RT Arabic:
2025-05-18@05:02:35 GMT

الصومال. ثروات ضخمة تحت الأرض وشرور فوقها

تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT

الصومال. ثروات ضخمة تحت الأرض وشرور فوقها

توصف الصومال منذ عقود بأنها أفقر دولة في العالم، وهي تشهد حالة مزمنة من عدم الاستقرار والفوضى منذ سقوط نظام الجنرال محمد سياد بري وهروبه من مقديشو في 27 يناير عام 1991.

إقرأ المزيد هكذا تضيع الأوطان.. "أذكى" صفقة من نوعها في التاريخ

هذا الجنرال كان حاول عامي 1877 – 1978 ضم إقليم أوغادين ذي الأغلبية الصومالية، ودخل في حرب مع إثيوبيا إلا أن سياساته فجرت تناقضات قبلية استغلتها أديس أبابا وانتهت بسيطرة المتمردين بدعم عسكري إثيوبي على مقديشو وإسقاط نظام سياد بري.

بعدها أعلن إقليم أرض الصومال الواقع في شمال البلاد استقلاله من طرف واحد، فيما تشكلت دولة الأمر الواقع الثانية بونتلاند  (أرض البنط) في شمال شرق البلاد، وعم الصراع مقديشو وأصبحت العاصمة والمناطق المحيطة بها ساحات قتال، فظهر اتحاد المحاكم الإسلامية ثم جماعة الشباب ولم يتوقف التناحر والتقاتل، بعد أن تقطعت أوصال الدولة ودخلت البلاد في حالة من الفشل  المزمن لا تزال متواصلة منذ 33 عاما.

مصير الصومال القاسي، جعل الملايين من سكانه يعيشون منذ سنوات طويلة على معونات الأمم المتحدة ولا ينتهي الصراع الدامي هناك حتى يبدأ من جديد.

تدخل في هذا البلد الجيش الإثيوبي أكثر من مرة، ومست مضاعفات أزمات هذا البلد المتلاحقة كينيا، فأرسلت قواتها إلى هناك، كما أرسلت الولايات المتحدة قوات كبيرة في إحدى المناسبات، إلا الجميع خرج وبقيت البلاد بين طرفي المجاعة والموت.

هذه الحالة من الفوضى والانقسام وضعف السلطة المركزية وفرت حاضنة لجماعات متطرفة على الأرض، كما انتشر نشاط القراصنة على سواحل الصومال مهددا الملاحة في مساحة واسعة من خليج عدن بالمحيط الهندي حتى أن 60 سفينة تعرضت لهجمات القراصنة الصوماليين في عام 2008.

وكأن كل تلك المصائب لا تكفي لأكثر من 17 مليون نسمة يعيشون في الصومال، فظهرت تقارير عن نفايات سامة تلقى في جنح الظلام على سواحل الصومال الممتدة لمسافة 3300 كيلو متر.

هذا التهديد تعزز في عام 2004 بعد اكتشاف عقب موجات تسونامي، حاويات وبراميل معدنية متآكلة بها مواد مشعة ونفايات صناعية سامة في عدة مواقع بجنوب ووسط الصومال.

في الأماكن التي عثر عليها على الحاويات السامة توفى بطريقة مفاجئة عدد من الصيادين المحليين، كما اشتكى سكان آخرون في عدة مناطق صومالية من وفيات مفاجأة مماثلة وإصابة البعض بطفح جلدي، وبتسجيل حوادث لنفوق أسماك.

هذه الفضيحة الخطيرة التي تتهم فيها شركات أوروبية لم تواجه بإجراءات مناسبة، في حين أن تقارير ذكرت أن حوالي 35 مليون طن من النفايات السامة تم إلقاؤها على السواحل الصومالية، وهي تشمل نفايات طبية وصناعية وكيميائية وحتى نووية.

برنامج الأمم المتحدة للبيئة كان ذكر أن بعض الحاويات كانت تحتوي على ما يبدو على "نفايات مشعة"، وأن سكان المناطق المتضررة يعانون من "نزيف في الفم ونزيف في البطن واضطرابات جلدية غير عادية وصعوبات في التنفس".

الأدهى أن أنباء تحدثت في عام 2009 أن بعض المليشيات الصومالية تعاملت لفترة طويلة مع "ندرانجيتا"، وهي إحدى اقوى المافيات الإيطالية وتتمركز في إقليم كالابريا الواقع جنوب غربي إيطاليا، وسمحت لها باستخدام الصومال كمكب للنفايات السامة مقابل الحصول على أسلحة.

