جناح الأزهر بمعرض الكتاب.. "فلسطين في القلب" و"الأخوة الإنسانية" قيم حاضرة بقوة
تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT
انطلقت اليوم السبت، فعاليات اليوم العاشر لمشاركة جناح الأزهر الشريف الثامنة في معرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته ال(٥٥)، وسط إقبال كبير وحرص من رواد المعرض بمختلف فئاتهم وأعمارهم، وذلك للاطلاع على أحدث إصدارات الأزهر الشريف بمختلف هيئاته وقطاعاته، وزيارة ركن الفتوى، والطفل، وقطاع المعاهد الأزهرية، وجامعة الأزهر الشريف، بالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات المتنوعة والندوات التثقيفية التي ينظمها جناح الأزهر بشكل يومي، والتي جذبت جمهور معرض الكتاب ولاقت استحسان الجميع.
ويعقد جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 55،، ندوة تثقيفية بعنوان، " فرضية العلم وحتمية البناء"، بحضور السفيرة نبيلة مكرم، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة فاهم للدعم النفسي، والأستاذ الدكتور نظير عياد، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والأستاذ الدكتور عبد الناصر عمر، أستاذ الطب النفسي جامعة عين شمس، ويدير الندوة الإعلامي محمود عبد الرحمن، مذيع بالمركز الإعلامي للأزهر الشريف.
ويستكمل جناح الأزهر الشريف سلسة "محطات في مسيرة عالم أزهري"، بندوة تثقيفية عن حياة فضيلة العالم الجليل الأستاذ الدكتور حسن الشافعي، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ويديرها الدكتور علي شمس، الباحث بالأمانة العامة لهيئة كبار العلماء.
وتتضمن فعاليات جناح الأزهر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أنشطة وعروض فنية وثقافية يقدمها طلاب وبراعم الأزهر الشريف، تحت شعار فلسطين في القلب، بالإضافة إلى ورش تفاعلية للنحت والرسم وترميم المخطوطات الأثرية، إلى جانب فعاليات أركان الفتوى، والخط العربي، ومجلة نور، وبانوارما ذاكرة الأزهر، وقطاع المعاهد الأزهرية، وجامعة الأزهر، وبيت الزكاة والصدقات المصري.
واحتفى جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بالفائزين بجائزة زايد للأخوة الإنسانية للعام ٢٠٢٤م، حيث أضاءت شاشات العرض الكبرى بصور البروفيسور السير مجدي يعقوب، جراح القلب المصري الشهير، والسيدة نيللي ليون كوريا - المعروفة باسم "الأم نيللي"، رئيس مؤسسة «المرأة الصامدة»، بالإضافة لشعاري الجمعيتين الإسلاميتين في إندونيسيا «جمعية نهضة العلماء»، و«الجمعية المحمدية»، كما نظم جناح الأزهر عروض وفقرات وأنشطة خاصة بذوي الهمم، وذلك في إطار حرص الأزهر الشريف على دعم قدرات ومهارات ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويشارك الأزهر الشريف -للعام الثامن على التوالي- بجناحٍ خاصٍّ في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 55، في الفترة من 24 يناير الجاري حتى 6 فبراير 2024؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام، ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر معرض القاهرة الدولي للكتاب جامعة الأزهر المعاهد الأزهرية القاهرة الدولی للکتاب جناح الأزهر الشریف
إقرأ أيضاً:
الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر: العلماء ورثة الأنبياء والإخلاص والتواضع ركائز طالب العلم
عقد الجامع الأزهر اليوم الإثنين، اللقاء الأسبوعي للملتقى الفقهي "رؤية معاصرة" بعنوان: "العلماء نبراس الهدى "الإمام أبو حنيفة نموذجاً".
جاء ذلك بحضور د. محمد محمد عبد الستار الجبالي، أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية، ود. عماد عبد النبي محمود، أستاذ أصول الفقه المساعد بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى الرئيسة بالجامع الأزهر، وأدار الحوار د. مصطفى شيشي، مدير إدارة شئون الأروقة.
في مستهل الملتقى، أكد الدكتور محمد الجبالي أن العلماء هم ورثة الأنبياء نظرًا للأهمية البالغة للعلم، ومما يدل على ذلك أن أول نزل من القرآن الكريم هو الأمر بالقراءة في قوله تعالى: "اقرأ وربك الأكرم"، مما يدل على أن القراءة هي الأساس والركيزة التي تنهض عليها المجتمعات وتُبنى عليها الحضارات.
وأشار إلى أن القسم الإلهي في قوله تعالى: "ن والقلم وما يسطرون" يعد دليلاً واضحًا على مكانة العلم السامية، ويؤكد اهتمام الإسلام الكبير بالعلم والعلماء، والآية الكريمة: "إنما يتذكر أولو الألباب"، خير دليل على قيمة أهل العلم وقدرتهم على إدراك الحقائق التي قد لا يتوصل إليها غيرهم.
