«معلومات الوزراء»: توقعات بتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام 3 مرات في 2024
تاريخ النشر: 30th, January 2024 GMT
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تحليلا معلوماتيا تناول خلاله الدور الكبير الذي تلعبه صناعة الطيران العالمية في التقدم الاقتصادي والاجتماعي، مشيرا إلى أنه رغم هذا الدور فإن استهلاكها الملحوظ للطاقة قد حظي بالاهتمام بسبب العواقب البيئية اللاحقة، ومع توقعات بتضاعف الحركة الجوية خلال العقدين المقبلين، فإن استهلاك الطاقة بشكل كبير، يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التأثير البيئي لهذه الصناعة.
وأشار التحليل إلى أن قطاع الطيران يساهم بنحو 2% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، بالإضافة إلى تعافي الطلب على السفر الدولي في أعقاب جائحة كوفيد-19، إذ وصلت انبعاثات الطيران في عام 2022 إلى ما يقرب من 800 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون، أي حوالي 80% من مستوى ما قبل الوباء، ولذلك هناك حاجة إلى العديد من التدابير الفنية المتعلقة بالوقود منخفض الانبعاثات، وتطوير الطائرات والمحركات، وتحسين العمليات، وحلول تقييد الطلب للحد من نمو الانبعاثات وخفضها خلال هذا العقد من أجل السير على الطريق الصحيح مع صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050.
وأوضح مركز المعلومات في تحليله أن الاستدامة تمثل تحديًا حاسمًا لصناعة الطيران، حيث تواصل الصناعة تعزيز جهودها للحد من تأثيرها البيئي مع الدعوة إلى تمكين أطر السياسات لتطوير العناصر الرئيسة لاستراتيجية صافي الانبعاثات الصفري في قطاع الطيران.
جدير بالذكرأن الدول الأعضاء لمنظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) اعتمدت هدفًا طموحًا طويل الأجل (LTAG) لتحقيق صافي انبعاثات صفرية من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 خلال الدورة الحادية والأربعين في أكتوبر 2022.
وتتوافق هذه الخطوة المهمة إلى الأمام من قبل الدول مع كل من أهداف اتفاقية باريس، وهدف صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050 التي وافقت عليها شركات الطيران في الاجتماع العام السنوي السابع والسبعين للاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) في أكتوبر 2021.
مبادرات دولية أقوى في المجالات الرئيسة لإزالة الكربونوهناك توقعات بمبادرات دولية أقوى في المجالات الرئيسة لإزالة الكربون، مثل تحفيز القدرة الإنتاجية لوقود الطيران المستدام، ويعد التقدم المحرز في العديد من الاقتصادات بشأن التحول في إنتاج الكهرباء إلى مصادر خضراء، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مثالًا على ما يمكن تحقيقه من خلال السياسات الحكومية الصحيحة، وخاصة في حوافز الإنتاج.
وأشار التحليل إلى أنه في ضوء تحقيق هدف انبعاثات صفرية من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، جرى وضع استراتيجيات للتحول نحو صناعة الطيران المستدام قائمة على أربعة عناصر رئيسة، وهي: «وقود الطيران المستدام، وتعويض واحتجاز الكربون، وتقنيات الطائرات الجديدة، وتحسين البنية التحتية والعمليات».
وتشير تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) إلى أن حوالي 65% من عمليات التخفيف اللازمة لصافي انبعاثات الكربون الصفرية في عام 2050 ستأتي من وقود الطيران المستدام، وتتمثل الاستراتيجية الثانية الأكثر أهمية في تعويض الكربون واحتجازه، وهو ما يمثل 19% من الانخفاض في الانبعاثات اللازمة للوصول إلى صافي الصفر.
كما أن التقنيات الجديدة مثل الطائرات الكهربائية أو محركات الدفع الهيدروجينية ستؤدي أيضًا إلى تقليل الانبعاثات، ولكن ليس بقدر كبير مثل استراتيجيات وقود الطيران المستدام، واستراتيجيات تعويض الكربون.
وأكد التحليل أنه في الآونة الأخيرة اكتسب وقود الطيران المستدام زخما، إذ تتوقع صناعة الطيران أن يلعب وقود الطيران المستدام الدور الأكبر في إزالة الكربون من قطاع الطيران، لاعتباره من المنتجات صديقة للبيئة، حيث يتم إنتاجه من مواد أولية بما في ذلك نفايات الدهون والزيوت والشحوم، والنفايات الصلبة البلدية، والمخلفات الزراعية، والنفايات الرطبة، وكذلك المحاصيل غير الغذائية المزروعة في الأراضي الهامشية. ويمكن أيضًا إنتاجه صناعيًا عبر عملية تلتقط الكربون مباشرة من الهواء.
