في تصعيد جديد للأزمة النووية بين إيران والولايات المتحدة، فجرت تسريبات استخباراتية خلافات حادة داخل الأوساط السياسية والأمنية في واشنطن، بلغت حدّ توجيه اتهامات بـ"الخيانة" على خلفية الكشف عن تقييمات سرّية بشأن آثار الضربات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية. اعلان

ووفقًا لما نشرته شبكة "NBC"، فقد أُحيل إلى الكونغرس الأميركي تقرير استخباراتي سرّي استعرض نتائج الهجوم، وأكد أن الضربات الجوية الأميركية أخّرت البرنامج النووي الإيراني لعدة أشهر، لكنها لم تُعطِّله بالكامل.

التقرير، الذي اطلع عليه أعضاء في مجلس الشيوخ خلف أبواب مغلقة، جاء متناقضًا مع التصريحات الرسمية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اللذين أكدا أن البرنامج "دُمّر كلياً".

 من جانبها، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" أن تقريرًا لوكالة استخبارات الدفاع الأميركية كشف أن الضربات، التي استهدفت منشآت نطنز وفوردو وأصفهان، ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية، لكنها لم تُحدث دمارًا شاملاً. وبيّن التقرير أن كميات من اليورانيوم عالي التخصيب نُقلت قبل الهجوم، كما أن الجزء الأكبر من أجهزة الطرد المركزي ظل سليمًا.

Relatedنتنياهو بعد ضرب المنشآت النووية الإيرانية: لقد تحقق الوعد وترامب صديق عظيم لإسرائيل ولا مثيل لهبعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّص وجودها في العراق وتحذّر رعاياهاما حجم الخسائر التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جراء الضربات الإسرائيلية؟

وأشار التقرير إلى أن منشأة فوردو، التي تقع داخل جبل وعلى عمق يزيد عن 80 مترًا، تعرضت لتدمير جزئي في مداخلها وبعض بنيتها التحتية، في حين لم يُصَب الهيكل الداخلي للمنشأة بأضرار جسيمة.

مصادر تحدثت إلى الوكالة لفتت إلى أن تقييمات سابقة كانت قد نبهت إلى صعوبة تدمير منشأة فوردو بضربة جوية تقليدية بسبب تحصينها الفائق.

 هذا التباين في التقديرات فجّر موجة انتقادات داخلية، أبرزها من السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، الذي أعرب لموقع "أكسيوس" عن "قلق بالغ من تلاعب الرئيس ترامب بالمعلومات الاستخباراتية". بدوره، صعّد المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، من لهجته، متهمًا مُسرّب المعلومات بـ"الخيانة"، مطالبًا بمحاكمته.

 وفي المقابل، وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو التقارير الاستخباراتية بأنها "كاذبة"، مؤكدًا، في تصريحات لمجلة "بوليتيكو"، أن إيران أصبحت "أبعد من أي وقت مضى عن حيازة سلاح نووي" بعد الضربة الأخيرة. كما رفض البيت الأبيض بشدة ما ورد في تقرير وكالة استخبارات الدفاع، واعتبرته "خاطئًا تمامًا"، وقالت المتحدثة باسمه، كارولين ليفيت، إن "تسريب هذه المعلومات يهدف إلى تقويض الرئيس ترامب والتقليل من نجاح العملية العسكرية الدقيقة".

 وأكدت ليفيت أن الضربة استخدمت 14 قنبلة بوزن 30 ألف رطل لكل منها، مما يعني، على حد تعبيرها، "دمارًا شاملاً"، في حين شدد ترامب مرارًا خلال الأيام الماضية على أن "منشآت فوردو ونطنز وأصفهان قد دُمّرت بالكامل، ولن تتمكن إيران من إعادة بنائها". وهو ما أكده نتنياهو في خطاب متلفز قال فيه: "وعدتكم لعقود بأن إيران لن تملك سلاحًا نوويًا، وقد أوفينا بالوعد ودمرنا البرنامج".

 ويأتي هذا الجدل بعد أن شنت إسرائيل، عدة ضربات جوية على إيران بدأت في 13 يونيو/حزيران واستمرت 12 يومًا، استهدفت خلالها منشآت عسكرية ونووية ومدنية، واغتالت عددًا من العلماء والقادة العسكريين. وأسفرت الضربات عن مقتل 606 أشخاص وإصابة 5332 آخرين، وفق وزارة الصحة الإيرانية.

 الرد الإيراني لم يتأخر، إذ أطلقت طهران وابلًا من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية، اخترقت أعداد منها الدفاعات الجوية وأوقعت دمارًا وذعرًا واسع النطاق، فضلاً عن سقوط 28 قتيلًا و3,238 جريحًا، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية.

