بوابة الوفد:
2025-05-12@16:16:51 GMT

حكاية فيلم أمريكى!

تاريخ النشر: 31st, January 2024 GMT

التقيت مؤخرًا بمهندس أمريكى يعمل بين دول الخليج، عمره ما بين المرحلة التى تجاوزت الشباب وعلى أبواب الخروج على المعاش ومع ذلك لا يزال عليه -حسب كلامه- أن يعمل سنوات قادمة حتى يستطيع استكمال أقساط منزله وأشياء أخرى، وقال بكل فخر وفرح.. وأسى أيضًا إنه فوجئ بابنه فى إجازته الأخيرة لأسرته يعرض عليه اختيار لون السيارة التى يحلم بها طوال عمره.

. لشرائها له فورًا عدًا ونقدًا!
وكان يتساءل هل أنا من عليه تحقيق أحلام ابنى أم ابنى يحقق أحلامي؟!.. والحكاية أن ابنه عندما دخل المدرسة الابتدائية شارك مثله مثل كل التلاميذ فى حصص التربية الرياضية وكانت اللعبة الرئيسية هى كرة القدم الأمريكية حيث يتعلمون قواعدها وأساسياتها بمدرسين متخصصين.. ومع الوقت والتصفيات يتم تكوين فريق المدرسة من التلاميذ الموهوبين والمميزين فى هذه اللعبة!
ويدخل هذا الفريق فى مباريات ومنافسات خلال سنوات الدراسة مع فرق المدارس الأخرى ثم مع فرق المدينة ثم الولاية.. إلى أن يصلوا للمرحلة الثانوية وهنا يكون بالولاية الواحدة عدد كبير من الفرق وكل مدرسة تحاول استقطاب مدربين محترفين فى اللعبة ولا تعتمد فقط على مدرسى التربية الرياضية والمد والثنى واجرِ فى مكانك.. أتذكر مدرس التربية الرياضية فى مدرستى الثانوية كان لا يأتى فى حصص الرياضة فيضطر الناظر لأن يجمعنا فى ركن بحوش المدرسة حتى تنتهى الحصة أو تأخذنا أبلة عفاف لنجلس فى الفصل وهى تصنع بلوفر تريكو لابنها.. الغريب أن مدرس الرياضة لا يأتى إلا آخر النهار بعد انتهاء المدرسة ليلعب معنا الكرة.. وبالطبع نتأخر فى اللعب ولا نذاكر ولا نعمل الواجب المدرسي!
واستكمل المهندس الأمريكى كلامه قائلا إنه فى المرحلة الثانوية يأتى وكلاء الفرق الكبيرة ووكلاء اللاعبين وممثلون عن الجامعات لمحاولة استقطاب وخطف اللاعبين الموهوبين والمتميزين من الفرق المدرسية ويعرضون عليهم فرص اللعب فى فرق المحترفين أو منحاً دراسية مجانية فى الجامعات مقابل اللعب فى فرقها.. ولأن ابن صديقنا الأمريكى يلعب فى فريق إحدى الجامعات فقد عرض عليه أحد الوكلاء الاحتراف فى دورى المحترفين بعقد قيمته مئات الآلاف من الدولارات.. ومنها سيشترى لوالده سيارة أحلامه. وهذه حكاية حياة أمريكية شاهدناها فى عشرات الأفلام الأمريكية!
ولما سألته: هل ذلك يتم فى الرياضة فقط؟ قال: يتم فى كل مجالات العلوم والاختراعات وفى فنون الكتابة والمسرح والسينما والغناء.. لكل شيء فريق ومنافسات بين المدارس.. ولا شيء بالصدفة ولا بالحظ ولكن بالمتابعة والرصد والاختيار والفرز.. بالطبع هناك استثناءات ولكن هذه هى القاعدة العامة لصناعة أجيال مبدعة فى كل المجالات.. ولذلك أمريكا أكبر أمة للمبدعين فى العلم والأدب والفن.. والموضوع لا يقتصر على الفلوس والمكسب والخسارة.. فالمدارس تتعامل معها من البداية بأنها مهمة ومسئولية وطنية.. لأن الأمم تضيع عندما يضيع شبابها الموهوب والمتميز فى الشوارع بلا فائدة!

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دول الخليج لون السيارة المدرسة الابتدائية فريق المدرسة

إقرأ أيضاً:

الفرق بين عدد الأحزاب ومقاعد البرلمان.. المفوضية تحسم الجدل: لا مشكلة

الفرق بين عدد الأحزاب ومقاعد البرلمان.. المفوضية تحسم الجدل: لا مشكلة

مقالات مشابهة

  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • الفرق بين عدد الأحزاب ومقاعد البرلمان.. المفوضية تحسم الجدل: لا مشكلة
  • نهاية مأساوية لرجل حاول “اللعب” مع كنغر في الولايات المتحدة
  • ارتفاع تكلفة اللعب | تعرف إلى تاريخ أجهزة ألعاب الفيديو وأسعارها الجديدة
  • بقيادة دوناروما وسومير.. كرة القدم الكلاسيكية تنتصر على نهج جوارديولا
  • وُلد هو ثم وُلدت الموضة.. هذه حكاية مؤسس الأزياء الراقية
  • الفرق بين الحمد والشكر.. تعرف عليه
  • بالصور.. حكاية قبر أليعازر في القدس
  • حكاية أول مدرسة للطب بمصر .. الأزهر يطعم الطلاب والوالي ينفق على تعليمهم
  • غوارديولا يلوم لاعبي السيتي: هل فقدتم رغبة اللعب؟