محكمة العدل الدولية ستصدر قرارا أوليا في شكوى تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة في غزة
تاريخ النشر: 26th, January 2024 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
من المنتظر أن تصدر محكمة العدل الدولية الجمعة قرارا أوليا حول إجراءات طارئة طالبت بها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، ضمن تتهمها فيها بارتكاب "إبادة جماعية" في قطاع غزة، حكم يلقى ترقبا شديدا في أنحاء العالم.
وقد تأمر أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة تل أبيب بوقف حملتها العسكرية ضد حماس، منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته عليها الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول، أو بالسماح بدخول مساعدات إنسانية.
لكن المحكمة لن تبت الجمعة في جوهر الدعوى حول ما إذا كانت إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية"، بل ستكتفي بإصدار قرار حول تدابير عاجلة قبل النظر في صلب القضية التي سيستغرق الفصل فيها سنوات.
وكانت بريتوريا الدعوى رفعت متهمة الدولة العبرية بانتهاك الاتفاقية الأممية لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، المبرمة في 1948 كرد عالمي على محرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.
في السياق، قالت خبيرة القانون الدولي في جامعة جنوب أفريقيا جولييت ماكينتاير إنه في الوقت الحاضر "لا تحتاج جنوب أفريقيا لأن تثبت أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية". وتابعت: "عليها فقط أن تثبت أن هناك خطرا معقولا بوقوع إبادة جماعية".
بدورها، أوضحت عادلة هاشم المحامية من وفد جنوب أفريقيا إلى المحكمة خلال جلسات سابقة هذا الشهر أنه "لا يتم الإعلان مسبقا عن الإبادات، لكن أمام هذه المحكمة أدلة تم جمعها خلال الأسابيع الـ13 الماضية تُظهر بصورة لا تقبل الشك نمطا من السلوك والنوايا يبرر الادعاء المعقول بارتكاب أعمال إبادة".
"أهمية تسليط الضوء على "مصير الأبرياء في فلسطين"وقبل انعقاد الجلسة الجمعة، أعربت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور عن "أمل" بلادها مؤكدة على أهمية تسليط الضوء على "مصير الأبرياء في فلسطين".
وأثارت القضية استياء شديدا في إسرائيل حيث رأى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو "إنه عالم انقلب رأسا على عقب"، فيما أكد تال بيكر كبير محامي الدفاع عن إسرائيل أمام المحكمة أنه "إن كانت وقعت أعمال يمكن وصفها بالإبادة، فهي ارتكبت في حقّ إسرائيل".
والأوامر الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تبت في النزاعات بين الدول، مبرمة وملزمة قانونا، لكن المحكمة لا تملك أي وسيلة لتنفيذ أحكامها. وهي أمرت على سبيل المثال روسيا بوقف هجومها على أوكرانيا.
وألمح نتانياهو إلى أنه لن يكون ملزما تنفيذ قرار المحكمة، مؤكدا "لن يوقفنا أحد، لا لاهاي، ولا محور الشر ولا أي جهة أخرى"، في إشارة إلى فصائل "محور المقاومة" المتحالفة مع إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن.
في المقابل، تعهدت حماس الخميس الالتزام بوقف إطلاق النار في حال أصدرت محكمة العدل الدولية قرارا بذلك، بشرط التزام إسرائيل به أيضا.
ما هي تبعات قرار محكمة العدل الدولية؟وفي حال قضت المحكمة بوجود خطر وقوع "إبادة جماعية" في غزة فعلا، فقد يكون لذلك تبعات جيوسياسية. وقالت ماكينتاير: "من الأصعب بكثير أن تواصل دول أخرى دعم إسرائيل بمواجهة طرف ثالث محايد يعتبر أن هناك خطر وقوع أبادة جماعية".
وأضافت ماكينتاير: "قد تسحب دول دعمها العسكري أو أي دعم آخر لإسرائيل لتفادي ذلك"، مشيرة أيضا إلى الوطأة الرمزية "الهائلة" لأي قرار يصدر في حق إسرائيل بموجب اتفاقية منع الإبادة، على ضوء تاريخ الدولة العبرية.
وأقرت بريتوريا بـ"ثقل المسؤولية" في اتهامها إسرائيل بـ"الإبادة الجماعية"، لكنها أكدت أنها ملزمة احترام واجباتها عملا بالاتفاقية.
