تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات باستئجار المرتزقة الأمريكية لتنفيذ اغتيالات اليمن
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص:
كشفت بي بي سي عن تفاصيل جديدة حول كيفية قيام الإمارات العربية المتحدة باستئجار مرتزقة أمريكيين لتنفيذ أكثر من 100 عملية اغتيال في اليمن ابتداء من عام 2015.
وشملت الأهداف سياسيين وأئمة وأعضاء من المجتمع المدني. وتحدث اثنان من المرتزقة الذين عملوا في شركة للمرتزقة (Spear Operations Group) ومقرها الولايات المتحدة لبي بي سي واعترفوا بالمشاركة في برنامج الاغتيال.
في فترة ثلاث سنوات بدءاً من عام 2015، تم تنفيذ أكثر من 100 عملية اغتيال في اليمن ضد مواطنين يمنيين ليس لديهم صلات بجماعات إرهابية محددة، حيث جرت الأولى في ديسمبر 2015 ضد أنصاف مايو، النائب اليمني الذي كان زعيم حزب الإصلاح. في مدينة عدن الساحلية جنوبي البلاد.
ونقل تحقيق بي بي سي عن مسؤول مخابراتي مجهول وشخصيات أخرى، أجرته الصحفية نوال المقحفي أن المرتزقة الأمريكيين قاموا بتدريب ضباط عسكريين إماراتيين ومن ثم يمنيين محليين على تكتيكات لاغتيال الشخصيات. لأسباب سياسية وليس لأسباب تتعلق بمكافحة الإرهاب.
إسحاق غيلمور : “إذا شعرنا، نعم، حسنًا، إنه هدف مشروع، فنحن جاهزون للانطلاق.”
نوال المقحفي: من أعطاك الأهداف؟
إسحاق جيلمور : “تلقينا معلومات استخباراتية عن الهدف من حكومة الإمارات العربية المتحدة ”
نوال المقحفي: كيف استقبلتهم؟
إسحاق جيلمور: “في حزم الاستخبارات”.
نوال المقحفي: «البطاقات؟»
إسحاق جيلمور: “البطاقات”.
نوال المقحفي: كم بطاقة حصلت عليها؟
إسحاق غيلمور: “عشرة، للبدء.”
نوال المقحفي: «وواحدة منهم أنصاف مايو؟»
إسحاق جيلمور: “نعم”.
ورغم قبول رئيس حزب الإصلاح في عدن مقابلة جيلمور في عدن موافقة الأخير على اللقاء إلى أن جيلمور تراجع في اللحظات الأخيرة و”انصاف مايو” ينتظره في الاستديو.
وارتبطت شركة المرتزقة بمحمد دحلان القيادي الفلسطيني الذي كان مستشاراً أمنياً للرئيس الإماراتي الحالي الشيخ محمد بن زايد آبان منصبه كولي عهد أبوظبي.
وتشير الوثائق التي سبق أن نشرها “يمن مونيتور” إلى أن الإماراتيين دفعوا 17 مليون دولار للمرتزقة والقوات المدعومة من الإمارات لشن الهجمات.
وبمجرد أن أصبح وجود المرتزقة أكثر وضوحًا بين السكان المحليين، ورد أن المرتزقة قاموا بتعليم التكتيكات للضباط الإماراتيين في القاعدة العسكرية الإماراتية في عدن. وقام هؤلاء الضباط بدورهم بتدريب وتفويض المهام إلى اليمنيين المحليين. ويبدو أن هذه كانت استراتيجية لجعل من الصعب إرجاع الاغتيالات إلى أبو ظبي.
وبحسب ما ورد كانت العمليات عاملاً رئيسياً في مسؤولية الإمارات عن الأمن في جنوب اليمن، حيث شن التحالف العربي الخليجي بقيادة السعودية حرباً ضد الحوثيين وكلفت الولايات المتحدة أبو ظبي بمواجهة جماعات مثل تنظيم القاعدة في البلاد. وكانت النتيجة إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته شبه العسكرية بحلول عام 2017، حيث قال المبلغ عن المخالفات إن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي تم تدريبها على تنفيذ الاغتيالات.
وظهر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي مهزوزاً في مقابلته مع هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطاني، وفشل في درء الاتهامات الموجهة للإمارات والمجلس الانتقالي بتنفيذ الاغتيالات بمن فيهم أعضاء في القاعدة تم تجنيدهم لتنفيذ اغتيالات أئمة دعاة.
