عفراء تحتفل بعامها الأول.. الأيتام يتكيفون مع وضعهم الجديد بعد مرور عام على الزلزال المدمر
تاريخ النشر: 5th, February 2024 GMT
تحتفل عفراء السوادي بعيد ميلادها الأول يوم الثلاثاء، بغياب مظاهر الاحتفال من موسيقى وهدايا وكيكة عيد الميلاد، لأنه كان يوما أليما، حيث الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا وتسبب بمقتل جميع أفراد عائلتها.
اشتهرت عفراء بوقتها حين تم انتشالها من تحت أنقاض منزلها في بلدة جندريس شمال سوريا. وهي لا تزال مرتبطة بوالدتها عن طريق الحبل السري.
أطلق عليها الأطباء في البداية اسم "آية"، ثم أطلق عليها أقاربها الذين تبنوها اسم "عفراء" تخليداً لذكرى والدتها.
عفراء هي الفرد الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من عائلتها التي قتلت في الزلزال المدمر إلى جانب نحو 59 ألف شخص.
وهي واحدة من مئات الأطفال الذين تيتموا أو انفصلوا عن عائلاتهم بسبب الكارثة، بالإضافة إلى العديد من الأطفال الذين فقدوا آباءهم في الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا منذ ما يقرب من 13 عامًا.
وبعد مرور عام، بدأ هؤلاء الأطفال في التكيف مع واقعهم الجديد، حيث يعيش معظمهم الآن مع أقاربهم وأسرهم الجديدة، بينما انتهى الأمر بأعداد أقل في دور الحضانة أو دور الأيتام.
ويقول ولي أمرها خليل السوادي إن أمنيته الوحيدة في عيد ميلادها بسيطة: "التعليم."
الالتحاق بالمدارس في شمال غرب سوريا يعتبر ترفا، حيث يعتمد 90% من السكان على المساعدات من أجل البقاء.
وقال السوادي: "أتمنى عندما تكبر عفراء أن تحصل على أعلى مستوى من التعليم، ليس مثل أطفالي أو هذا الجيل الذي فقد كل شيء".
ووفقا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة أو اليونيسف، تم العثور على حوالي 542 طفلا "غير مصحوبين ومنفصلين" في المناطق المتضررة من الزلزال في جميع أنحاء سوريا.
وتقول السلطات المحلية في شمال غرب سوريا إن ما لا يقل عن 537 طفلاً فقدوا أحد والديهم بسبب الزلزال، على الرغم من أن 61 طفلاً فقط من هؤلاء قد فقدوا أمهاتهم وأبيهم. ومن المرجح أن يكون الرقم الحقيقي أعلى.
ياسمينكانت ياسمين شحود في الحادية عشرة من عمرها عندما وقع الزلزال.
وكانت عائلتها قد نزحت من مسقط رأسها في معرة النعمان إلى بلدة أرمناز في شمال غرب سوريا، على بعد حوالي 70 كيلومتراً.
وفي 6 فبراير/شباط، انهار منزلهم، وحوصرت تحت الأنقاض لمدة 20 ساعة قبل أن يقوم عمال الإنقاذ بإخراجها.
تحطمت ذراع شحود وساقها، وساءت حالتها الصحية حيث تحتاج إلى عدة عمليات جراحية.
خلال الأسابيع القليلة الأولى، لم يكن لدى أحد الجرأة ليخبر الفتاة المصابة بجروح بالغة أن عائلتها قد ماتت.
تقول الأخصائية الاجتماعية في الجمعية الطبية السورية الأمريكية، غيثه الإبراهيم، "بعد كارثة الزلزال الذي وقع في 6 شباط/فبراير 2023، استقبلت مرافق الجمعية الطبية السورية عدداً كبيراً من الأطفال الأيتام الذين فقدوا ذويهم".
وبقيت الفتاة عدة أشهر في دار للأيتام لتكون قريبة من المستشفى ولأنها تحتاج إلى علاج طبيعي مكثف.
وهي تعيش الآن مع جدها وخالتها وعمها وأبناء عمومتها وعادت إلى المدرسة، على الرغم من أنها لا تزال تمشي بصعوبة.
وتأمل في النهاية أن تصبح صيدلانية.
شاهد: عام على زلزال تركيا المدمر.. المنكوبون يكافحون من أجل إعادة بناء سبل بيوتهم وحياتهم"لو عظمة منهم على الأقل".. بعد عام على زلزال تركيا المروع.. عائلات لا تزال تبحث عن رفات ذويهاهناءفي بلدة حارم في محافظة إدلب، حيث تعيش هناء شريف البالغة من العمر 8 سنوات الآن مع عائلة جدها وعمها، توفي والداها وشقيقتها في الزلزال، وظلت هناء محاصرة تحت الأنقاض لمدة 33 ساعة.
