بقلم: إسماعيل الحلوتي

من المؤكد أن قناعة كبرى تشكلت ليس فقط لدى فئات عريضة من الشعبين الشقيقين الجزائري والمغربي، بل كذلك في أوساط عدة شعوب أخرى عربية وأجنبية، بألا شيء يشغل بال النظام العسكري الجزائري الفاسد، عدا مواصلة استفزاز المغرب عبر تلفيق الاتهامات الباطلة له ومعاكسته في وحدته الترابية، سعيا منه إلى محاولة إضعافه وزعزعة استقراره، ناهيكم عن رصد عائدات النفط والغاز لدعم جبهة البوليساريو الانفصالية بالمال والسلاح والدبلوماسية، عوض الانشغال بتحقيق إقلاع اقتصادي وتوفير العيش الكريم والعدالة الاجتماعية للشعب الجزائري التواق للحرية.

..

ذلك أن كابرانات العسكر بقيادة السعيد شنقريحة ومعهم الرئيس المعين عبد المجيد تبون، وكسابقيهم أبوا إلا أن يجعلوا من استعداء المغرب والتآمر عليه عقيدة عسكرية ومدنية، لا يستطيعون التخلص منها ما لم يقم نظام مدني ديمقراطي يقطع مع هذا الحكم العسكري البائد ويعيد القرار السياسي للشعب الجزائري. حيث أنهم يسخرون كل إمكانيات الدولة في اتجاه إلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه المصيرية والترويج لأطروحة الانفصال على المستويين الداخلي والخارجي، وفي ذات الوقت يدعون الحياد ويرفضون بشدة الاستجابة لدعوات مبعوث الأمم المتحدة من أجل إنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ويتجدد الحديث هنا عن حقدهم الدفين على المغرب، لتماديهم في استهدافه ومحاولة تشويه صورته، في سياق السعي المتكرر والدائم لأبواقه المأجورة ووكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للمس بمؤسساته الوطنية، وإلا ما كانت هذه الأخيرة لتتورط ثانية في ترويج أخبار زائفة ومغلوطة، اعتمادا على تصريحات مواطن مغربي "خائن"، وهي على علم بأن القضاء الإيطالي أدانه بارتكاب عمليات نصب واحتيال، عندما سارعت يوم 16 يناير 2024 إلى نشر قصاصة بعنوان: "كبار المسؤولين الأمنيين بالمغرب محل مذكرة توقيف دولية"

فمهما حاول النظام الجزائري المستبد التملص من مسؤولياته فيما يجري من مناورات مكشوفة ضد وحدة المغرب الترابية، لا يمكن له بأي حال إخفاء استراتيجيته العدائية، وطالما تقاطعت في هذا الإطار مصالحه وأطماعه التوسعية مع مصالح القوى الدولية المتربصة ببلدان إفريقيا والطامعة في خيراتها، وبالأخص في بلدان منطقة الساحل والصحراء، ولا غرو في أنه لا يتأخر في التواطؤ مع التنظيمات الإرهابية، بغرض خدمة أجندات تلك الدول التي تبرر تدخلاتها العسكرية في المنطقة بمحاربة الإرهاب.

وإضافة إلى ما سلف ذكره، وعلى عكس المغرب الذي يحرص دوما على تطوير علاقاته الاقتصادية والتجارية مع الدول الإفريقية على قاعدة رابح-رابح، فإن "كابرانات" العسكر في الجزائر يصرون على تقديم أموال طائلة ورشاوى لحكومات إفريقية دون أن يكون هناك من علاقات تجارية تربطها بالجزائر، ويركزون في مخططاتهم على الاستثمار في فقر وضعف حكام تلك الدول الإفريقية بدعم الانفصال والإرهاب، بهدف انتزاع اعترافاتها بالكيان الصحراوي الوهمي، حيث أنهم فضلا عن كونهم لا يتورعون عن تبديد أموال الشعب الجزائري في تسليح وتمويل ميليشيا البوليساريو الانفصالية والإرهابية، يقومون أيضا بدفع الإعلام المأجور وبعض الهيئات المتاجرة بحقوق الإنسان إلى تكثيف الجهود نحو عرقلة جهود المغرب الدبلوماسية الموفقة ومساره التنموي الناجح.

فقد بلغ حقد "الكابرانات" على المغرب ورموزه حد تدريس الضباط والجنود في الأكاديميات والمدارس العسكرية إيديولوجية تقوم على كره المغرب، باعتباره عدوا خطيرا يهدد أمن واستقرار الجزائر. وتمادي الدبلوماسية الجزائرية في ربط القضية الفلسطينية بالنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، تحت ذريعة نصرة القضايا "العادلة"، حيث لا يكفون عن استغلال فرص الاجتماعات في المحافل الدولية وتحويلها إلى منابر للترويج لمواقفهم العدائية تجاه المملكة المغربية، وهي محاولات كثيرا ما جوبهت بتصد صارم من لدن الدبلوماسية المغربية اليقظة والناجحة، التي ما انفكت تعمل على كشف المناورات الجزائرية ودحض زيف الادعاءات والمغالطات الهادفة إلى المس بسيادة المغرب على صحرائه، كما تعترف بذلك عديد الدول عبر العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية...

