رويترز: سفن تجارية تنتحل هويات روسية وصينية للتمويه على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
كشفت وكالة "رويترز" عن لجوء عشرات السفن الغربية إلى حيلة غير مسبوقة للتمويه، تتمثل في انتحال هويات روسية وصينية لتفادي الاستهداف، في مؤشر جديد على هشاشة الأمن البحري في المنطقة وتنامي المخاطر المرتبطة بالممرات الدولية.
وأفاد تقرير للوكالة، نقلًا عن شركة "ويندوارد" المتخصصة بتحليل المخاطر البحرية، أن 55 سفينة بثّت أكثر من 100 إشارة تعريف مزيفة خلال الفترة من 12 إلى 24 يونيو الجاري، تضمنت ادعاءات مثل "مملوكة للصين" أو "تنقل خامًا روسيًا"، في محاولة للتحايل على التهديدات الحوثية المتصاعدة.
وبالإضافة إلى تغيير بيانات التعريف، رصد التقرير قيام بعض السفن ببث رسائل سياسية غير معتادة عبر نظام AIS (التعريف التلقائي)، من بينها سفينة ترفع علم بنما بثّت رسالة تقول: "جميع الصينيين من كراتشي أعضاء في حزب العمال الكردستاني"، وسفينة أخرى تحت علم سنغافورة بثّت عبارة: "لا علاقة للسفينة بإسرائيل"، في محاولة للنجاة من الهجمات المرتبطة بالتحالفات الغربية.
وعلّق أمي دانييل، الرئيس التنفيذي لشركة "ويندوارد"، بأن استخدام مثل هذه الرسائل السياسية في بيانات السفن أمر "غير معتاد" في قطاع الشحن، ويعكس حجم التهديدات التي فرضت سلوكًا جديدًا على المشغلين البحريين.
تزايد التوتر الإقليمي.
يأتي هذا التصعيد البحري في سياق توتر إقليمي أوسع، إذ تزامن مع تهديدات إيرانية بإغلاق مضيق هرمز، في حال نفذت الولايات المتحدة ضربات ضد منشآت نووية داخل إيران.
وأشارت تقارير إلى أن البرلمان الإيراني وافق على خطة بهذا الشأن، بانتظار مصادقة المجلس الأعلى للأمن القومي.
ويُنظر إلى إيران كالداعم الرئيسي لمليشيا الحوثي، التي استخدمت الهجمات البحرية مؤخرًا كأداة ضغط جيوسياسي، تجاوزت حدود دعمها المعلن للقضية الفلسطينية، لتستهدف السفن المرتبطة بدول غربية وإسرائيل، وفق مراقبين.
وفي محاولة لتأمين التجارة العالمية، يواصل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة فرض عقوبات متزايدة على شبكات الشحن الروسية، إذ أضاف الاتحاد الأوروبي في مايو الماضي 189 سفينة إلى "القائمة السوداء"، متهمًا موسكو بتسيير "أسطول ظل" لتجاوز العقوبات. وردّت موسكو بوصف تلك الإجراءات بـ"القرصنة البحرية"، ولوّحت بإمكانية استخدام قواتها البحرية لحماية الملاحة الدولية.
يُظهر هذا التحول في سلوك السفن التجارية، من بث إشارات تضليلية إلى إرسال رسائل سياسية، مدى التهديد الذي باتت تشكله المليشيا الحوثية المدعومة من إيران على الملاحة الدولية، وسط عجز واضح للجهود الدولية في ردعها بشكل حاسم.
ويبدو أن تصاعد هذا النمط من التهديد سيستمر في تعقيد المشهد البحري، لا سيما مع دخول أطراف دولية كروسيا في خط الأزمة، ما ينذر بمزيد من التوتر في أحد أهم الممرات البحرية العالمية.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
كنز في أعماق البحر.. غواصون يعثرون على عملات بقيمة مليون دولار| ما القصة؟
في مشهد يستحضر أساطير البحر وقصص القراصنة، تمكن فريق من الغواصين المتخصصين في انتشال حطام السفن من العثور على كنز إسباني مفقود منذ أكثر من ثلاثة قرون، قدرت قيمته بنحو مليون دولار، وذلك قبالة ما يعرف بـ"ساحل الكنز" في ولاية فلوريدا الأميركية.
اكتشاف استثنائيوأعلنت شركة 1715 Fleet – Queens Jewels LLC، المسؤولة عن عمليات التنقيب، أن الغواصين انتشلوا أكثر من ألف قطعة نقدية ذهبية وفضية، يعتقد أنها ضربت في مستعمرات إسبانيا القديمة في بوليفيا والمكسيك وبيرو خلال أوائل القرن الثامن عشر.
وقال سال جوتوسو، مدير العمليات في الشركة، إن "هذا الاكتشاف لا يمثل مجرد كنز مادي، بل هو نافذة على التاريخ. كل عملة تحكي قصة الحرفيين الذين سكوها، والتجار الذين حملوها، والبحارة الذين فقدوها في العاصفة".
قوانين صارمة لحماية التراثوتخضع عمليات البحث في فلوريدا لقوانين دقيقة، إذ تعتبر جميع الكنوز أو الآثار المكتشفة في المياه الإقليمية ملكا للولاية، بينما يسمح للشركات المرخصة بالتنقيب وفق شروط محددة.
وبحسب القوانين، تحتفظ السلطات بما يقارب 20% من القطع المكتشفة لاستخدامها في الأبحاث أو عرضها في المتاحف العامة.
ذاكرة مطمورة منذ 1715ويرتبط الكنز المكتشف بغرق أسطول إسباني ضخم كان يبحر من "العالم الجديد" محملاً بالذهب والمجوهرات في 31 يوليو 1715 لكن اعصار مدمر ضرب السفن قبالة سواحل فلوريدا، لتغرق كاملة وتتحول المنطقة الممتدة بين ملبورن وفورت بيرس إلى مصدر أساطير لا تنتهي عن الكنوز المدفونة.
وخلال العقود الماضية، أسفر التنقيب في تلك المنطقة عن العثور على ملايين الدولارات من العملات والمجوهرات التي تعود إلى الإمبراطورية الإسبانية، إلا أن اكتشاف أكثر من ألف قطعة دفعة واحدة يعد من أندر وأهم الاكتشافات.
وختم جوتوسو بقوله: "ما نقوم به ليس مجرد بحث عن ثروة، بل محاولة لاستعادة ذاكرة البحر، فالأسرار المدفونة منذ أكثر من 300 عام لا تزال تنتظر من يكشف عنها".