جدد البيت الأبيض، الخميس، امتنانه لقطر، التي عملت كوسيط رئيسي في المحادثات بشأن إطلاق سراح الأسرى المحتجزين لدى حركة "حماس" في غزة، بعد تسجيل مسرب منسوب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وهو يصف الدوحة بأنها "إشكالية".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، في بيان: "قطر شريك رئيسي في المنطقة، ونحن ممتنون لدعمهم جهودنا المستمرة لمحاولة إخراج الرهائن (الأسرى) من غزة ولم شملهم مع عائلاتهم".

ورفض كيربي التعليق على التسجيل، خلال نقاش مع الصحفيين في وقت سابق، وقال إن الولايات المتحدة "ستواصل العمل على التوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن".

وكان كبير مستشاري البيت الأبيض ومنسق شؤون الشرق الأوسط بريت ماكجورك، في الدوحة لإجراء محادثات الأربعاء.

اقرأ أيضاً

تسريبات نتنياهو عن قطر تثير أزمة في إسرائيل.. ماذا قالت عائلات الأسرى والرقابة العسكرية؟

ومن المتوقع أن يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ويليام بيرنز قريبا برئيس الوزراء القطري ومدير الاستخبارات المصرية وكذلك مدير الموساد الإسرائيلي كجزء من المحادثات المستمرة بشأن الأسرى.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إنه ليس لديها تعليق على التصريحات المسربة المنسوبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن واشنطن أشادت بدور الدولة الخليجية في التوسط في الحرب في غزة.

وقال نائب المتحدث الرئيسي فيدانت باتيل، لـCNN: "ما يمكنني قوله بشكل عام هو إن قطر شريك كبير وشامل فيما يتعلق بعملنا المستمر في المنطقة. لقد لعبوا دورا لا يمكن الاستغناء عنه في الجهود المستمرة لإطلاق سراح الرهائن، كما يواصلون لعب دور حاسم في العمل المستمر لضمان تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وأردف: "أملنا هو أن يستمر هذا العمل المهم... لم نتراجع عن كلماتنا حول مدى أهمية إطلاق سراح كل رهينة، وكل أمريكي مجهول المصير أو محتجز كرهينة من قبل حماس. وهذا شيء سنواصل العمل عليه بالتنسيق الوثيق مع شركائنا في قطر بالطبع".

ويعتقد أن ما لا يقل عن ستة إسرائيليين أمريكيين مزدوجي الجنسية ما زالوا من بين الأسرى الأحياء. 

المصدر | متابعات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر أمريكا إسرائيل نتنياهو غزة

إقرأ أيضاً:

يديعوت أحرونوت تستدعي تصريحات للسنوار بعد حديث نتنياهو عن حظر القائمة العربية الموحدة

أعادت تصريحات قديمة لزعيم حركة حماس في غزة، الراحل يحيى السنوار، إحياء الجدل داخل الاحتلال الإسرائيلي بعدما وضعتها التطورات السياسية الأخيرة في واجهة النقاش العام، إذ كان السنوار قد شن في عام 2022 هجوما لاذعا على حزب القائمة العربية الموحدة ووجوده في الائتلاف الحكومي آنذاك، واعتبر ذلك مدخلا للهجوم على الحرم القدسي، ووصف رئيس الحزب منصور عباس بأنه “أبو جهل العصر الحديث”. 

وترى صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية٬ أن هذه الرسائل كانت تهدف إلى تفجير الساحة الداخلية٬ وهو ما لم يتحقق سابقا، لكن الظروف الحالية قد تجعل السيناريو أقرب إلى التحقق، في ظل المسار الذي يدفع إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

وتشير الصحيفة إلى أن العام الماضي شهد نمطا متكررا في صياغة القرارات الاستراتيجية داخل الاحتلال الإسرائيلي، حيث يطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبادرة كبرى ثم يتراجع عنها، بينما تبقى المؤسسة الإسرائيلية ماضية في تنفيذها. حدث ذلك عندما طرح ترامب رؤية “ريفييرا متوسطية” في غزة خلال عملية الإبادة٬ وهي رؤية اختفت من الخطاب الأمريكي لاحقا، فيما احتفظت وزارة الحرب الإسرائيلية بإدارة كاملة أنشئت لتنفيذ المشروع رغم اختفائه من واشنطن.