وحسنا فعل العاهل المغربي محمد السادس بتجاهله النظام العسكري الجزائري الحاقد في خطبه الأخيرة، بعد أن لم تجد معه نفعا سياسة اليد الممدودة في إعادته إلى جادة الصواب وطي صفحة الخلافات، وتبين له بأنه يعاني من مرض عضال تجاه المغرب وأنه لا أمل في الشفاء منه، ما لم يعمل الشعب الجزائري الأبي على إقامة حكم مدني يعود فيه القرار السياسي له.

فالمغرب أقوى من أن تهزه استفزازات "كابرانات" الجزائر ولن يتفاوض أبدا حول مغربية الصحراء، ويسعى فقط إلى إيجاد حل سلمي للنزاع المفتعل، وعلى أساس مبادرة الحكم الذاتي في إطار السيادة المغربية كأرضية وحيدة للنقاش، وما علينا سوى تجاهل ضجيج الأبواق المسخرة والإعراض عن أقوال السفهاء التي لن تقودهم إلا إلى مزيد من الإفلاس والعزلة، عملا بقول الإمام الشافعي:

إذا نطق السفيه فلا تجبه،،، فخير من إجابته السكوت

فإن كلمته فرجت عنه،،، وإن خليته كمدا يموت

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

الإمارات تُقصي الجزائر وتتأهل لمواجهة المغرب في نصف نهائي كأس العرب

#سواليف

#خطف #المنتخب_الإماراتي #بطاقة_التأهل إلى #الدور_نصف_النهائي لبطولة #كأس_العرب لكرة القدم، بعد فوزه على حامل اللقب، منتخب #الجزائر، بركلات الترجيح بعد انتهاء الأشواط الأصلية والإضافية بالتعادل الإيجابي (1-1).
وشهدت المباراة، التي امتدت لأكثر من 120 دقيقة على ملعب البيت، إثارة كبيرة وتبادلاً في السيطرة والأهداف.
افتتحت الجزائر التسجيل في الدقيقة 46 من الشوط الثاني بعد أن تابع عادل بولبينة تسديدة زميله ياسين إبراهيمي مسجلاً هدف التقدم.
نجحت الإمارات في إدراك التعادل في الدقيقة 64 عن طريق برونو بعد صناعة من كايو.
استمر التعادل (1-1) حتى نهاية الشوط الأصلي، لتمتد المباراة إلى شوطين إضافيين شهدت محاولات خطيرة من الجانبين، خاصة من الجزائر التي كادت أن تحسم اللقاء لولا تصدي الحارس الإماراتي لتسديدة بوشهاب القوية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني.

وبلغ الفريقان ركلات الترجيح، التي ابتسمت لمنتخب “الأبيض” الإماراتي، ليتأهل إلى المربع الذهبي.

موعد مع المغرب:

مقالات ذات صلة رغم إصابته.. الركراكي يضم حكيمي إلى قائمة كأس إفريقيا 2025/12/13

بهذا الفوز، ضرب المنتخب الإماراتي موعداً قوياً مع منتخب المغرب في الدور نصف النهائي لبطولة كأس العرب.

مقالات مشابهة

  • محاربو الصحراء يودّعون كأس العرب 2025: الإمارات تقضي على الجزائر والأردن يتأهل لنصف النهائي
  • الإمارات تُقصي الجزائر وتتأهل لمواجهة المغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • موعد مباراة الإمارات والمغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • الإمارات تهزم الجزائر وتضرب موعداً مع المغرب في نصف نهائي كأس العرب
  • عشية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين.. قيس سعيّد يستقبل رئيس الحكومة الجزائرية
  • الجزائر وتونس يختتمان المنتدى الاقتصادي الجزائري التونسي ويدعمان الشراكات المستقبلية
  • نصف النهائي يا «الأبيض».. منتخبنا يسعى لترويض «محاربو الصحراء» في كأس العرب
  • اعتراف دولي جديد.. اليونسكو تثبت القفطان كعنصر أصيل في التراث الجزائري
  • في ربع نهائي كأس العرب.. الأخضر يواجه فلسطين.. والمغرب تصطدم بسوريا
  • مقتل 22 شخصاً إثر انهيار بنايتين متجاورتين في مدينة فاس المغربية