معرض القاهرة للكتاب .. ندوة "الحصاد الوطني المستمر" تناقش قضايا الحوار الوطني
تاريخ النشر: 27th, January 2024 GMT
أقيمت في القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 ندوة حول "الحصاد الوطني المستمر" ضمن فعاليات الحوار الوطني، وذلك بتنظيم من تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.
شارك في الندوة المستشار محمود فوزي، رئيس الأمانة العامة للحوار الوطني، وتمت إدارتها بواسطة أحمد عبد الصمد، بحضور رئيس هيئة الكتاب الدكتور أحمد بهي الدين، النائب الوفدي الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، ومقرر لجنة أولويات الاستثمار بالحوار الوطني، إلى جانب عدد من السياسيين والنواب وشباب الأحزاب.
قال المستشار محمود فوزي، رئيس الأمانة الفنية للحوار الوطني، إن تجربة الحوار الوطني هي تجربة فريدة، ومنذ بدايتها استفادت منها جميع الأطراف، سواء الدولة أو المعارضة أو المتخصصين. أشار إلى أن مجلس أمناء الحوار الوطني يمثل الطيف السياسي في مصر، مما أدى إلى تحقيق توازن في جميع الجوانب. وقد أسفرت الجلسات عن حوارات بناءة ومعمقة، ساهمت في إعادة بناء الثقة بين أطراف المجتمع المصري بعد فترة طويلة من القلق وعدم التواصل بسبب التحديات المتعلقة بمقاومة الإرهاب وبناء مؤسسات الدولة والظروف الإقليمية الصعبة والتحولات السياسية في مصر.
وأشار المستشار فوزي إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بمتابعة توصيات الحوار الوطني، مضيفًا: "رفعنا للرئيس 137 توصية في جميع المجالات، بما في ذلك التوصيات الاقتصادية. ومع ذلك، كانت هذه التوصيات جزئية، حيث أكد أن الجانب الاقتصادي يجب معالجته على مستوى شامل. وقد نوه الحوار الوطني بأنها توصيات اقتصادية، لذلك دعا الرئيس إلى إجراء حوار اقتصادي أعمق وأكثر تفصيلاً."
وأكد رئيس الأمانة العامة للحوار الوطني، المستشار محمود فوزي، أن باب الحوار مفتوح، وأن هناك إقبالًا كبيرًا على المرحلة الثانية من الحوار الوطني نتيجة للإيجابية التي شاهدناها خلال المرحلة الأولى. وفي إبريل 2021، أكد أن الأوان حانت للإصلاح السياسي، الذي يتضمن جوانبًا اقتصادية وسياسية واجتماعية. وأشار إلى أن الظروف الراهنة تؤكد أن الدولة لن تتوقف، وستظل هناك مشاكل وأزمات.
وأضاف فوزي أن الحوار الوطني وضع على نفسه قيودًا ذاتية، حيث لم يفرض على الحكومة الحضور، ولم يتجاوز اختصاص أي مؤسسة دستورية. وأشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أحال عددًا من مشروعات القوانين للحوار الوطني، مثل مشروع قانون المجلس الأعلى للتعليم، لمناقشتها لتحقيق توافق مجتمعي.
وأوضح فوزي أن الحوار الوطني يلتقط ويستمع إلى الأراء والرؤى التي لا يمكن سماعها داخل مجلسي النواب والشيوخ. وأكد أن جميع هذه الآليات الوطنية تعمل سويًا لتحقيق أفضل مصلحة للشعب المصري. وأشار إلى أهمية مناقشة الأمور الاقتصادية بشكل معمق، مثل سعر الصرف، حيث أوضح أنه يرى أن السعر الحالي ليس واقعيًا وناتج عن مضاربات واضطرابات في العرض والطلب، ودعا إلى مناقشة مستفيضة حول القضايا الاقتصادية مثل زيادة الصناعة الوطنية وتقليل الواردات وزيادة الصادرات.
قال المستشار محمود فوزي إن هناك فرصة طيبة لتعزيز القاعدة الصناعية المصرية وتقليل الاعتماد على الواردات، مشيرًا إلى أن نجاح الشعب المصري، البالغ عدده 106 ملايين نسمة، في تلبية احتياجاته من خلال الإنتاج المحلي سيقلل من الضغط على الدولار. وأشار إلى أهمية زيادة التصنيع والإنتاج الزراعي، مع التوقف عن إهدار الدولار في سلع يمكن إنتاجها محليًا.
وأكد فوزي أن مصر، كدولة كبيرة، تمتلك مصادر دولارية متنوعة، وأن سعر الدولار الحالي ليس واقعيًا، وستكون أزمة الدولار محل مناقشة في الحوار الوطني بمشاركة الخبراء والمختصين.
وأضاف فوزي أن دور الحوار الوطني يتمثل في التعرف على الآراء والرؤى التي قد لا يتم سماعها داخل مجلسي النواب والشيوخ. وشدد على أهمية مناقشة الأمور الاقتصادية بشكل معمق، مثل سعر الصرف، معتبرًا أن السعر الحالي لا يعكس الحقيقة ويعود للمضاربات وعدم التوازن بين العرض والطلب.
