الهدم يطرق أبواب تجمع أبو النوّار البدوي شرقي القدس مجددا
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
القدس المحتلة- مجددا يطرق الهدم أبوب تجمع أبو النوار البدوي، شرقي مدينة القدس مهددا بتشريد عشرات الفلسطينيين، ضمن إجراءات تهدف إلى تفريغ شرقي المدينة من التجمعات البدوية المتناثرة.
و تفاجأ سكان تجمع أبو النوّار البدوي قرب بلدة العيزرية شرقي القدس مساء يوم الخميس الماضي باقتحام طواقم الإدارة المدنية وجيش الاحتلال للتجمع، وتسليم الأهالي 11 إخطارا بالهدم وإمهالهم 3 أيام للاعتراض عليها.
الجزيرة نت تنقل معاناة التجمع على مدى سنوات طويلة من التهديد والوعيد والملاحقة وإخطارات الهدم.
رئيس تجمع أبو النوّار البدوي داود الجهّالين قال للجزيرة نت، إن الإخطارات شملت 6 منشآت سكنية تسكنها 7 عائلات عدد أفرادها نحو 35، و5 منشآت زراعية، باتت معرضة لخطر الهدم بدءا من منتصف الليلة القادمة.
وأشار الجهّالين إلى تعمد سلطات الاحتلال اقتحام التجمع في ظل الأحوال الجوية العاصفة وتسليم إخطارات هدم جديدة في التجمع الذي تسكنه 140 عائلة ويقدر عدد سكانه بنحو ألف نسمة.
"اقتحموا التجمع مساء الخميس وأمهلونا 3 أيام للاعتراض، وهم يعلمون أن يومي الجمعة والسبت هما العطلة الرسمية في إسرائيل ولا يمكننا التحرك للاعتراض.. توجهنا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية وللمحامي الذي سيقدم اعتراضا صباح الأحد ضد إخطار الهدم الجديدة" أضاف الجهالين.
وبُنيت معظم منشآت تجمع أبو النوّار البدوي قبل 40 عاما، وتسلم جميع سكانها إخطارات بهدمها عام 2005، إلا أن وتيرة الهدم ارتفعت عام 2016 بشكل كبير، وطال منذ ذلك العام حتى الآن 80 منشأة، وفقا لرئيس التجمع.
ولا يمكن فصل الخطوة التعسفية الأخيرة عن مسلسل التهجير الطوعي والقسري الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه ضد بدو القدس، من خلال سلسلة إجراءات تعسفية تُضيق فسحة عيش هؤلاء في محيط مدينة القدس.
وارتفعت حدة الإجراءات التعسفية -وفقا للجهّالين- منذ اندلاع الحرب الأخيرة على غزة يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، إذ أقدمت سلطات الاحتلال على إغلاق الكثير من الطرق المؤدية للتجمعات البدوية وعزل بعضها عن العالم، كما هو الحال في تجمع "المنطار" المحاصر.
ويضاف إلى ذلك شن حملة اعتقالات بحق شبان التجمعات بحجة وجودهم على الطرق التي يمر منها المستوطنون، رغم أن هذه الطرق هي التي يسلكها البدو للدخول والخروج من تجمعاتهم.
مصادر محلية: "الاحتـ ـلال يسلم ثلاث عائلات من تجمع أبو النوار إخطارات نهائية لهدم مساكنهم خلال أسبوعين". pic.twitter.com/Sery7MgkS9
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) January 5, 2023
حصار بالاستيطانوعن خصوصية خطورة ما يعيشه سكان تجمع أبو النوّار منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قال الجهّالين إن التجمع محاط بــ4 كتل استيطانية هي "معاليه أدوميم وكيدار 1 وكيدار 2 ومعسكر لحرس الحدود"، وفي ظل إغلاق مدخل التجمع فإن الطريق الوحيدة التي يمكن للسكان المرور منها، تعبر مستوطنة "كيدار" ومدخل مستوطنة "معاليه أدوميم".
