتائج عكسية” للتصعيد الأمريكي والبريطاني 25 يناير، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 اخترنا لكم جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص) 25 يناير، 2024 الجيش الفرنسي يعلن وصول ثاني سفينة حربية إلى منطقة البحر الأحمر 25 يناير، 2024 البيت الأبيض: العقوبات الأخيرة على الحوثيين مرتبطة بالهجمات في البحر الأحمر 25 يناير، 2024 زعيم الحوثيين يحذر من “نتائج عكسية” للتصعيد الأمريكي والبريطاني 25 يناير، 2024 قطر للطاقة: الصراع بالبحر الأحمر قد يؤثر على شحنات الغاز 25 يناير، 2024 الطقس صنعاء غيوم متفرقة 16 ℃ 16º - 16º 53% 0.5 كيلومتر/ساعة 16℃ الخميس 22℃ الجمعة 21℃ السبت 23℃ الأحد 22℃ الأثنين تصفح إيضاً تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات باستئجار المرتزقة الأمريكية لتنفيذ اغتيالات اليمن 25 يناير، 2024 جسر وادي نخلة نموذجا.. غياب الدولة يفتح شهية المبادرات المجتمعية لملء الفراغ (تقرير خاص) 25 يناير، 2024 الأقسام أخبار محلية 25٬544 غير مصنف 24٬149 الأخبار الرئيسية 12٬645 اخترنا لكم 6٬699 عربي ودولي 6٬053 رياضة 2٬105 كأس العالم 2022 72 كتابات خاصة 2٬007 اقتصاد 2٬002 منوعات 1٬834 مجتمع 1٬758 تراجم وتحليلات 1٬521 صحافة 1٬455 تقارير 1٬454 آراء ومواقف 1٬416 ميديا 1٬250 حقوق وحريات 1٬220 فكر وثقافة 845 تفاعل 760 فنون 461 الأرصاد 181 بورتريه 62 أخبار محلية 36 كاريكاتير 27 صورة وخبر 20 اخترنا لكم 6 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويتريوتيوبتيلقرامملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 أكثر المقالات تعليقاً 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 19 يوليو، 2022 تامر حسني يثير جدل المصريين وسخرية اليمنيين.. هل توجد دور سينما في اليمن! 27 سبتمبر، 2023 “الحوثي” يستفرد بالسلطة كليا في صنعاء ويعلن عن تغييرات لا تشمل شركائه من المؤتمر 27 سبتمبر، 2023 وفاة رجل الأعمال اليمني محمد حسن الكبوس 15 ديسمبر، 2021 الأمم المتحدة: نشعر بخيبة أمل إزاء استمرا الحوثي في اعتقال اثنين من موظفينا أخر التعليقات Fathi Ali Alfaqeeh

الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...

راي ااخر

ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...

رانيا محمد

عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...

الصفحة العربية

انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...

رانيا محمد

ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی تقریر خاص فی الیمن

إقرأ أيضاً:

إحاطة البنتاغون تكشف ورطة أمريكا في البحر الأحمر.. اليمن يفرض معركة استنزاف تعصف بجاهزية الأسطول الأمريكي

يمانيون | تحليل
في تطور بالغ الدلالة على حجم المأزق العسكري الذي تواجهه واشنطن في البحر الأحمر، كشفت إحاطة صحفية نادرة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تفاصيل صادمة، قدّمت للمرة الأولى اعترافاً صريحاً بحجم الاستنزاف الذي تتكبّده القوات الأمريكية في مواجهتها المفتوحة مع العمليات اليمنية المستمرة، والتي وصفتها الإحاطة بأنها “تستنزف الذخائر والأصول الاستراتيجية، وتُربك أولويات واشنطن العسكرية على امتداد الجغرافيا العالمية”.

الذخائر الأمريكية… نزيف يومي بلا أفق
أبرز ما ورد في الإحاطة هو الاعتراف بأن العمليات الأمريكية في البحر الأحمر تُصنَّف كـ”عمليات طارئة خارج جدول التخطيط العسكري”، مما يفرض على البنتاغون تخصيص تمويلات إضافية غير مدرجة في الميزانية العامة، لتغطية كلفة ضخمة تتمثل في استخدام صواريخ الاعتراض والذخائر الباهظة بشكل شبه يومي، في مواجهة الهجمات اليمنية المنهجية.