 وفي أعقاب الضربات الإيرانية، شنّت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت نووية داخل إيران، مدعية "نهاية" البرنامج النووي، وردّت طهران بقصف قاعدة العديد الأميركية في قطر، مما زاد من خطورة التصعيد. وفي 24 يونيو/حزيران، أعلنت واشنطن رسميًا التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بعد أسابيع من التصعيد الذي أعاد المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب البيت الأبيض البرنامج الايراني النووي مفاعل نووي دونالد ترامب إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إيران البرنامج الايراني النووي حلف شمال الأطلسي الناتو حركة حماس حرائق لاهاي عمدة

إقرأ أيضاً:

إيران تعلن ترحيل 55 من مواطنيها من الولايات المتحدة وتتّهم واشنطن بمضايقات ممنهجة

قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن هذه الدفعة هي الثانية خلال أشهر قليلة التي تعود إلى إيران في ظروف مماثلة، مؤكدًا استمرار تواصل الوزارة مع بعثاتها الدبلوماسية لمتابعة أي حالات مشابهة وضمان احترام حقوق المواطنين خلال مراحل الاحتجاز أو الترحيل.

أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أنّ مجموعة جديدة من المواطنين الإيرانيين ستعود إلى البلاد خلال الأيام المقبلة بعد ترحيلهم من الولايات المتحدة لأسباب قالت السلطات الأميركية إنها "قانونية" وتتعلق بمخالفات في قوانين الهجرة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، إن المعطيات الواردة من واشنطن تشير إلى أن عدد العائدين قد يصل إلى 55 شخصًا، مؤكداً أنّ الوزارة تتابع أوضاعهم منذ بدء الإجراءات الأميركية بحقهم. وأضاف أن المواطنين المرحّلين أبدوا رغبتهم في العودة إلى إيران بسبب ما وصفه بـ"الضغوط والمضايقات" التي تعرضوا لها خلال الفترة الماضية.

وأشار بقائي إلى أن الولايات المتحدة تشهد تشديدًا في سياسات الهجرة، حيث تشير التقارير إلى أنّ عدد المرحّلين من مختلف الجنسيات خلال العام الماضي تجاوز 500 ألف شخص، وهو ما اعتبره دليلاً على "تصعيد واضح" في الإجراءات الأميركية.

ولفت المتحدث إلى أن هذه الدفعة هي الثانية خلال أشهر قليلة التي تعود إلى إيران في ظروف مماثلة، مؤكدًا استمرار تواصل الخارجية الإيرانية مع بعثاتها الدبلوماسية لمتابعة أي حالات مشابهة وضمان احترام حقوق المواطنين خلال مراحل الاحتجاز أو الترحيل. وأوضح أنّ الوزارة ستوفّر التسهيلات اللازمة للعائدين فور وصولهم، بما في ذلك الدعم القانوني والإجراءات الإدارية.

وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الانتقادات الموجهة إلى الولايات المتحدة بشأن تعاملها مع المهاجرين.

وفيما يتعلق برفض الولايات المتحدة إصدار تأشيرات للجماهير الإيرانية، قال بقائي إن واشنطن "ملزمة بتوفير الظروف المناسبة لحضور الفرق الرياضية ومشجعيها"، معتبرًا أن عدم الالتزام بذلك يترتب عليه "مسؤولية دولية". وأكد أن طهران أبلغت اعتراضها الشديد على القرار، وتتوقع من الاتحاد الدولي لكرة القدم اتخاذ خطوات لضمان احترام الالتزامات.

وكانت إيران، قد قدمت طلبًا للحصول على 9 تأشيرات لوفدها، إلا أنّ أمير مهدي علوي، المتحدث باسم الاتحاد الإيراني لكرة القدم، أوضح أن الولايات المتحدة منحت 4 تأشيرات فقط من إجمالي الطلب.

Related إيران تختبر صواريخها الاستراتيجية قرب مضيق هرمز في خضمّ تصاعد التوتر الإقليميواشنطن تطلق "ضربة العقرب" في الشرق الأوسط.. سرب جديد يطارد إيران؟قائد سابق في سلاح الجو الإسرائيلي يحذّر: "إما غزو إيران أو القبول بالعودة إلى طاولة المفاوضات" "لا نتدخل في لبنان"

قال بقائي إنّ الجدل الدائر حول رسالة عباس عراقجي إلى نظيره اللبناني ورفض لبنان للدعوة "نقاش مضلّل بالكامل"، مؤكداً أنّ إيران لا تتدخل إطلاقاً في الشأن اللبناني. وأضاف أن حزب الله جزء راسخ وفاعل في المجتمع اللبناني ويتخذ قراراته بنفسه، ولا علاقة لطهران بخياراته الداخلية.

