لجريدة عمان:
2025-07-02@05:25:07 GMT

الأسرة قوة المجتمع وصلابته

تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT

الأسرة قوة المجتمع وصلابته

يظل الاهتمام بالأسرة الشغل الشاغل للدول والحكومات الساعية إلى بناء مجتمعات متماسكة، مستقرة، ومزدهرة، فالأسرة هي خلية البناء الأولى التي تحدد مدى قوة المجتمع وصلابته وقدرته على مواصلة مسيرة النمو ومواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.

وإدراكا للأهمية البالغة التي تشكلها في منظومة البناء الحضاري وضعت سلطنة عمان الأسرة في صلب الخطط والاستراتيجيات، وأقرت الكثير من البرامج والتشريعات الحمائية التي تحافظ على كيان الأسرة العمانية وحقوق أفرادها من الطفولة حتى الشيخوخة.

وقد أولى جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم - حفظه الله ورعاه - قضايا الأسرة وتربية الأجيال عناية خاصة؛ ووجه بالاستمرار في العمل على تعزيز منظومة القيم الوطنية والأخلاقية في المجتمع.

وتأتي ندوة الأسرة وبناء القيم ـ الفرص والتحديات ـ التي تنظمها مؤسسة الإمام جابر بن زيد الوقفية، لترسخ السمت العماني بما يشتمل عليه من مبادئ وقيم رفيعة مستمدة من الدين الحنيف، وتحصين النشء فكريا ومعرفيا في ظل الثورة الرقمية وسطوة وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من تحديات تؤثر في الأسرة، ما يدعو إلى ضرورة نشر الوعي لمجابهة التيارات الثقافية والفكرية الدخيلة وحماية الأسر والمجتمعات من دعوات التغريب والتفتيت، كما أن ربط الأسرة العمانية بقيم مجتمعها وعاداته الأصيلة كفيل بالحفاظ على تماسكها وتآزرها وتراحمها، ما ينعكس على تماسك المجتمع ووحدته، وذلك يتحقق بحسن تربية النشء وتغذيتهم بالإيمان والفضائل ومواجهة تيارات العولمة بكل حسم.

ولا شك أن العالم بشهد إيقاعا متسارعا في جميع جوانب الحياة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات، حيث تتزاحم الأفكار الطيبة والخبيثة وتتصارع للاستحواذ على العقول وتوجيهها، وليست الأسرةُ بمنأى عن الاستهدافات، بدوافع سياسية أو اقتصادية أو فكرية، ومن هنا تأتي أهمية متابعة تأثيرات الطفرات الرقمية على نمط الحياة، والاستفادة من إيجابياتها في التواصل بين البشر وتحصيل المعارف والمنافع، والحذر من الوجه المظلم للتقدم الرقمي الذي يسمح للدخيل من الظواهر والأفكار أن يستهدف الأجيال ويقود الشباب- إلى الوقوع في دائرة التيه والعقد النفسية، والتشكيك في الثوابت الدينية والوطنية.

من هنا تتضاعف مسؤولية المجتمع في القيام بدور المرشد الحكيم والناصح الأمين، مستلهما المبادئ التربوية المنسجمة مع هويتنا وتراثنا الثقافي بما يؤسس القيم في نفوس النشء تأسيسا متوازنا يمزج بين أصالة الفكر وتطلعات الأجيال وانفتاحها على العالم.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

أمين البحوث الإسلامية: استدعاء القيم الأخلاقية أساس نهضة المجتمعات المعاصرة

ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، كلمةً في الاحتفال الذي نظَّمه الجامع الأزهر، اليوم عقب صلاة المغرب؛ بمناسبة ذِكرى الهجرة النبويَّة، وذلك برعاية كريمة مِن فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة والمشرف على الأنشطة العِلميَّة للرواق الأزهري، وجَمْع مِنَ العلماء وطلَّاب العِلم والمصلِّين.