وتناول مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار ما أعلنه الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) عن توقعاته بألا تقل السعة التقديرية من إجمالي إنتاج الوقود من مصادر متجددة عن 69 مليار لتر (55 مليون طن) بحلول عام 2028.
ويشكل وقود الطيران المستدام (SAF) جزءًا من هذا الإنتاج المتزايد من خلال مصافي الوقود المتجدد الجديدة وتوسيع المرافق القائمة، وسيغطي مناطق الإنتاج كل من أمريكا الشمالية، وأوروبا، وآسيا والمحيط الهادئ.
وأظهرت البيانات أن الإنتاج العالمي لوقود الطيران المستدام سجل نحو 625 مليون لتر (0.5 مليون طن) في عام 2023، أي أكثر من ضعف الإنتاج المسجل في عام 2022 والذي بلغ نحو 300 مليون لتر (0.24 مليون طن)، وبزيادة قدرها 108.3%.
ويمثل وقود الطيران المستدام 3% من جميع أنواع الوقود المتجدد المنتجة، حيث يذهب 97% من إنتاج الوقود المتجدد إلى قطاعات أخرى.
متوقع أن يتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام ثلاث مراتوأوضح التحليل أنه من المتوقع أن يتضاعف إنتاج وقود الطيران المستدام ثلاث مرات ليصل إلى 1.875 مليار لتر (1.5 مليون طن) في عام 2024، وهو ما يمثل 0.53% من احتياجات وقود الطيران، و6% من إنتاج الوقود المتجدد. وفي ظل هذا المستوى من الإنتاج، مع السياسات الداعمة للصناعة، سيصل إنتاج وقود الطيران المستدام إلى نحو 30 مليار لتر بحلول عام 2030.
تشغيل أكثر من 490 ألف رحلة جوية تجارية باستخدام وقود الطيران المستداموفي سياق الاهتمام العالمي بصناعة وقود الطيران المستدام، تم تشغيل أكثر من 490 ألف رحلة جوية تجارية باستخدام وقود الطيران المستدام حتى أبريل 2023، وجرى توقيع العديد من اتفاقيات شراء مع منتجي وقود الطيران المستدام من قبل شركات الطيران. ومنذ بداية عام 2022، تم توقيع 57 اتفاقية شراء بين شركات الطيران ومنتجي وقود الطيران المستدام.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: أكسيد الكربون أمريكا الشمالية إنتاج الكهرباء استهلاك الطاقة الاتحاد الدولي وقود الطيران إنتاج وقود الطیران المستدام ثانی أکسید الکربون فی الانبعاثات قطاع الطیران بحلول عام 2050 ملیون طن إلى أن فی عام
إقرأ أيضاً:
الأعلى في تاريخ الهيئة.. "الطيران المدني" تحقق 105 ملايين ريال إيرادات
◄ بنسبة 95.95%.. عُمان الخامس عالميًا في مؤشر الامتثال للتنفيذ الفعال لرقابة السلامة الجوية
◄ إعادة هندسة 113 خدمة إلكترونية
◄ إصدار تصاريح تشغيل لـ19 شركة طيران أجنبية
◄ اعتماد سياستي الأمن السيبراني وأمن الطيران المدني
◄ 120073 رحلة جوية عبر مطارات السلطنة
◄ عبور 540.3 ألف طائرة الأجواء العُمانية العام الماضي
الرؤية- سارة العبرية
تصوير/ راشد الكندي
نظّمت هيئة الطيران المدني أمس لقاءً إعلاميًا موسّعًا لاستعراض حصاد 2024، تحت رعاية معالي الدكتور عبد الله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام، وبحضور عدد من الشركاء الإستراتيجيين والجهات المعنية.
ومثّل عام 2024 محطة استثنائية في مسيرة تطوير قطاع الطيران المدني في سلطنة عُمان؛ إذ شهد تحقيق إنجازات نوعية على المستويات التشغيلية والتقنية والتشريعية، ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز إقليمي ودولي لصناعة الطيران. وذلك في إطار التوجهات الوطنية الطموحة لتحقيق أهداف رؤية "عُمان 2040" نحو اقتصاد متنوع ومستدام، يعزز من تنافسية السلطنة عالميًا.
وفي استعراض شامل للنتائج، أعلنت الهيئة عن مساهمتها بتحقيق إيرادات بلغت 105 ملايين ريال عُماني، وهو أعلى تحصيل فعلي في تاريخها، لتكون ضمن أعلى 5 جهات حكومية من حيث مساهمتها في الإيرادات العامة، في انعكاس مباشر لكفاءتها التشغيلية واستدامة مواردها المالية.