في نهاية الندوة، تم توقيع كتاب "ويبقى الأثر" للنائب الراحل أحمد زيدان، بحضور زوجته وأبنائه، وتم التقاط صور تذكارية معهم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب فعاليات الحوار الوطنى تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين المستشار محمود فوزی الحوار الوطنی للحوار الوطنی وأشار إلى فوزی أن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ندوة بآداب عين شمس تناقش ظاهرة أطفال الشوارع وطرق المواجهة
نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الآداب جامعة عين شمس، ندوة موسعة بعنوان “ظاهرة أطفال الشوارع.. رؤية استشرافية لآليات المواجهة”.
جاءت الفعالية برعاية الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة، الدكتورة غادة فاروق نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أ.د حنان كامل متولي عميدة الكلية، وبإشراف أ.د حنان سالم وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
وأكدت أ.د حنان كامل متولي أن قضية أطفال الشوارع ليست مجرد ظاهرة اجتماعية بل مرآة تعكس حجم التحدي الأخلاقي الذي يواجه المجتمع كله، مشيرة إلى أن الجامعة تُعد شريكًا في طرح الحلول لا مجرد جهة رصد.
وأضافت أن كل طفل يفقد حضن أسرته؛ يقع في دائرة مسؤوليتنا جميعًا، وأنه على الجامعة أن تنتبه وتفتح الأبواب لفهم علمي حقيقي، وأن ترسّخ لدى طلابها أن مستقبل المجتمع يبدأ من الطفل المظلوم قبل الطفل المتفوق.
وأوضحت أ.د حنان سالم أن محاربة الظاهرة تبدأ من فهم دوافعها قبل التفكير في آليات علاجها، مؤكدة أن الطفل الذي يصل إلى الشارع هو نتيجة سلسلة طويلة من التغيرات المجتمعية.
وأشارت إلى أن علينا أن لا ننظر إلى هؤلاء الأطفال كعبء، وأن نبدأ في رؤيتهم كضحايا، مؤكدة أن كل طفل فقد بيته يحتاج قلبًا قبل أن يحتاج مؤسسة، ورعاية مثلما يحتاج قانونًا.
ومن جهتها، قدمت أ.د منى حافظ أستاذ علم الاجتماع والمحاضر بالندوة، تحليلًا لأبعاد الظاهرة المتشابكة، بداية من الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وحتى تأثيرها النفسي والسلوكي على الطفل، مشيرة إلى أن طفل الشارع لا يولد في الشارع، وإنما يُدفع إليه دفعًا.
وأضافت أن الطفل قد يهرب من بيتٍ ممزق، أو من عنفٍ لم يستطع احتماله، أو من فقرٍ جعله يشعر أنه عبء، وقد يُلقى في الشارع دون أن يعرف كيف أو لماذا، لكن ما يجب أن ندركه؛ هو أن الشارع لا يربّي، بل ينجرف بالطفل إلى مسارات خطيرة، ومن بين أخطرها فقدان الثقة في المجتمع، وفقدان الإحساس بالانتماء.
وتحدثت د.منى بتوسع عن الآثار النفسية العميقة التي تخلّفها التجارب الصادمة في حياة هؤلاء الأطفال، مؤكدة أن أغلبهم يعيشون في حالة يقظة دائمة تشبه "حالة النجاة"، وهي حالة تجعل الطفل مستعدًا للدفاع عن نفسه بشكل مبالغ فيه، أو للانسحاب الكامل من العالم، أو للاتحاد مع جماعات خطرة تمنحه إحساسًا زائفًا بالأمان.
كما استعرضت عددًا من تجارب الدول التي نجحت في تقليص الظاهرة عبر برامج معتمدة على الرعاية البديلة، وإعادة الدمج الأسري حين يكون ممكنًا، ودعم الطفل نفسيًا وسلوكيًا، وتدريب العاملين معه على المهارات الإنسانية قبل الفنية.
و طرحت “حافظ” رؤية استشرافية تقوم على بناء منظومة وقاية مبكرة، تبدأ من الأسرة المهددة بالتفكك، ومن الطفل المعرض للخطر، ومن المدارس التي يمكن أن تتعرف على حالات الإهمال مبكرًا، وكذلك من الشراكة بين مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني.
وشددت على أننا إذا أردنا مستقبلًا بلا أطفال شوارع؛ فعلينا أن نعمل قبل أن يصل الطفل إلى الشارع، وأننا علينا أن نغلق الفجوات التي تتسرب منها براءته، وأن نبني جسورًا تعيده إلى الحياة.
واختُتمت الندوة بالتأكيد على أن كلية الآداب ستستمر في احتضان مثل هذه القضايا الملحّة، وإتاحة مساحات للحوار العلمي والإنساني، إيمانًا منها بأن دورها الحقيقي يبدأ حين تضع الإنسان في مركز الاهتمام، وأن بناء الوعي هو الخطوة الأولى لبناء مجتمع أكثر عدلًا ورحمة.
وقامت أ.د حنان سالم وكيلة الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بمنح شهادة تقدير للدكتورة منى حافظ تكريما لدورها العلمي وإسهاماتها في خدمة المجتمع.