هلال نصّار

 

بعد فشل العملية العسكرية في مخيم جنين مؤخراً، الأنظار الصهيونية اتجهت إلى تفعيل ملف الاغتيالات من جديد وتصفية الشخصيات الداعمة للخلايا النائمة والذئاب المنفردة في أحياء ومخيمات الضفة الغربية، حتى كادت المنظومة الاستخبارية في حالة هوس أمني من الأحداث الميدانية وردات الفعل حول جرائم جيش الاحتلال البشعة بحق أهلنا وشعبنا فتتربص عيون الشاباك والموساد للشخصيات القيادية المُوجِهة لتلك المجموعات والخلايا والكتائب المُشَكّلة بالضفة في محاولة منهم للوصول لحلقة الوصل وتحييد أي حدث متوقع تنفيذه في مناطق القدس وتل أبيب والضفة الغربية والداخل المحتل، فيما يسعى العدو تشتيت الأنظار نحو لبنان عبر اعلامه المضلل فمنذ عِدة أيام والخطاب ناري حول موضوع مزارع “شبعا”، ووضع الخيمتين وقرية الغجر وإلخ، كما أن اجتماع مجلس الكيبينت المصغر كان يتداعى بالرد مؤخرا وهذا ما تداوله وزراء صهاينة متطرفين، ووصلت المعلومات الاستخبارية بأن حزب الله ما زال يُصمم على بقاءه في هذه المنطقة على اعتبار أنها جزء لا يتجزأ من الحق اللبناني، وبالتالي أثناء العملية العسكرية في جنين كانت هناك تدخلات خارجية عديدة، والاحتلال حذر من أي تدخل أثناء عملية الاجتياح التي كانت موجودة.

وبما أن الأنظار الآن تتجه نحو لبنان علناً وخاصة بأن جزء من الإعلام العبري تحدث أن نتنياهو يتفرغ لمنطقة الضفة الغربية، بينما المناوشات على الحدود اللبنانية تتصاعد بشكل كبير جدًا، وخاصة بعد رفض حزب الله إزاحة الخيمتين إلى الوراء وتفجير المُسيرة على الحدود، فيما أبدى الاحتلال تقييم للأوضاع على الحدود اللبنانية ويرمي اشارة الاتهام لحزب الله حول نوايا إقتحام الحدود وتنفيذ عمليات خلف الخطوط وهذا الأمر مستبعد كثيرا نظرا لانتشار قوات اليونفيل والوضع المتفجر على الحدود، كما ويسعى الاحتلال جاهدا لدس السُم وتهويل الأحداث لتمرير أهدافه ومخططاته، فيما تتجه أنظار الاحتلال سراً نحو إعادة تفعيل ملف الاغتيالات الأمر الذي يبدو فيه اتخاذ قرارات حاسمة في الاستعداد لمواجهة مفتوحة ومتعددة الجبهات مع الحدود المشتركة مع فلسطين المحتلة، فيما يخشى العدو من الجبهة النائمة وردة فعل عرب الداخل تلك جبهة الانفجار الداخلي المختلط بالمجتمع الصهيوني والوقوع بالفخ بعد فشل أجهزته الاستخبارية في تحييد الأحداث الأخير والتي نتج عنها إقالة مدير شرطة الاحتلال في مجمع مغتصبات غوش دان، وقد تمثل حالة من الغدر وهو يبحث عن فريسة سائغة أو فرصة متاحة لتنفيذ مخططه في حدث كبير بهدف رسم صورة الردع المفقودة وفشل جيشه في السيطرة على مخيم لا يتجاوز كيلو متر مربع تقريباً وتحقيق أمن كيانه الزائل، والكبينت الصهيوني المصغر صوت مؤخراً على مواصلة تنفيذ عمليات الاغتيال، فيما يدعي اعلام العدو ومسؤلون صهاينة بأن النيران المضادة للدبابات من لبنان واطلاق الصواريخ بعيد الفصح نفذتها حماس بأوامر من الشيخ صالح العاروري وهنا استخدم العدو تلميحا لشخصية قيادية عالية المستوى ووجه الاتهام صوبها، لكم الاحتلال منظومته الاستخبارية معروف عنهما الغدر والخيانة فقد يكون العاروري هدفا لها وقد يكون هناك هدف آخر يريد الوصول له لذلك يستخدم أحياناً معلومات مضللة حول أشخاص لصيد ثمين بعيد عن الأشخاص المرصودة والملمح عليها إعلامياً.