وصعّب ذلك من حركة السكان وعرّضهم للمضايقات وللمخالفات المرورية التعسفية التي تحررها الشرطة بحق مركباتهم والتي طالت حد سحب تراخيص القيادة منهم بشكل انتقامي، ويصب ذلك كله في إطار الضغط على السكان ودفعهم للهجرة طوعيا من هذا التجمع، وفقا لرئيسه.
ويأمل المُخطَرون بهدم منشآتهم البدوية في نجاح محاميهم باستصدار أمر احترازي لمنع هدمها والقدرة على الصمود في هذا التجمع، الذي بات رعي المواشي فيه من أكبر المعضلات.
ورغم أن تضييق مساحات الرعي للحد الأدنى تعتبر سياسة إسرائيلية قديمة، فإن داود الجهّالين يؤكد أن الرعي بات أكثر الأعمال اليومية خطورة منذ اندلاع الحرب، مع تجنب الرعاة الاقتراب من محيط المستوطنات أو المناطق التي يدّعي الاحتلال أنها عسكرية مغلقة.
سلطات الاحتلال تسلم تجمع أبو النوار شرق مدينة القدس المحتلة 11 إخطاراً بهدم منشآت سكنية وزراعية pic.twitter.com/mMhwJGOxmN
— شبكة العاصمة الإخبارية (@alasimannews) January 26, 2024
حرمان من الحقوقورغم عشرات عمليات الهدم التي نُفذت في تجمع أبو النوار بالإضافة لهدم مدرسة التجمع 5 مرات متتالية، فإن سكانه أصروا على إعادة بنائها وتشبثوا بحقهم في البقاء في أراضيهم.
ويمنع الاحتلال تزويد التجمع بخدمة الكهرباء، ويتعمد مصادرة كل ما يساعد السكان على الصمود كالخلايا الشمسية وخزانات المياه، بالإضافة لمنعهم من تأهيل وتعبيد الطريق المؤدية لهذا التجمع.
وينتمي بدو القدس إلى عشيرة "الجهّالين"، ويُعرفون فلسطينيا باسم "عرب الجهّالين"، ونتيجة تهجيرهم في النكبة عام 1948 لجؤوا إلى الضفة الغربية قادمين من منطقة تل عراد في النقب.
ثم توزع جزء منهم على فترات زمنية متفاوتة في 4 مناطق أساسية بمحيط القدس، هي عناتا ووادي أبو هندي والخان الأحمر وجبل البابا، وترفض سلطات الاحتلال الاعتراف بتجمعاتهم في هذه المناطق وتسعى لطردهم منها.
ووفقا لبيانات أصدرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة (أوتشا) عام 2017، فإن 26 تجمعا يقع في محافظة القدس، ويسكنها 4856 بدويا يواجهون ظروفا معيشية قاسية على صعيد الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء، بالإضافة إلى صعوبة الوصول للمراكز التعليمية والصحية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: سلطات الاحتلال
إقرأ أيضاً:
قرية الخان الأحمر.. بدو قرب القدس صامدون في وجه الاحتلال
قرية الخان الأحمر هي قرية فلسطينية بدوية صغيرة تقع على الطريق السريع شرقي مدينة القدس، وقرب مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم". تكتسب القرية أهميتها الإستراتيجية من كونها تربط شمال وجنوب الضفة الغربية المحتلة.
الموقعتقع القرية إلى الجنوب الشرقي من مدينة القدس بحوالي 16 كيلومترا على طريق القدس-أريحا، وقرب مستوطنتي "معاليه أدوميم" و"كفار أدوميم".
تبلغ مساحة هذه القرية 40 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع). تحدها من الشمال بلدة عناتا، ومن الغرب بلدة العيسوية، ومن الجنوب الغربي قرية العيزرية، ومن الجنوب عرب بن عبيد، ومن الشرق عرب السواحرة.
سبب التسميةعُرفت قرية الخان الأحمر قديما باسم "مارافتيميوس"، نسبة إلى القديس الذي أسسها، وسميت بالخان الأحمر نسبة إلى اللون الأحمر المستخرج من حجر الجير المكسو بأكسيد الحديد، المكون للتلال الحمراء في المناطق الواقعة على الطريق من القدس إلى أريحا.