هذه الاعترافات تُعدّ أول إقرار رسمي بأن اليمن – كقوة غير نظامية – ينجح في فرض استنزاف مستمر ضد أقوى منظومة عسكرية في العالم، وهو ما يمثل سابقة خطيرة في تاريخ حروب ما بعد الحرب الباردة..

فبدلاً من حسم المعركة سريعاً كما راهنت واشنطن، تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة نزيف متواصل يبتلع الذخائر الدقيقة والموارد المالية الثقيلة، دون أن يلوح في الأفق أي انتصار ملموس.

الأسطول الأمريكي تحت الضغط.. إرهاق للقطع وتآكل للجاهزية
ولم تقتصر الإحاطة على جانب الذخائر، بل أكدت أن الأسطول الأمريكي البحري بات يعاني من ضغط عملياتي غير مسبوق، بفعل انتشار طويل ومستمر في البحر الأحمر وخليج عدن، هو الأطول منذ الحرب العالمية الثانية.

توضح الإحاطة أن السفن الأمريكية، عند عودتها من مهامها، تحتاج إلى عمليات صيانة شاملة تمتد لعدة شهور، ما يؤثر بشكل مباشر على جاهزيتها القتالية، ويُضعف قدرتها على الانتقال إلى جبهات أخرى ذات أولوية استراتيجية، كالمحيط الهادئ الذي كان محور الاهتمام الأمريكي في السنوات الأخيرة.

هذه الحقيقة تشير بوضوح إلى أن العمليات اليمنية نجحت – دون امتلاك أساطيل أو حاملات طائرات – في إعادة توزيع العبء العسكري الأمريكي قسراً، عبر استنزاف القطع البحرية في البحر الأحمر، وتعطيل مرونتها التشغيلية على المستوى العالمي، وهو ما قد يؤثر لاحقاً على توازن الردع في ملفات بعيدة جغرافياً كالصين وكوريا الشمالية.

البحر الأحمر.. من جبهة ثانوية إلى مركزية في العقيدة العسكرية الأمريكية
من دلالات التحوّل الاستراتيجي العميق، أن الإحاطة وضعت البحر الأحمر الآن في تصنيف “مسرح عمليات رئيسي”، متقدماً على المحيط الهندي ومنطقة الهند-الهادئ التي كانت محور أولويات البنتاغون منذ أكثر من عقد.

بكلمات أخرى، نجحت صنعاء في قلب معادلات التموضع العسكري الأمريكي، لتجعل من البحر الأحمر – الذي لطالما كان ممرّاً تجارياً ثانوياً في الحسابات الاستراتيجية – ساحة صراع أولى، تفرض على الولايات المتحدة إعادة توزيع قواتها، وتكريس موارد ضخمة للحفاظ على وجود دائم، هو في جوهره دفاعي وتكتيكي، وليس هجومي أو حاسم.

وهذا التحول هو إنجاز استراتيجي كبير لليمن، التي استطاعت بقوة صورايخها وطائراتها المسيرة، أن تفرض تغييراً في العقيدة العسكرية للقوة الأولى في العالم، وتجعلها في موقع رد الفعل المستمر، بدل المبادرة.

نزيف بلا رؤية.. لا حسم ولا أهداف واضحة
ورغم فداحة الأكلاف، جاءت الإحاطة خالية من أي تصور عملي للحسم أو تحقيق اختراق عسكري يعيد واشنطن إلى موقع السيطرة.

فقد تجنّبت تصريحات البنتاغون الحديث عن “نصر”، أو حتى عن تقليص العمليات اليمنية، بل شددت فقط على “ضرورة تأمين الموارد ومواصلة إدارة الصراع”، وهو ما يعكس إقراراً ضمنياً بأن معركة البحر الأحمر تحولت إلى نزاع طويل الأمد بلا ملامح واضحة للحسم.

ويعتبر هذا أحد أخطر مظاهر الورطة التي تواجهها واشنطن: إذ تنزف اقتصادياً وعسكرياً في جبهة لا تملك فيها أهدافاً محددة قابلة للقياس أو التحقّق، ولا حتى حليفاً يُعوّل عليه على الأرض، في ظل عجز حلفائها الإقليميين عن مواجهة القوات اليمنية أو تأمين الملاحة بشكل مستقل.