هذا النمط ــ وفق الصحيفة ــ عاد بعد توقيع ترامب أمرا رئاسيا يقضي بدراسة تصنيف فروع جماعة الإخوان المسلمين في مصر والأردن ولبنان كـ“منظمات إرهابية”، بزعم دعمها المباشر لحماس وتعاطفها مع هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر. 

وتوضح يديعوت أحرونوت أن فكرة التصنيف ليست جديدة، إذ طرحت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر، وتناولها ترامب في ولايته الأولى دون تنفيذ، لكن تأثير قرار مشابه صدر في ولاية تكساس مؤخرا إضافة إلى ضغوط عربية معادية للجماعة، خاصة من مصر والسعودية والإمارات والأردن، عجل بطرح الملف مجددا.

وتلفت الصحيفة إلى أن القرار الأمريكي تجاهل عمدا وجود الإخوان في دول ترتبط بعلاقات وثيقة مع واشنطن، وأبرزها تركيا التي تشكل فيها الحركة قاعدة سياسية للحزب الحاكم، وقطر التي تستضيف قيادات بارزة منها. 

ويرى الباحثان ماثيو ليفيت ومايكل جاكوبسون من معهد واشنطن أن الأولوية بالنسبة للولايات المتحدة يجب أن تكون ملاحقة الكيانات المحسوبة على الإخوان في الغرب، والتي تحول أموالا إلى حماس، إضافة إلى فروع تمارس نشاطا عسكريا ضد الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسها الجماعة الإسلامية في لبنان التي يصفانها بأنها متورطة في إطلاق الصواريخ ومتصلة بحماس وحزب الله.


وبينما تنشغل واشنطن في نقاشات التصنيف، سارعت تل أبيب إلى توظيف الحدث داخليا. ففي خطاب حديث، أعلن نتنياهو أن إسرائيل “حظرت بالفعل بعض فصائل الإخوان، وتعمل على استكمال العملية قريبا”، في إشارة مباشرة ـ كما توضح الصحيفة ـ إلى الفصيل الجنوبي للحركة الإسلامية الذي تمثله سياسيا “القائمة العربية الموحدة” بقيادة منصور عباس. 

وتضيف يديعوت أحرونوت أن نتنياهو يسعى إلى “سرقة الانتخابات” عبر إلغاء شرعية الموحدة ومنعها من المشاركة، الأمر الذي سيقوض تمثيل الفلسطينيين في الداخل ويضرب البنية الديمقراطية.

وينقل التقرير عن منصور عباس قوله إن نتنياهو يعمل وفق خطة ثلاثية تستهدف حظر الجمعيات العربية ثم الفصيل الجنوبي للحركة الإسلامية وصولا إلى منع “الموحدة” من خوض الانتخابات. ويؤكد أن هذه الإجراءات ستضعف المجتمع العربي وتعزله، وأن الحزب يتحرك للتواصل مع مسؤولين يهود أمريكيين يقدرون حجم الضرر المتوقع على صورة إسرائيل الدولية. 

وتشير الصحيفة إلى أن الحملة تتركز على جمعية “إغاثة 48” التابعة للفصيل الجنوبي، والتي اتهمت بتحويل أموال لجمعيات محسوبة على حماس، بينما يؤكد عباس أن كل الوثائق اللازمة قدمت للشاباك والمستشارة القضائية وأن الجهات المتعامل معها كانت تابعة للسلطة الفلسطينية.

ويحاول قادة الفصيل الجنوبي دحض الاتهامات المتعلقة بارتباطهم بالإخوان، ويؤكد الشيخ صفوت فريج أن الحركة تلتزم بالشريعة والقانون معا وفقا لمبدأ أسسه الشيخ عبد الله نمر درويش، وليست جزءا من الإخوان سياسيا أو تنظيميا. 

