بوابة الوفد:
2025-07-05@10:35:58 GMT

تكيّة «كل واشكر»!!

تاريخ النشر: 28th, January 2024 GMT

يبدو أن الإحجام عن انتقاد سياسات الدكتور مصطفى مدبولى وأعضاء حكومته خلال الفترات السابقة، كان سببًا رئيسيًا فيما وصلنا إليه وما نعانى منه فى متاهات الدولار والأسعار، وفى ظنى وبعض الظن إثم، أن هذا الإحجام كان نتاجًا لتجنب الوقوع فى دائرة شبهات الخيانة ومرمى نيرانها، وتفاديًا إلقاء من ينتقد فى سلة واحدة مع المتربصين بمصر وأمنها، فكان الاختفاء والاحتماء خلف ثكنات الصمت هو الخيار الأمثل والأفضل والآمن من تلك القذائف والاتهامات.

فأصبحنا أمام حوار لا يقبل القسمة أو المشاركة، حوار ذي اتجاه واحد وطرف واحد ومعنى واحد، حوار لا يعترف بالأخذ والرد وفتح آفاق جديدة وطرح رؤى متنوعة من أهل الخبرة والاختصاص، للوصول إلى نتائج وحلول مبتكرة للأزمات الآنية والمستقبلية.

سيقول البعض إن ما أشرت إليه فى الفقرات السابقة مجرد ادعاء كاذب وافتراء لا يعبر عن الواقع الملموس، وربما أواجه تأكيدات ممن يرقصون طربًا على نغمة الموجة الموحدة، بأن أبواب الحكومة مفتوحة دائمًا لأهل الخبرة والاختصاص، وهنا سأرفع الراية البيضاء أمام تلك العبارات التى تجعلنى من سكان العوالم الأخرى، وسأنتقل من تلك المنطقة الآمنة بالتسليم والاستسلام إلى افتراض آخر، بأن تلك الحوارات المفتوحة بين الحكومة وأهل الخبرة قد تم استبدال نتائجها وتغيير معالمها، مثلما حدث مع الكاتب الكبير أنيس منصور ومسرحيته «جمعية كل واشكر»، عندما قام الراحل الكبير عبدالمنعم مدبولى وكان مخرجًا للعرض، بتغيير نص المسرحية تمامًا فتبدلت معالمها.

يقول أنيس منصور: «فوجئت بأن السيدة ميرفت أمين هى بطلة المسرحية، ولم تكن ميرفت أمين التى تصورت أنها تقوم بدور البطولة، تصورت السيدة عقيلة راتب أو السيدة ميمى جمال، ولم تكن ميرفت أمين هى المفاجأة وإنما المسرحية كلها مفاجأة، فلا علاقة لها مطلقًا بما كتبت، وأدهشنى جدًا أن يكون اسمى على المسرحية الكاتب الكبير، مع أن النص الذى أمامى من تأليف «عبدالمنعم مدبولى» وهذه هى «المدبولية» أو«المدبوليزم»، التى كان يوصف بها كل مخترع أو كل ممثل يخرج عن النص، ويضيف إلى النص من عنده عبارات كثيرة، ولكن عبدالمنعم مدبولى أضاف اسمى فقط إلى النص الذى اخترعه من أوله إلى آخره! وتضايقت جدًا وعدت إلى «ثروت عكاشة» فأصدر قرارًا فريدًا من نوعه بوقف عرض المسرحية وأن تعاد إلى المؤلف الذى يختار لها المخرج والممثلين».

ربما يكون هذا ما حدث لمناقشات الحكومة مع أهل الخبرة والاختصاص، لنصل إلى نفس النتيجة وكأن الحوار لم يكن! وهنا قد أواجه جرعة مكثفة من الاتهامات بالجهل والافتراء، وسيرفع البعض صوتًا عاليًا ويلفت انتباهى إلى عدد التكليفات والتوجهات والخطط للسادة الوزراء كل فى قطاعه، تلك الخطط والتوجهات قادرة على تغيير المسار، وكافية لحل أزمات الأسعار والخروج من متاهات الدولار، فقط نحتاج إلى الصبر الجميل لجنى الثمار.