حاول الاحتلال، قبل عملية جنين، الترويج بأن هناك حق لاسرائيل بالدفاع عن نفسها، وتوجَه نتنياهو إلى الأمم المتحدة، والعديد من الدول للتدخل في الأمر وكسب رأيهم وموقفهم لصالحه، وحتى اليونيفيل أكد وقال بأن الخيمتين في الداخل باتجاه الأراضي المحتلة، وبالتالي مازال حزب الله يعتقد أن هذه المنطقة هي جزء لايتجزأ من لبنان، وهذا سيصعد الأمور بشكل كبير، فيما تعد ‏الورقة الرابحة لدى حزب الله، ولبنان بأن هذه “المسألة سيادية”، وبالتالي حان وقت الرد؛ بالرغم من أن هناك جهود دولية تتدخل من أجل ذلك، لكن الواضح بأنها فشلت، وهذا يعني أننا مقبلون على تصعيد في المنطقة، وتحديدًا الجبهة اللبنانية؛ التي رفض حزب الله بشكل مباشر عبر الوسطاء أزاحة الخيمتين بالرغم من أن جزء من  الإعلام العبري وصفها “بالمناورات”، وأن حزب الله اليوم هو يمتلك الجرأة أكثر، أعتقد بأن موقف حزب الله أقوى بكثير وخاصة بأن محور المقاومة وايران تدعمه، ‏لكن! ‏”الإدارة الأمريكية أعطت الضوء الأخضر للحملة العسكرية في مخيم جنين

فهل ستعطي الضوء الأخضر للتفرد بالجبهة اللبنانية”؟ وهنا يكمن السؤال الأهم هل كيان الاحتلال وتحديداً “نتنياهو” مستعد لحرب مفتوحة مع محور المقاومة على عدة جبهات في حال أقدم على اغتيال شخصيات بارزة بالمقاومة؟! كاتب فلسطيني

المصدر: رأي اليوم

كلمات دلالية: على الحدود حزب الله

إقرأ أيضاً:

تصاعد الاغتيالات الإسرائيلية بغزة يثير التساؤلات حول مستقبل التهدئة

أثار اغتيال الجيش الإسرائيلي أمس السبت القيادي في كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– رائد سعد، باستهداف سيارة مدنية على الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة، موجة جدل وتساؤلات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي.

وفي السياق، أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- ووزير الدفاع يسرائيل كاتس بيانا قالا فيه إنهما أوعزا باغتيال سعد ردا على تفجير عبوة ناسفة بقوة للجيش أسفرت عن إصابة جنديين في مناطق سيطرة الجيش الإسرائيلي جنوبي قطاع غزة.

اسرائيل تؤكد نجاح اغتيال رائد سعد وبعض المصادر الصحفية من غزة تؤكد انتشال جثمانه .

رائد سعد قائد التصنيع العسكري ثم لواء غزة وبعدها شعبة العمليات واليوم هو الرجل الثاني في القسام

ينسب اليه هندسة خطة اسقاط فرقة غزة يوم السابع من اكتوبر https://t.co/ND1qVZFmhb pic.twitter.com/3SdlwWr9Ls

— Tamer | تامر (@tamerqdh) December 13, 2025

وأضاف بيان نتنياهو وكاتس أن سعد كان يعمل على إعادة تنظيم حماس والتخطيط لهجمات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مغردون: هل يعرقل هجوم تدمر التقارب السوري الأميركي؟list 2 of 2"متنا من البرد".. مشاهد غرق الخيام في غزة تشعل منصات التواصلend of list

وزعم الاحتلال أن اغتيال سعد جاء ردا على خرق لاتفاق وقف إطلاق النار، بتفجير عبوة ناسفة في وقت سابق بقوة من الجيش الإسرائيلي داخل غزة، لكن القناة الـ12 العبرية قالت إنه "تم استغلال الظروف المواتية لاغتياله دون أي علاقة بأي انتهاك للتهدئة".

وتفاعل ناشطون ومحللون مع العملية، معتبرين أن إسرائيل توظف سياسة الاغتيالات كأداة لتقويض التفاهمات القائمة، بينما رأى بعضهم أن اغتيال رائد سعد يشكل تصعيدا خطيرا قد يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاغتيالات الممنهجة.

سياسة الاغتيالات كأداة لإسقاط الاتفاق

د.اياد القرا

اغتيال رائد سعد يُمثّل تطورًا خطيرًا يؤسس لمرحلة جديدة من سياسة الاغتيالات الممنهجة، ويكسر عمليًا أي التزام حقيقي بالاتفاقات القائمة.
•الاحتلال يسعى عبر هذا الاغتيال إلى ترسيخ شرعية الاستهدافات، وتحويلها إلى أداة دائمة لإدارة… pic.twitter.com/p3SJVYO4jy

— د.إياد ابراهيم القرا (@iyad_alqarra) December 13, 2025

 

وفي تطور مشابه، أفادت وزارة الداخلية والأمن الوطني، صباح اليوم الأحد، بأن الضابط في جهاز الأمن الداخلي المقدم أحمد زمزم اغتيل بإطلاق نار من قبل مسلحين في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، في حين تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أحد المشتبه بهم، ويجري التحقيق للكشف عن ملابسات الحادث.