وبحسب محققين من منظمة ريبريف الحقوقية، فمن بين 160 عملية قتل نُفذت في اليمن بين عامي 2015 و2018، كان 23 فقط من القتلى على صلة بالإرهاب. وعلى الرغم من تكليف الإمارات بمكافحة الإرهاب، فقد ورد أنها قامت أيضًا بتجنيد أعضاء سابقين في تنظيم القاعدة لهذه القوة الأمنية، حيث كشف المبلغ عن المخالفات عن وثيقة تظهر 11 اسمًا لأعضاء سابقين في المجموعة يعملون الآن في المجلس الانتقالي الجنوبي.
ونفت الحكومة الإماراتية المزاعم الواردة في التقرير ووصفتها بأنها “كاذبة ولا أساس لها من الصحة”. كما أصرت على أن “الإمارات تصرفت بما يتوافق مع القانون الدولي المعمول به خلال هذه العمليات”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محلية
الهند عندها قوة نووية ماهي كبسة ولا برياني ولا سلته...
ما بقى على الخم غير ممعوط الذنب ... لاي مكانه وصلنا يا عرب و...
عملية عسكري او سياسية اتمنى مراجعة النص الاول...
انا لله وانا اليه راجعون ربنا يتقبله ويرحمه...
ان عملية الاحتقان الشعبي و القبلي الذين ينتمون اغلبيتهم الى...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الانتقالی الجنوبی تقریر خاص فی الیمن
إقرأ أيضاً:
إحاطة البنتاغون تكشف ورطة أمريكا في البحر الأحمر.. اليمن يفرض معركة استنزاف تعصف بجاهزية الأسطول الأمريكي
يمانيون | تحليل
في تطور بالغ الدلالة على حجم المأزق العسكري الذي تواجهه واشنطن في البحر الأحمر، كشفت إحاطة صحفية نادرة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تفاصيل صادمة، قدّمت للمرة الأولى اعترافاً صريحاً بحجم الاستنزاف الذي تتكبّده القوات الأمريكية في مواجهتها المفتوحة مع العمليات اليمنية المستمرة، والتي وصفتها الإحاطة بأنها “تستنزف الذخائر والأصول الاستراتيجية، وتُربك أولويات واشنطن العسكرية على امتداد الجغرافيا العالمية”.
الذخائر الأمريكية… نزيف يومي بلا أفق
أبرز ما ورد في الإحاطة هو الاعتراف بأن العمليات الأمريكية في البحر الأحمر تُصنَّف كـ”عمليات طارئة خارج جدول التخطيط العسكري”، مما يفرض على البنتاغون تخصيص تمويلات إضافية غير مدرجة في الميزانية العامة، لتغطية كلفة ضخمة تتمثل في استخدام صواريخ الاعتراض والذخائر الباهظة بشكل شبه يومي، في مواجهة الهجمات اليمنية المنهجية.
هذه الاعترافات تُعدّ أول إقرار رسمي بأن اليمن – كقوة غير نظامية – ينجح في فرض استنزاف مستمر ضد أقوى منظومة عسكرية في العالم، وهو ما يمثل سابقة خطيرة في تاريخ حروب ما بعد الحرب الباردة..
فبدلاً من حسم المعركة سريعاً كما راهنت واشنطن، تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة نزيف متواصل يبتلع الذخائر الدقيقة والموارد المالية الثقيلة، دون أن يلوح في الأفق أي انتصار ملموس.
الأسطول الأمريكي تحت الضغط.. إرهاق للقطع وتآكل للجاهزية
ولم تقتصر الإحاطة على جانب الذخائر، بل أكدت أن الأسطول الأمريكي البحري بات يعاني من ضغط عملياتي غير مسبوق، بفعل انتشار طويل ومستمر في البحر الأحمر وخليج عدن، هو الأطول منذ الحرب العالمية الثانية.
توضح الإحاطة أن السفن الأمريكية، عند عودتها من مهامها، تحتاج إلى عمليات صيانة شاملة تمتد لعدة شهور، ما يؤثر بشكل مباشر على جاهزيتها القتالية، ويُضعف قدرتها على الانتقال إلى جبهات أخرى ذات أولوية استراتيجية، كالمحيط الهادئ الذي كان محور الاهتمام الأمريكي في السنوات الأخيرة.
هذه الحقيقة تشير بوضوح إلى أن العمليات اليمنية نجحت – دون امتلاك أساطيل أو حاملات طائرات – في إعادة توزيع العبء العسكري الأمريكي قسراً، عبر استنزاف القطع البحرية في البحر الأحمر، وتعطيل مرونتها التشغيلية على المستوى العالمي، وهو ما قد يؤثر لاحقاً على توازن الردع في ملفات بعيدة جغرافياً كالصين وكوريا الشمالية.
البحر الأحمر.. من جبهة ثانوية إلى مركزية في العقيدة العسكرية الأمريكية
من دلالات التحوّل الاستراتيجي العميق، أن الإحاطة وضعت البحر الأحمر الآن في تصنيف “مسرح عمليات رئيسي”، متقدماً على المحيط الهندي ومنطقة الهند-الهادئ التي كانت محور أولويات البنتاغون منذ أكثر من عقد.
