خبير اقتصادي: قرار استخدام اليوان يعزز استقلال مصر المالي ويجذب استثمارات ضخمة
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
أكد الدكتور محمد عبد الوهاب، المحلل الاقتصادي والمستشار المالي، أن قرار الحكومة المصرية بالسماح الكامل للشركات الصينية العاملة في مصر بالتسجيل والتعامل المالي بعملة "اليوان" الصيني بنسبة 100% يمثل تحولًا نوعيًا في العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين، ويعكس بوضوح مدى عمق الشراكة الاستراتيجية المتنامية بين البلدين.
وتابع: "يأتي القرار في توقيت بالغ الأهمية، بالتزامن مع التغيرات المتسارعة التي يشهدها الاقتصاد العالمي، ومحاولات العديد من الدول تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي كعملة رئيسية للتبادل التجاري والمالي".
وأشار عبد الوهاب إلى أن الخطوة المصرية تُعد ترجمة عملية للتوجه نحو تنويع أدوات التمويل والتبادل التجاري، وهي رؤية ذكية تدفع نحو الاستقلال المالي وتعزز قدرة الدولة على التعامل مع شركاء اقتصاديين كبار مثل الصين بطريقة أكثر مرونة. وأضاف أن هذا القرار يبعث برسائل إيجابية للمستثمرين الصينيين بأن مصر ليست فقط منفتحة على التعاون، بل قادرة على تهيئة بيئة أعمال مرنة، تحترم خصوصية شركائها وتراعي احتياجاتهم المالية، وهو ما ينعكس مباشرة على معدلات جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، خاصة في قطاعات حيوية مثل الطاقة، البنية التحتية، التصنيع، والتكنولوجيا.
وأوضح عبد الوهاب أن بدء تنفيذ التعاملات المالية باليوان بالتنسيق مع البنك المركزي المصري يعطي القرار صفة رسمية ومؤسسية، ويمنح القطاع المصرفي المحلي دفعة قوية نحو تطوير خدماته ومنتجاته لمواكبة التحولات في النظام المالي العالمي، الذي يتجه تدريجيًا نحو التعددية النقدية، بدلاً من الاعتماد الحصري على عملة واحدة. وأشار إلى أن هذا التحرك يعزز استقرار السوق المحلي، من خلال تخفيف الضغط على الدولار الأمريكي وتقليل تكاليف التحويلات المالية المرتبطة بالتجارة بين مصر والصين، مما يفتح الباب أمام تعاقدات تجارية أكثر مرونة وتنافسية.
ويرى عبد الوهاب أن هذا القرار سيكون له تأثير مباشر على زيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والصين، لا سيما أن السنوات الأخيرة شهدت توسعًا ملحوظًا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث باتت الصين من الشركاء التجاريين الأساسيين لمصر، خصوصًا في المشروعات الكبرى داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمجمعات الصناعية. وأوضح أن القانون الاستثماري المصري، الذي يتيح الملكية الأجنبية بنسبة 100%، يتكامل مع هذا القرار الجديد ليشكل بيئة أعمال شاملة وجاذبة للاستثمارات الصينية، تدعمها بنية تشريعية واضحة وتسهيلات مصرفية مرنة.
واختتم الدكتور محمد عبد الوهاب تصريحه بالتأكيد على أن السماح بالتعامل الكامل باليوان هو أكثر من مجرد خطوة مالية، بل هو تأكيد على نضج الرؤية الاقتصادية المصرية، وقدرتها على التحرك بذكاء في ظل بيئة اقتصادية عالمية معقدة، كما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي واعد لاستقبال الاستثمارات، ليس فقط من الصين، بل من مختلف القوى الاقتصادية التي تبحث عن شراكات قائمة على التوازن والاحترام المتبادل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جذب الاستثمار الأجنبي النظام المالي العالمي بين البلدين
إقرأ أيضاً:
تقرير: 57 مليار دولار قيمة استثمارات جرى توفيرها في مصر
أكدت وزارة الاستثمار أن الهيئات التابعة لها تمكنت من إتاحة 12892 فرصة تصديرية بلغت القيمة التقديرية لأهمها نحو 10.898 مليار دولار لتوفير عدد من السلع والمنتجات.
وأردفت، أن المكاتب التجارية التابعة لوزارة الاستثمار قامت بتوفير عدد من الفرص الاستثمارية للجهات المعنية بلغت القيم المتوقعة منها نحو 57 مليار دولار فـي مجالات البنيـة التحتيـة والغزل والنسيج، والطاقة الجديدة والمُتجددة والهيدروجين الأخضر، والصناعات الغذائية، والصناعات الكيماوية، وتكنولوچيا المعلومات، وتدوير المخلفات، والقطاع الصحي والطبي، والمركبات والسيارات.
وكشفت في تقرير يرصد إنجازات الهيئات والقطاعات التابعة للوزارة الاستثمار والتجارة الخارجية منذ عام 2014، القيام بترتيب عدد من الاجتماعات والفعاليات لجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وتكثيف الاتصالات مع العديد من الشركات الأجنبية لحثُها على الاستثمار في مصر، علاوة على قيام المكاتب بالترويج وتقديم المساعدة لإيجاد الشريك الأجنبي المناسب للعديد من المشروعات.
كما عقدت الوزارة اجتماعات اللجنة الفرعية المشتركة للتجارة والاستثمار بين مصر والاتحاد الأوروبي وذلك لحل القيود على الصادرات المصرية من بعض المنتجات مثل السلع الزراعية والأسماك البحرية.
اقرأ أيضاًسعر الذهب خلال التعاملات المسائية اليوم الاثنين 30 يونيو 2025
بنسبة 6%.. توقعات بتخفيضات واسعة على أسعار الفائدة بالبنك المركزي المصري
زيادة جديدة في الأجور بدءا من يوليو 2025.. والحد الأدنى 7000 جنيه شهريا