وزارة الداخلية في غزة:
اغتيال الضابط في جهاز الأمن الداخلي (مقدم/ أحمد زمزم) بإطلاق نار من قبل مسلحين في مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى صباح اليوم، والأجهزة الأمنية تلقي القبض على أحد المشتبهين، ويجري التحقيق في الحادث.

— أحمد الكومي ???????? (@ahmedelkomi1) December 14, 2025

إعلان

وجاءت الحادثتان في غضون أقل من 24 ساعة، لتدفع ناشطين ومحللين إلى الحديث عن تصاعد عمليات الاغتيال في قطاع غزة ومخاطر تصعيد التوترات في المنطقة.

عملية اغتيال جديدة في المغازي..
حسبنا الله ونعم الوكيل.

— ????????????Suzan Halholi (@SuzanHalholi) December 14, 2025

وأشار آخرون إلى أن الاحتلال يسعى من خلال هذه الخطوة إلى ترسيخ سياسة الاستهدافات كخيار دائم لإدارة الصراع لا كإجراء استثنائي، بهدف استدراج المقاومة إلى رد فعل يمكن استثماره سياسيا وإعلاميا، لتصويرها على أنها الطرف الذي أنهى الاتفاق.

كما رأى مغردون أن الاغتيال يأتي في إطار محاولة مقصودة لإعادة ضبط قواعد الاشتباك من دون إعلان رسمي عن انهيار التفاهمات، عبر توسيع دائرة الخروقات كرسالة مسبقة قبل التوجه إلى واشنطن وفرض وقائع ميدانية جديدة.

للاسف كانت هدنه حرب استغلها الاحتلال لصالحه ، جمع معلومات استخباراتيه وضغط بكل الطرق والنتيجه اخد كل اسراه احياء واموات وبدأ ف مرحلة الاغتيالات وبيفرض حاليا سياسة الأمر الواقع زي اللي بيحصل في الجنوب مع حزب الله ، كان الله في عون المقاومه ومكتبها السياسي

— ‏﮼هيكل (@He_kal07) December 13, 2025

 

وكتب أحد المغردين قائلا إن "غزة تعيش مرحلة خطرة، كل عملية اغتيال تضع التهدئة على المحك"، بينما أضاف آخر أن "الاغتيالات المتكررة تفتح الباب أمام مرحلة جديدة من المواجهة".

في المقابل، حذر مدونون من أن استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة قد يؤدي إلى تدهور واسع، مطالبين الوسطاء والضامن الأميركي بالتدخل الفوري لمنع الانزلاق نحو مواجهة جديدة، في ظل تأكيدات بأن المقاومة التزمت حتى الآن ببنود الاتفاق.

#إسرائيل تصر على التصعيد بشكل خطير في #غزة لفرض قواعد اشتباك جديدة. هذا الوضع غير مستدام، الوسطاء والضامن الأمريكي مطالبون بالتدخل الفوري لمنع التدهور، خاصة أن الكل متفق على ان خطة ترامب هدفها الاستقرار والهدوء في المنطقة. لاسيما أن المقاومة التزمت حتى اللحظة بكل متطلبات الاتفاق

— Dr.Basem naim (@DrNaimbasem) December 13, 2025

 

ولفت آخرون إلى أن نتنياهو دأب، وفق تعبيرهم، على إفشال أي مسار سياسي أو توافق دولي للانتقال إلى مراحل متقدمة من الاتفاق، عبر تنفيذ عمليات أكثر استفزازا، وذلك يضع المقاومة أمام خيارات صعبة بين الرد أو ضبط النفس.

وشبه ناشطون ما يجري في قطاع غزة بما يحدث في لبنان، حيث تنفذ عمليات استهداف لقيادات حزب الله رغم وجود اتفاق لوقف إطلاق النار، في ظل غياب رد مباشر.

مقالات مشابهة

  • تصاعد الاغتيالات الإسرائيلية بغزة يثير التساؤلات حول مستقبل التهدئة
  • مصيبة كبيرة وإثم عظيم.. إياك وهذا الفعل يحرمك من عفو الله
  • حكم تعويض المماطلة في سداد الدين
  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • تقدم هلال وشعبان.. الحصر العددي للدائرة الثالثة بأسوان
  • توصيات مؤتمر إعلام  CIC التاسع لرسم خارطة طريق لمستقبل "الإعلام الغامر"
  • الجثة المفقودة.. الاحتلال يتحدث عن أدلة حول مكان غويلي
  • الجثة المفقودة.. الاحتلال يتحدث عن أدلة حول مكان غويلي بحوزة الجهاد الإسلامي
  • ألغاز الاغتيالات السياسية
  • إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد