بوابة الوفد:
2025-12-09@10:55:23 GMT

تكيّة «كل واشكر»!!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يبدو أن الإحجام عن انتقاد سياسات الدكتور مصطفى مدبولى وأعضاء حكومته خلال الفترات السابقة، كان سببًا رئيسيًا فيما وصلنا إليه وما نعانى منه فى متاهات الدولار والأسعار، وفى ظنى وبعض الظن إثم، أن هذا الإحجام كان نتاجًا لتجنب الوقوع فى دائرة شبهات الخيانة ومرمى نيرانها، وتفاديًا إلقاء من ينتقد فى سلة واحدة مع المتربصين بمصر وأمنها، فكان الاختفاء والاحتماء خلف ثكنات الصمت هو الخيار الأمثل والأفضل والآمن من تلك القذائف والاتهامات.

فأصبحنا أمام حوار لا يقبل القسمة أو المشاركة، حوار ذي اتجاه واحد وطرف واحد ومعنى واحد، حوار لا يعترف بالأخذ والرد وفتح آفاق جديدة وطرح رؤى متنوعة من أهل الخبرة والاختصاص، للوصول إلى نتائج وحلول مبتكرة للأزمات الآنية والمستقبلية.

سيقول البعض إن ما أشرت إليه فى الفقرات السابقة مجرد ادعاء كاذب وافتراء لا يعبر عن الواقع الملموس، وربما أواجه تأكيدات ممن يرقصون طربًا على نغمة الموجة الموحدة، بأن أبواب الحكومة مفتوحة دائمًا لأهل الخبرة والاختصاص، وهنا سأرفع الراية البيضاء أمام تلك العبارات التى تجعلنى من سكان العوالم الأخرى، وسأنتقل من تلك المنطقة الآمنة بالتسليم والاستسلام إلى افتراض آخر، بأن تلك الحوارات المفتوحة بين الحكومة وأهل الخبرة قد تم استبدال نتائجها وتغيير معالمها، مثلما حدث مع الكاتب الكبير أنيس منصور ومسرحيته «جمعية كل واشكر»، عندما قام الراحل الكبير عبدالمنعم مدبولى وكان مخرجًا للعرض، بتغيير نص المسرحية تمامًا فتبدلت معالمها.

يقول أنيس منصور: «فوجئت بأن السيدة ميرفت أمين هى بطلة المسرحية، ولم تكن ميرفت أمين التى تصورت أنها تقوم بدور البطولة، تصورت السيدة عقيلة راتب أو السيدة ميمى جمال، ولم تكن ميرفت أمين هى المفاجأة وإنما المسرحية كلها مفاجأة، فلا علاقة لها مطلقًا بما كتبت، وأدهشنى جدًا أن يكون اسمى على المسرحية الكاتب الكبير، مع أن النص الذى أمامى من تأليف «عبدالمنعم مدبولى» وهذه هى «المدبولية» أو«المدبوليزم»، التى كان يوصف بها كل مخترع أو كل ممثل يخرج عن النص، ويضيف إلى النص من عنده عبارات كثيرة، ولكن عبدالمنعم مدبولى أضاف اسمى فقط إلى النص الذى اخترعه من أوله إلى آخره! وتضايقت جدًا وعدت إلى «ثروت عكاشة» فأصدر قرارًا فريدًا من نوعه بوقف عرض المسرحية وأن تعاد إلى المؤلف الذى يختار لها المخرج والممثلين».

ربما يكون هذا ما حدث لمناقشات الحكومة مع أهل الخبرة والاختصاص، لنصل إلى نفس النتيجة وكأن الحوار لم يكن! وهنا قد أواجه جرعة مكثفة من الاتهامات بالجهل والافتراء، وسيرفع البعض صوتًا عاليًا ويلفت انتباهى إلى عدد التكليفات والتوجهات والخطط للسادة الوزراء كل فى قطاعه، تلك الخطط والتوجهات قادرة على تغيير المسار، وكافية لحل أزمات الأسعار والخروج من متاهات الدولار، فقط نحتاج إلى الصبر الجميل لجنى الثمار.

