مركز البيان: العقوبات الأمريكية.. ضغوط خاصة و تقييد لسيادة الدولة
تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT
28 يناير، 2024
بغداد/المسلة الحدث: كتب قسم الأبحاث في مركز البيان للدراسات والتخطيط
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية في 22 كانون الثاني 2024 عقوبات تشمل شخصيات سياسية وأمنية عراقية فضلاً عن شركة فلاي بغداد للطيران تحت ذرائع مختلفة. وكانت التهمة الموجّهة لشركة فلاي بغداد نقل أسلحة ومعدات عسكرية لصالح الحرس الثوري الإيراني الى مطارات إقليمية.
إن شمول شركة مستقلة في القطاع الخاص العراقي بنظام العقوبات الأمريكية يشكل واحدة من أهم الضغوطات التي تحاول أن تستهدف عن طريقها الولايات المتحدة الأمريكية الوضع السياسي والأمني في العراق، فالاتهامات الموجهة إلى الشركة تفتقر إلى أدلة منطقية يمكن التفاهم بشأنها فضلاً عن أن الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت هذه العقوبات دون أي إخطار إلى الحكومة العراقية أو سلطة الطيران المدني التي تعد الجهة المسؤولة عن جميع الأعمال التي تتعلق بشركات الطيران وإجراءات التفتيش والرقابة الخاصة بالأمن، كما هو الحال بشأن إخطار البنك المركزي باحتمالات فرض عقوبات على مصارف عراقية كونها لم تنتهج أساليب معينة في عمليات تداول الدولار.
العقوبات الأمريكية ضغوط مباشرة بأدوات تهز الثقة
إن أساليب فرض العقوبات على جهات خاصة كحالة شركة فلاي بغداد هو انتقال رسمي بفرض العقوبات على المؤسسات كبديل عن الحكومة العراقية وهي تلويح بالمضي أبعد في حال عدم خضوع العراق، فشركة فلاي بغداد هي شركة عراقية مستقلة تم تسجيلها بموجب القانون العراقي وهي تتعامل مع جميع التعليمات التي توجه إليها من قبل سلطة الطيران المدني وبموجب القوانين الدولية، ومن ثم فإن فرض عقوبات مباشرة على مثل هذه المؤسسات يدخل في نطاق فرض الارادة الأمريكية والتلويح للحكومة بأن عدم الالتزام بالقرار الأمريكي ورؤية واشنطن لما يجري في الشرق الأوسط سيؤدي إلى فرض عقوبات أكبر تشمل الحكومة العراقية نفسها.
من الناحية القانونية فإن الولايات المتحدة تدخل هذه العقوبات في نطاق تهديد الأمن القومي الأمريكي إذ يحق لها بموجب هذه التهديدات المفترضة أن تفرض عقوبات خاصة ذات صفة أحادية، وبالنظر إلى موقع الولايات المتحدة الأمريكية في النظام الدولي فإن ذلك يمنحها القدرة على تمرير هذه العقوبات على الحلفاء وإجبارهم على الالتزام بها مما يعطيها مصدر تأثير أكبر ويجعل قدرة بلدان العالم ولا سيما الشركات الخاصة على تجاوز هذه العقوبات أمرا غاية في الصعوبة من دون دعم حكومي يسهم في تخفيف حدة هذه العقوبات.
اقرأ المزيد على الرابـــــــــــــط
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة شرکة فلای بغداد هذه العقوبات فرض عقوبات عقوبات على
إقرأ أيضاً:
أمريكا تعيد إطلاق المفاوضات بشأن غزة وسط ضغوط لتأخير العملية البرية
يستعد فريق التفاوض الأمريكي، بقيادة المبعوث ستيف ويتكوف، لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، بالتوازي مع جهود للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وفق ما أفادت به صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية.
ويأتي التحرك الأمريكي الجديد بعد فشل الجولة السابقة، والتي انسحب فيها الجانب الإسرائيلي من طاولة المفاوضات، وسط جمود في المواقف، لاسيما من جانب حركة حماس.
وقالت ثلاثة مصادر دبلوماسية من الدول المعنية بالوساطة للصحيفة، إن الأطراف تلقت طلبات بإعداد مواقفها التفاوضية مجددًا، على أساس المقترح الأمريكي الذي يحمل توقيع ويتكوف، والذي يسعى إلى اتفاق أوسع يؤدي تدريجيًا إلى إنهاء الحرب وإطلاق جميع الرهائن.
وطالبت واشنطن، بحسب التقرير، حكومة تل أبيب بتأجيل توسيع عملياتها البرية الجارية حاليًا، لإتاحة الفرصة أمام مفاوضات السلام، وأيضًا لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية عبر المراكز الجديدة التي ستخضع لإشراف الجيش الإسرائيلي.
ومن المقرر أن يبدأ تشغيل 4 مراكز إمدادات خلال الأيام المقبلة، بعد اكتمال التجهيزات التي تولتها شركة أمريكية خاصة، ستتولى مهام الإدارة والتوزيع الميداني.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش سيعمل على منع حماس من إنشاء نقاط تفتيش بديلة بهدف السيطرة على الإمدادات أو مصادرتها، حسب زعمه.
ووفق الصحيفة العبرية، فإن تعثر المفاوضات مؤخرًا يعود إلى ما وصفته بـ"الجمود" من جانب قيادة حماس، في أعقاب اغتيال محمد السنوار، رئيس الجناح العسكري للحركة، الذي كان يقود مع نائبه الملفات التفاوضية الحساسة، خاصة المتعلقة بنزع سلاح المقاومة، وهي النقطة التي رفضها الاثنان بشدة.
وكشفت المصادر أن مقتل السنوار، إن تأكد بشكل نهائي، قد يؤدي إلى تحول في مواقف حماس، خاصة في ملف الأسلحة، الذي اعتُبر العائق الأكبر أمام التوصل لاتفاق حتى الآن.
وأشارت الصحيفة إلى أن اغتيال السنوار أدى إلى نشوء فجوة في القيادة بين جناح الحركة في الخارج، المتمركز في قطر، والقيادة الميدانية داخل قطاع غزة، في ظل غياب واضح لهوية القائد الجديد للتسلسل العسكري، ما يضعف قدرة الحركة على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا التوقيت الحرج.
ويراهن الجانب الأمريكي، بحسب التحليلات الإسرائيلية، على أن هذا الفراغ القيادي قد يمهد لتنازلات أكبر من حماس، تفتح الباب أمام تقدم المفاوضات بشكل فعّال خلال الجولة المقبلة.