في البداية، اعتقد الأطباء أنه يجب بتر يدها.
وقال عمها علي شريف: "بدأت هناء تسأل عن أهلها، والدتها وأبوها، وبدأنا نخبرها شيئًا فشيئًا أنهم ذهبوا إلى الجنة. وبدأت تتقبل الأمر".
وأضاف: "لقد حاولنا جاهدين أن نعيد ابتسامتها. لقد حاول جدها وجدتها وعمتها الكثير".
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: أطفال مصابون بقصف إسرائيلي يعالجون على أرضية مستشفى في غزة شاهد: رومانيا تحتفل بمهرجان النقانق السنوي بعد عام في السجن.. النجم داني ألفيس يمثل الإثنين أمام محكمة في برشلونة ضحايا سوريا أطفال زلزال زلزال تركيا وسورياالمصدر: euronews
كلمات دلالية: ضحايا سوريا أطفال زلزال زلزال تركيا وسوريا غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قصف رفح معبر رفح روسيا اليمن الضفة الغربية سوريا طوفان الأقصى غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسرائيل قصف رفح معبر رفح یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
راند فكري تناقش تنامي الشراء العاطفي وتأثيره المدمر في برنامج الحياة أنت وهي
في حلقة جديدة اتسمت بالجرأة والصراحة من برنامج "الحياة أنت وهي" المذاع عبر شاشة قناة الحياة، ألقت الإعلامية راند فكري الضوء على ملف شائك يهدد استقرار الأسر والمجتمع، ألا وهو التزايد المطرد في السلوك الاستهلاكي، وتحديدًا ما يُعرف بـ "الشراء العاطفي" أو "الشراء التعويضي".
وخلال الحلقة التي عُرضت حذرت فكري من أن هذا النوع من الشراء تحول إلى وسيلة للهروب من الضغوط النفسية وتلبية احتياجات عاطفية دفينة وغير مُشبعة، الأمر الذي يخلق فجوة عميقة في علاقة الأفراد بذواتهم ويستنزف ميزانياتهم.
وقد تساءلت الإعلامية بأسلوبها الواضح: "هو إحنا ليه بقينا بنشتري عشان نحس إننا عايشين؟!"، مؤكدة أن الدافع وراء الكثير من عمليات الشراء لم يعد الحاجة الفعلية للمنتج، بل أصبح آلية للتعويض النفسي والشعور المؤقت بالبهجة، خاصة في أوقات الحزن والإحباط.
ولم تتوقف فكري عند هذا الحد، بل أشارت إلى التأثير المضاعف لوسائل التواصل الاجتماعي، قائلة: "كل ما نزعل ندخل نشتري حاجة، وكمان لما نشوف حد بيشتري على السوشيال ميديا بنشتري برضه، كأننا بنقلّد أو بنسابق بعض في استهلاك بلا وعي".
التسوق الإلكتروني.. من راحة إلى إدمان:
كما سلطت راند فكري الضوء على التحول الخطير في استخدام التسوق عبر الإنترنت، والذي كان يُنظر إليه في البداية كأداة لتوفير الوقت والجهد، ليصبح سلوكًا شبه يومي ينذر بالتحول إلى إدمان.
وعلقت على هذا الأمر بأسلوب ساخر ولكنه معبر: "بقينا نطلب أونلاين أكتر ما بنطلب بعض"، في إشارة إلى تفضيل البعض للتفاعل مع المنصات التجارية على التواصل الإنساني.
وقد وصفت الترقب غير المبرر لوصول مشتريات الإنترنت بأنه سلوك يُشبه انتظار هدايا أعياد الميلاد، مما يعكس كيف أصبح فعل الشراء مرتبطًا بمشاعر التعويض العاطفي عن جوانب أخرى مفقودة في الحياة.
وفي تحليل نفسي معمق، تطرقت فكري إلى الارتباط المرضي الذي قد ينشأ بين الأفراد ومشترياتهم، خاصة لدى بعض السيدات، قائلة بوضوح: "بعض الستات علاقتها بالمشتريات أكبر من علاقتها بنفسها". واعتبرت أن هذا النمط من التفكير يعكس في الغالب فراغًا داخليًا أو احتياجات نفسية لم يتم التعرف عليها أو التعبير عنها بطرق صحية وسليمة.
تُعد هذه الحلقة من برنامج "الحياة أنت وهي" بمثابة دعوة جادة للمشاهدين للتفكير مليًا في أنماطهم الاستهلاكية والدوافع الكامنة وراءها، وتسليط الضوء على المخاطر النفسية والاقتصادية الناجمة عن الانقياد لسلوك "الشراء العاطفي" الذي بات يستنزف الموارد ويؤثر سلبًا على جودة الحياة والعلاقة بالذات.