بكلمات أخرى، نجحت صنعاء في قلب معادلات التموضع العسكري الأمريكي، لتجعل من البحر الأحمر – الذي لطالما كان ممرّاً تجارياً ثانوياً في الحسابات الاستراتيجية – ساحة صراع أولى، تفرض على الولايات المتحدة إعادة توزيع قواتها، وتكريس موارد ضخمة للحفاظ على وجود دائم، هو في جوهره دفاعي وتكتيكي، وليس هجومي أو حاسم.
وهذا التحول هو إنجاز استراتيجي كبير لليمن، التي استطاعت بقوة صورايخها وطائراتها المسيرة، أن تفرض تغييراً في العقيدة العسكرية للقوة الأولى في العالم، وتجعلها في موقع رد الفعل المستمر، بدل المبادرة.
نزيف بلا رؤية.. لا حسم ولا أهداف واضحة
ورغم فداحة الأكلاف، جاءت الإحاطة خالية من أي تصور عملي للحسم أو تحقيق اختراق عسكري يعيد واشنطن إلى موقع السيطرة.
فقد تجنّبت تصريحات البنتاغون الحديث عن “نصر”، أو حتى عن تقليص العمليات اليمنية، بل شددت فقط على “ضرورة تأمين الموارد ومواصلة إدارة الصراع”، وهو ما يعكس إقراراً ضمنياً بأن معركة البحر الأحمر تحولت إلى نزاع طويل الأمد بلا ملامح واضحة للحسم.
ويعتبر هذا أحد أخطر مظاهر الورطة التي تواجهها واشنطن: إذ تنزف اقتصادياً وعسكرياً في جبهة لا تملك فيها أهدافاً محددة قابلة للقياس أو التحقّق، ولا حتى حليفاً يُعوّل عليه على الأرض، في ظل عجز حلفائها الإقليميين عن مواجهة القوات اليمنية أو تأمين الملاحة بشكل مستقل.
التعتيم والتكلفة الحقيقية.. جبل جليد لا يُكشف
على الرغم من أن الإحاطة قدّمت رقماً تقديرياً لبعض الكلفة، إلا أن الميزانية العسكرية الأمريكية تخضع لما يُعرف بـ “السرية العملياتية”، وهو ما يعني أن الرقم الحقيقي للنزيف المالي قد يكون أعلى بكثير مما أُعلن.
ويؤكد خبراء أن البنتاغون يتعمّد إخفاء الأرقام الحقيقية ليس فقط لحجب نجاح العمليات اليمنية، بل أيضاً لمنع الداخل الأمريكي من إدراك حجم الورطة التي تورّطت فيها البلاد.
هذا التعتيم المتعمد يجعل من الصعب على المؤسسات الرقابية الأمريكية والمجتمع المدني والصحافة تتبع مسار الأموال المهدورة على عمليات فاشلة، وهو ما يزيد من هشاشة الموقف السياسي والإعلامي للحكومة في الداخل، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
اليمن يعيد تعريف مفهوم الردع
من الواضح أن ما يحدث في البحر الأحمر لم يعد مجرد مناوشات مع سفن تجارية، بل هو تغيير جذري في موازين الردع.. اليمن، الذي لم يكن محسوباً على قائمة القوى البحرية، أصبح اليوم يفرض على واشنطن واحدة من أعقد المعارك العسكرية غير التقليدية، ويدفعها إلى تبديد مواردها دون أن يحقق لها ذلك مكاسب سياسية أو ميدانية.
وباتت القوات المسلحة اليمنية تُنظر إليها من قبل البنتاغون كـ”خصم استراتيجي”، يملك قدرة فريدة على خوض حروب استنزاف طويلة، ضمن بيئة بحرية معقدة، دون الحاجة إلى قواعد عسكرية خارجية أو حلفاء إقليميين، وهو ما يعيد تعريف مفهوم الردع في القرن الحادي والعشرين.
الخلاصة:
إحاطة البنتاغون لم تكن مجرد تقرير تقني، بل شهادة علنية على أن الولايات المتحدة تواجه مأزقاً عسيراً في البحر الأحمر، حيث تخوض حرب استنزاف بلا نهاية، أمام خصم صاعد يُجيد اللعب تحت ضغط، ويُحسن استغلال نقاط ضعف أضخم آلة عسكرية في التاريخ.
المعادلة اليوم باتت واضحة: اليمن لا يواجه أمريكا من موقع الندية المادية، بل من موقع الإرادة والتكتيك طويل النفس، وهذا ما يجعل من البحر الأحمر مختبراً مفتوحاً لانهيار كثير من الأساطير العسكرية الأمريكية.