التعتيم والتكلفة الحقيقية.. جبل جليد لا يُكشف
على الرغم من أن الإحاطة قدّمت رقماً تقديرياً لبعض الكلفة، إلا أن الميزانية العسكرية الأمريكية تخضع لما يُعرف بـ “السرية العملياتية”، وهو ما يعني أن الرقم الحقيقي للنزيف المالي قد يكون أعلى بكثير مما أُعلن.

ويؤكد خبراء أن البنتاغون يتعمّد إخفاء الأرقام الحقيقية ليس فقط لحجب نجاح العمليات اليمنية، بل أيضاً لمنع الداخل الأمريكي من إدراك حجم الورطة التي تورّطت فيها البلاد.

هذا التعتيم المتعمد يجعل من الصعب على المؤسسات الرقابية الأمريكية والمجتمع المدني والصحافة تتبع مسار الأموال المهدورة على عمليات فاشلة، وهو ما يزيد من هشاشة الموقف السياسي والإعلامي للحكومة في الداخل، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.

اليمن يعيد تعريف مفهوم الردع
من الواضح أن ما يحدث في البحر الأحمر لم يعد مجرد مناوشات مع سفن تجارية، بل هو تغيير جذري في موازين الردع.. اليمن، الذي لم يكن محسوباً على قائمة القوى البحرية، أصبح اليوم يفرض على واشنطن واحدة من أعقد المعارك العسكرية غير التقليدية، ويدفعها إلى تبديد مواردها دون أن يحقق لها ذلك مكاسب سياسية أو ميدانية.

وباتت القوات المسلحة اليمنية تُنظر إليها من قبل البنتاغون كـ”خصم استراتيجي”، يملك قدرة فريدة على خوض حروب استنزاف طويلة، ضمن بيئة بحرية معقدة، دون الحاجة إلى قواعد عسكرية خارجية أو حلفاء إقليميين، وهو ما يعيد تعريف مفهوم الردع في القرن الحادي والعشرين.

الخلاصة:

إحاطة البنتاغون لم تكن مجرد تقرير تقني، بل شهادة علنية على أن الولايات المتحدة تواجه مأزقاً عسيراً في البحر الأحمر، حيث تخوض حرب استنزاف بلا نهاية، أمام خصم صاعد يُجيد اللعب تحت ضغط، ويُحسن استغلال نقاط ضعف أضخم آلة عسكرية في التاريخ.

المعادلة اليوم باتت واضحة: اليمن لا يواجه أمريكا من موقع الندية المادية، بل من موقع الإرادة والتكتيك طويل النفس، وهذا ما يجعل من البحر الأحمر مختبراً مفتوحاً لانهيار كثير من الأساطير العسكرية الأمريكية.

مقالات مشابهة

  • مخاوف تتصاعد في اليمن.. الحرب تهدد شريان التجارة وحركة النقل بالانهيار
  • مراسل سانا: المؤسسة العامة لنقل وتوزيع الكهرباء توقع مذكرة تفاهم مع شركة”20SOLAR “ الأمريكية لتنفيذ محطتي طاقة شمسية، استطاعة كل منهما 100ميغاواط
  • إيران تنقل مصانع الكبتاغون من سوريا إلى اليمن عبر الحوثيين… خطة لإغراق الخليج بالمخدرات
  • اليمن.. مخاوف من تبعات الحرب على التجارة والنقل
  • الحكومة اليمنية توجه طلبا جديداً للإدارة الأمريكية والزنداني يصر على تمسكه بالسلام مع الحوثيين
  • رويترز: سفن تجارية تنتحل هويات روسية وصينية للتمويه على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
  • إحاطة البنتاغون تكشف ورطة أمريكا في البحر الأحمر.. اليمن يفرض معركة استنزاف تعصف بجاهزية الأسطول الأمريكي
  • نوال الزغبي بعد اجرائها عملية جراحية .. أول مرة أحكي تفاصيل
  • نوال الزغبي تجرى عملية جراحية دقيقة.. تفاصيل
  • نوال الزغبي تكشف تفاصيل إجرائها لـ عملية جراحية