مركز حقوقي: انتهاكات خطيرة تطال اللاجئين السوريين بلبنان خلال ترحيلهم
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
قال مركز "وصول لحقوق الإنسان" (ACHR) إن حملة أمنية واسعة ضد اللاجئين السوريين في لبنان بدأت في أبريل/نيسان الماضي "لا تزال قائمة، وشكّلت أخطارا حقيقية هددت حياة الآلاف وأمنهم".
ووثق المركز في تقرير 1080 عملية اعتقال تعسفي، رُحّل منهم 763 شخصا بشكل قسري إلى سوريا، وذلك منذ مطلع 2023 حتى 30 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه.
وقال المركز الذي يعمل من بيروت وباريس إن تلك الأرقام تعكس "واقعا مريرا يواجه اللاجئين في لبنان ويؤكد على أنهم معرضون لتهديدات وانتهاكات مستمرة".
ويسلط تقرير المركز الضوء على "مدى وطأة هذه الأفعال القمعية على اللاجئين السوريين وعلى استمرار الانتهاكات بحقهم".
وحصل المركز على شهادات من الضحايا تحدثت عن "أحداث مروعة وانتهاكات يتعرض لها اللاجئون من لحظة المداهمات الأمنية على أماكن سكنهم، واعتقالهم تعسفيا ثم نقلهم إلى ثكنات عسكرية تابعة للجيش اللبناني، والتحقيق معهم بأساليب تتضمن الضرب والإهانة والتحرش والتنمر، ثم نقلهم بشكل جماعي إلى المعابر الحدودية وتسليمهم إلى السلطات السورية بشكل غير قانوني".
وأضاف المركز أنه بانتهاء تلك الانتهاكات تبدأ مرحلة أخرى تمارسها السلطات السورية ضدهم، تتضمن "الاعتقال التعسفي والاحتجاز التعسفي، مرورا بالمحاكم العسكرية، وفي بعض الحالات تعرض اللاجئون للإخفاء القسري والتعذيب وإساءة المعاملة، وتم تحويل من هم في سن الخدمة العسكرية الإلزامية أو الاحتياطية للالتحاق بالجيش السوري".
وأضاف أنه "في بعض الحالات تم إعادة تسليم اللاجئين قسرا من قبل الفرقة الرابعة التابعة للجيش السوري إلى عصابات التهريب على الحدود، التي بدورها احتجزت اللاجئين في بيوت ومزارع حدودية تابعة لها وتلاعبت بمصيرهم واستغلت وضعهم الهش لابتزازهم ماليا والاستفادة من محنتهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بعد 14 عاما.. صرخة علي تعود لتُبكي السوريين وتتصدر الترند
أثار ظهور الشاب علي مصطفى المحمد في احتفالية ذكرى التحرير الأولى في سوريا موجة واسعة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عادت صرخته الشهيرة قبل 14 عاما لتبكي السوريين من جديد، في لحظة مؤثرة جمعت بين الألم والأمل بمستقبل البلاد.
وجاء ظهور علي ضمن فعالية أقيمت في قصر المؤتمرات بدمشق، حيث روى الشاب قصته أمام الحضور بحضور الرئيس أحمد الشرع، في مشهد أعاد للأذهان تلك الصرخة المدوية التي أطلقها طفل عام 2011 بعد قصف استهدف بلدته كفرنبودة في ريف حماة.
وكانت صرخة علي الطفل آنذاك "بشار الأسد قتلنا، أشو نحن عملنالو؟" قد انتشرت على نطاق واسع عام 2011 عندما كان في السادسة من عمره، لتصبح رمزا لمعاناة الأطفال السوريين خلال سنوات الحرب، وها هو اليوم يقف رجلا في العشرين من عمره أمام قادة البلاد يروي تلك اللحظات الأليمة.