لأدخل مرة أخرى طوعًا إلى دائرة الاستسلام والتسليم، وأحكى قصة ناسك كان ينال رزقًا من السمن والعسل من بيت رجل من التجار، وكان الناسك يدخر قدرًا من هذا السمن والعسل فى «كوز» حتى امتلأ هذا «الكوز»، ووافق ذلك غلاء فى أسعار السمن والعسل، فقال الناسك: «أنا بائع ما فى هذه الجرة بدينار، فأشترى بالدينار عشرة أعنز فيحملن ويلدن لخمسة أشهر، وصار يحسب النتيجة السابقة لخمس سنوات قادمة، فوجد أكثر من أربعمائة عنزة فى حسابه، ثم قال فأشترى مئة من البقر، بكل أربع أعنز ثورًا وبقرة، فأصيب بذرًا فأزرع على الثيران، وانتفع ببطون الإناث وألبانها، فلا يأتى عليَّ خمس سنين إلا وقد أصبت منها ومن الزرع مالًا كثيرًا، فأبنى بيتًا فاخرًا وأشترى عبيدًا ورياشًا ومتاعًا، فإذا فرغت من ذلك تزوجت امرأة ذات حسب ونسب تلد لى ابنًا سويًا مباركًا مصلحًا، ثم أؤدبه أدبًا حسنًا وأشد عليه فى الأدب، فإن رأيته عقوقًا ضربت رأسه بهذه العصا هكذا، ورفع عصاه يشير بها، فأصابت «الكوز» فانكسر وانصب السمن والعسل على رأسه، وذهب تدبيره وكل أمانيه باطلًا!

فهل هذا ما حدث فضرب أحدهم تلك الخطط مثلما فعل الناسك؟! فإذا كانت الإجابة بالنفى فليقدم لنا أحد تفسيرًا عن تفاقم أزمة ارتفاعات الأسعار، واتساع رقعة متاهة الدولار وتوحشه دون رادع! وإن كانت الأحداث الخارجية المشتعلة فى العالم هى المتسبب فى ضرب تلك الحسابات فى مقتل، فأين كنا وأين كانت خطط الطوارئ لمواجهة تلك الصدمات؟

فى النهاية.. تتساوى الأسباب إذا كانت النتائج واحدة، والخلاصة: نريد حلًا سريعًا ناجزًا لأزمة الأسعار والخروج من متاهات الدولار، قبل أن تعود أيام «التكايا» ونجد الكثير منا جالسًا أمام تكية «كل واشكر»، فى انتظار ما يسد جوعه، بعد أن أعيته الإجابة عن السؤال ماذا نأكل وكيف نأكل؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الدكتور مصطفى مدبولي وأعضاء حكومته الدولار والأسعار

إقرأ أيضاً:

هل كانت جاسوسة؟.. قصة صعود لونا الشبل إلى دائرة الأسد ونهايتها الغامضة

#سواليف

بعد ظهورها في تسريب مصور تداولته مواقع إخبارية مؤخرا إلى جانب الرئيس السوري #بشار_الأسد، حلّت #لونا الشبل، مستشارة الإعلام السابقة للقصر الجمهوري السوري التي توفيت بشكل غامض في يوليو 2024، صدر الأخبار في المواقع والصحف، ونشرت مجلة «المجلة» تفاصيلا مثيرة تمتد من نشأتها في عائلة بعثية إلى تدرجها في المناصب، وصولا إلى صراع النفوذ الحاد داخل الدائرة الضيقة للرئاسة، والذي يرجح أن يكون وراء النهاية المأساوية لها ولشقيقها «مُلهم» الذي اختفى قبل أشهر من وفاتها.

من #الفضائيات إلى #قصر_النظام_السوري
ولدت لونا الشبل في دمشق عام 1974 ونشأت في بيئة بعثية، بدأت مسيرتها الإعلامية في التلفزيون السوري قبل أن تنتقل إلى قناة فضائية عربية في عام 2003، حيث تزوجت بالإعلامي سامي كليب وحصلت على الجنسية اللبنانية.


مذيعة

مقالات ذات صلة  النواب يبدأ مناقشات الموازنة ..15 دقيقة للكتلة و10 للأعضاء 2025/12/08

نقطة التحول الكبرى في مسيرتها بحسب «المجلة» كانت عام 2011، عندما عادت إلى #سوريا وأعلنت ترك الشاشات العربية، ووضعت خبراتها في خدمة النظام السوري، حيث بدأت العمل في مكتب الأمن الوطني، ثم انتقلت إلى #القصر_الجمهوري عام 2012، لتصبح #مستشارة_إعلامية شديدة القرب من بشار الأسد.

