قصة جبل عباس بسانت كاترين.. حلم الخديوي غير المكتمل
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
مدينة سانت كاترين، من أقدس بقاع الأرض، فهي بجانب روحانياتها التي لا يعلم عنها الكثيرون، فهي بقعة استشفائية، نظرا لمناخها الجاف، بالإضافة لأساطيرها التاريخية، ومنها قصة قصر الخديوي عباس حلمي الأول، الذي أقيم على مساحة 450 مترًا مربعًا فوق جبل عباس، المرتفع عن سطح البحر بحوالي 2383 مترًا، والذي يعد ثاني أطول جبل بسانت كاترين، حيث يستغرق الوصول إليه تسلقًا 3 ساعات ونصف.
قال الدكتور أحمد عادل مدير أثار سانت كاترين لـ «الوطن» إن اختار الخديوي عباس لهذه المنطقة، جاء بعد إجراء تجربة وضع اللحم النيء في أماكن متفرقة لمعرفة توقيت تحللها، وحينما ظلت وقت أطول أثبتت أنها ذات مناخ جاف لتسهم في علاجه من مرض الربو، بعدما نصحه الأطباء بالانتقال لمكان بأجواء جافة، وجاءت من هنا فكرة بناء القصر.
وأشار مدير الآثار، إلى أن الخديوي عباس اشترى المساحة الجبلية من أبناء قبيلة الجبالية الحامية لدير سانت كاترين، الذين يسكنون المكان مع رهبان الدير، وقايض الرهبان بـ100 فدان أرض زراعية بمنطقة سرياقوس قرب محافظة القاهرة، مقابل تخليهم عن عين الماء وبستان زراعة الفاكهة، ودفع مبلغا لأبناء قبيلة الجبالية لإخلاء المنطقة، وبدأ في تشييد القصر عام 1853، ولكنه توفي في العام 1854، بعد بدء التشييد بعام ولم يكتمل بناؤه حتى يومنا هذا.
وأكد الشيخ جميل عطية وهو من أبناء قبيلة الجبالية، ويعمل بإحدى الكامبات البدوية، أنه جرى البدء في بناء القصر على طراز بدائي بسيط، فوق هضبة وعرة بقمة الجبل مما أثر على عدم تساوي جدران القصر وانحدرت من الشمال للجنوب، مع مساواة الجدران العلوية لتصبح في نفس المستوى، وصمم القصر ليضم حجرات بمساحات مختلفة مدعمة بشبابيك وأبواب، وبلغ سمك الجدار من متر إلى 2 متر ونصف.
وأضاف أنهم يستقبلون السياح المغامرين راغبي التسلق للجبال، ويصلون للقمة عن طريق مدق جبلي يسمى أبو جيفة، مرورا بعين شكية وهي عين مياه صالحة للشرب ووادي الأخديد ومنطقة الزواتين، التي اشتهرت بهذا الاسم نظرا لاحتوائها على أشجار الزيتون بوفرة، كما تميزت المنطقة بزراعة الفاكهة النادرة.
ومن جانبه، قال محمد الجبالي، من أبناء قبيلة الجبالية، ويعمل كمرشد سياحي، إنه من الطرائف المتعلقة بقصر الخديوي عباس حلمي، أن بدو كاترين أطلقوا عليه مثال من أمثالهم الشعبية مثل «شبه قصر الملك عباس» ويقصد بها أن الموصوف بهذا المثل يشوبه النقصان، كما يشوب القصر الذي لم يكتمل إنشاؤه، إذ أنّ آبائهم شهدوا محاولة البناء ومد الطرق من مدينه طور سيناء، وصولا إلى مقر القصر ونقل المؤن والرخام والمعدات للبناء، الذي لم يكتمل بسبب وفاة الخديوي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جنوب سيناء سانت كاترين جبل سانت كاترين دير سانت كاترين الخدیوی عباس
إقرأ أيضاً:
عاد إلى غزة ليبدأ من الصفر.. حكاية مسن على أنقاض بيته
وسرعان ما تحوّل الأمل إلى صدمة بعد أشهر من النزوح والمعاناة، ووجد عباس نفسه أمام كومة من الركام، كانت يوما ما منزله المكوّن من أربعة طوابق، ويضم ثلاث عائلات من أبنائه، إضافة إلى عائلات نازحة أخرى لجأت إليهم خلال الحرب.
وكان عباس قد فرّ من منزله في الأيام الأولى للحرب، متوجها مع أسرته إلى مخيم النصيرات وسط القطاع، حيث أقام في خيمة بمنطقة تُعرف بـ"أرض المفتي". وواجه هناك ظروفا قاسية تفتقر إلى الماء والغذاء والمساعدات الإنسانية. ويقول إننا "قضينا أسبوعين بين البعوض والعطش والجوع، ولم يكن الوصول إلى الماء سهلا، ولا الطعام متوفرا، كل شيء كان صعبا".
ولم يكن الطريق أقل قسوة إلى غزة، حيث قطع عباس مسافة طويلة على قدميه، يسحب عربة حديدية محمّلة بالفرش والبطانيات، بينما تسير زوجته إلى جانبه.
وعند وصول عباس إلى الحي، جلس وزوجته إلى جانب أحد الجدران المتبقية ليستريحا قليلا، ثم بدأ يجمع بعض الحجارة لبناء موقد صغير للطهي. لم يكن لديهما سوى فراش مهترئ وبعض الأواني.
ورغم كل شيء، يصرّ عباس على البقاء في المكان الذي وُلد فيه وعاش عمره كله ويقول إن "هذا بيتنا وهذه أرضنا. سنبنيها من جديد، حتى لو بخيمة. أهم شيء أن الحرب انتهت".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2سبب مشاركة رئيس الفيفا إنفانتينو في قمة شرم الشيخ بشأن غزةlist 2 of 2غزل أبو ريان.. طفلة غزية تناشد العالم لتأمين العيش والعودة إلى المدرسةend of listومنذ إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، عاد آلاف الفلسطينيين إلى مناطقهم شمال قطاع غزة، محمّلين بذكريات النزوح وأحلام العودة إلى حياة شبه طبيعية. لكنّ مشهد الدمار الهائل خيّب آمال كثيرين، إذ لم يجد معظمهم سوى أطلال وأسقف منهارة وأحياء محوّلة إلى أنقاض.
ويأتي هذا المشهد عقب دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، بعد حرب استمرت قرابة عامين، خلّفت أكثر من 67 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم مدنيون، ودمّرت معظم أحياء قطاع غزة.
إعلان Published On 14/10/202514/10/2025|آخر تحديث: 14:50 (توقيت مكة)آخر تحديث: 14:50 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2شارِكْ
facebooktwitterwhatsappcopylinkحفظ