أمين البحوث الإسلامية: الطلاب الوافدون يسيرون على خُطى المهاجرين الأوائل.. صوربـ 3 محاور جديدة.. البحوث الإسلامية: تمديد حملة سلوكك مرآتك على الطريق

وأوضح الدكتور الجندى، أنَّ الهجرة النبويَّة تمثِّل حدثًا مفصليًّا في تاريخ الأمَّة، ليس فقط من جهة انتقال النبي مِن مكَّةَ إلى المدينة؛ وإنما لِمَا انبنى على هذا الانتقال مِن تأسيسٍ لمرحلة جديدة مِنَ البناء الحضاري والإنساني والأخلاقي، مؤكِّدًا أنَّ الهجرة لا تزال مصدرًا غنيًّا بالقِيَم التربويَّة والدعويَّة والاجتماعيَّة التي تحتاجها المجتمعات المعاصرة لتصحيح مساراتها.

وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ النبي خرج مِن مكَّةَ وهو يحمل مشروعًا حضاريًّا ممتدًّا لبناء مجتمع قائم على أُسُس راسخة مِنَ الرحمة، والعدل، والمواطنة، واحترام الحقوق؛ لافتًا إلى أنَّ هذه كلَّها مرتكزات لا غنى عنها لأيَّة أمَّة تسعى لإصلاح واقعها والارتقاء بذاتها.

وتابع: أنَّ مِن أعظم ما تؤكِّده الهجرة أنَّ الإصلاح يبدأ مِن داخل النفْس، وأنَّ التحوُّل الحقيقي يكون بتحوُّل الوعي والسلوك والمنهج، مشيرًا إلى أنَّ النبي قدَّم في الهجرة أنموذجًا فريدًا في التوازن بين التوكُّل على الله والأخذ بالأسباب، وضَبْط النفْس في أصعب الظروف، والتخطيط الرَّشيد لمواجهة التحديات.

وتناول الدكتور محمد الجندي قيمة الرحمة التي صاحبتِ الهجرة منذ لحظاتها الأولى؛ إذْ خرج النبي مِن بلده وهو يردُّ الأمانات لأهلها رغم إيذائهم له، ويغلِّب جانب الإصلاح والدعوة على الانتصار للنفْس؛ ممَّا يجسِّد الأخلاق النبويَّة الرفيعة، ويؤكِّد حاجتنا اليوم لاستعادة هذه القِيَم في واقعنا المعاصر.

وأشار الجندي إلى دَور الشباب في نجاح الهجرة، وكيف أنَّ النبي منحهم الثقة، وأسند إليهم مهمَّاتٍ دقيقةً في لحظات مفصليَّة، مؤكِّدًا أنَّ هذه الثقة تمثِّل دعوةً صريحةً للمؤسَّسات التربويَّة والمجتمعيَّة إلى إعداد الشباب وتأهيلهم وتمكينهم ليكونوا ركيزةً في بناء المستقبَل.

واختتم بتأكيد أنَّ ذِكرى الهجرة ينبغي أن تتحوَّل مِن مجرَّد احتفاء سنوي إلى وقفةِ مراجعةٍ صادقةٍ، وفرصةٍ لاستحضار المعاني الكبرى لهذا الحدَث العظيم، فالهجرةُ في جوهرها دعوة متجدِّدة إلى تجاوز الأزمات بروح منضبطة، ونفْس مخلِصة، وعقل راشد، وهي تذكيرٌ دائمٌ بأنَّ الأمم لا تنهض إلا بالعمل، ولا تُبنَى إلا بالتخطيط والمبادرة وتحمُّل المسئوليَّة.

طباعة شارك البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي الهجرة تاريخ الأمة الأخلاق

مقالات مشابهة

  • د. منال إمام تكتب: المرأة المصرية.. حارسة القيم ومصدر التوازن الأسري في زمن التحولات
  • فعاليات صيفية تثري مهارات النشء وتغرس القيم الوطنية
  • أمين البحوث الإسلامية: استدعاء القيم الأخلاقية أساس نهضة المجتمعات المعاصرة
  • تفقَّد سير العمل في مركز التدريب والتنمية بالأمانة
  • الشباب يغذون الانقسام بين الأجيال في الحزب الجمهوري حول إسرائيل
  • الأستاذ العدني الذي علّم الأجيال.. يتخلى عن الطباشير ليكافح من أجل العيش
  • الأسرة والمجتمع في فكر المسيرة القرآنية
  • قوة المجتمع في ترابطه الأسري وتماسكه
  • تحت رعاية قرينة الرئيس.. مجلس النواب يستضيف سفيرات برنامج ريحانة
  • أمير الشرقية: الحفاظ على الهوية الوطنية يُرسخ قيم الانتماء لدى الأجيال