لأدخل مرة أخرى طوعًا إلى دائرة الاستسلام والتسليم، وأحكى قصة ناسك كان ينال رزقًا من السمن والعسل من بيت رجل من التجار، وكان الناسك يدخر قدرًا من هذا السمن والعسل فى «كوز» حتى امتلأ هذا «الكوز»، ووافق ذلك غلاء فى أسعار السمن والعسل، فقال الناسك: «أنا بائع ما فى هذه الجرة بدينار، فأشترى بالدينار عشرة أعنز فيحملن ويلدن لخمسة أشهر، وصار يحسب النتيجة السابقة لخمس سنوات قادمة، فوجد أكثر من أربعمائة عنزة فى حسابه، ثم قال فأشترى مئة من البقر، بكل أربع أعنز ثورًا وبقرة، فأصيب بذرًا فأزرع على الثيران، وانتفع ببطون الإناث وألبانها، فلا يأتى عليَّ خمس سنين إلا وقد أصبت منها ومن الزرع مالًا كثيرًا، فأبنى بيتًا فاخرًا وأشترى عبيدًا ورياشًا ومتاعًا، فإذا فرغت من ذلك تزوجت امرأة ذات حسب ونسب تلد لى ابنًا سويًا مباركًا مصلحًا، ثم أؤدبه أدبًا حسنًا وأشد عليه فى الأدب، فإن رأيته عقوقًا ضربت رأسه بهذه العصا هكذا، ورفع عصاه يشير بها، فأصابت «الكوز» فانكسر وانصب السمن والعسل على رأسه، وذهب تدبيره وكل أمانيه باطلًا!

فهل هذا ما حدث فضرب أحدهم تلك الخطط مثلما فعل الناسك؟! فإذا كانت الإجابة بالنفى فليقدم لنا أحد تفسيرًا عن تفاقم أزمة ارتفاعات الأسعار، واتساع رقعة متاهة الدولار وتوحشه دون رادع! وإن كانت الأحداث الخارجية المشتعلة فى العالم هى المتسبب فى ضرب تلك الحسابات فى مقتل، فأين كنا وأين كانت خطط الطوارئ لمواجهة تلك الصدمات؟

فى النهاية.. تتساوى الأسباب إذا كانت النتائج واحدة، والخلاصة: نريد حلًا سريعًا ناجزًا لأزمة الأسعار والخروج من متاهات الدولار، قبل أن تعود أيام «التكايا» ونجد الكثير منا جالسًا أمام تكية «كل واشكر»، فى انتظار ما يسد جوعه، بعد أن أعيته الإجابة عن السؤال ماذا نأكل وكيف نأكل؟

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أشرف عزب الدكتور مصطفى مدبولي وأعضاء حكومته الدولار والأسعار

إقرأ أيضاً:

ديغاو يستعيد ذكرياته مع الهلال: أول مباراة كانت ديربي وذهلت من الجماهير

ماجد محمد

أعرب البرازيلي ديغاو، مدافع نادي الهلال السابق، عن فخره واعتزازه بفترته التي قضاها مع الزعيم.

وقال ديغاو في تصريحات صحفية:”خضت أولى مبارياتي مع الهلال وكانت ديربي، وكنت راضيًا عن مستواي في تلك المواجهة، لكن ما أذهلني حقًا هو جماهير الهلال، لقد كانوا أروع من الجميع”.

وأضاف اللاعب البرازيلي: “في السعودية، كانت كرة القدم الرياضة الوحيدة التي يهتم بها الجميع، لم يكن هناك أي تركيز أو شغف برياضة أخرى”.

وكان ديغاو قد انضم إلى الهلال في يناير 2014 وحقق مع الفريق عدة ألقاب محلية، ويُعد أحد أبرز المدافعين الذين مرّوا على الفريق خلال السنوات الماضية، بفضل قوته البدنية وتأثيره في المباريات الحاسمة.

 

مقالات مشابهة

  • الليلة بالسامر.. عرض «العائلة الحزينة» في ختام مهرجان فرق الأقاليم المسرحية
  • فيريرا: مفاوضات الزمالك كانت سريعة وسنقاتل من أجل الجمهور
  • «عالم أزهري»: المرأة تؤجر على صدقتها من مال زوجها إذا كانت مأذونة.. والبيت بيتها شرعًا
  • عاجل. مساعد الرئيس الأوكراني يُعلن إجراء محادثة بين ترامب وزيلينسكي: كانت غنية وبالغة الأهمية
  • ديغاو يستعيد ذكرياته مع الهلال: أول مباراة كانت ديربي وذهلت من الجماهير
  • خبير الموارد البشرية: للأسف القطاع الخاص يوظف حسب الشهادة وليس الخبرة.. فيديو
  • خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
  • السمن والعسل والكعك والسجائر.. قرار بمنع حمل هذه الأغراض في أمتعة المسافرين الى السعودية عبر منفذ الوديعة
  • إسرائيل تقصف مدرسة كانت تؤوي نازحين في غزة
  • اللجنة الدائمة للفرق المسرحية الخليجية تكرم عبدالله العويس وأحمد بورحيمة