رئيس إذاعة القرآن الكريم: عشت حياة صعبة.. ووالدي صاحب التأثير الأقوى في شخصيتي
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
عقد جناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوتَه الثقافية الثامنة، بعنوان «نقوش على الحجر.. سيرة ومسيرة» بمشاركة رضا عبد السلام، رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم.
أدار الندوة الإعلامي محمود عبد الرحمن، وتناولت سيرة الإذاعي رضا عبد السلام ومسيرته من خلال كتابه «نقوش على الحجر»، وهي رحلة حياة نموذج بارز من أصحاب الهمم، الذي وُلد فاقدًا لذراعيه.
وقال رضا عبد السلام، بشأن تأليفه لكتاب يحكي مسيرته، الذي هو موضوع الندوة: «كلما هممت أن أكتب عن رحلة حياتي أخذتني حالة من التهيب والتردد ليس لأنها رحلة لا تستحق أن تُروى أو يكتب عنها، ولكن لأنني دائمًا ما أتهم نفسي بالتقصير في بلوغ الأهداف؛ فكيف والحال كذلك أرضى عنها كل هذا الرضا؟.. وربما على الأرجح أنأى بنفسي أن تكون رحلة حياتى محلًّا للكتابة أو للعرض على الناس؛ خاصة وأن النجاحات التي تخللت هذه الحياة وزينتها ليست بعيدة المنال أو مما يستحيل تحقيقه على مَن يجتهد ويجد وتكون الحياة بالنسبة له معركة حسم لتحقيق الأهداف.
وتابع أن الذى دعاه إلى أن يمسك بالقلم بفمه عوضًا عن يد وكف وأصابع، ويضغط عليه بأسنانه ويخط به على الورق الأبيض كما فعل طوال عمره ليكتب أحداث ومواقف هذه الرحلة؛ هو تفرده الإنساني، أي أنها كانت حالة إنسانية مختلفة، بل وفريدة من حيث الطبيعة والظروف والأحوال، وكذا الأشخاص، ومن حيث المواقف التي شاء الله أن تنطوى عليها حياته.
وأضاف رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم، أن كتابه الذي يحكي سيرته كان ثمارًا لحياة صعبة عاشها، ولكن مع صعوبتها كانت حياة رائعة، فبعد العقبة الكؤود كان هناك فتح للأبواب، لافتًا إلى أننا عندما نعمل ونجتهد لا بد أن تفتح الأبواب بمشيئة الله.
والده أثر في تكوينهوأشار رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم، أن اسمه (رضا) كان تعبيرًا من والديه عن الرضا بقضاء الله وقدره، عندما وُلد بهذا الشكل (بلا ذراعين)، لافتًا إلى أن والده كان صاحب التأثير الأقوى في شخصيته لمواجهة الحياة وصعابها، فكان يبث في نفسه أنه كبقية الناس لا يفضل عليهم ولا ينقص عنهم، محثًّا إياه على أن يستخرج من نفسه إمكانيات هائلة أعطاه الله إياها، مؤكدًا أن ما زرعه والده في شخصيته كان درس حياته.
ووجه عبد السلام رسالة لكل شخص من أصحاب الهمم، بأنه لا بد أن يطمع في رحمة الله وفيما عند الله، وأن يبحث عن حل لكل مشكلة تواجهه وألا يستسلم.
وبصوته الإذاعي الشجي، اختتم رئيس شبكة إذاعة القرآن الكريم، ندوة حكماء المسلمين، بالغاية من سرد حكايته في الكتاب، بالقول: «هذه حياتي مولودًا منذ نزلت بصعقة المفاجأة وهول الموقف الرهيب، هذه حياتي آية لمن تمنى من لا قلب له ألا تعيش فعاشت تنقش النقوش على أحجار الحياة، هذه حياتي روحًا ونفسًا سكنت في مهدها أمي وأبي قلبًا وعطفًا، هذه حياتي طفلًا بلا جناحين مجهول الطالع يطرق على أبواب قدر الله الذي يفتح للسالكين إليه الدرب فيحبو ويقف ويسند الظهر المتعب على جناب فضل الله فتستحيل الوهدة سُلمًا للصعود والترقي».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض الكتاب معرض الكتاب 2024 أرض المعارض التجمع الخامس عبد السلام هذه حیاتی
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة الأزهر: آيات الحج تبدأ بحكم المحصر لبشرى إلهية
قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن أول حكم ذكره الله تعالى في الآيات التي نُظّمت فيها أحكام الحج هو حكم "المُحصَر"، أي من أُحصر أو مُنع من الوصول إلى مكة المكرمة، رغم إحرامه ونية حجه أو عمرته، وهو ما يستدعي التأمل والتدبر.
وعاظ الأزهر يردون على أسئلة حجاج بيت الله الحرام .. صور
خطيب الجامع الأزهر: "لبيك اللهم لبيك" نداء يتجاوز حدود المكان والزمان
شيخ الأزهر الشريف ورئيسة القومي للمرأة يبحثان التعاون المشترك
إطلاق برامج ومبادرات مشتركة بين القومي للمرأة والأزهر
وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، أن افتتاح آيات الحج بذكر من مُنع من الوصول إلى بيت الله الحرام، رغم الأشواق والاستعداد، يحمل دلالات عميقة؛ أولها أن القرآن الكريم بدأ مع الناس من واقعهم، فعدم الوصول سابق للوصول، فبيّن حكم من أُحصر أولًا، ثم انتقل إلى أحكام من بلغ البيت وأدّى المناسك.
وأشار إلى أن تعبير القرآن بـ"فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ" استخدم "إن" الشرطية، والتي تدل في اللغة على الأمر القليل الحدوث أو غير المتوقَّع، بينما عبّر عن الوصول بـ"فَإِذَا أَمِنتُمْ"، مستخدمًا "إذا" الدالة على اليقين والوقوع المؤكد، وكأن القرآن يزفّ بشرى ضمنية لكل من نوى وأحرم، أن الوصول إلى بيت الله أمر محقق، وما دون ذلك من موانع فهو نادر.
رئيس جامعة الأزهر يكشف سبب تقديم حكم "المحصر" في الحجوأضاف رئيس جامعة الأزهر أن تقديم حكم "المحصر" أيضًا يشير إلى أن هذا الحكم لا يترتب عليه تفاصيل كثيرة، بخلاف من وصل إلى مكة، فعليه أحكام الطواف والسعي والوقوف بعرفة والمبيت بمنى ومزدلفة وغير ذلك، مما يعكس التدرج القرآني في تناول الأحكام.
وتابع: "القرآن الكريم هنا لا يعطينا فقط حكمًا فقهيًّا، بل يملأ القلب رجاءً ويقينًا أن الله ييسّر السبل لعباده، وأن من عزم وأحرم بنية صادقة، فإن بلوغ البيت العتيق أمرٌ بفضل الله محقق، والعقبات استثناءات لا تُذكر أمام فضل الله وكرمه".