صراع النفوذ في القصر
بعد عودتها إلى سوريا دخلت الشبل سريعا في صراع نفوذ مع شخصيات لها ثقلها في القصر، أبرزها بثينة شعبان، السياسية السورية ومستشار الرئاسة السورية سابقا، واستطاعت السيطرة على الدائرة القريبة من الرئيس، كما تقربت من #أسماء_الأسد، وشاركت في أدوار سياسية حساسة، بما في ذلك وساطات ولقاءات مع قادة من حركة حماس.

في المقابل، واجهت الشبل تحذيرات قاسية، أبرزها من #ماهر_الأسد ومن #قاسم_سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني الراحل، الذي وصفها صراحة بـ« #الجاسوسة »، مستندا إلى تركها راتبا كبيرا في الفضائيات العربية مقابل آخر ضعيف في سوريا.

طموح السيدة الأولى
رغم التحذيرات، قرّبها الأسد من دائرته، وضمّتها أسماء الأسد إلى مجلس أمناء جامعة خاصة، لكن عملية تحجيم وإقصاء بدأت تطولها منذ عام 2023، خاصة بعد خلاف مكتوم مع أسماء، بالتزامن مع تصاعد طموح الشبل، الذي وصل إلى حد التعبير عن رغبتها في أن تصبح السيدة الأولى.

وفي الفترة ذاتها، ظهر عليها ثراء كبير شمل عقارات بملايين الدولارات في دبي ومشروعات باسم زوجها عمار ساعاتي، وسط تشكيك في مصادر ثروتها التي كانت مسجلة باسم زوجة شقيقها ملهم الشبل، وهو ضابط سابق تم تعيينه في مركز البحوث العلمية الحساس.

عُرفت لونا وشقيقها ملهم بعدائهما لإيران وحزب الله، ما فتح باب اتهامات داخل النظام وحلفائه الإيرانيين بصلتهما بإسرائيل، خاصة بعد اغتيالات طالت شخصيات إيرانية ولبنانية في دمشق.

اختفاء مُلهم ثم وفاة لونا
وفي 26 أبريل 2024، تم اعتقال شقيقها مُلهم وزوجته، وسط أحاديث عن تعاونهما مع إسرائيل بعد قصف إسرائيلي لقنصلية إيران، بعدها اختفى ملهم وسط توقعات بأنه قُتل على الأرجح داخل أحد الأفرع الأمنية.

بعد أسابيع قليلة، وفي الثاني من يوليو 2024، تعرضت لونا لحادث سير غامض على طريق الديماس، وبيّنت شهادات أنّ سيارتها تم دهسها عمدا، وأنّ شخصا ضربها في مؤخرة الرأس ما سبب لها شللا كاملا، ثم توفيت في السادس من يوليو،فضلا عن أحاديث عن القبض على مرافقها عمار، واختفاء أحد هواتفها ثم العثور عليه في القمامة فيما بعد..

وقبل وفاتها أُجبرت لونا على بيع معظم ممتلكاتها، وأعلنت السلطات السورية الخبر ببيان مقتضب، وكانت جنازتها محدودة دون مظاهر رسمية، ليختتم التقرير بالوصف بأنّ تصفية لونا وشقيقها هي نتاج صراعات داخل القصر واتهامات بالجاسوسية وتصفية حسابات على النفوذ والثراء.

مقالات مشابهة

  • هل كانت جاسوسة؟.. قصة صعود لونا الشبل إلى دائرة الأسد ونهايتها الغامضة
  • نائب رئيس جامعة المنوفية يكرم لجنة تحكيم مهرجان العروض المسرحية بكليات الجامعة
  • طريقة عمل جلاش البسطرمة.. خطوة بخطوة
  • “أدبي جدة” يقيم حفلاً تكريميًا للفائزين بمسابقة النصوص المسرحية
  • 16 لاعبًا أجنبيًا في دوري روشن يمثلون المنتخبات المواجهة للسعودية في كأس العالم 2026
  • لوبيتيجي: كأس العرب فرصة مهمة لاكتساب الخبرة
  • لوبيتيجي مدرب قطر: فرصة التأهل ليست بأيدينا وكأس العرب كانت فرصة لاكتساب الخبرة
  • إعلان العروض المسرحية لمهرجان الرياض
  • عزة مصطفى: مصر كانت حاضرة وبقوة في الفيلم التسجيلي لإنجازات ترامب
  • الطفل بائع السمن والعسل