أما منصور عباس فيوضح أن “التقية” التي يدعي البعض استخدامها غير قائمة أصلا، ولو كانت موجودة لما كانت الحركة ممثلة في الكنيست، مؤكدا أن الحركة الإسلامية في الداخل حركة محلية لا تنتمي إلى مشروع “الخلافة”.

وفي سياق متصل، تعود الصحيفة إلى تصريحات السنوار عام 2022 حين اتهم “الموحدة” بأنها مهدت للهجوم على الأقصى، وتبرز كيف أن منصور عباس اتخذ موقفا حادا خلال الحرب الحالية بإدانة هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر٬ ورفضه لأي محاولة لإنكار المجزرة، في محاولة لإعادة تعريف موقع حزبه سياسيا وسط المناخ المتوتر.


وتحذر يديعوت أحرونوت من أن إقصاء “الموحدة” قد يدفع تل أبيب نحو انفجار داخلي يعيد إلى الواجهة سيناريوهات خطيرة سبق أن سعى السنوار لتحقيقها، أبرزها إشعال الداخل الإسرائيلي. وتشير إلى أن العلاقات بين العرب واليهود تشهد تدهورا حادا، إذ كشف استطلاع أن 75 بالمئة من العرب يشعرون بأن علاقاتهم باليهود تدهورت بسبب الحرب، فيما ما يزال 73 بالمئة يؤيدون مشاركة حزب عربي في الحكومة. ومع ازدياد أحداث العنف، ووصول عدد القتلى العرب هذا العام إلى 235، تبدو الساحة الداخلية مهيأة لاضطرابات عميقة.

وتشير الصحيفة إلى أن أحزاب الوسط التي كانت جزءا من حكومة التغيير باتت تتردد في التعاون مع الأحزاب العربية، أملا في ظهور “عرب مدجنين”، وهو ما يصفه الشيخ فريج بأنه وهم سياسي لا يستند إلى الواقع. وتخلص يديعوت أحرونوت إلى أن حظر “الموحدة” سيقوض مسار دمج المواطنين العرب، ويضعف الاستقرار الداخلي، ويفتح الباب أمام موجة غضب واسعة، ويقدم “هدية مجانية” للسنوار الذي طالما سعى إلى تفجير الساحة الداخلية. 

وتختتم بالتحذير من أن تجاهل تطلعات العرب إلى الاندماج قد يقود الاحتلال الإسرائيلي إلى صدام مفتوح، في وقت تحتاج فيه إلى شراكات سياسية واجتماعية مستقرة تعزز بنيتها الداخلية بدلا من دفعها نحو مزيد من الانقسام.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإسرائيلي: سأنظر بدقة إلى طلب العفو المقدم من نتنياهو
  • العدو الإسرائيلي يصدر أوامر اعتقال إداري بحق 35 أسيراً فلسطينياً
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: نهاية محاكمة نتنياهو أمر جيد للبلاد
  • مركز حقوقي: تقرير لجنة مناهضة التعذيب انحياز فاضح للعدو الإسرائيلي ويُسيء لمنظومة العدالة الدولية
  • وزير الدفاع الإسرائيلي عن عفو نتنياهو: نحتاج إلى قيادة موحدة تركز على التهديد الاستراتيجي
  • نتنياهو يطلب عفواً رسمياً من الرئيس الإسرائيلي
  • نتنياهو يُقدّم طلبًا للرئيس الإسرائيلي للعفو عنه .. وهذا نصه
  • رئيس جامعة الأزهر: بناء الإنسان مشروع وطني والإعلام الدعوي شريك أساسي
  • فنزويلا تهاجم تصريحات ترامب وتصفها بأنها تعكس نزعات استعمارية تجاه أمريكا اللاتينية
  • يديعوت أحرونوت تستدعي تصريحات للسنوار بعد حديث نتنياهو عن حظر القائمة العربية الموحدة