ولم تكن قصة علي الوحيدة في هذه الفعالية، إذ شهدت المنصة روايات مؤثرة أخرى من بينها قصة الشاب مالك برغوث الذي صرخ وهو في الثانية عشرة من عمره "يا بابا لا تتركني"، باكيا عند جثمان والده المتطوع في الدفاع المدني عام 2016.
وأبكت هذه القصص المؤلمة أصحابها والحضور على حد سواء، حيث ظهر الرئيس الشرع وعقيلته متأثرين بالدموع، قبل أن يصعد إلى المنصة ويحتضن أصحاب هذه القصص، في مشهد إنساني عكس عمق المعاناة التي عاشها السوريون طوال سنوات الحرب.
وتأتي هذه الفعالية في سياق ذكرى التحرير الأولى، حيث تحول أطفال الأمس إلى رجال اليوم يحكون تفاصيل تلك المرحلة المؤلمة، في محاولة لتوثيق الذاكرة الجماعية وإحياء ذكرى الضحايا الذين سقطوا خلال سنوات الصراع الطويلة.
العدالة الانتقاليةوفي كلمته خلال الفعالية، أكد الرئيس أحمد الشرع التزام الحكومة بمبدأ العدالة الانتقالية لضمان محاسبة كل من انتهك القانون وارتكب جرائم بحق الشعب السوري، مع الحفاظ على حقوق الضحايا وإحقاق العدالة في البلاد.
إعلانوقال الشرع إن حق الشعب في المعرفة والمساءلة ثم المحاسبة أو المصالحة هو أساس استقرار الدولة وضمان لعدم تكرار الانتهاكات، في إشارة إلى أهمية التعامل مع ملف الماضي بشفافية وعدالة تضمن حقوق جميع الأطراف.
وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 300 ألف مدني سوري قتلوا خلال الحرب في البلاد منذ عام 2011 حتى عام 2022، في حصيلة مروعة تعكس حجم المأساة الإنسانية التي شهدتها سوريا على مدى أكثر من عقد من الزمن.
ورصد برنامج شبكات (2025/12/9) جانبا من تعليقات السوريين على هذه القصص المؤثرة التي أبكت الحاضرين في احتفالية ذكرى التحرير، حيث كتب محمد:
اختلط الحزن بالفرح بهاليوم وين ذكرى الشهداء وين ذكرى النصر، نحنا فرحانين بس دموعنا بتحكي انو مشتاقين للشهداء
بدورها، عبّرت رولا عن أملها في المستقبل وإشادتها بموقف الرئيس الإنساني، فغردت:
آن لسوريا أن يصبح لها رئيس كرئيسنا يشعر بأوجاع شعبه ويحزن لحزنه ويفرح لفرحه نحنا منكبر بهيك رئيس
أما ماري فعبرت عن تطلعات السوريين نحو مستقبل أفضل بعد سنوات من المعاناة، فكتبت:
آن لسوريا ولشعبها السلام والأمان والعيش الكريم.. آن لنا أن نعيش بحرية وكرامة وعزة نفس.. آن لبلدي الغالي أن يتنفس بعد 14 سنة دم وحرب ودمار… سوريا بتستاهل تنهض من جديد وتتعمر بمحبة وسواعد أبنائها كلها بمختلف طوائفها
في حين رأى علاوي في هذا المشهد انتصارا بحد ذاته، معتبرا إياه دليلا على نجاح الثورة ضد نظام حكم قمعي. فقال:
هي لقطة لحالها انتصار، ولحالها نجاح الثورة، ولحالها انتصار شعب على أعتى وأجرم أنظمة الحكم التي عرفها العصر الحديث
وتعكس هذه الفعالية التحول الكبير الذي تشهده سوريا بعد سنوات طويلة من الصراع، حيث بات بإمكان الضحايا أن يرووا قصصهم علنا أمام المسؤولين، في خطوة تعد الأولى من نوعها نحو المصالحة الوطنية وبناء مستقبل جديد للبلاد.