واندلعت الحرب بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة إثر هجوم الحركة الذي أسفر عن مقتل 1140 شخصا معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة الأنباء الفرنسية يستند إلى أرقام رسميّة إسرائيلية.
وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصا لا يزال 132 منهم محتجزين في قطاع غزة، بحسب السلطات الإسرائيلية. ويرجح أن 28 على الأقل منهم لقوا حتفهم.
وردت إسرائيل متعهدة القضاء على حماس، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف مدمر أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر/كانون الأول، ما أسفر عن سقوط 26083 قتيل معظمهم من النساء والأطفال، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الجمعة، مشيرة إلى إصابة 64487 شخصا بجروح، فيما لا يزال كثيرون تحت الأنقاض ولا يمكن لفرق الإسعاف الوصول إليهم.
فرانس24/ أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: كأس الأمم الأفريقية 2024 الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج محكمة العدل الدولية جنوب أفريقيا إبادة جماعية تل أبيب بنيامين نتانياهو الحرب بين حماس وإسرائيل غزة إبادة جماعية محكمة العدل الدولية جنوب أفريقيا حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل فلسطينيون كرة القدم كأس الأمم الأفريقية 2024 للمزيد منتخب المغرب وليد الركراكي الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا محکمة العدل الدولیة جنوب أفریقیا إبادة جماعیة
إقرأ أيضاً:
أولمرت يتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في الضفة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، اليوم الخميس، إن المستوطنين الإسرائيليين يرتكبون يوميا "جرائم حرب" بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح أولمرت لإذاعة إسرائيلية محلية أنه "لن يسكت عن هذا، فهذه ليست إسرائيل التي أؤمن بها"، حيث ترتكب "جرائم حرب يوميا في الضفة الغربية، ولن أسكت عنها".
وهاجم أولمرت مجموعة شبان التلال الاستيطانية قائلا "يوميا تُشنّ حملة قتل واضطهاد مروعة في الضفة على يد "شبان الرعب"، وهي جماعة كبيرة مدعومة من الحكومة".
وكان أولمرت قد اتهم في يوليو/تموز الماضي جيش الاحتلال وشرطته بالمسؤولية عن جرائم جماعة "شبان التلال" الاستيطانية المتطرفة، حيث تقوم الشرطة "بغض الطرف عنها (وعن جرائمها) وإهمال الجيش واجبه".
وأكد أولمرت -في مقابلة مع القناة 13 الإسرائيلية- أن اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا في الضفة الغربية، في حين ترتكب جماعة شبان التلال جرائم حرب.
وأفادت تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية ودولية بأن مجموعة شبان التلال مسؤولة عن عمليات قتل وتدمير ممتلكات وأشجار ومصادرة أراضي فلسطينية في الضفة المحتلة.
وجماعة "شبان التلال" مجموعة شبابية استيطانية ذات توجه يميني متطرف، نشأت عام 1998، وتؤمن بوجوب إقامة دولة يهودية على "أرض إسرائيل الكبرى"، بعد طرد جميع الفلسطينيين منها.
ويقيم معظم أعضاء المجموعة في بؤر استيطانية بالضفة المحتلة ويرفضون إخلاءها، وينفذون هجمات باستمرار ضد الفلسطينيين، ومنهم انطلقت نواة جماعة "تدفيع الثمن" الاستيطانية المتطرفة.
ويقيم أكثر من 700 ألف مستوطن في مئات المستوطنات بالضفة المحتلة، وهم يرتكبون جرائم يومية بحق المواطنين الفلسطينيين بهدف تهجيرهم قسريا.
وكثفت إسرائيل جرائمها في الضفة المحتلة، وبينها اعتداءات وتهجير ومصادرة أراضٍ وتوسع استيطاني، تمهيدا لضم الضفة إليها.
إعلانومنذ أن بدأت حرب الإبادة الجماعية بقطاع غزة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، صعّدت إسرائيل عبر الجيش والمستوطنين اعتداءاتها على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم في الضفة المحتلة.
واستشهد برصاص جيش الاحتلال والمستوطنين بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما لا يقل عن 1093 فلسطينيا، وأصيب نحو 11 ألفا، إضافة لاعتقال حوالي 21 ألفا، بحسب معطيات رسمية فلسطينية.