قراصنة البحر الصوماليون استغلوا هذه القضية، وبرروا هجماتهم البحرية على السفن المدنية بإغراق السفن الأجنبية لسواحل بلادهم بالنفايات السامة.

الصومال الذي تجمعت به جميع الشرور، وتتهدد المجاعة سكانه منذ عقود، ليس ببلاد فقيرة كما يوصف، فارضه تزخر وفق تقارير، باحتياطيات كبيرة غير مستغلة من العديد من الموارد الطبيعية مثل خام الحديد واليورانيوم والنحاس والقصدير والبوكسيت والجبس والملح والغاز الطبيعي، وحتى النفط. 

مجموعة "رينج ريسورال أويل"، ومقرها سيدني بأستراليا، كانت قدرت أن مقاطعة بونتلاند بشمال الصومال وحدها، قادرة على إنتاج ما بين 5 إلى 10 ملايين برميل من النفط. لكن بالمحصلة كل ذلك لا يظهر له أي أثر، فيما تتواصل دوامة العنف والفوضى ويتأرجح 17 مليون صومالي بين الموت جوعا أو بأسلحة المتقاتلين.

 المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف حركة الشباب

إقرأ أيضاً:

الرئيس السيسي: أدعو جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الحكومة الشرعية في الصومال

دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي جميع الشركاء الإقليميين والدوليين، لدعم الحكومة الشرعية في الصومال، للحفاظ على الأمن والاستقرار

وأعرب خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للقمة العربية الـ34: «عن رفض مصر القطاع لأي محاولات للنيل من سيادة الصومال».

وصول الرئيس السيسي لبغداد

وكان قد وصل الرئيس عبد الفتا السيسي إلى العاصمة العراقية بغداد، لحضور القمة، وكان في استقباله في مطار بغداد الدولي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، فؤاد حسين، الذي أكد خلال اللقاء على «الدور المحوري لمصر في ترسيخ الاستقرار الإقليمي وتعزيز التعاون العربي المشترك»، مشيراً إلى عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين منذ تأسيس جامعة الدول العربية، وإلى مستوى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بحسب بيان للخارجية العراقية.

وبدوره، ثمّن الرئيس عبد الفتاح السيسي، جهود العراق في استضافة القمتين العربية والتنموية، معتبراً ذلك «خطوة تعكس عودة العراق القوية إلى محيطه العربي»، مؤكدا دعم مصر لكافة الجهود الرامية إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، مشيراً إلى الأهمية البالغة التي تكتسبها القمة التنموية في هذا السياق.

القمة العربية الـ34

انطلق اليوم السبت 17 مايو 2025 أعمال القمة العربية الـ34 في بغداد، العاصمة العراقية التي تستضيف هذا الحدث للمرة الرابعة في تاريخها، تحت شعار «بغداد السلام تحتضن قضايا العرب».

وتأتي هذه القمة في ظرف استثنائي تمر به المنطقة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة للشهر التاسع عشر على التوالي، والتي أسفرت عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، مما يضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال قادة وممثلي الدول العربية المشاركة في القمة.

اقرأ أيضاًتوافد القادة والزعماء إلى مقر انعقاد القمة العربية الـ 34 في بغداد

عاجل| الرئيس السيسي يصل بغداد للمشاركة في القمة العربية الرابعة والثلاثين

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تقلص مساعداتها الإغاثية في الصومال واليمن لأكثر من النصف
  • الصومال.. انفجار عبوة ناسفة يعطل مهبط طائرات في مطار براوة
  • رئيس الصومال: فلسطين محور القضايا العربية واختبار حقيقي لوحدة الصف
  • الرئيس السيسي: أدعو جميع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم الحكومة الشرعية في الصومال
  • رئيس الصومال يثمن جهود بغداد في تنظيم القمة العربية بهذا التوقيت الحاسم
  • عدوى الانفصال.. لماذا تنقسم أرض الصومال إلى كيانين؟
  • انهيارات صخرية ضخمة تضرب الباحة.. فيديو
  • وزير الخارجية يلتقي بنظيره الصومالي على هامش الاجتماع الوزاري التحضيري للقمة العربية
  • هآريتس: آلة نتنياهو السامة تهاجم المحتجز السابق عيدان ألكسندر وعائلته
  • من نفايات الزيتون إلى طاقة نظيفة .. حل تونسي صديق للبيئة يلفت الأنظار