قضت المحكمة الدستورية العليا بجلستها المعقودة اليوم السبت، برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر، بعدم قبول الدعوى المقامة طعنًا على دستورية الفقرتين الأولى والثانية من المادة (16) من القانون رقم 52 لسنة 1969 في شأن إيجار الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجرين والمستأجرين، الملغي، فيما أوجبته أولاهما على المؤجر من إبرام عقد الإيجار كتابة، في حين أجازت الأخرى للمستأجر إثبات العلاقة الإيجارية بكافة طرق الإثبات.

وقالت المحكمة في أسباب حكمها إن المشرع حرص في ذلك القانون على تنظيم العلاقة الإيجارية تنظيمًا تشريعيًا بنصوص آمرة، فأوجب بالنص المطعون عليه إبرام عقود الإيجار كتابة، وألزم المؤجر عند تأجير أي مبنى أو وحدة منه، أن يثبت في عقود الإيجار البيانات المتعلقة بترخيص المباني والأجرة الإجمالية المقدرة للمبنى والوحدة المؤجرة، بيد أن اشتراط الكتابة على النحو السالف بيانه، لا ينال من رضائية عقد الإيجار، ولا يجعل منه عقدًا شكليا، تعد الكتابة ركنًا فيه، وإنما وسيلة إثبات تمكن طرفي العلاقة الإيجارية من النفاذ إلى القضاء طلبًا للترضية القضائية حال وجود عقد مكتوب.

وأضافت المحكمة، إذا أخل المؤجر بالتزامه بإبرام عقد الإيجار كتابة أو أنكر العلاقة الإيجارية، كان للمستأجر إثبات واقعة التأجير وجميع شروط العقد بكافة طرق الإثبات، التي لم يحل النص ذاته بين المؤجر وإثباتها باللجوء إلى ما يتاح له منها، منضبطة بقواعد وشروط إعمالها، على نحو ما تتضمنه نصوص قانون الإثبات في المواد المدنية والتجارية، بما مؤداه أن النص المطعون عليه لم يرتب في مواجهة المؤجر، في حالة عدم إبرام عقد الإيجار كتابة أو فقده منه، جزاءً بعدم سماع دعواه بإثبات العلاقة الإيجارية وجميع شروطها، بما لا محل معه لإعمال جزاء خلا منه النص، ولا تسمح به طبيعته، فإذا جرى تطبيق النص على غير هذا النحو، فإن ذلك لا يوقعه في حمأة المخالفة الدستورية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: المحكمة الدستورية مجلس الدولة عقد الإيجار العلاقة الإيجارية العلاقة الإیجاریة الإیجار کتابة عقد الإیجار

إقرأ أيضاً:

صمت دمشق أمام استهداف إسرائيل لطهران.. هل هو انكفاء الضرورة؟

بينما كانت أجواء الشرق الأوسط مشحونةً بالتوتر، ومع تصاعد الدخان فوق الأراضي الإيرانية بفعل الهجوم الإسرائيلي الواسع، اختارت دمشق أن تلزم الصمت. لا تعليق رسميا، لا موقف معلنا، واكتفت فقط بإعلان مقتضب عن إغلاق مؤقت للمجال الجوي السوري. اعلان

التواري السوري عن مشهد ردود الأفعال يطرح تساؤلات جوهرية حول حقيقة علاقة دمشق مع طهران بعد سقوط الأسد، فغياب التصريح الرسمي السوري يبدو أنه ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل هو تحول استراتيجي عميق في طبيعة العلاقة التي كانت تربط دمشق بطهران، خصوصاً إذا ما قورنت بما كانت عليه في السابق.

من التحالف إلى المراجعة

في العقود الماضية، شكّلت العلاقة السورية-الإيرانية نموذجاً نادراً في التحالفات الإقليمية؛ تحالفٌ بُني على  المصلحة الإيرانية في الاستفادة من موقع سوريا المتميز، لا على التشابه الأيديولوجي، فدمشق كانت حجر الزاوية في ما سُمّي بـ"محور المقاومة"، وهي الممر الحيوي الذي اعتمدت عليه إيران لنقل الأسلحة والدعم اللوجستي إلى حزب الله اللبناني، الذي يمثل خط الدفاع الأول عن مصالح طهران في مواجهة إسرائيل.

Related نتنياهو بحث قضايا سوريا وإيران مع ترامبسوريا وإيران على جدول لقاء لافروف-نتانياهوهل وضعت إسرائيل جيران إيران من العرب في موقف محرج؟

ومع سقوط نظام بشار الأسد، وتبدل الحكم في دمشق، لم تعد سوريا في موقع الحليف التقليدي لإيران، وعدم تبني أي موقف سياسي أو حتى دبلوماسي داعم لطهران أو حتى داعم للتهدئة في ما حصل اليوم، يعكس تراجعًا واضحًا في حرارة العلاقة، بل وربما تعمق الخلافات خلف الكواليس.

في ضوء هذه التطورات، يبدو أن صمت دمشق أمام استهداف إيران ليس موقفًا عرضيًا، بل نتيجة طبيعية لمرحلة جديدة من العلاقة بين الطرفين، مرحلة تخرج فيها سوريا من عباءة "التحالف المطلق"، وتدخل في مربع البرود والحياد المدروس، بل ربما إلى ما هو أبعد.

الصمت السوري بدا لافتاً، خاصة أن أجواء الجنوب السوري – ريفي درعا والقنيطرة – كانت جزءاً من ساحة المواجهة، إذ اعترضت الدفاعات الإسرائيلية جسماً طائراً يُعتقد أنه مسيّرة إيرانية، أثناء توجهه لتنفيذ ضربة على أهداف إسرائيلية، وفي وقت لاحق، أكدت مصادر محلية سقوط طائرة مسيّرة في سماء قرية الرفيد بريف القنيطرة، دون أي إشارة رسمية سورية إلى الحدث.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • تحليل يفند حقيقة صواريخ الحوثي.. خدعة هدفها إثبات قدرة الوصول إلى تل أبيب
  • بيتر ميمي يراهن على مملكة الحرير: أكثر مسلسل راضي عنه كتابة وتنفيذ وإخراج وضخامة الإنتاج
  • الغاز والرواتب يعكران صفو العلاقة بين بغداد واربيل قبيل الانتخابات
  • أحمد السقا: تعلمت دفن الموتى صغيرا.. ولم أحتمل وداع سليمان عيد
  • صمت دمشق أمام استهداف إسرائيل لطهران.. هل هو انكفاء الضرورة؟
  • توجيهات رئاسية بشأن القيمة الإيجارية.. هل اقترب قانون الإيجار القديم من الحسم؟
  • ترامب: على إيران إبرام صفقة قبل أن يتلاشى كل شيء
  • النجم البلجيكي دي بروين إلى نابولي رسميا بعد كتابة التاريخ مع السيتي
  • النص الكامل لحكم استئناف متهمي "داعش العمرانية"
  • الناطق باسم الحكومة: مشروع المسطرة الجنائية غير جاهز والإحالة على الدستورية اختصاص محصور