وأعلنت الهيئة تحقيق نسبة امتثال بلغت 95.95% في مجال السلامة، وحصلت سلطنة عُمان على المركز الخامس عالميًا في مؤشر الامتثال للتنفيذ الفعال لرقابة السلامة الجوية، في إنجاز يُعزز من ثقة المجتمع الدولي بمنظومة الطيران المدني.
وفي إطار التخطيط والتشريعات، تم تشغيل المدرج الجنوبي لمطار مسقط الدولي، كما اعتمدت الهيئة السياسة العامة للطيران المدني، ووقّعت 9 اتفاقيات للنقل الجوي، إضافةً إلى إصدار لائحة حماية حقوق المسافرين وترخيص لتسجيل وإدارة الحركة الجوية للطائرات بدون طيار (الدرون).
أما في مجال التحول الرقمي، تم إعادة هندسة 113 خدمة إلكترونية، وتنصيب نظام إدارة الوثائق EDRMS، والحصول على شهادة أمن المعلومات ISO 27001 . كما تم تركيب وتشغيل مشروع استبدال وتحديث أجهزة نظام التنبؤات العددية العُمانية، وتنفيذ مشروع نموذج مؤشر فيضانات الأودية.
وشملت الإنجازات كذلك، إصدار تصاريح تشغيل لـ19 شركة طيران أجنبية، واعتماد سياستي الأمن السيبراني وأمن الطيران المدني، وتفعيل الأدلة التشغيلية لمطاري الدقم ومرمول، وتشغيل رادار جديد للملاحة الجوية في جعلان بني بوعلي، إلى جانب اعتماد خطة الطوارئ والإخلاء في مباني الهيئة، واعتماد منهجية تقييم مخاطر أمن الطيران على المستوى الوطني.
وبحسب الأرقام التشغيلية، شهد عام 2024 زيادة بنسبة 2% في أعداد المسافرين مقارنة بعام 2023، حيث سجلت الهيئة 120073 رحلة جوية، وبلغت حركة الشحن الجوي 150,118 طنًا، في حين عبر أجواء سلطنة عُمان أكثر من 540,300 طائرة، بزيادة قدرها 14%. كما أصدرت الهيئة 17,182 تصريحًا للطيران والتصاريح الدبلوماسية، و2,112 تصريحًا لعوائق الطيران، وعززت منظومة الرصد الجوي بتشغيل محطتين رصد لتصبح مجموعها 80 محطة موزعة على مختلف المحافظات، فيما تعاملت مع 520 شكوى بكفاءة وشفافية، تعزيزًا لثقة الجمهور.
وقال سعادة المهندس نايف بن علي العبري رئيس هيئة الطيران المدني إن تطوير قطاع الطيران لا يُعد مجرد تحقيق مؤشرات أو أرقام؛ بل يمثل استثمارًا محوريًا في مستقبل سلطنة عُمان ودورها المتنامي على الساحة الدولية في مجال النقل الجوي. وأشار سعادته إلى أن ما تحقق من إنجازات خلال عام 2024، نتاج رؤية واضحة وتعاون فعّال بين مختلف الجهات المعنية، مؤكدًا استمرار الهيئة في مسارها نحو التميز والابتكار لضمان مستقبل واعد ومستدام لهذا القطاع الاستراتيجي.
وعلى صعيد الموارد البشرية، نفّذت الهيئة برامج تدريبية متخصصة في مجالات الملاحة والأرصاد الجوية وتنظيم الطيران المدني، وقد توّجت جهودها بحصولها على جائزة أفضل مؤسسة في إعداد الموظفين الجدد، وجائزة الابتكار في الموارد البشرية بالقطاع الحكومي، بما يعكس التميز المؤسسي الذي تنتهجه.
وفي جانب العلاقات الدولية، استضافت سلطنة عُمان أسبوع الأمن لمنظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) بمشاركة 800 مختص و39 وزيرًا من 77 دولة، إلى جانب تنظيم ورش عمل دولية متخصصة في مجالات الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية والتسونامي. كما شاركت الهيئة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، واجتماع المجموعة الإقليمية لأمن الطيران والتسهيلات، ومؤتمر مفاوضات النقل الجوي (ICAN)، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز حضور سلطنة عُمان في المحافل العالمية.
ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود هيئة الطيران المدني لتعزيز مبدأ الشفافية والتواصل المستمر مع المجتمع، مؤكدةً أن الإنجازات المحققة في عام 2024 تُعد نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة من التطوير الشامل، يقودها الإبداع والالتزام، وتسهم في ترسيخ مكانة سلطنة عُمان كمركز محوري في صناعة الطيران إقليميًا ودوليًا.