وفقا لإحصاء سكان فلسطين في فترة الانتداب البريطاني، بلغ عدد سكان الخان الأحمر 27 نسمة عام 1931م، كما بلغ عدد سكانها عام 2018م حوالي 173 بدويا، من بينهم 92 طفلا يعيشون في الخيام والأكواخ من قبيلة الجهالين البدوية.
ويبلغ عدد سكان هذه القرية نحو 200 شخص يعيشون في الخيام والأكواخ، ويعود أصل العديد من العائلات التي تعيش في الخان الأحمر إلى قبيلة بدو الجهالين، التي طرد الاحتلال الإسرائيلي أهلها من صحراء النقب عام 1952، واستقروا في الخان الأحمر بالضفة الغربية تحت الحكم الأردني، كما يوجد في القرية أيضا عرب أبو الحلو وعرب كرشان.
تاريخ القريةوجدت في منطقة الخان الأحمر آثار دير فيه كنيسة بناه القديس أوثيميوس عام 428 للميلاد ليكون مركزا للرهبان الذين كانوا يتعبدون في المغارات القريبة، وربما بُني تكريما له.
وفي عام 614 للميلاد احتل الفرس فلسطين وهدموا الكنيسة، فلما جاء المسلمون سمحوا بترميم تلك الكنيسة التي بقيت عامرة في العهد الصليبي، ثم خربت بعد ذلك، وبُني على آثارها خان يخدم التجار المارين بين القدس وأريحا، إذ كانوا يتوقفون فيه للاستراحة وإطعام الخيول.
إعلانوكان هذا الخان مسورا ومكونا من طابقين، وفيه بركة مياه، وسُمي باسم الخان الأحمر لأنه مبني من حجارة حمراء اللون، وهو مملوكي الطراز.
التعليم في القريةفي عام 2009 بنت منظمة المساعدة الإيطالية "فنتو دي ترا" (رياح الأرض) ومتبرعون آخرون مدرسة في القرية باستخدام الإطارات الفارغة والطين، وذلك لأن الاحتلال يمنع البناء الإسمنتي والكرفانات في المنطقة.
وكانت تلك أول مدرسة لقبيلة الجهالين، وكانت تحت إشراف وزارة التعليم الفلسطينية. وتوجد لافتة على واجهة المدرسة مكتوب عليها "سنظل هناك ما دامت أشجار الزيتون والزعتر باقية".
وبعد الانتهاء من بنائها وبدء العام الدراسي فيها تلقت المدرسة أول قرارات الهدم في العام نفسه، وتوالت قرارات الهدم منذ ذلك الحين.
استهداف وتهديد من إسرائيلمنذ سنة 2009 حاولت السلطات الإسرائيلية إخلاء سكان الخان الأحمر وهدم القرية بحجة عدم وجود تراخيص قانونية للبناء، ولكن السكان عارضوا بشدة وتصدوا للجرافات الإسرائيلية بصدورهم.
وقد حظوا بتعاطف من بعض الدول الأوروبية والهيئات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، وفي عام 2012 أعلن الاحتلال نيته نقل سكان القرية إلى منطقة شمالي أريحا، وحين تبرعت منظمة المستقبل الفلسطيني عام 2015 بألواح شمسية لتزويد القرية بالكهرباء صادرتها سلطات الاحتلال.
في سبتمبر/أيلول 2017 أخطرت السلطات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أهالي الخان الأحمر بأن خيارهم الوحيد هو الانتقال إلى منطقة عرب الجهالين، وهو موقع بالقرب من مكب نفايات أبو ديس.
في يوليو/تموز 2018 احتج المتظاهرون الفلسطينيون على هدم قريتهم، وأُصيب واعتقل 35 فلسطينيا، وحصل سكان التجمع على قرار من محكمة الاحتلال العليا بتجميد قرار الهدم.
ومنحت وزارة الحكم المحلي الفلسطينية المنطقة لقب قرية، وفي سبتمبر/أيلول 2018، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية في جلسة الالتماس تنفيذ حكم إخلاء وهدم القرية في أجل لا يتعدى أسبوعا من قرارها وسط رفض فلسطيني وعربي.