آداب طالب العلموأوضح الدكتور محمد الجبالي أن هناك آدابًا يجب أن يتحلى بها كل من طالب العلم ومعلِّمه، ويأتي في مقدمتها: الإخلاص لله تعالى، فمن سلك طريقًا للعلم يجب أن يبتغي بهذا العلم وجه الله تعالى والنفع للمجتمع، فغياب الإخلاص عن طالب العلم يجعل العمل بلا فائدة، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن تعلم العلم ليُباهي به العلماء، أو يُماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه، فهو في النار"، ثانيا: الوقار والسكينة والتواضع، لأن العلم لا يستقيم مع الكبر ولا يؤتى مع المعصية، قالى تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله"، كما قال الإمام علي كرم الله وجهه بأن "العلم أفضل من المال"، ولهذا، نجد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتسابقون على تحصيل العلم؛ لأن العلم يحرس الإنسان ويحميه على عكس المال هو الذي يحتاج إلى حراسة وحماية.
وبيّن الدكتور محمد الجبالي، أن العلم لا يقتصر على العلم الشرعي بل يشمل جميع فروع المعرفة والعلوم النافعة، وهذا الفهم الشامل يتفق مع الرؤية القرآنية التي ترفع شأن كل علم يقود إلى الإدراك الحقيقي لعظمة الخالق ويحقق فائدة حقيقية للناس، وهذا ما يدل عليه القرآن الكريم: "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، لهذا زكى النبي صلى الله عليه وسلم العلماء فقال: "فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب، أو كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب".
هل يجوز إخراج زكاة الذهب للأقارب؟.. الأزهر للفتوى يوضح 8 فئات مستحقة
كيف أتوب من التقصير في إخراج الزكاة؟.. الأزهر يجيب
أمين البحوث الإسلامية: الأزهر يجسد التكامل بين العلم والدين في خدمة الإنسانية
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يناقش دور التغذية السليمة في بناء الصحة الجسدية والنفسية للطلاب
وأشار الدكتور محمد الجبالي، إلى أن الإمام أبا حنيفة وصف بأنه "مخ العلم"، وهذا الوصف يعد دليلاً قاطعًا على مكانته العلمية الرفيعة، لما له من إسهامات فقهية عظيمة لا تزال تضيء للبشرية طريقها، مبينًا إلى أن الإمام لم يكن يتميز بكونه من كبار علماء زمانه فحسب، بل كان يتحلى بصفات شخصية رفيعة مثل الأمانة، والحلم، والصبر، والذكاء الفطري الذي بسطه الله عليه، وقد شهد له الإمام الشعبي بذكائه وفطنته عندما سأله عن وجهته، فأجاب أبو حنيفة بأنه ذاهب إلى السوق، فرد عليه الشعبي: "ما قصدت ذلك، ولكن إلى من تذهب من حلقات العلماء؟ اذهب وسيكون لك شأن كبير".
الدكتور عماد عبد النبي: العلاقة بين العلماء الكبار تقوم على الاحترام المتبادلمن جانبه، أكد الدكتور عماد عبد النبي أن العلاقة بين العلماء الكبار تقوم على الحب والاحترام والتقدير المتبادل، مع إعطاء كل واحد منهم حقه ومكانته العلمية دون أي بخس، وهو ما يبرهن عليه موقف الإمام الشافعي الذي وصف الإمام أبي حنيفة بقوله: "الناس عِيَالٌ في الفقه على أبي حنيفة"؛ ليؤكد أن هذا الأدب الجم والتواضع هو ثمرة العلم الحقيقي، فالعلم يورث أصحابه السكينة، ولذلك فإن مجالسة العلماء تهذب النفس وترقيها وتعلم الأجيال الجديدة أدب الخلاف وقيمة الاعتراف بالفضل لأهله، مشددًا على أن التنافس بين أهل ينبغي أن يكون تنافسًا معرفيًا بنّاءً يهدف إلى إثراء العلم لا إقصاء صاحبه.
وأضاف الدكتور عماد عبد النبي أن مذهب الإمام أبي حنيفة ملأ الدنيا بفضل اعتماده على منهج قوي ومنضبط في الاستدلال بالسنة، حيث وضع الإمام أبا حنيفة ضوابط صارمة لقبول الحديث؛ منها ألا يكون الحديث مصادمًا للأصول والقواعد العامة، وألا يكون الراوي قد خالف ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك ألا يكون واردًا في قضايا عموم البلوى (أي ما تعم به الحاجة بين الناس) ، فهذه القيود كانت أساسية لضمان استقامة مذهبه الاستنباطي، إضافة إلى أن أبا حنفية كان ورعًا تقيا، فكان يخشى الله سبحانه وتعالى في كل شيء، لأن العلم الحقيقي هو الخشية.
يذكر أن الملتقى "الفقهي يُعقد الاثنين من كل أسبوع في رحاب الجامع الأزهر الشريف، تحت رعاية فضيلة الإمام الأكبر وبتوجيهات من فضيلة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر الشريف، ويهدف الملتقى الفقهي إلى مناقشة المسائل الفقهية المعاصرة التي تواجه المجتمعات الإسلامية، والعمل على إيجاد حلول لها وفقا للشريعة.