وأوضح أن حرص إيران على السلام والأمن في المنطقة لا يجب تفسيره كتدخل، بل هو، بحسب تعبيره، "انعكاس لمسؤولية" تتحمّلها طهران. وشدد على أن بلاده "جاهزة للحوار مع المسؤولين اللبنانيين" وتتمتع بـ"علاقات طويلة الأمد" مع لبنان، لكنه أكد أن كل القرارات المتعلقة بالشأن الداخلي يجب أن تُحسم عبر حوار لبناني–لبناني وبين مكوّنات لبنان المختلفة، لافتاً إلى أن مسألة سلاح المقاومة يقررها حزب الله نفسه.

وفي ما يتعلق بالإجراء الذي اتخذته السلطات العراقية بحق حزب الله وأنصار الله، قال بقائي إن العراقيين قدّموا إيضاحات رسمية، وإن إيران تستند إلى ما يصدر رسميًا عن بغداد. وأضاف أنّه أصبح "واضحًا لجميع الشعوب" أن حزب الله يخوض نضالاً مشروعاً وقانونياً، وأنه يُصنَّف، وفق القانون الدولي، ضمن حركات التحرر.

وثيقة الأمن القومي الأميركية: تكريس لأمن إسرائيل

وتناول المتحدث باسم الخارجية الإيرانية مضمون وثيقة الأمن القومي الأميركية الأخيرة، مؤكّدًا أنّها "تكشف بوضوح ما كانت الإدارات الأميركية السابقة تخفيه".

وقال إن الوثيقة تؤكد بشكل صريح ضمان أمن إسرائيل وتأمين الوصول إلى مصادر الطاقة، دون الإشارة إلى حقوق الشعب الفلسطيني، معتبراً أنها "وثيقة أُعدّت لأمن اسرائيل".

وأضاف بقائي أنّ الولايات المتحدة "تضع نفسها في موقع الحَكَم على جميع الدول"، وأن اعتماد هذه السياسات "يعكس تواطؤ واشنطن في الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني".

وبشأن الإجراءات التي تتعلق بسيادة إيران، أكد بقائي أنّ طهران "لا تتسامح مطلقًا مع أي انتهاك لسيادتها، بما في ذلك المجال الجوي للبلاد"، مشيرًا إلى أنّ إيران تحذر باستمرار دول المنطقة من استغلال إسرائيل لأراضيها.

وقال إن الخارجية تتابع كل حالة موثّقة وتطرحها "بكل صراحة" مع الدول المعنية.

يوم دولي لمناهضة الإجراءات القسرية

وفي سياق آخر، تطرق بقائي إلى التطورات الدبلوماسية الأخيرة، مشيرًا إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صادقت هذا العام على قرار اعتماد "اليوم الدولي لمناهضة الإجراءات القسرية الانفرادية"، وقد أُقيم قبل يومين أول اجتماع رسمي لإحياء هذه المناسبة.

واعتبر أن هذا التطور يمثل "خطوة كبيرة تعكس قلق المجتمع الدولي من تأثير الإجراءات القسرية على الدول النامية".

كما أشار المتحدث إلى الأوضاع الإنسانية في غزة، مؤكدًا أن ''الجرائم الإسرائيلية'' مستمرة، وأن عدد القتلى بلغ نحو 400 شخص خلال الأيام الأخيرة.

كما أشار إلى تعرض عدد من مقرري الأمم المتحدة لتهديدات خطيرة، معتبراً ذلك دليلاً على الحصانة المطلقة التي تمنحها الولايات المتحدة للكيان الإسرائيلي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • 10 ملايين دولار مقابل رأس الإيرانية فاطمة صديقيان.. ما الذي كشفته واشنطن؟
  • الطاقة الذرية الإيرانية: جميع مواقعنا النووية مستمرة بالعمل بأمان
  • إيران: اتفاقية الضمانات النووية أصبحت "غير مناسبة لظروف الحروب"
  • خاص.. البيت الأبيض: إستراتيجية ترمب محت المنشآت النووية الإيرانية وأنهت 8 حروب
  • «حاملة الطائرات التي لا تغرق: إسرائيل، لماذا تخشى السعودية أكثر مما تخشى إيران؟»
  • السفير الأميركي لدى لبنان يكشف عودة الاتصالات لزيارة قائد الجيش واشنطن
  • العراق محور ضغوط أمريكية لإعادة ضبط التوازن مع إيران
  • إيران تعلن ترحيل 55 من مواطنيها من الولايات المتحدة وتتّهم واشنطن بمضايقات ممنهجة
  • تقرير إسرائيلي: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق
  • قطر: من الضروري التوصل لطريقة لإعادة إحياء المفاوضات النووية مع إيران